شركة امريكية تفحص عيونهم... وفرنسية تأخذ بصماتهم!!!!!!!!

السعودية تطبق نظاما امنيا لمراقبة الحجاج.. في مجال الاقامة والنشاط السياسي
لندن ـ القدس العربي :
تبدأ في الاسبوع القادم وتيرة الحج بالتسارع، حيث تكتمل وفود الحجيج القادمة من كافة بقاع العالم تحضيرا ليوم الصعود علي جبل عرفات في الثاني والعشرين من الشهر الحالي. وموسم الحج هذا العام يأتي في وقت عصيب يمر علي الامة العربية والاسلامية، حروب في الشيشان وحملة امريكية في افغانستان، وخراب للاوضاع في فلسطين.
وفي ضوء الهجمات علي الولايات المتحدة والمطالب الامريكية المتكررة من السعودية بإعادة ترتيب اوضاعها لمنع خروج ما تسميهم بالمتطرفين من اراضيها، فان موسم حج هذا العام يعتبر من اكثر المواسم التي يتم فيها التدقيق الامني علي الداخلين للاراضي السعودية. ومع ان تأشيرات حجهم تحصرهم في البقاع المقدسة في مكة والمدينة المنورة الا ان السعودية تستخدم في هذا العام احدث الاجهزة التكنولوجية لبناء نظام معلومات عن الحجاج الذين يتراوح عددهم هذا العام ما بين المليون والنصف والمليونين. ويقوم موظفو الهجرة باختيار العديد من الحجاج خاصة الشباب منهم بشكل عشوائي واخضاعهم لفحوص العيون، تقوم بها شركة امريكية للانظمة الامنية.
وفي اتجاه اخر تقوم شركة فرنسية للبصمات بأخذ بصمات الحجاج الكترونيا بعد انهاء معاملات الدخول للسعودية في المطار.
وحسب مصادر صحافية امريكية فان التفسير الرسمي السعودي لهذه الاجراءات الامنية المشددة له علاقة بمنع الحجاج من البقاء بعد نهاية موسم الحج، لاغراض تتعلق بالاقامة غير المشروعة في داخل السعودية. فالبصمات وصور العيون يتم فحصها حينما ينهي الحجاج حجهم، اي للتأكد من خروجهم من البلاد. ويري المحللون سببا اخر لهذه الاجراءات الامنية، لها علاقة بطبيعة الحج نفسه، الذي لا يقتصر في العادة علي اداء الشعائر الدينية ولكنه يعتبر موسما للحشد والتحريض بالنسبة للعديد من الناشطين الاسلاميين.
ومن هنا تقول المصادر الامريكية ان السعودية تريد في هذا الموسم تجريب طرق الكترونية للتعرف علي الاشخاص الذين قد يسببون تهديدا امنيا لها، ومن ثم مراقبة تحركاتهم. وحسب ما قال احد العاملين في وحدة العيون الامريكية الذي قال لصحيفة نيويورك تايمز ان النظام الجديد سيمكن السلطات السعودية من التعرف علي الجوازات المزورة كما انه مفيد للتعريف علي الاشخاص الذين لهم علاقة بجرائم امنية اخري.
وتشير تصريحات الحكومة السعودية والعاملين في مجال تأمين الحج والحجيج ان الامور هادئة هذا العام ولم تتأثر كثيرا بالمزاج العام الذي تبع الهجمات علي امريكا. ومع ذلك فالسلطات السعودية تحاول منع حصول حوادث كما حدث في الاعوام الماضية، ذلك ان موسم الحج كان في الغالب عرضة لحوادث وكوارث، مثل اختناقات في انفاق، او حرائق، او امراض، او قتلي بفعل الحشود، وفي بعض الاحيان خلال المظاهرات والتي كان يقــــوم فيها مؤيدون لاية الله الخميــــني ضد السلطات السعودية.
وفي حج هذا العام سيخيم شبح اسامة بن لادن المعارض السعودي علي ايام الحج، ذلك ان معظم الانتحاريين الذين نفذوا الهجمات هم من السعودية، كما ان بن لادن بدأ معركته ضد بلاده علي ارضية التواجد الامريكي في شرق السعودية. وتؤكد السلطات السعودية انه رغم احداث العام الماضي فان كل شيء علي ما يرام اذ ان مطار عبد العزيز الدولي مستعد كعادته لاستقبال ملايين الحجاج، حيث يتم استقبالهم في مركز خاص بهم بعيدا عن القاعات العادية. بعدها يقسمون حسب بلدانهم ويتم تقديم الامصال واللقاحات الطبية لهم، وبعدها يستبدلون ثيابهم العادية بالاحرام هذا ان لم يكونوا قد لبسوها قبل ذلك.
وتقول السعودية انها تنفق في العام مليار دولار امريكي، وتتوقع ان تحصل من الحجاج علي مليار آخر، من خلال النفقات التي ينفقونها علي الاقامة والتسوق وغير ذلك من المستحقات. ويتم في العادة فحص امتعة الحجاج باستخدام الاشعة بحثا عن الاسلحة والمتفجرات او المخدرات.
وحسب احد الحرس العاملين في المطار، فلم يعثر الامن علي اي سلاح ولكنهم عثروا علي مخدرات قادمة من الهند هذا العام. ويري دبلوماسي اجنبي مسلم يعمل في السعودية تحدث للصحيفة الامريكية ان تصريحات الحكومة السعودية عن استعدادها لتلبية حاجات الحجاج الذين يتحدثون سبعين لغة او اكثر، وجاؤوا من اكثر من 100 دولة تحمل في طياتها نوعا من التجاهل والانكار، وهذا امر خطير بحسب الدبلوماسي المسلم. وجاءت تصريحات الدبلوماسي هذا ردا علي التطمينات الرسمية حول موسم هذا العام.