~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب]..!
~~ كشف الحقيقة ~~:
"قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب العنصراني ]..!!
كتاب
قادة الغرب يقولون
" دمّروا الإسلام أبيدوا أهله "
لـ/عبد الودود يوسف*
(جلال العالم)
من تنسيق وعرض أخوكم//
المستنصر بالله... سسيف السماء؛؛؛
مقدمة
بقلم//
د. محمد بسام يوسف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المجاهدين، وإمام المتقين، وعلى من سار على دربه، وجاهد جهاده، واتقى تقاه.. إلى يوم الدين.
منذ ما يقرب من عشرين عاماً دوّت صرخة مخلصة انطلقت من بلاد الشام.. من دمشق الشامخة أن استيقظوا أيها المسلمون.. فقادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله!..
صرخة تجلجلت في كل مكان من عالمنا العربي والإسلامي، بأن الغرب لم يتغير.. فهو يسعى للسيطرة على كل شيء في هذا العالم الإسلامي: على الإنسان والثروات ومصادر القوة.. وهذا الغرب لا يرى في إنسان هذه البقعة من الأرض إلا مارداً يملك مصدر قوة عظيمة، إن عمل بها فإنه سيحرر البشرية جمعاء من ظلمه وحقده وعسفه وجبروته.. ومصدر هذه القوة العظيمة هو: الإسلام الذي يخيف هذا الغرب الحاقد.. فيسعى لحشد كل إمكاناته وطاقاته لإبادته وأهله.
صرخة سطرها شقيقي (عبد الودود يوسف) في كتاب سماه:
قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله!..
وكان لابد –في ذلك الوقت- من استخدام اسم لمؤلف لا وجود له "جلال العالم" لأن الظروف كانت تقتضي ذلك، ولأن الكلمة الحرة مخنوقة، والمرحلة شديدة الظلام.. فكان لابد من أن يستخدم صاحب الكتاب (الصرخة) اسماً مستعاراً..
والآن، وبعد ما يقرب من عشرين عاماً، وبعد أن دفع خلالها شقيقي صاحب الكتاب ثمن مواقفه وجهاده وعمله لرفعة هذا الإسلام في سبيل الله، وبعد أن غيّب في زنازين النواطير.. نواطير الغرب الحاقد منذ أكثر من عقد من الزمان.. بعد كل ذلك لم أجد بداً من أن أعمل على نشر هذه الصرخة باسم صاحبها الحقيقي.. إحقاقاً للحق.. وحفظاً للحقوق..
وإنني –ونيابة عن شقيقي- أفوض دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع باتخاذ كافة الإجراءات لإعادة طبع ونشر وتوزيع هذا الكتاب باسم صاحبه: عبد الودود يوسف.. وأدعو كافة دور النشر التي طبعته ونشرته مرات متتالية إلى التوقف عن ذلك، كما أدعوهم إلى العمل على رد كافة الحقوق لأصحابها، وأرجو العلي القدير أن يجزيهم على ذلك خير الجزاء، ويثبتهم، ويكتب لنا جميعاً الخير كله..
* * *
تُرى!.. بعد أن انقضت كل تلك السنين منذ أن سُطرت الصرخة: قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله!.. بعد كل ذلك، ماذا تغير؟!.. وماذا نرى من حولنا نحن المسلمين.
إننا أينما نظرنا من حولنا لا نرى إلا مكر الغرب وحقده، ولا نشم إلا رائحة مؤامراته التي تسعى للنيل من إسلامنا العظيم..
وها هي ذي أمة الإسلام تمر في مرحلة بلغت فيها أحقاد الغرب أبشع صورها، فانكشفت أقنعة كثيرة عن طغيان لا مثيل له، واشتد عتو هذا الغرب، فازداد شراسة وجبروتاً في محاربة أمة الإسلام.. إنه الغرب نفسه، الذي يسعى ويعمل منذ عقود وعقود، كي لا تقوم لهذه الأمة قائمة، وحتى تبقى مُسخرة، بإنسانها وثرواتها ومصادر قوتها، لخدمته وخدمة طغيانه وسيطرته.. إنه الغرب نفسه الذي نراه، ونرى آثار مكره ولؤمه في كل مكان من عالمنا الإسلامي.. وهدفه واحد منذ عقود وعقود من السنين: دمروا الإسلام.. أبيدوا أهله!..
يقول حاييم هيرتزوغ (رئيس كيان يهود في فلسطين السليبة) في خطاب ألقاه في ستراسبورغ في أوائل شباط/ 1992 أمام البرلمان الأوروبي:
"إن زعماء الغرب لا يفهمون الشرق الأوسط.. إن الأصولية الإسلامية هي أكبر خطر يواجه العالم"..
وتنشر صحيفة (ذاغلوب أندميل) الكندية في نيسان/1992 مقالات تحذر فيه من تزايد قوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين.
وها هي ذي (النيوزويك) تحذر الأوروبيين وتحرضهم في شباط/1992 ضد الجاليات الإسلامية عندما تصفهم بقولها: "إن المسلمين في أوروبة يمثلون رأس حربة أيديولوجية عدوانية اقتحامية..".
وها هي ذي (الواشنطن بوست) تنشر مقالاً بعنوان: "الإسلام العدو رقم واحد للغرب".
وصحيفة (كريستيان سانس مونيتور) تنشر مقالاً تنوه فيه "إلى أن العرب من جميع الطبقات يتحولون إلى جذورهم الأساسية، وإن الغرب يرى أن الحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية نذير شؤم يهدده"..
وها هو ذا رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي يصرح بأنه "يشارك شامير (رئيس وزراء يهود) قلقه الشديد من تزايد مخاطر الأصولية الإسلامية داخل الكيان الصهيوني، وفي الدول العربية المجاورة له"..
ومعهد دراسات الشرق الأوسط الأمريكي ينظم الندوات تحت عنوان: "الخطر الإسلامي وتهديده للحضارة الغربية"..
نعم.. إنه الغرب نفسه الذي لا نرى إلا طغيانه.. ولا نشم إلا رائحة حقده وجبروته..
ولكن: (ويمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين..)
ولعل الله تعالى يعيننا لنتطرق لهذه المؤامرات بالتفصيل في طبعات مزيدة قادمة بإذن الله..
(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس، ويبغون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم عذاب أليم..). صدق الله العظيم،
والحمد لله رب العالمين..
د. محمد بسام يوسف.
كتاب
قادة الغرب يقولون
" دمّروا الإسلام أبيدوا أهله "
رسالة تصور جانب مخيف ومرعب من الحقد والغل والكره الغربي على الإسلام والمسلمين وموقفهم السلبي من الإسلام، وعمل قادتهم على تدمير الإسلام ومخططاتهم لذلك، ويطرح المؤلف في الأخير سؤالاً: هل هناك تغيير في موقف الغرب تجاه الإسلام وأهله؟ ثم يجيب عليه. ولاحظ أن هذا الكلام كان من ما يقارب أربعة عقود مضت.
كتبت هذه الأسطر والإسلام يعاني إحدى أشرس الهجمات عبر التاريخ، لكن رغم المساحيق التي كثيراً ما يضعها قادة الغرب الآن على وجوههم لإخفاء حقيقة ما يكنونه لديننا الحنيف بمعاونة عملائهم ووكلائهم فى بلادنا، إلا أن بركان الحقد الذي يغلي في صدورهم لا يفتأ أن يرمي في كل حين بحممه في وجوهنا، فلا أحد ينسى ما قاله رئيس فرنسا ميتران حول البوسنة عندما كانت تعاني أقصى أنواع المجازر الصربية الصليبية يقول: "لم نسمح بقيام دولة إسلامية في أوروبا مهما كان الثمن".
كما لا أحد يتغافل أو يتجاهل ما قاله رئيس أمريكا الأحمق "أننا نهيئ لحرب صليبية ضد الإسلام".
مقدمة الكاتب
عبد الودود يوسف (جلال العالم) :
بسم الله الرحمن الرحيم
صرخة
إلى كل مخلص في هذه الأمة:
إلى القادة والزعماء في كل مكانٍ من العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة:
أعداؤنا يقولون: يجب أن ندمّر الإسلام لأنه مصدر القوة الوحيد للمسلمين، لنسيطر عليهم ، الإسلام يخيفنا، ومن أجل إبادته نحشد كل قوانا، حتى لا يبتلعنا ..
فماذا تفعلون أنتم أيها القادة والزعماء ؟!!..
بالإسلام تكتسحون العالم – كما يقول علماء العالم وسياسيوه – فلماذا تترددون ..؟! خذوه لعزتكم، لا تقاوموه فيهلككم الله بعذابه، ولا بد أن ينتصر المؤمنون به … اقرأوا إن شئتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تكون نبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضي ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ثم يكون ملكاً عضوضاً (وراثياً) ما شاء الله له أن يكون ثم ينقضى ، ثم تكون جبرية (ديكتاتوريات) ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ، ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة تعم الأرض".
أيها السادة والقادة في دول العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة:
كونوا أعوان الإسلام لا أعداءه .. يرضى الله عنكم، ويرضي الناس عنكم، وتسعدوا .. وتلتف حولكم شعوبكم لتقودوها نحو أعظم ثورة عالمية عرفها التاريخ.
أيها السادة والقادة:
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو قريشاً لتكون معه، كان يَعِد رجالاتها أن يرثوا بالإسلام الأرض، فأبى من أبى، وماتوا تحت أقدام جيوش العدل المنصورة التي انساحت في الأرض … وخلدهم التاريخ، لكن أين ... في أقذر مكان منه ، يلعنهم الناس إلى يوم الدين ، وعذاب جهنم أشد وأنكى …
ووعدنا رسول الله أن يعم ديننا الأرض ، وسيعم بدون شك.
