ثقب في قوقعته !
قرأتها …نعم قرأتها …تلك الرواية…هي من زماننا هذا …من أروع ما قرأت ….
http://media.tumblr.com/tumblr_lytt1jBpT61qfbzy4.jpg
بغض النظر عن مصطلحات الشتم البذيئة والسوقية التي وردت في الرواية والتي لم اسمع لمثيلها سابقا …ولكنها جسدت واقعا …هو واقع السجين السوري في السجن الصحرواي ذلك…..توفقت على رواية سابقة لها….منذ ان عهدت نفسي في قرآءة الرواية ….كنت أكتفي بقراءة الروايات البوليسية لأغاتا كريستي ….وغيرها من الروائيين الأجانب…حتى ان حصيلتي بها كانت تقتصر على اكثرها شهرة…وأكثرها تميزا….لكن الكاتب بقوقعته هذه التي جسدت كل حياته بكل تفصيلة دقيقة به…وانا أقرأها انجذبت اليها حتى انني شعرت كأنني احدى شخصيات القصة او كأنني سجين جديد قابع في احدى زوايا هذا السجن أتلصص على تلصص صاحب القوقعة….ماهذا الاجرام ما هذا التعذيب …ما هذه البشاعة !!!…لم ارى بمثلها في كل هذا العالم قط !!!…النظام السوري ابتدع اساليب التعذيب تلك …وابدع بها…لم يسمع لاي نظام سابقٍ له على وجه هذه البسيطة أن يهزمه او يتفوق عليه !!!….منذ طفولتي التي عشتها خارجا الوطن…أعيش حياة فيها الترف والشقاء كاي عائلة مغتربة عن وطنها …أتدلل على أبي وامي …اطلب وكل طلباتي مستجابة…..اذهب هنا وهناك….ارسم واخربش في كل مكان تقع عليه عيني…..اعيش احلامي الطفولية…..منعمة بنعم لم اكن اتخيل حجمها ف..إلا بعد اضطلاعي على واقع شعبي المنكوب….الذي تخفى او خفي عن الانظار لعقود….لم اكن اشعر حينها بوجود اناس مثل هؤلاء في نفس اللحظة التي اتناول فيها اكثر الاشياء المحببة الى قلبي
…العسل….بان غيري الآن يأكل فأرا مهروسا تحت قدمي العسكر ويجبر على ابتلاعه بالكامل …..كنت ارتدي اجمل الثياب …واسعد عندما يرسل أبي اجملها من البلاد الأجنبية…..نعم كنت اعيش في هذا الترف….بينما في المقابل شخص ما في الطرف الاخر من هذه الارض من ابنائي شعبي …يتبلل بالماء وجبر على البقاء لساعات بدون ثياب…..كرامات تداس …حرمات تنتهك…..اساليب القمع الوحشي…التنكيل ….التمثيل….الاذلال…كل شيء يدفع الى الجنون بلحظات…كان يحصل في ذات الوقت…..لنقل بانني كنت طفلة صغيرة لم تخرج دائرة اهتمامها الى حول ما تريده هي فقط دون ان تراعي ماذا يريد الغير !…..ولكن ليس لهذا الحد فلما كبرت…سمعت عن قضيتي …سمعت الكثير …وتربيت على حلم العودة…..نعم فانني اتوق للعودة الى وطني….اود العودة إليه واقبل تراب الوطن….وازور اسر الشهداء….اجلس في كل ثناياه…اريد ان اتعرف الوجوه التي حرمت من رؤيتها على مر السنين….كلها اريدها……..حقيقة يبدو اننا في الخارج من يسكن في القعوقعة….فان تكون في الداخل وتفخر بكرامتك بالمشاركة في مظارات بلدك وحيك ومنطقتك !!! امر لا يقدر باي ثمن…كيف لا وهي لذة حرمنا منها كثيرا…نريد ان نستشق الهواء…هواء الحرية……لكن اشعر بالاسى على نفسي ….لما انني بعيدة عن وطني كل البعد…..ولكنه قريب مني كل القرب ..في قلبي…ولكن هذا لا يكفيني …ولا يكفي اي شخص يحلم بالحرية….لا اريده ان يبقى حلما اثرثر به طول يومي صباح مساء….اود ان يصبح حقيقية …..ياااارب ان القادر على كل شيء…ياارب انت تعلم مافي قلبي…يارب ان كنت استحق الحرية..فأذقني عبيرها …..يا كاتب القوقعة…انتَ بقوقعتك هذه فتحت بصائر الكثيرين ممن نثر الغبار على وجوههم حتى مسحت عنها ملامح الانسانية لتتحول الى عقول مبرمجة على الخوف والجبن تمجيد الزراقة ذي الرقبة الطويلة!….والآن هم اصلب رجالا ونساءا في واطفال في الكون…يواجهون الموت بصدور عارية….يعرفون مصيرهم محتم بالموت…الا انهم يستمرون في النضال …من اجل الحرية….الحرية التي حرموا منها لعقود واجيال متوالية…….كيف لا وقد استوعبت عقولهم ونضجت…على ان مذاق الحرية هذا لا يبدل باي مذاق اخر…..ومن يفرط بها…كانه كمن يعيش بجسد بدون روح لبقية حياته…….تعجبت كثيرا وانا اراقب تلصص الكاتب واقرأ ما يراه …بكل كلمة قالها…هو مسيحي…لكن يحفظ القرآة والكثير من احاديث الشريفة…..وعندما صلى صلاة الجنازة وقرأة الفاتحة……كما المسلمين تماما….امره عجيب…لا ادري كيف يحتفظ بهذا التناقض لديه :)……….
………
أأكتفي إلى هذا الحد !…..
((((ربما تعبت عيونكم وعقولكم من هذا الكلام المصفوف الركيك)))
…………
….وربما لم تتجرأو على قرآءتها حتى ….^^…لطول الاسطر لا ادري…ام لانكم لا تكتثرون..لقعوقعته تلك…ايضا لا ادري….فالله وحده يعلم مافي نفوس البشر………..وبكل صمود وقوة…وشهامة راسخة ……وسوريا بدا حرية …..شو…؟؟….سوريا بدا حرية :)……….. حرية منحنا ايها ديننا الاسلامي الحنيف….منذ بداية وجوده على هذه الارض…لذا هو حق سنبقى ندافع عنه بكل ما نملك من ذرة حياة…!!!
زهرة الكرز ((النهى))
…ابنة….
سوريا الحرة !
http://fc04.deviantart.net/fs42/f/20...6f3ba8c17a.jpg
