آخر مستجدات أفغانستان (الأربعاء23ذوالقعدة)

مركز الدراسات اخبار المجاهدين الأفغان يوم الإربعاء 23/11/1422هـ
قوات وزير الدفاع محمد فهيم تلتف على قوات نائبه دوستم ، فبعد المعارك الطاحنة التي يخوضه الطرفان ضد بعضهما منذ دخولهما كابل ، اشتد هجوم قوات دوستم على مناطق قوات فهيم في الولايات الشمالية الشرقية كطلقان وقندوز ، مما أوقع خسائر فادحة في قوات فهيم وأفقده مناطقاً هامة محاذية لنهر جيحون ، وهذا الأمر اضطر وزير الدفاع إلى إصدار الأوامر لقائده الأول محمد عطا في المناطق الشمالية للإلتفاف على مناطق دوستم الاستراتيجية وأهمها مزار شريف ، وبالفعل تقدمت قوات محمد عطا إلى مزار شريف لتبدأ خوض معاركها في منطقة شولاكار التي تبعد عن مزار شريف 70 كيلو مترا ، وحينما هددت قوات عطا المقر الرئيسي لدوستم استنفر دوستم العرق الأوزبكي ليخوض معارك طاحنة في تلك المنطقة ضد الطاجيك و قد سقط في يوم الأحد الماضي من جراء تلك المعارك أكثر من 50 قتيلاً عدا الجرحى الذين يعدون بالمئات ، والجدير بالذكر أن الذي بدأ هذه المعارك في الشمال هو الجنرال دوستم وكان يهدف من وراء ذلك إحكام سيطرته على الولايات الشمالية والشمالية الشرقية ، وتنظيف المنطقة من أي قادة يمكن أن يكونوا عنصر ضغط عليه في الأيام القادمة لا سيما بعد انتهاء مدة الحكومة الانتقالية ، وفي حال سيطرته وتفرده بتلك المناطق فإنه سيفرض نفسه بالقوة على أي حل قادم لتشكيل حكومة موسعة .

القوات الفرنسية وهيئات الإغاثة الدولية تنسحب من شمال أفغانستان وخاصة من مزار شريف إلى كابل و أوزبكستان ، وكان ذلك الانسحاب المفاجئ للقوات الفرنسية من الشمال والتي كانت مكلفة بحماية مطار مزار شريف وتأمين طريق الهيئات الدولية ، يعبر عن عدم استطاعة القوات الدولية على التأقلم مع الوضع الأفغاني ، حيث انسحبت بحجة انعدام الأمن وكثرة المعارك بين الأطراف المتحالفة بالأمس ، وقد بررت القوات الفرنسية انسحابها إلى رغبتها في عدم الدخول في النزاعات العرقية وفضلت الانسحاب من المناطق المتنازع عليها إلى حين هدوء الأوضاع كما تقول ، غير مكترثة بانسحاب كل الهيئات الدولية على إثر انسحابها والتي نزلت تحت حراستها ، ويعود سبب انسحاب القوات الفرنسية إلى خوفها من إقحامها في أي معارك ضد الفصائل الشمالية ، وأيضاً وهو الأهم فإن السبب يعود إلى عدم حماسها لتنفيذ المخطط الأمريكي الذي ستعود سلبياته على جميع أعضاء الحلف وستتفرد أمريكا وحدها بإيجابياته إذا وجدت .

تدور معارك عنيفة في ولاية بميان بين فصائل حزب الوحدة ، وهذه المعارك تدور بين أطراف موالية لإيران وأطراف ترفض الانصياع للتوجيهات الإيرانية ، وقد خلفت المعارك في هذا الأسبوع عشرات من الجرحى والقتلى ، وتحاول إيران عن طريق حوزتها العلمية إيفاد رجال دين للإصلاح بين الأطراف المتنازعة بعد أن عجز وزير الداخلية الإيراني الإصلاح بين تلك الأطراف في الأسبوع الماضي .