فلا تكونوا مع من سيكتبهم التاريخ من الملعونين أبد الدهر، بل كونوا مع المنصورين الخالدين.
والله غالب على أمره … ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
طرابلس في//
15 /8/ 1974
ملحوظة هامة : رجاء لاحظ تاريخ تصدير مقدمة الكتاب ومدلول هذا التاريخ المبكر فى فضح الغرب العنصراني :
15/8/1974 |
ولاتنسوني من دعائكم
بتنسيق أخوكم المحب...
المستنصر بالله... سيف السماء؛؛؛
يتبـــــــــــــــــع
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
-1-
انظروا كيف يحقدون!!..
إن المتتبع لتاريخ العلاقات ما بين الغرب وشعوب الإسلام، يلاحظ حقداً مريراً يملأ صدر العرب حتى درجة الجنون، يصاحب هذا الحقد خوف رهيب من الإسلام إلى أبعد نقطة في النفسية الأوربية.هذا الحقد، وذلك الخوف، لا شأن لنا بهما إن كانا مجرد إحساس نفسي شخصي، أما إذا كانا من أهم العوامل التي تبلور مواقف الحضارة الغربية من الشعوب الإسلامية، سياسياً، واقتصادياً، وحتى هذه الساعة، فإن موقفنا يتغير بشكل حاسم.
سوف تشهد لنا أقوال قادتهم أن للغرب، وللحضارة الغربية بكل فروعها القومية، وألوانها السياسية موقفاً تجاه الإسلام لا يتغير، إنها تحاول تدمير الإسلام، وإنهاء وجود شعوبه دون رحمة.
حاولوا تدمير الإسلام في الحروب الصليبية الرهيبة ففشلت جيوشهم التي هاجمت بلاد الإسلام بالملايين، فعادوا يخططون من جديد لينهضوا.. ثم ليعودوا إلينا، بجيوش حديثة، وفكر جديد.. وهدفهم تدمير الإسلام من جديد..
كان جنديهم ينادي بأعلى صوته، حين كان يلبس بزّة الحرب قادماً لاستعمار بلاد الإسلام:
أماه..
أتمي صلاتك..
لا تبكي..
بل اضحكي وتأملي..
أنا ذاهب إلى طرابلس..
فرحاً مسروراً..
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة..
سأحارب الديانة الإسلامية...
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن...(1).
* * *
وانتصرت جيوش الحقد هذه على أمة الإسلام التي قادها أسوأ قادة عرفهم التاريخ.. اضطهدوا أممهم حتى سحقوها.. انتصرت جيوش الغرب بعد أن ذلل لها هؤلاء الحكام السبيل.. فماذا فعلت هذه الجيوش؟.. استباحت الأمة كلها، هدمت المساجد، أو حولتها إلى كنائس، ثم أحرقت مكتبات المسلمين.. ثم أحرقت الشعوب نفسها..
لنقرأ ما كتبه كتّابهم أنفسهم حول ما فعلوه أو يفعلونه بالمسلمين، ولن نستعرض هنا إلا بعض النماذج فقط.. من أنحاء مختلفة من عالمنا الإسلامي المستباح:
1- في الأندلس: تقول الدكتورة سيجريد هونكه:في 2 يناير 1492 رفع الكاردينال "دبيدر" الصليب على الحمراء، القلعة الملكية للأسرة الناصرية، فكان ذلك إعلاناً بانتهاء حكم المسلمين على إسبانيا. وبانتهاء هذا الحكم ضاعت تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوروبا طوال العصور الوسطى، وقد احترمت المسيحية المنتصرة اتفاقاتها مع المسلمين لفترة وجيزة، ثم باشرت عملية القضاء على المسلمين وحضارتهم وثقافتهم..لقد حُرّم الإسلام على المسلمين، وفُرض عليهم تركه، كما حُرّم عليهم استخدام اللغة العربية، والأسماء العربية، وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف ذلك كان يحرق حياً، بعد أن يعذب أشد العذاب(2).
وهكذا انتهى وجود الملايين من المسلمين في الأندلس فلم يبق في إسبانيا مسلم واحد يُظهر دينه.لكن كيف كانوا يعذبون؟!!..
هل سمعت بدواوين التفتيش..
إن لم تكن قد سمعت فتعال أعرفك عليها.بعد مرور أربعة قرون على سقوط الأندلس، أرسل نابليون حملته إلى إسبانيا وأصدر مرسوماً سنة 1808 بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الإسبانية.
تحدث أحد الضباط الفرنسيين فقال: أخذنا حملة لتفتيش أحد الأديرة التي سمعنا أن فيها ديوان تفتيش، وكادت جهودنا تذهب سدى ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب، إننا فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها، فلم نجد شيئاً يدل على وجود ديوان للتفتيش، فعزمنا على الخروج من الدير يائسين، كان الرهبان أثناء التفتيش يقسمون ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس إلا تهماً باطلة، وأنشأ زعيمهم يؤكد لنا براءته وبراءة أتباعه بصوت خافت وهو خاشع الرأس، توشك عيناه أن تطفرا بالدموع، فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة الدير، لكن اللفتنانت (دي ليل) استمهلني قائلاً: -أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن مهمتنا لم تنته حتى الآن؟!!
قلت له: فتنشنا الدير كله، ولم نكتشف شيئاً مريباً، فماذا تريد يالفتنانت؟!..
قال: إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرفة فإن قلبي يحدثني بأن السر تحتها.
عند ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة، فأذنت للضباط بالبحث، فأمر الجنود أن يرفعوا السجاجيد الفاخرة، عن الأرض، ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة، وكنا نراقب الماء، فإذا بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف، فصعق الضابط "دي ليل" من شدة فرحه، وقال: - ها هو الباب، انظروا، فنظرنا فإذا بالباب قد انكشف، كان قطعة من أرض الغرفة، يفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير.أخذ الجنود يكسرون الباب بقحوف البنادق، فاصفرت وجوه الرهبان، وعلتها الغبرة.
وفتح الباب، فظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على متر، كانت تضيء أمام صورة أحد رؤساء محاكم التفتيش السابقين، ولما هممت بالنزول، وضع راهب يسوعي يده على كتفي متلطفاً، وقال لي: - يا بني لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال، إنها شمعة مقدسة.
قلت له: يا هذا إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء، وسنرى من النجس منا، ومن القاتل السفاك؟!!.
وهبطت على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مربعة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من رخام، وبه حلقة حديدية ضخمة، ربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها.
وأمام هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء، ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض.
رأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتقزز طوال حياتي.
رأينا غرفاً صغيرة في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممدداً بها حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي.
وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها.
كان السجناء رجالاً ونساء، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم، وهم في الرمق الأخير من الحياة.
كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عراة، حتى اضطر جنودنا أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء.
أخرجنا السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يقبلون أيدي الجنود وأرجلهم الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إلى الحياة، كان مشهداً يبكي الصخور.ثم انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، ثم عظام الرأس والصدر واليدين تدريجياً، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين.
ثم عثرنا على صندوق في حجم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، وفي كل دقيقة نقطة وقد جن الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت.
وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة، كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره، فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين وقطعه إرباً إرباً.
كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنف حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين.
وعثرنا على سياط من الحديد الشائك يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم، وتتناثر لحومهم(3).
هذا العذاب كان موجهاً ضد الطوائف المخالفة من المسيحيين فماذا كانوا يفعلون بالمسلمين؟؟..أشد وأنكى لا شك..
* * *
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
-2-
* * *
2- دواوين التفتيش في البلاد الإسلامية:
ويبدو أن دواوين التفتيش هذه قد انتقلت إلى بقاع العالم الإسلامي، ليسلطها حكام مجرمون فجرة على شعوبهم، فقد ذكر لي شاهد عيان بعض أنواع التعذيب التي كانت تنفذ في أحد البلدان الإسلامية ضد مجموعة من العلماء المجاهدين فقال:
بعد يوم من التعذيب الشديد ساقنا الزبانية بالسياط إلى زنزاناتنا، وأمرنا الجلادون أن نستعد ليوم آخر شديد..
صباح اليوم التالي أمرنا الجلادون أن نخرج فوراً، كنا نستجمع كل قوتنا في أقدامنا الواهنة هرباً من السياط التي كانت تنزل علينا من حرس كان عددهم أكبّر منا. وأخيراً أوقفونا في سهل صحراوي، تحت أشعة الشمس اللاهبة، حول كومة من الفحم الحجري، كان يعمل الحرس جاهدين لإشعالها، وقرب النار مصلبة خشبية تستند إلى ثلاثة أرجل. اشتعلت كومة الفحم الحجري حتى احمرت، فجأة سمعنا شتائم تأتي من بعيد، التفتنا فوجدنا خمسة من الحرس يقودون شاباً عرفه بعضنا، كان اسمه "جاويد خان أمامي" أحد علماء ذلك البلد. امتلأ الأفق بنباح كلاب مجنونة، رأينا عشرة من الحرس يقودون كلبين، يبلغ ارتفاع كل واحد منهما متراً، علمنا بعد ذلك أنهما قد حرما من الطعام منذ يومين. اقترب الحرس بالشاب جاويد من كومة النار الحمراء، وعيناه مغمضتان بحزام سميك، كنا نتفرج أكثر من مائة سجين، ومعنا أكثر من مائة وخمسين من الحرس، معهم البنادق والرشاشات، فجأة اقترب من الشاب جاويد عشرة من الحراس، أجلسوه على الأرض، ووضعوا في حضنه مثلثاً خشبياً ربطوه إليه ربطاً محكماً، بحيث يبقى قاعداً، لا يستطيع أن يتمدد، ثم حملوه جميعاً، وأجلسوه على الجمر الأحمر، فصرخ صرخة هائلة، ثم أغمي عليه.
