الفصل الثاني : أمور غريبة
أين ... أين أنا..؟ .... أستيقظت على صوت غريب جدا لكن الاشد غرابة هي الغرفة التي انا موجود بها !!!
ما هذا السرير ؟؟ .... يبدو مألوفا بالنسبة لي ... ؟؟
الصوت .... مازال الصوت الغريب يدوي المكان ... ولكنه قادم من مكان بعيد ... ليس ببعيد جدا ..
لحظة ... اليست هذه اللوحة المعلقة ... لوحتي ؟؟ لوحتي التي رسمتها عندما كنت في الثالثة عشر من عمري ...
أنا .... أنا في غرفتي القديمة !!!! .... ماذا أفعل هنا !!!!
هذه الرائحة .... مألوفة جدا .... لحظة ..... هناك شيء يحترق ...
قفزت من فوق السرير وركضت نحو الباب وفتحته في عجلة من أمري رغم حرارة مقبض الباب لكن رائحة الحريق الشديدة وحرارة الغرفة أنستني حرارة المقبض . فتحت باب الغرفة واقتحم الدخان الاسود غرفة نومي بعدما هرب من ممر الدور العلوي ... حيث كان مصدر الدخان هي الغرفة الموجودة في نهاية الممر ... لحظة ... إنها غرفة أخي الكبير هتان .... يا الهي .... انه يصرخ ... هذا صوته ... مازال في الغرفة المحترقة .
ركضت نحو الغرفة وسط حرارة وكثافة الدخان الاسود المنبعث من الغرفة ولكن .... هناك من منعني من الوصول وامسك بيدي بقوة شديدة وقام بسحبي بعيدا عن باب غرفى هتان .
تيم : اتركني .... اتركني !!! .... اخي محتجز بالداخل !!! .... يجب أن أنقذه من النيران !!!!
؟؟؟ : اذا كان هناك شخص سيذهب .... فأنا من سيذهب
تيم : أبي ؟؟
نعم انه صوت أبي .... لقد كان هو من يحاول ابعادي عن غرفة هتان ... قام أبي بسحبي بقوة شديدة وطرحني أرضا بجانب الدرج وركض نحو غرفة هتان وسط الدخان الأسود الكثيف حتى وصل الى غرفة هتان ولم أستطع رؤية ما حدث هناك لكثرة الدخان الأسود ...
تيم : أبي !!!! ..... أبي !!!!!
أخذت أصرخ وأصرخ .... لكن .... دون جدوى .... لا أحد يجيبني سوى صوت النيران وهي تأكل أثاث البيت .... حتى لمحت أحدهم قادم من الداخل ويحمل على ذراعيه شخص آخر .... أدركت أن والدي تمكن من اخراج هتان من الغرفة ... اعتلت شفتاي ابتسامة عريضة من شدة الفرح .... فمازال الاثنين على قيد الحياة .... ولكن ..... السقف المتآكل من شدة حرارة اللهب انقض وسقط على رأس أبي وهتان واحتجزاهما تحت ألسنة اللهب .
تيم : أبي ..... هتان !!!!
الأب : هتان ..... لا تقترب ...... اهرب
من دون أن أشعر ... ركضت نحو أبي وهتان .... في محاولة يائسة لاخراجهم ولكن أحد رجال الاطفاء تمكن من الامساك بي قبل أن أصل لهم بينما قام الاخر باطفاء النيران من حول أبي وهتان ..... ولكن .... بعد فوات الأوان
بينما كنت جالسا داخل سيارة الاسعاف وأحد المسعفين يطبب جراحي الملتهبة في منتصف الليل تقريبا شاهدتهم وهم يخرجون أبي وهتان .... جثث هامدة .... ووضعاهما بالقرب من سيارة الاسعاف .
اقتربت من جثة أخي هتان .... وأزحت عن وجهه الغطاء الأبيض .... بالكاد كانت ملامحه تظهر فقد تآكلت ملامحه من شدة حرارة النيران ...
نظرت اليه قليلا وكادت دمعتي تسقط من عيني .... ولكنه حرك رأسه فجأة ونظر نحوي وعيناه مليئتان بالحقد والكراهية ومد يده نحو عنقي .
هتان : أنت السبب .... أنت السبب !!!!!
تيم : ماذا تقصد .... أنا .... لم ..... أفعل شيئا ......
بالكاد أستطيع التنفس .... فقد كان هتان يقبض بشدة على عنقي ويمنعني من التنفس .
هتان : أنت السبب !!! .... ستموت الأن ..... ستموت !!!!
تيم : هتان ..... توقف !!!!!
كين : تيم .... استيقظ .... استيقظ !!!!
فتحت عيني على صوت صديقي كين والمضيفة التي تنظر نحوي بدهشة واستغراب شديدين
كين : لا بأس .... إنه بخير .... نأسف لهذا الازعاج
المضيفة : هل أحضر لك بعض الماء أو مهدئ ؟؟
كين : سيكون بخير ... شكرا لك
المضيفة : على الرحب والسعة في حال احتجتما الى أي شيء لا تترددا في ضغط هذا الزر
وأشارت الى الزر الموجود على يمين المقعد
كين : حسنا .... شكرا لك ....
وذهبت المضيفة الى الحجرة الصغيرة الموجودة بجانب الحمام
كاوري : هل أنت بخير ؟؟
تيم : أجل
سيتبل : لقد أفزعتني
كين : ذلك الكابوس مرة أخرى ؟؟
تيم : أجل .... وبنفس التفاصيل
يتــــــــــــــــ:boggled:ــــــــــــــــبع