روسيا وإيران والعراق وبقايا الأحزاب المطرودة من مؤتمر بون تشكل حلفاً لمواجهة الاستعمار الأمريكي لآسيا الوسطى ولبحر قزوين ، ففي خلال الأيام الماضية بدأ تصعيد التصريحات الأمريكية يزداد حدة على بعض الدول وقد تزامن مع تلك التصريحات جهود موسعة للأمريكيين من أجل الاستقرار الدائم في آسيا الوسطى وعلى ضفاف بحر قزوين ، علماً أن هذه الأهداف تعد من الأهداف الرئيسية للحملة الصليبية على أفغانستان ، وقد شعرت روسيا وإيران بهذا الخطر ، فقرروا ممارسة الدور الذي مارسته أمريكا ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان ، وبدأت إيران بجمع الفصائل الرافضية والعلمانية والتي طردت من مؤتمر بون لتحاول مع روسيا تجميع قوة أفغانية موالية لها تعمل لمصالحها الخاصة أو على أقل الأحوال تقلق التواجد الأمريكي في المنطقة ، ولا زالت تلك الخطوات في طريقها إلى التبلور والتي نأمل أن يكون صراع المصالح هو العامل الذي سيفكك التحالف الصليبي ضد المجاهدين في أفغانستان .

بعد كسر قوات بجه خان وطردها من جرديز وأسر أكثر مقاتليها ، أرسل كرزاي وفداً للإصلاح ووقف القتال مقابل تنفيذ شروط الطرفين ، إلا أن الوفد عاد بخفي حنين ولم يفلح إلا في الوساطة لإطلاق عدد متماثل من الأسرى لدى كلا الطرفين ، بعد ذلك أرسل رئيس وأعضاء شورى ولاية بكتيا مذكرة إلى كابل شديدة اللهجة أوضحوا فيها وجهة نظرهم وأنهم لن يتنازلوا عن قيادة الولاية لبجه خان لأنه لص وفاسد ، وكتبوا عدة شروط كلها تصب في احتفاظهم بمنصب والي الولاية أو بإدارة وتشكيل قوات الأمن في الولاية أو بهما جميعاً ، ولا يزال شورى الولاية ينتظر الرد من كابل ، وشورى الولاية يحتفظ حتى الآن بعدد كبير من الأسرى مرهون مصيرهم بوقف الغارات الجوية عليهم وبسحب قوات بجه خان التي ترابط في قرى خارج مدينة جرديز ، ويصر بجه خان على الدخول بالقوة إلى الولاية ويزعم أنه لا يقاتل من أجل منصب الوالي بل يقاتل شورى جرديز من أجل حمايتهم للمجاهدين العرب والطالبان الذين يوجدون في مناطقهم بزعمه ، وقال إني سأقاتل حتى يخرج الإرهابيون من الولاية ، وهدفه من تلك التصريحات هو استدرار عطف الصليبيين كي يحظى بغطاء جوي أمريكي لخوض معارك جديدة مع شورى الولاية بعد أن طرد وقتل وأسر كثير من عصابته ، ويصر كرزاي على تنصيب بجه خان بينما يصر وزير الداخلية يونس قانوني ووزير الخارجية عبد الله عبد الله على عدم تنصيبه ، والصراع داخل الحكومة المؤقتة يزداد كلما ازدادت حدة التوتر والقتال في ولاية بكتيا .