سقط منا أكثر من نصفنا مغمى عليهم، كانوا يصرخون متألمين..
وعست رائحة شواء لحم جاويد المنطقة كلها، ومن حسن حظي أنني بكيت بكاءً مراً، لكنني لم أصب بالإغماء، لأرى بقية القصة التي هي أفظع من أولها.
حُمل الشاب، وفكت قيوده وهو غائب عن وعيه، وصلب على المصلبة الخشبية، وربط بها بإحكام، واقترب الجلادون بالكلبين الجائعين، فكوا القيود عن أفواههما، وتركوهما يأكلان لحم ظهر جاويد المشوي، بدأت أشعر بالانهيار، إنه ما زال حياً والكلاب تأكل لحمه، فقدت وعيي بعدها..
لم أفق إلا وأنا أصرخ في زنزانتي كالمجنون، دون أن أشعر.. جاويد. جاويد..
أكلتك الكلاب يا جاويد.. جاويد..
كان إخواني في الزنزانة قد ربطوني وأحاطوا رأسي وفمي بالأربطة حتى لا يسمع الجلادون صوتي فيكون مصيري كمصير جاويد، أو كمصير شاهان خاني الذي أصيب بالهستيريا مثلي، فأصبح يصرخ جاويد.. جاويد.. فأخذه الجلادون ووضعوا فوقه نصف برميل مملوء بالرمل، ثم سحبوه على الأسلاك الشائكة التي ربطوها صفاً أفقياًـ، فمات بعد أن تقطع لحمه ألف قطعة، وهو يصرخ: الله أكبر.. الله أكبر..
لابد أن ندوسكم أيها الظالمون..
وأخيراً أغمي عليّ..
فتحت عيوني..
فوجئت أنني في أحد المشافي، وفوجئت أكثر من ذلك بسفير بلدي يقف فوق رأسي، قال لي: -كيف حالك؟ يبدو أنك ستشفى إن شاء الله، لو لم تكن غريباً عن هذه البلاد لما استطعت إخراجك..
فاجأني سائلاً: لكن بالله عليك، قل لي: من هو هذا جاويد الذي كنت تصرخ باسمه؟ أخبرته بكل شيء فامتقع لونه حتى خشيت أن يغمى عليه.
لم نكمل حديثنا إلا والشرطة تسأل عني..
اقترب من سريري ضابط بوليس، وسلمني أمراً بمغادرة البلاد فوراً، ولم تنجح تدخلات السفير في ضرورة إبقائي حتى أشفى، حملوني ووضعوني في باخرة أوصلتني إلى ميناء بلدي، كنت بثياب المستشفى، ليس معي أي وثيقة تثبت شخصيتي، اتصلت بأهلي تلفونياً، فلما حضروا لم يعرفوني لأول وهلة، حملوني إلى أول مستشفى، بقيت فيه ثلاثة أشهر في بكاء مستمر، ثم شفاني الله.. وأنهى المسكين حديثه قائلاً: بقي أن تعرف أن مدير السجونيهودي، والمسؤول عن التعذيب خبير ألماني نازي، أطلقت تلك الحكومة في ذلك البلد الإسلامي يده يفعل في علماء المسلمين كيف يشاء..
* * *
3- ومن الحبشة أمثلة أخرى:
استولت الحبشة على أرتيريا المسلمة بتأييد من فرنسا وإنكلترا..
فماذا فعلت فيها؟؟!.
صادرت معظم أراضيها، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة، كان الإقطاعي والكاهن مخولين بقتل أي مسلم دون الرجوع إلى السلطة، فكان الإقطاعي أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم في الوقت الذي يريد.. فُتحت للفلاحين المسلمين سجون جماعية رهيبة، يجلد فيها الفلاحون بسياط تزن أكثر من عشرة كيلو غرامات، وبعد إنزال أفظع أنواع العذاب بهم كانوا يلقون في زنزانات بعد أن تربط أيديهم بأرجلهم، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر، وعندما كانوا يخرجون من السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف، لأن ظهورهم أخذت شكل القوس..
كل ذلك كان قبل استلام هيلاسيلاسي السلطة في الحبشة، فلما أصبح إمبراطور الحبشة وضع خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عاماً، وتباهى بخطته هذه أمام الكونغرس الأمريكي.
سن تشريعات لإذلال المسلمين منها: أن عليهم أن يركعوا لموظفي الدولة وإلا يقتلوا..
أمر أن تستباح دماؤهم لأقل سبب، فقد وجد شرطي قتيلاً قرب قرية مسلمة، فأرسلت الحكومة كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلها وأحرقتهم مع قريتهم، ثم تبين أن القاتل هو صديق المقتول، الذي اعتدى على زوجته، حاول أحد العلماء واسمه الشيخ عبد القادر أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال، واختفى في الغابات، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم وشيوخهم في أكواخ من الحشيش والقصب، وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعاً. ومن قبضت عليه من الثوار كانت تعذبه عذاباً رهيباً قبل قتله، من ذلك إطفاء السجائر في عينيه وأذنيه، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه، ودق خصيتيه بأعقاب البنادق، وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفتت، وإلقاؤه جريحاً قبل أن يموت لتأكله الحيوانات الجارحة، بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم. وأصدر هيلاسيلاسي أمراً بإغلاق مدارس المسلمين وأمر بفتح مدارس مسيحية وأجبر المسلمين على إدخال أبنائهم فيها ليصبحوا مسيحيين. عين حكّاماً فجرة على مقاطعات أرتيريا منهم واحد عَّينه على مقاطعة جمّة، ابتدأ عمله بأن أصدر أمراً أن لا يقطف الفلاحون ثمار أراضيهم إلا بعد موافقته، وكان لا يسمح بقطافها إلا بعد أن تتلف، وأخيراًَ صادر 90% من الأراضي، أخذ هو نصفها وأعطى الإمبراطور نصفها، ونهب جميع ممتلكات الفلاحين المسلمين..
أمرهم أن يبنوا كنيسة كبرى في الإقليم فبنوها..
ثم أمرهم أن يعمروا كنيسة عند مدخل كل قرية أو بلدة ولم يكتف بذلك بل بنى دوراً للعاهرات حول المساجد ومعها الحانات التي كان يسكر فيها الجنود، ثم يدخلون إلى المساجد ليبولوا بها ويتغوطوا، وليراقصوا العاهرات فيها وهم سكارى. كما فرض على الفلاحين أن يبيعوا أبقارهم لشركة أكودا اليهودية.
كافأه الإمبراطور على أعماله هذه بأن عَّينه وزيراً للداخلية..
كانت حكومة الإمبراطور تلاحق كل مثقف مسلم لتزجه في السجن حتى الموت، أو تجبره على مغادرة البلاد حتى يبقى شعب أرتيريا المسلم مستعبداً جاهلاً، وغير ذلك كثير(4).
4- ومن بنغلاديش:
قتل الجيش الهندي الذي كان يقوده يهود عشرة آلاف عالم مسلم بعد انتصاره على جيش باكستان عام 1971، وقتل مائة ألف من طلبة المعاهد الإسلامية، وموظفي الدولة، وسجن خمسين ألفاً من العلماء وأساتذة الجامعات، وقتل ربع مليون مسلم هندي هاجروا من الهند إلى باكستان قبل الحرب، وسلب الجيش الهندي ما قيمته (30) مليار روبية من باكستان الشرقية التي سقطت من أموال الناس والدولة(5). ولن نتعرض هنا لأشكال التعذيب التي صبها الجيش الهندي على المسلمين العزل في ما دعي بعد ذلك ببنغلاديش.
* * *
والأمثلة من كل مكان من العالم الإسلامي، يكاد الصدر يتفجر ضيقاً من تذكرها. لكنها بداية الخلاص إن شاء الله..
إنها سياط اليقظة التي ستذهب نوم القرون، وتخرج من تحت الأرض سكان القبور، وما ذلك على الله بعزيز.
نتساءل أخيراً:
هل مواقف الغرب وأتباعه التي رأيناها هي مواقف عاطفية استثنائية؟!..
لا.. إنها مواقف مقررة مسبقاً في فكر الغرب وعقول قادته..
يمارسها الغربيون وأتباعهم عن تصميم واقتناع كامل، وبإرادة واعية تماماً.. وعن عمد..
ولماذا ذلك كله..؟!!
هذا ما سنبينه بوضوح في هذه الدراسة التي سنبنيها على أقوال قادة الغرب فقط.. دون أن ندخل فيها أي اجتهاد أو استنتاج لتسهل الحجة، ويظهر الحق، ويستنير طريق المضللين الذين يمارسون بأيديهم إبادة مقومات القوة في أممهم ليسهلوا على العدو الكبير المتربص التهامها.
وما أفظعها من مهمة يمارسها العملاء..
حين يدمرون أممهم،
ثم يدفعونها في فم الغول الاستعماري البشع..
ليلتهمها..
فيارب متى ينتبهون..؟!!.
* * *
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
موقف الغرب من الإسلام
الحروب الصليبية مستمرة:
يبني الغرب علاقاته معنا على أساس أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة بيننا وبينه:
1- فسياسة أمريكا معنا تخطط على هذا الأساس:
يقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967: "يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية، لقد كان الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصورة مختلفة، ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي"."إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها، إن روستو يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية(6).
2- والحرب الصليبية الثامنة قادها اللنبي:
يقول باترسون سمث في كتابه "حياة المسيح الشعبية" "باءت الحروب الصليبية بالفشل، لكن حادثاً خطيراً وقع بعد ذلك حينما بعثت إنكلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة، إن حملة اللنبي على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هي الحملة الصليبية الثامنة والأخيرة"(7).
لذلك نشرت الصحف البريطانية صور اللنبي، وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما فتح القدس: (اليوم انتهت الحروب الصليبية).
ونشرت هذه الصحف خبراً آخر يبين أن هذا الموقف ليس موقف اللنبي وحده بل هو موقف السياسة الإنكليزية كلها، قالت الصحف: "هنأ لويد جورج وزير الخارجية البريطاني الجنرال اللنبي في البرلمان البريطاني، لإحرازه النصر في آخر حملة من الحروب الصليبية، التي سماها لويد جورج الحرب الصليبية الثامنة".
3- والفرنسيون أيضاً صليبيون:
فالجنرال غورو عندما تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي، وركله بقدمه وقال له: (ها قد عدنا يا صلاح الدين)(8).
ويؤكد صليبية الفرنسيين ما قاله مسيو بيدو وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد للمعركة الدائرة في مراكش أجابهم: "إنها معركة بين الهلال والصليب"(9).
4- وحزب الكتائب وشمعون يعتبرون أن حرب لبنان هي حرب صليبية.
5- وقالوا عام 1967 بعد سقوط القدس:
قال راندولف تشرشل:لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس الشرقية قد خرجت من أيدي المسلمين، وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود(10).
6- والصهاينة أيضاً:
عندما دخلت قوات إسرائيل القدس عام 1967 تجمهر الجنود حول حائط البراق (المبكى المزعوم عندهم)، وأخذوا يهتفون مع موشي دايان: هذا يوم بيوم خيبر.. يا لثارات خيبر. وتابعوا هتافهم: حطوا المشمش عالتفاح، دين محمد ولّى وراح. وهتفوا أيضاً: محمد مات.. خلَّف بنات..كل ذلك دعا الشاعر محمد الفيتوري إلى نظم قصيدته الرائعة مخاطباً نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم:يا سيدي.. عليك أفضل الصلاة والسلام..من أمة مُضاعة.. تقذفها حضارة الخراب والظلام..يا سيدي..منذ ردمنا البحر بالسدود.. وانتصبت ما بيننا وبينك الحدود.. متنا.. وداست فوقنا ماشية اليهود..(11).
7- واستغلت إسرائيل صليبية الغرب:
خرج أعوان إسرائيل في باريس بمظاهرات قبل حرب الـ1967 يحملون لافتات، سار تحت هذه اللافتات جان بول سارتر، كتبوا على هذه اللافتات، وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة واحدة من كلمتين، هما: "قاتلوا المسلمين". فالتهب الحماس الصليبي الغربي، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط.. كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدة كتب عليها "هزيمة الهلال" بيعت بالملايين.. لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوروبية في المنطقة، وهي محاربة الإسلام وتدمير المسلمين(12).* * *
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
* * *
الجـدار الصلـب
نتساءل هنا: هل يشن الغرب حرباً صليبية على العالم الإسلامي استجابة لظروف تاريخية التحم فيها الإسلام مع المسيحية، وانتزع من المسيحية أممها وعواصمها؟؟أم أن هناك عوامل أخرى تدفع الغرب إلى شن حروبه الصليبية ضد عالم الإسلام؟..
ويبدو من تصريحات قادة الغرب أنهم يشنون الحرب على الإسلام لعوامل أخرى. إنهم يرونه الجدار الصلب الذي يقف في وجه سيطرتهم على العالم واستغلالهم له:
1- فهم يرونه الجدار الوحيد أمام الاستعمار:
يقول لورنس براون: "إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي"(13).
ويقول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً: "ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق"(14).
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر: "إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون اللغة العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم"(15). 2- ويرون أن الإسلام هو الجدار الذي يقف في وجه النفوذ الشيوعي:
في افتتاحية عدد 22 أيار عام 1952 من جريدة "كيزيل أوزباخستان "الجريدة اليومية للحزب الشيوعي الأوزباخستاني ذكر المحرر ما يلي: "من المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام نهائياً"(16).
3- ويرون أنه الجدار الذي يحول دون انتشار المسيحية وتمكن الاستعمار من العالم الإسلامي: يقول أحد المبشرين: إن القوة الكامنة في الإسلام هي التي وقفت سداً منيعاً في وجه انتشار المسيحية، وهي التي أخضعت البلاد التي كانت خاضعة للنصرانية(17).
ويقول أشعيا بومان في مقالة نشرها في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية: لم يتفق قط أن شعباً مسيحياً دخل في الإسلام ثم عاد نصرانياً(17).
وقال خروتشوف في حديثه مع الثوار الجزائريين: كان الإسلام يحتفظ بثوريته لأنه دين الشعوب المستضعفة، دين الشعوب الثائرة، الدين الذي يتعرض للاضطهاد والمحاربة على يد صليبية أوربا الصليبية(18).
4- ويرون أن الإسلام هو الخطر الوحيد أمام استقرار الصهيونية وإسرائيل:
يقول بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل سابقاً: إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد(19).
وحدّث ضابط عربي كبير وقع أسيراً في أيدي اليهود عام 1948 أن قائد الجيش اليهودي دعاه إلى مكتبه قبيل إطلاق سراحه، وتلطف معه في الحديث.
سأله الضابط المصري: هل أستطيع أن أسأل: لماذا لم تهاجموا قرية صور باهر؟ وصور باهر قرية قريبة من القدس.
أطرق القائد الإسرائيلي إطراقة طويلة ثم قال: أجيبك بصراحة، إننا لم نهاجم صور باهر لأن فيها قوة كبيرة من الإخوان المسلمين المتعصبين.
دهش الضابط المصري، وسأل فوراً: وماذا في ذلك؟ لقد هجمتم على مواقع أخرى فيها قوات أكثر .. وفي ظروف أصعب!.
أجابه القائد الإٍسرائيلي: إن ما تقوله صحيح، لكننا وجدنا أن هؤلاء المتطوعين من الإخوان المسلمين المتعصبين يختلفون عن غيرهم من المقاتلين النظاميين، يختلفون تماماً، فالقتال عندهم ليس وظيفة يمارسونها وفق الأوامر الصادرة إليهم، بل هو هواية يندفعون إليها بحماس وشغف جنوني، وهم في ذلك يشبهون جنودنا الذين يقاتلون عن عقيدة راسخة لحماية إسرائيل. ولكن هناك فارقاً عظيماً بين جنودنا وهؤلاء المتطوعين من الإخوان المسلمين، إن جنودنا يقاتلون لتأسيس وطن يعيشون فيه، أما الجنود المتطوعين من الإخوان المسلمين فهم يقاتلون ليموتوا، إنهم يطلبون الموت بشغف أقرب إلى الجنون، ويندفعون إليه كأنهم الشياطين، إن الهجوم على أمثال هؤلاء مخاطرة كبيرة، يشبه الهجوم على غابة مملوءة بالوحوش، ونحن لا نحب مثل هذه المغامرة المخيفة، ثم إن الهجوم عليهم قد يثير علينا المناطق الأخرى فيعملون مثل عملهم، فيفسدون علينا كل شيء، ويتحقق لهم ما يريدون.
دهش الضابط المصري لإجابة القائد الإسرائيلي، لكنه تابع سؤاله ليعرف منه السبب الحقيقي الذي يخيف اليهود من هؤلاء المتطوعين من الإخوان المسلمين.
قال له: قل لي برأيك الصريح، ما الذي أصاب هؤلاء حتى أحبوا الموت، وتحولوا إلى قوة ماردة تتحدى كل شيء معقول؟!!.
أجابه الإسرائيلي بعفوية: إنه الدين الإسلامي يا سيادة الضابط.
ثم تلعثم، وحاول أن يخفي إجابته،
فقال: إن هؤلاء لم تتح لهم الفرصة كما أتيحت لك، كي يدرسوا الأمور دراسة واعية تفتح عيونهم على حقائق الحياة، وتحررهم من الخرافة وشعوذات المتاجرين بالدين، إنهم لا يزالون ضحايا تعساء لوعد الإسلام لهم بالجنة التي تنتظرهم بعد الموت.
وتابع مسترسلاً: إن هؤلاء المتعصبين من الإخوان المسلمين هم عقدة العقد في طريق السلام الذي يجب أن نتعاون عليه وهم الخطر الكبير على كل جهد يبذل لإقامة علاقات سليمة واعية بيننا وبينكم.
وتابع مستدركاً، وكأنه يستفز الضابط المصري ضد هؤلاء المتطوعين من الإخوان المسلمين: تصور يا سيدي أن خطر هؤلاء ليس مقتصراً علينا وحدنا، بل هو خطر عليكم أنتم أيضاً، إذ أن أوضاع بلادكم لن تستقر حتى يزول هؤلاء، وتنقطع صرخاتهم المنادية بالجهاد والاستشهاد في سبيل الله، هذا المنطق الذي يخالف منطق القرن العشرين، قرن العلم وهيئة الأمم والرأي العام العالمي، وحقوق الإنسان.
واختتم القائد الإسرائيلي حديثه بقوله: - يا سيادة الضابط، أنا سعيد بلقائك، وسعيد بهذا الحديث الصريح معك، وأتمنى أن نلتقي لقاءً قادماً، لنتعاون في جو أخوي لا يعكره علينا المتعصبون من الإخوان المسلمين المهووسين بالجهاد وحب الاستشهاد في سبيل الله(20).
5- ويرون أن بقاء إسرائيل مرهون بإزالة المتمسكين بالإسلام :
يقول الكاتب الصهيوني (إيرل بوغر) في كتابه (العهد والسيف) الذي صدر عام 1965 ما نصه بالحرف: (إن المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لابد أن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معها، ولكي يصبح هذا التعاون ممكناً فيجب القضاء على جميع العناصر التي تغذي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي، وهي عناصر رجعية تتمثل في رجال الدين والمشايخ(21) .