التخبط والإحباط الصليبي يزداد يوماً بعد يوم ، وفي كل يوم تكتشف القوات الصليبية أنها لم تصنع شيئاً أتت من أجله ، فبعدما كانت تجد مبررات لضرب المدنيين بحجة وجود قواعد عسكرية ومجاهدين بينهم ، لم تعد اليوم تجد مثل تلك المبررات ، لأن المجاهدين قرروا عدم الاحتفاظ بأي رقعة من الأرض ، وأيضاً عدم التجمع حتى لا يكونوا أهدافاً واضحة أمام العدو لقصفهم ، وهذا الأسلوب جعل وزارة الاعتداء الصليبية تحتار في أمرها وهي تحاول البحث عن أي أهداف تقصفها لحفظ ماء وجهها أو عن أي شخصيات مهمة تلقي القبض عليها أو تقتلها لتثبت أنها حققت شيئاً من الأهداف التي دخلت الحرب من أجلها ، وعملها اليوم في أفغانستان يتركز على توهم أهداف ومن ثم المبادرة إلى ضربهم ، لتعلن للملأ أنها قتلت أو قصفت مجاهدين أو مقاراً لهم ، وبعد الفضيحة الأخيرة التي لحقت بالاستخبارات الأمريكية عندما استهدفت مدرسة في ولاية أروزفان شمالي قندهار بـ 70 كيلو متراً وقصفتها قصفاً عنيفاً ثم أعلنت بعد ذلك أنها قتلت 27 من أعضاء الطالبان وقبضت على 15 منهم ، بعد ذلك ظهر قائد الفوج الصليبي المكلف بالعملية ، وبعده وزير دفاعه ليتبجحا بأن قواتهم أخطأت وقتلت آخرين بسبب خطأ في المعلومات ، ويأتي هذا الاعتذار وكأنهم لأول مرة يخطئون أهدافهم ليقتلوا المدنيين أو يأسروا من ليس له علاقة بالأحداث ، وأمريكا الصليبية هي التي أشعلت وتدخلت بشكل ظالم في ما يقرب من 210 حروب منذ الحرب العالمية الثانية ، ولا زالت شهيتها للقتل والتدمير مفتوحة حيث زادت موازنة الدفاع للعام القادم حتى وصلت إلى 379 مليار دولار ، من أجل قتل أكثر وتدمير أكبر في جميع أنحاء العالم .

نشرت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر في الحكومة الانتقالية أن الحكومة تعمل الآن على تسليم عشرات من صواريخ ستنغر للقوات الأمريكية كانت قد حصلت عليها من مخازن حركة طالبان ، و الإدارة الأمريكية لا زالت تدندن على حفنة من الصواريخ التي كانت قد باعتها عام 1406هـ على المجاهدين الأفغان بقيمة 70 ألف دولار لصاروخ الواحد ، وكل انتصار للأفغان كانت وسائل الإعلام تقول إنه من صواريخ ستغر ، والآن أمريكا تجمع بقايا تلك الصواريخ وكأنها أعطت للأفغان عشرات الآلاف من تلك الصواريخ ، علماً أن روسيا تصنع صواريخ مشابهة لهذه الصواريخ وأبعد مدى وأقل تكلفة وكانت صواريخ سام موجهة بالحرارة فقط ، وقد طورت تلك الصواريخ حتى فاقت اليوم صواريخ ستنغر في أدائها ، والصين صنعت نسخة مشابهة تماماً لصواريخ ستنغر الأمريكية وتكلفتها تعادل ربع تكلفة الصواريخ الأمريكية ، إلا أن أمريكا توحي للعالم أنها هي الوحيدة التي صنعت الانتصار على السوفييت ببعض الصواريخ التي باعتها على الأفغان ، وهي اليوم تعيد الدندنة حول تلك الأسطورة ، وفي الأيام القادمة التي يتوقع فيها مزيد من سقوط الطائرات الأمريكية في أفغانستان ، نأمل ألا تعزو أمريكا سقوط تلك الطائرات إذا ما قررت الاعتراف لصواريخ ستنغر التي باعة عشرات منها على المجاهدين قبل أكثر من 15 عاماً نفدت قبل سقوط نظام نجيب .