6- ويقول إسحاق رابين غداة فوز جيمي كارتر برئاسة الولايات المتِحدة، ونقلت قوله جميع وكالات الأنباء:
إن مشكلة الشعب اليهودي هي أن الدين الإسلامي ما زال في دور العدوان والتوسع، وليس مستعداً لمواجهة الحول، وإن وقتاً طويلاً سيمضي قبل أن يترك الإسلام سيفه(22).
* * *
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
العــدو الوحـيـــد
إنهم لا يرون الإسلام جداراً في وجه مطامعهم فقط، بل يعتقدون جازمين أنه الخطر الوحيد عليهم في بلادهم:
1- يقول لورانس براون:
كان قادتنا يخوفوننا بشعوب مختلفة، لكننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل تلك المخاوف. كانوا يخوفوننا من الخطر اليهودي، والخطر الياباني الأصفر، والخطر البلشفي، لكنه تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا، والبلاشفة الشيوعيين حلفاؤنا، أما اليابانيون، فإن هناك دولاً ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم. لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام، وفي قدرته على التوسع والإخضاع، وفي حيويته المدهشة(23).
2- ونكرر هنا قول غلادستون:
ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان(24).
3- ويقول المستشرق غاردنر:
إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوربة(25).
4- ويقول هانوتر وزير خارجية فرنسا سابقاً:
لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه، فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر(26).
5- ويقول ألبر مشادور:
من يدري؟! ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة بالمسلمين، يهبطون إليها من السماء، لغزو العالم مرة ثانية، وفي الوقت المناسب. ويتابع: لست متنبئاً، لكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة.. ولن تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقف تيارها. إن المسلم قد استيقظ، وأخذ يصرخ، ها أنذا، إنني لم أمت، ولن أقبل بعد اليوم أن أكون أداة تسيرها العواصم الكبرى ومخابراتها(27).
6- ويقول أشعيا بومان:
في مقال نشره في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية:إن شيئاً من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي من الإسلام، لهذا الخوف أسباب، منها أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عددياً، بل إن أتباعه يزدادون باستمرار، ومن أسباب الخوف أن هذا الدين من أركانه الجهاد(28).
7- ويقول أنطوني ناتنج في كتابه "العرب":
منذ أن جمع محمد صلى الله عليه وسلم أنصاره في مطلع القرن السابع الميلادي، وبدأ أول خطوات الانتشار الإسلامي، فإن على العالم الغربي أن يحسب حساب الإسلام كقوة دائمة، وصلبة، تواجهنا عبر المتوسط(29).
8- وصرح سالازار في مؤتمر صحفي قائلاً:
إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يُحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم. فلما سأله أحد الصحفيين: لكن المسلمين مشغولون بخلافاتهم ونزاعاتهم، أجابه: - أخشى أن يخرج منهم من يوجه خلافاتهم إلينا(30).
9- ويقول مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952:
ليست الشيوعية خطراً على أوربة فيما يبدو لي، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم. ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع، انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية، ويقذفون برسالتنا إلى متاحف التاريخ. وقد حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب المسلمة، فكان الإخفاق الكامل نتيجة مجهوداتنا الكبيرة الضخمة. إن العالم الإسلامي عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً، فهو حائر، وهو قلق، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغب رغبة يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أحسن، وحرية أوفر … فلنعط هذا العالم الإسلامي ما يشاء، ولنقو في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي، والفني، حتى لا ينهض، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف، بإبقاء المسلم متخلفاً، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه، فقد بؤنا بإخفاق خطير، وأصبح خطر العالم العربي، وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهي به الغرب،وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم(31).
10- ويقول مورو بيرجر في كتابه "العالم العربي المعاصر":
إن الخوف من العرب، واهتمامنا بالأمة العربية، ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام. يجب محاربة الإسلام، للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة العرب، لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره. إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الأفريقية(32).
11- ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا:
رغم انتصارنا على أمة الإسلام وقهرها، فإن الخطر لا يزال موجوداً من انتـفاض المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم لأن همتهم لم تخمد بعد(33)…
12- بعد استقلال الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة في مدريد عنوانها:
(لماذا كنا نحاول البقاء في الجزائر.) أجاب على هذا السؤال بشرح مستفيض ملخصه:- إننا لم نكن نسخر النصف المليون جندي من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريها.. أو زيتونها.. إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوربا الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط، ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها، وليدخلوا معنا في قلب فرنسا بمعركة بواتيه جديدة ينتصرون فيها، ويكتسحون أوربا الواهنة، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة. من أجل ذلك كنا نحارب في الجزائر(34).
13- في أول الشهر الحادي عشر من عام 1974 ذكرت إذاعة لندن مساء زيارة وزير خارجية فرنسا سوفانيارك لإسرائيل، واجتماعه بقياداتها، بعد أن اجتمع في بيروت برئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ما جرى في آخر اجتماع عقد بين القادة الإسرائيليين وسوفانيارك: هي انتقاداتهم للسياسة الفرنسية لأنها تقف إلى جانب العرب ضد إسرائيل، وتؤيد الفلسطينيين، وهاجموا سوفانيارك شخصياً لأنه اجتمع بياسر عرفات، عندها غضب وزير الخارجية الفرنسية وصرخ في وجوههم: "إما أن تعترفوا بمنظمة التحرير، أو أن يعلن العرب كلهم عليكم الجهاد.." والعجب أن إذاعة لندن لم تعد إلى إذاعة هذا الخبر مرة أخرى، كما أن جميع إذاعات العرب لم تذكره. ففرنسا حين تتحرك إلى جانب العرب لا تتحرك إلا خوفاً من أن يثير عداء العالم الغربي للعرب روح الجهاد في المسلمين ، فيعلنوه ويشنوا حرباً على الحضارة الغربية تؤدي إلى دمار الغرب ويقظة المسلمين وهذا وحده كاف أن يدفع فرنسا إلى مهادنتهم ودعوة الآخرين لمهادنتهم!!! .
14- قالت إذاعة لندن صباح 10/4/1976 بمناسبة افتتاح مهرجان العالم الإسلامي في لندن:
إن الشعور العام السائد في الغرب أن المسيحية إذا لم تغير موقفها من الإسلام بحيث تتعاون معه للقضاء على الشر في العالم، لا أن تعتبر الإسلام مصدراً من مصادر الشر، إن لم تفعل ذلك فان المستقبل لا يؤذن بخير بالنسبة للمسيحية والعالم .
* * *
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
* * *
دمّـــــروا الإســـــلام
دمّـــــروا الإســـــلام
دمّـــــروا الإســـــلام
دمّـــــروا الإســـــلام
دمّـــــروا الإســـــلام
دمّـــــروا الإســـــلام
كيف يعملون إذن؟
ليس أمامهم إلا حل واحد هو تدمير الإسلام:
1- "ها قد هبت النصرانية والموسوية لمقاتلة المحمدية، وهما تأملان أن تتمكنا من تدمير عدوتهما"(35).
2- يقول غاردنر: إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام(36).
3- ونشيد جيوش الاستعمار كان يقول: أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة. لأحارب الديانة الإسلامية. ولأمحو القرآن بكل قوتي.
4- وشعار "قاتلوا المسلمين" الذي وزعته إسرائيل في أوروبا عند حرب الـ 67، لقي تجاوباً لا نظير له في دول الغرب كلها ...
5- يقول فيليب فونداسي : إن من الضروري لفرنسا أن تقاوم الإسلام في هذا العالم وأن تنتج سياسة عدائية للإسلام، وأن تحاول على الأقل إيقاف انتشاره(37).
6- يقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه "باثولوجيا الإسلام": "إن الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكاً ذريعاً، بل هو مرض مريع، وشلل عام، وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الخمول والكسل، ولا يوقظه من الخمول والكسل إلا ليدفعه إلى سفك الدماء، والإدمان على معاقرة الخمور، وارتكاب جميع القبائح، وما قبر محمد إلا عمود كهربائي يبعث الجنون في رؤوس المسلمين، فيأتون بمظاهر الصرع والذهول العقلي إلى مالا نهاية، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع أصلية ككراهة لحم الخنزير، والخمر والموسيقى. إن الإسلام كله قائم على القسوة والفجور في اللذات.
ويتابع هذا المستشرق المجنون: أعتقد أن من الواجب إبادة خُمس المسلمين، والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر(38).
ويبدو أن قائد الجيوش الإنكليزية في حملة السودان قد طبق هذه الوصية، فهجم على قبر المهدي الذي سبق له أن حرر السودان وقتل القائد الإنكليزي غوردون، هجم القائد الإنكليزي على قبر المهدي ونبشه، ثم قطع رأسه وأرسله إلى عاهر إنكليزي وطلب منه أن يجعله مطفأة لسجائره(39).
7- صرح الكاردينال بور، كاردينال برلين لمجلة تابلت الإنكليزية الكاثوليكية، يوم سقوط القدس عام 1967 بعد أن رعى صلاة المسيحيين مع اليهود في كنيس يهودي لأول مرة في تاريخ اليهود للقضاء على الإسلام وتخليص الأرض المقدسة. (نشرة التعايش المشبوه، ص4).
8- قال لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان في المنصورة، في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس: إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي: - إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين. - عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حاكم صالح. - إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة. - العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة. - العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً، وأنطاكية شمالاً، ثم تتجه شرقاً، وتمتد حتى تصل إلى الغرب(40).
خططهم لتدمير الإسلام
بعد فشل الحروب الصليبية الأولى التي استمرت قرنين كاملين في القضاء على الإسلام، قاموا بدراسة واعية لكيفية القضاء على الإسلام وأمته، وبدؤوا منذ قرنين يسعون بكل قوة للقضاء على الإسلام.
كانت خطواتهم كما يلي:
أولاً: القضاء على الحكم الإسلامي:
بإنهاء الدولة الإسلامية المتمثلة في الدولة العثمانية، التي كانت رغم بعد حكمها عن روح الإسلام، إلا أن الأعداء كانوا يخشون أن تتحول هذه الخلافة، من خلافة شكلية إلى خلافة حقيقية تهددهم بالخطر. كانت فرصتهم الذهبية التي مهدوا لها طوال قرن ونصف هي سقوط تركيا مع حليفتها ألمانيا خاسرة في الحرب العالمية الأولى. دخلت الجيوش الإنكليزية واليونانية، والإيطالية، والفرنسية أراضي الدولة العثمانية، وسيطرت على جميع أراضيها، ومنها العاصمة استانبول. ولما ابتدأت مفاوضات لوزان لعقد صلح بين المتحاربين اشترطت إنكلترا على تركيا أنها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد الشروط التالية:
أ- إلغاء الخلافة الإسلامية، وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله.
ب- أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة.
ج- أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام. د- أن تختار لها دستوراً مدنياً بدلاً من دستورها المستمد من أحكام الإسلام(41).
فنفذ كمال أتاتورك الشروط السابقة، فانسحبت الدولة المحتلة من تركيا.
ولما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا، احتج بعض النواب الإنكليز باستقلال تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب. فأجاب كرزون: لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم.. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة. فصفق النواب الإنكليز كلهم، وسكتت المعارضة(42).
ثانياً : القضاء على القرآن ومحوه:
لأنهم - كما سبق أن قلنا - يعتبرون القرآن هو المصدر الأساسي لقوة المسلمين، وبقاؤه بين أيديهم حياً يؤدي إلى عودتهم إلى قوتهم وحضارتهم:
1- يقول غلادستون: ما دام هذا القرآن موجوداً، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان - كما رأينا(43).
2- ويقول المبشر وليم جيفورد بالكراف: متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه(44).
3- ويقول المبشر تاكلي: يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه، حتى نقضي عليه تماماً، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً(45).
4- ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم(46).
وقد أثار هذا المعنى حادثة طريفة جرت في فرنسا، وهو أن فرنسا من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية وألبستهن الثياب الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماماً. وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون، ولما ابتدأت الحفلة، فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري.. فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا بالجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية عشر عاماً!!! ؟؟ أجاب لاكوست، وزير المستعمر الفرنسي: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا(47)؟!!
ثالثاً : تدمير أخلاق المسلمين، وعقولهم وصلتهم بالله، وإطلاق شهواتهم:
1- يقول مرماديوك باكتول: إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً. بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم(48).
2- يقول صموئيل زويمر رئيس الجمعيات التبشيرية في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام 1935: إن مهمة التبشير التي ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية، لأن في هذا هداية لهم وتكريماً. إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، ولذلك تكونون بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له، ألا وهو إخراج المسلم من الإسلام، إنكم أعددتم نشئاً لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، أخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي مطابقاً لما أراده الاستعمار، لا يهتم بعظائم الأمور ويحب الراحة، والكسل، ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب حتى أصبحت الشهوات هدفه في الحياة، فهو إن تعلم فللحصول على الشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات.. إنه يجود بكل شيء للوصول إلى الشهوات، أيها المبشرون: إن مهمتكم تتم على أكمل الوجوه(49).
3- ويقول صموئيل زويمر نفسه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي: إن للتبشير - بالنسبة إلى الحضارة الغربية – مزيتين: مزية هدم، ومزية بناء. أما الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه، ولو بدفعه إلى الإلحاد... وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه(50).
4- ويقولون: إن أهم الأساليب للوصول إلى تدمير أخلاق المسلم وشخصيته يمكن أن يتم بنشر التعليم العلماني:
أ- يقول المبشر تكلي: يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني، لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية وتعلموا اللغات الأجنبية(51).
ب- ويقول زويمر: ما دام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشئ لهم المدارس العلمانية ونسهل التحاقهم بها هذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب(52).
ج- يقول جب: لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة، وقد تم معظم هذا التطور تدريجياً من غير وعي وانتباه، وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى بعيد، ولم يعد من الممكن الرجوع فيه، لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حد بعيد على القاعدة والزعماء في العالم الإسلامي، وعلى الشباب منهم خاصة، كل ذلك كان نتيجة النشاط التعليمي والثقافي العلماني(53).
رابعاً: القضاء على وحدة المسلمين:
1- يقول القس سيمون: إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد على التملص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحول بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية(54).
2- ويقول المبشر لورانس بروان: إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً، أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين، فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير(54).
ويكمل حديثه : يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين، ليبقوا بلا قوة ولا تأثير.
3- ويقول أرنولد توينبي في كتابه الإسلام والغرب والمستقبل(55): إن الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ.
4- وقد فرح غابرائيل هانوتو وزير خارجية فرنسا حينما انحل رباط تونس الشديد بالبلاد الإسلامية، وتفلتت روابطه مع مكة، ومع ماضيه الإسلامي، حين فرض عليه المسلمون فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية(56).
5- من أخطر ما نذكره من أخبار حول هذه النقطة هو ما يلي: في سنة 1907 عقد مؤتمر أوروبي كبير، ضم أضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوروبيين برئاسة وزير خارجية بريطانيا الذي قال في خطاب الافتتاح: إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء، والواجب يقضي علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا. واستمر المؤتمر شهراً من الدراسة والنقاش. واستعرض المؤتمرون الأخطار الخارجية التي يمكن أن تقضي على الحضارة الغربية الآفلة، فوجدوا أن المسلمين هم أعظم خطر يهدد أوروبا. فقرر المؤتمر وضع خطة تقضي ببذل جهودهم كلها لمنع إيجاد أي اتحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط المسلم المتحد يشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوروبا. وأخيراً قرروا إنشاء قومية غربية معادية للعرب والمسلمين شرقي قناة السويس، ليبقى العرب متفرقين. وبذا أرست بريطانيا أسس التعاون والتحالف مع الصهيونية العالمية التي كانت تدعو إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين(57).
خامساً: تشكيك المسلمين بدينهم:
في كتاب مؤتمر العاملين المسيحيين بين المسلمين يقول: إن المسلمين يدعون أن في الإسلام ما يلبي كل حاجة اجتماعية في البشر، فعلينا نحن المبشرين أن نقاوم الإسلام بالأسلحة الفكرية والروحية(57).
تنفيذا لذلك وضعت كتب المستشرقين المتربصين بالإسلام التي لا تجد فيها إلا الطعن في الإسلام، والتشكيك في مبادئه والغمز بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. من هذه الكتب موسوعة تاريخ الجنس البشري وتقدمه الثقافي والعلمي، الذي أصدرته منظمة العلوم والثقافة (اليونسكو) للأمم المتحدة فقد قالت في الفصل العاشر من المجلد الثالث ما يلي:
1- الإسلام ترتيب ملفق بين اليهودية والمسيحية والوثنية العربية.
2- القرآن كتاب ليس فيه بلاغة.
3- الأحاديث النبوية وضعت من قبل بعض الناس بعد الرسول بفترة طويلة، ونسبت إلى الرسول.
4- وضع الفقهاء المسلمون كتب الفقه مستندين إلى القانون الروماني والقانون الفارسي والتوراة وقوانين الكنيسة.
5- لا قيمة للمرأة في المجتمع الإسلامي.
6- أرهق الإسلام أهل الذمة بالجزية والخراج(58).
هكذا يكتبون بهذا الحقد، وهذه الحقارة والكذب في أعلى هيئة ثقافية تابعة للأمم المتحدة، دون حياء، إنه حقدهم الأسود المتأجج.
سادساً: إبقاء العرب ضعفاء:
يعتقد الغربيون أن العرب هم مفتاح الأمة الإسلامية ، يقول مورو بيرجر في كتابه "العالم العربي": لقد ثبت تاريخياً أن قوة العرب تعني قوة الإسلام فليدمروا العرب ليدمروا بتدميرهم الإسلام.
سابعاً: إنشاء ديكتاتوريات سياسية في العالم الإسلامي:
يقول المستشرق و. ك. سميث الأمريكي والخبير بشؤون الباكستان: "إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي، وعاشوا في ظل أنظمة ديموقراطية، فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها". وينصح رئيس مجلة تايم في كتابه "سفر آسيا" الحكومة الأمريكية أن تنشئ في البلاد الإسلامية ديكتاتوريات عسكرية للحيلولة دون عودة الإسلام للسيطرة على الأمة الإسلامية، وبالتالي الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره(59).
لكنهم لا ينسون أن يعطوا هذه الشعوب فترات راحة حتى لا تتفجر. يقول هانوتو وزير خارجية فرنسا: "إن الخطر لا يزال موجوداً في أفكار المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم، لكنها لم تثبط من عزائمهم(60).
ثامناً: إبعاد المسلمين عن تحصيل القوة الصناعية ومحاولة إبقائهم مستهلكين لسلع الغرب:
يقول أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952: - إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً عنيفاً هو الخطر الإسلامي.. (ويتابع): فلنعط هذا العالم ما يشاء، ولنقو في نفسه عدم الرغبة في الإنتاج الصناعي والفني، فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة، وتحرر العملاق من عقدة عجزه الفني والصناعي، أصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة، خطراً داهماً ينتهي به الغرب، وينتهي معه دوره القيادي في العالم(61).