المعونات الغذائية الدولية يحتكرها قادة مليشيات التحالف الشمالي وكبار رجال العصابات للتجارة بها ، ومن لا يملك مالاً ولا سلاحاً ولا ذخيرة مقابل المساعدات الغذائية فلا بد أن يرضى بتسجيلها ديوناً عليه يلتزم بتسديدها في مدة يحددها له قادة المليشيات ، علماً أن أكثر اللاجئين في منطقة هيرات أو بالقرب حدود باكستان لم يتمكنوا من الحصول على أي مساعدات غذائية ، فالمساعدات تصرف فقط أمام عدسات الكميرات ولشرائح محدودة وفي وسط كابل ، وفي ملجئ تشامان الباكستاني وأيضاً ملجئ هيرات مات عدد كبير من الأسر والأطفال خاصة من الجوع والأمراض والبرد ، ويندر أن توجد عائلة في تلك الملاجئ لم يمت لها أحد من أبنائها ، والمساعدات الدولية ما هي إلا إعلامية أكثر مما هي عملية ، وكثير من اللاجئين يتسابقون مع الدواب على أكل الحشائش وأعشاب الأرض وأحسنهم حالاً من يجمع الأعشاب ويقوم بطهيها إذا توفرت النار لديه ليأكلها ويطعمها أبناءه ، ومع كل أسف فإن المسلمين قد تركوا إخوانهم الأفغان للموت أو للهيئات الصليبية في برامجها ذات شعار الغذاء والدواء مقابل الدين ، واكتفى كثير من المسلمين بمشاهدة إخوانه وهم يموتون ، وحتى لو صدق الصليبيون في إغاثة المسلمين – وقد كذبوا - فيجب على المسلمين أن ينهضوا لسد حاجات إخوانهم بأنفسهم والوقوف على إغاثتهم وعدم تركهم لقادة المليشيات والهيئات الصليبية التي تتاجر بهم و لا تعطيهم شيئاً حتى تأخذ منهم دينهم وتدعوهم للفساد والإفساد .

أكثر المسلمين في أفغانستان يقولون ( نار طالبان أرحم بألف مرة من جنة التحالف ) ، أصبح هذا المثل دارجاً على ألسنة كثير من المسلمين في أفغانستان بسبب انعدام الأمن في كل المدن بما فيها كابل المكتظة بالقوات الدولية ، فبعد أن كان الرجل يغطي بضاعته وأمواله في سوق الصرافة بقماش ثم يذهب إلى المسجد ليصلي ويعود فيجدها كما تركها في عهد الإمارة الإسلامية ، أصبح الآن لا يأمن على أمواله وهي في بيته وفي خزانته حتى يتعاقد مع أحد قادة المليشيات ورجال العصابات لحراسة بيته ومتجره مقابل المال ، وتجارة الحماية أصبحت رائجة في أفغانستان ، فكل من أراد نقل بضائع ثمينة بين المدن فعليه أن يذهب إلى تجار الحماية ليتعاقد معهم ، وتجار الحماية يمارسون دورين ، إما دور الحماية والأمن لمن يدفع لهم مالاً ، وإذا لم يجدوا من يتعاقد معهم لحمايته مارسوا دور عصابات السطو المسلح وقطع الطرق ، و الضحية بالطبع هم المسلمون لا غير ، وهذا الوضع البالغ السوء الذي تعيشه أفغانستان دفع الكثير من الناس للإيمان بأن الجهاد وعودة الإمارة الإسلامية هو الحل الوحيد لكل تلك المشاكل التي لم تكن تذكر في عهد الإمارة الإسلامية .

وختاماً فإننا نجدد دعوتنا لإخواننا المسلمين في كل مكان بمناصرة المجاهدين بدعمهم المالي والمعنوي وخاصة بالدعاء الذي يستطيعه كل أحد ، فادعوا للمجاهدين بالنصر والتمكين والحفظ ، ولا تنسوا أمريكا من الدعاء فادعوا عليها بالدمار وأن يمزقها الله ويجعلها شيعاً وأحزاباً ويذيق بعضها بأس بعض .

نقلا عن : مركز الدراسات