تاسعاً: سعيهم المستمر لإبعاد قادة المسلمين الأقوياء عن استلام الحكم في العالم الإسلامي حتى لا ينهضوه بالإسلام:
1- يقول المستشرق البريطاني مونتجومري وات في جريدة التايمز اللندنية، في آذار من عام 1968: إذا وجد القائد المناسب، الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى(62).
2- ويقول جب: إن الحركات الإسلامية تتطور عادة بصورة مذهلة، تدعو إلى الدهشة، فهي تنفجر انفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلى الاسترابة في أمرها، فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة لا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين جديد(63).
3- وقد سبق أن ذكرنا قول ابن غوريون رئيس وزراء إسرائيل السابق: "إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد".
4- كما ذكرنا قول سالازا، ديكتاتور البرتغال السابق: "أخشى أن يظهر من بينهم رجل يوجه خلافاتهم إلينا".
عاشراً: إفساد المرأة، وإشاعة الانحراف الجنسي: 1- تقول المبشرة آن ميليغان: لقد استطعنا أن نجمع صفوف كلية البنات في القاهرة: بنات آباؤهن باشوات وبكوات، ولا يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي، وبالتالي ليس هناك طريق أقرب إلى تقويض حصن الإسلام من هذه المدرسة(64).
ماذا يعنون بذلك؟
إنهم يعنون أنهم بإخراج المرأة المسلمة من دينها يخرج جميع الجيل الذي تربيه، ويخرج معها زوجها وأخوها أيضاً، وتصبح أداة تدمير قوية لجميع قيم المجتمع الإسلامي، الذي يحاولون تدميره، وإلغاء دوره الحضاري في العالم.
2- حكى قادم من الضفة الغربية أن السلطات الصهيونية تدعو الشباب العربي - بحملات منظمة وهادئة - إلى الاختلاط باليهوديات وخصوصاً على شاطئ البحر، وتتعمد اليهوديات دعوة هؤلاء الشباب إلى الزنا بهن، وإن السلطات اليهودية تلاحق جميع الشباب الذين يرفضون هذه العروض بحجة أنهم من المنتمين للحركات الفدائية. كما أنها لا تُدخل إلى الضفة الغربية إلا الأفلام الجنسية الخليعة جداً، وكذلك تفتح على مقربة من المعامل الكبيرة التي يعمل فيها العمال العرب الفلسطينيون دوراً للدعارة مجانية تقريباً، كل ذلك من أجل تدمير أخلاق أولئك الشباب، لضمان عدم انضمامهم إلى حركات المقاومة في الأرض المحتلة.
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
هل هناك تغيير في موقف الغـرب تجاه الإســـلام وأهلــه ؟!...
ظهرت في السنوات الأربع الأخيرة بعض المواقف في الغرب تتميز بروح الاعتدال، وتدعو إلى التأمل، سنستعرض هذه المواقف، ثم نحلل ما تعنيه..
1- أذاعت إذاعة صوت العرب الخبر التالي: قررت الحكومة الفرنسية ما يلي:
أ- منح الديانة الإسلامية فترة إذاعية في إذاعتها.
ب- فتح مساجد في المشافي والسجون الفرنسية.
ج- منح العمال المسلمين إجازات بمناسبة الأعياد الإسلامية.
2- أقيم في لندن في نيسان 1976 مهرجان اسمه مهرجان العالم الإسلامي.
حدد المدير العام للمهرجان بول كيلر أهداف المهرجان كما يلي:
إن الإنسان في الغرب يعاني فراغاً ثقافياً وروحياً، ومن هنا كان رحيله المستمر إلى الشرق على صورة موجات "هيبية" باحثاً عن ثقافة جديدة يواجه بها أزمته الروحية التي يعاني منها. يقول مدير المهرجان: أنا أعتقد أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الاتجاه إلى حاضرة الشرق، والإسلام بصورة خاصة لم يتجه إلى الغرب، وهو أغنى حضارة بالقيم الروحية، فقلت لماذا لا نقيم هذا الاتصال الثقافي والحضاري مع الإسلام، خاصة وأن الدول الإسلامية بدأت تفرض نفسها على العالم بشتى الصور، لذلك فكرنا بإقامة مهرجان العالم الإسلامي. ويقول: يجب اقتلاع التعصب ضد الحضارة الإسلامية، ونحن نتوقع أن يساهم المهرجان بهذه العملية.
ويقول:
إن الغاية من المهرجان هي إيصال القيم الإسلامية إلى جماهير الشعب البريطاني، وإننا نتوقع أن يجري نقاش واسع حول القيم الإسلامية أثناء فترة المهرجان، وهي فترة طويلة -ثلاثة أشهر- وهكذا تتهيأ الفرصة لشرح القيم الإسلامية بصورة وافية، وإن الفرصة التي ستتاح لعلماء المسلمين، والمختصين لشرح الحضارة الإسلامية وإبرازها، ومحاولة مد الجذور بين الشرق والغرب ستكون كبيرة. وهذه هي المناسبة الحقيقية لإزالة الشبهات التي فرضت على الحضارة الإسلامية من مجموعة من المتعصبين المسيحيين واليهود، وقصة تعدد الزوجات في الإسلام واحدة من تلك القصص التي لم تشرح للرأي العام البريطاني من قبل(65).
3- في دراسة نشرها في عام 1976 المستشرق الصهيوني الإنكليزي المشهور برنارد لويس تحت عنوان "عودة الإسلام" وبعد مقدمات تحليلية واسعة للحركات الإسلامية في العالم الإسلامي يقول: مما تقدم تبرز نتائج عامة محددة: فالإسلام لا يزال الشكل الأكثر فعالية في الرأي العام في دول العالم الإسلامي، وهو يشكل اللون الأساسي للجماهير، وتزداد شعبيته كلما كانت أنظمة الحكم أكثر شعبية، أي قائمة على أساس إعطاء الحرية للشعوب، ويمكن للمرء أن يدرك الفرق الواضح بين أنظمة الحكم الحالية، وبين القيادات السياسية ذات الثقافة الغربية التي أبعدت عن الحكم، والتي حكمت حتى عشرات قليلة مضت من السنين. وكلما التصقت الحكومات أكثر بعامة الناس، حتى ولو كانت يسارية، فإنها تصبح أكثر إسلامية، ولقد بنيت مساجد في ظل أحد أنظمة الحكم في منطقة المواجهة مع إسرائيل خلال ثلاث سنوات أكثر مما بني في السنوات الثلاثين التي سبقتها. إن الإسلام قوي جداً، إلا أنه لا يزال قوة غير موجهة في ميدان السياسة الداخلية.
وهو يبرز كعامل أساسي محتمل في السياسة الدولية، وقد جرت محاولات كثيرة في سبيل سياسة تضامن إسلامي أو جامعة إسلامية للدول الإسلامية إلا أنها أخفقت كلها في تحقيق تقدم نحو إقامة هذا التضامن، وإن أحد الأسباب المهمة هو عجز الذين قاموا بهذه المحاولات في إقناع الشعوب الإسلامية بجدية ما يريدون.
ولا يزال المجال مفتوحاً لبروز قيادات أكثر إقناعاً وإن هناك أدلة كافية في كل الدول الإسلامية قائمة فعلاً تدل على الشوق العميق الذي تكنه الشعوب الإسلامية لمثل هذه القيادة، والاستعداد العظيم للتجاوب معها.
إن غياب القيادة العصرية المثقفة، القيادة التي تخدم الإسلام بما يقتضيه العصر من تنظيم وعلم، إن غياب هذه القيادة قد قيد حركة الإسلام كقوة منتصرة، ومنع غياب القيادة العصرية المثقفة الحركات الإسلامية، من أن تكون منافساً خطيراً على السلطة في العالم الإسلامي، لكن هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوة سياسية محلية هائلة إذا تهيأ لها هذا النوع الصحيح من القيادة(66).
نقول: ماذا تعني هذه المواقف، وهذه الأقوال ؟!
هل هي بداية تحول غربي تجاه الإسلام.. أم أنها مكر من نوع جديد؟!!
إننا -فيما نعتقد- طلاء لوّن به الغرب وجهه بعد أن برزت قوى العالم الإسلامي الاقتصادي والسياسي بشكل ضخم.
إن القوة الاقتصادية التي برزت لدول النفط قد أقضت مضاجع العالم الغربي، فإن كان تقرير البنك الدولي صادقاً، وبأن السعودية وحدها سوف تملك عام 1980 نصف النقد المتداول في العالم، فإن هذا خطر واضح.
وإذا أضفنا إلى ذلك الموقع الاستراتيجي العجيب للعالم الإسلامي، إذ أن جميع مضائق العالم الأساسية فيه، ومعظم السهول الخصبة فيه، وجميع البحار الدافئة والتي تخترقها طرق العالم فيه، وإن عدد سكانه يشكل ثلث سكان العالم.. وهم معظم المستهلكين لبضائع الغرب، فرواج الصناعة الغربية كله قائم عليهم، والمواد الأولية متوفرة فيه بشكل هائل، كما أن لسكانه أثراً هائلاً في جميع شعوب العالم الثالث، فإننا بذلك ندرك مدى الشعور بالخطر الذي دفع الغرب إلى ما سبق أن فعله.
إذا كان برنارد لويس ذلك الصهيوني المستشرق قد اقتنع أن الإسلام في طريقه إلى العودة إلى العالم كقوة مهيمنة، فكأنه يقول للغربيين:
انتبهوا.. المسلمون قادمون.. دمروهم قبل أن يكسروا قمقمهم..
وما الدليل على ما نقول؟!
إن الدليل الواضح هو حرب الصومال التي تشبه إلى حد كبير حرب بنغلادش فالشيوعيون يقدمون الأسلحة والجنود للحبشة والغربيون –أمريكا- وإنكلترا – وفرنسا- وألمانيا تمتنع عن تقديم الدعم للصومال ببيعها السلاح.. فهو تآمر مكشوف من كلا الطرفين الشيوعي والرأسمالي لإنقاذ الحبشة المسيحية الصليبية، ولو كان ذلك على حساب الشعبين الإرتيري والصومالي. هذا يدل بوضوح على أن الغرب ما زال كما كان.. وأن ما يقوم به من أعمال تنبئ عن مهادنة الإسلام ما هي إلا محاولات لتغرير المسلمين.. فلننتبه بشدة. فإن الغرب ما زال حريصاً على شرب دمائهم وابتلاع إمكاناتهم، إن آخر ما قام به ضدهم هو قتل ألف مسلم في مسجد مدينة ريردار بإقليم أوجادين الصومالي، حين فتح الأحباش نيران رشاشاتهم الروسية(67) على المصلين فأبادوا منهم ألفاً دفعة واحدة، ولم تتحرك لهذه الفعلة الوحشية دولة من دول الغرب كله..
فهل في هذا ما يدل... ؟!!
إنه أكبر دليل.. يجب أن نكسر ما يقيدنا.. ونعود إلى العالم سادة له، نحرر من ظلم الجبارين.. والله غالب على أمره.
* * *
وأخيـــــــراً
يا ويح أعدائنا ما أقذرهم، إنهم يفرضون علينا أن نحقد عليهم حين يرقصون على أشلائنا بعد أن يمزقوها ويطحنوها ويطعموها للكلاب.
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقادة أعدائه حين فتح مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وهم الذين ذبحوا أهله وأصحابه.. وترك صلاح الدين الصليبيين في القدس بعد أن فتحها دون أن يذبحهم كما ذبحوا أهله وإخوانه.
لكننا نتساءل:
إن أحقاد هؤلاء وما فعلوه بأمة الإسلام من ذبح، هل ستمكننا من العطف عليهم مرة أخرى حين ننتصر؟؟!
ولا بد أن ننتصر، لأن الله قدر هذا وانتهى، هل سنبادلهم حقداً بحقد، وذبحاً بذبح، ودماً بدم؟؟!!
إن الله سمح لنا بذلك، لكنه قال: "فمن عفى وأصلح فأجره على الله".
إننا لا نستطيع إلا أن نقول لهم يومنا ذاك: اذهبوا أحراراً حيث شئتم في ظل عدل أمة الإسلام -الذي لا حد له-
والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبيه محمد وآله ومن سار على درب الجهاد الذي خطه إلى يوم الدين.؛؛؛
أ// عبد الودود يوسف (جلال العالم).
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
الهـوامـش:
* جلال العالم هو كما شرح أخوه هو عبد الودود يوسف وهو أديب وكاتب أطفال ومفسر ومعتقل في السجون السورية منذ 31-03-1980
* المقصود بالغرب –أينما وردت- قادته، وأجهزته ذات النفوذ بكل أقسامها وفروعها والتي تسهر وتخطط وتنفذ بأساليبها الجهنمية لضمان السيطرة على أمة الإسلام باستمرار.
(1) القومية والغزو الفكري، ص208.
(2) القومية، ص174.
(3) محاكم التفتيش للدكتور علي مظهر، نقلاً عن كتاب التعصب والتسامح للأستاذ محمد الغزالي، صفحات 311- 318 باختصار.
(4) كفاح دين للأستاذ محمد الغزالي، صفحات 60- 80.
(5) مأساة بنغلاديش (محمد خليل الله) صفحات: 7، 19، 20، 22، 23.
(6) معركة المصير، صفحات: 87، 94.
(7) مجلة الطليعة القاهرية، مقال وليم سليمان، عدد ديسمبر عام 1966، صفحة 84.
(8) القومية والغزو الفكري، ص82.
(9) مأساة مراكش –روم رولاند- ص 310.
(10) راندولف تشرشل، حرب الأيام الستة، ص129 من الترجمة العربية.
(11) الشعب والأرض، ج1، ص24، ودرس من النكبة الثانية، ص76.
(12) طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية، ص20، 21.
(13) التبشير والاستعمار، ص184.
(14) الإسلام على مفترق الطرق لمحمد أسد، ص29.
(15) المنار، عدد 9-11-1962.
(16) الإسلام والتنمية الاقتصادية –جاك أوستري- 56.
(17) جذور البلاء، ص 201.
(18) التبشير والاستعمار للخالدي وفروخ، ص 131، الطبعة الرابعة.
(19) القومية والغزو الفكري، ص88.
(20) جريدة الكفاح الإسلامي لعام 1955، عدد الأسبوع الثاني من نيسان.
(21) مجلة المسلمون، العدد الأول من المجلد الثامن، شهر تموز عام 1963، مع بعض الاختصار بما يناسب المقام، مع رجائنا عفو الكاتب وإخوانه.
(22) الإسلام في المعترك الحضاري ص28 (عمر بهاء الدين الأميري، طبعة دار الفتح، بيروت عام 1968).
(23) العدد (324) من مجلة المجتمع الكويتية، 9 نوفمبر 1976.
(24) المجلد الثامن صفحة 10، لورانس برلين نقلاً عن التبشير والاستعمار، ص148.
(25) الإسلام على مفترق الطرق، ص39.
(26) التبشير والاستعمار، ص36، طبعة رابعة.
(27) الفكر الإسلامي الحديث، وصلته بالاستعمار الغربي، ص18.
(28) لم هذا الرعب كله من الإسلام للأستاذ جودت سعيد.
(29) التبشير والاستعمار، ص 131.
(30) وليم بولك: الولايات المتحدة والعالم الغربي، والقومية والغزو الفكري، ص42.
(31) جند الله، ص22.
(32) جند الله، ص22.
(33) مجلة روز اليوسف في عددها الصادر بتاريخ 29-6-1962.
(34) الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، ص19.
(35) جريدة الأيام سنة 1963.
(36) استعباد الإسلام، ص44.
(37) التبشير والاستعمار ص115 – جذور البلاء ص201.
(38) الاستعمار الفرنسي في أفريقية السوداء، تأليف فيليب فواندلسي، ص2.
(39) الاتجاهات الوطنية ج1، ص321، وتاريخ الإمام ج2 ص409، والفكر الإسلامي الحديث ص51، و القومية والغزو الفكري، ص192.
(40) القومية والغزو الفكري ص222.
(41) العدد 2106 آخر ساعة، 5 آذار 1975 من خطبة أمير الحاج المصري لعام 1975 الوزير أحمد كمال وزير الري المصري.
(42) والأرض الشعب، ص46، مجلد أول.
(43) كيف هدمت الخلافة، ص190.
(44) الإسلام على مفترق الطرق، ص39.
(45) جذور البلاء، ص201.
(46) التبشير والاستعمار، ص40 (طبعة ثانية).
(47) المنار عدد 9-11-1962.
(48) جريدة الأيام عدد 7780، الصادر بتاريخ 6 كانون أول 1962.
(49) جند الله، ص22.
(50) جذور البلاء، ص275.
(51) الغارة على العالم الإسلامي، ص11.
(52) التبشير والاستعمار، ص8.
(53) الغارة على العالم الإسلامي، ص82.
(54) الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، ج2، ص204، 206 تأليف محمد محمد حسين.
(55) كيف هدمت الخلافة، ص190.
(56) جذور البلاء، ص202.
(57) الإسلام والغرب والمستقبل، ص73.
(58) هانوتو، ص21.
(59) المؤامرة ومعركة المصير، ص25.
(60) التبشير والاستعمار، ص191.
(61) مجلة التمدن الإسلامي مجلد 44، عدد 7، ص 408، تموز 1977.
(62) جند الله ص29.
(63) الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي ص19.
(64) جند الله ص22.
(65) الحلول المستوردة ص11.
(66) الاتجاهات الحديثة في الإسلام، ص365 (عن الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر) ج2 ص206.
(67) التبشير والاستعمار 87.
(68) مجلة الأسبوع العربي، العدد 867 الاثنين 9 آذار 1976.
(69) صفحة 48 من مجلة Commentary عام 1976.
(70) مجلة الاعتصام المصرية تشرين أول 1977.
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
[ العقلية الإبليسية لغريزة سفك الدماء وتصدير الكراهية لدى الغرب العنصري ]
بحث ذو صلة وثيقة :
ثقافة القتل.. ومدرسة القتل للقتل
بقلم: د. خير الدين عبد الرحمن
اعتبر المؤرخ العسكري الأمريكي فيكتور ديفيز هانسون، أستاذ الدراسات الكلاسيكية في جامعة كاليفورنيا، في كتابه الموسوم: (المذبحة والثقافة: معارك بارزة في صعود القوة الغربية)، أن السبب الحاسم والأكثر أهمية في تحقيق الهيمنة الغربية على سائر شعوب العالم هو "ما يتمتع الغرب به من موهبة في القتل"(1) مشددا على تفوق الغرب في ممارسة قتل خصومه من الشعوب الأخرى ببراعة فريدة وفتك شديد وتدمير كبير، دون اعتبار لوازع أخلاقي أو اعتبارات أخلاقية أو دينية، إذ إن قيود الأخلاق والدين وسواها من المعوقات التي تحد من شمول القتل وشدته تظل بعيدة عن الذهن الغربي لدى صياغة وتنفيذ أساليب القتال، ليبقى القرار للاحتياجات العسكرية دون غيرها. مضى هانسون أبعد من ذلك بتأكيده أن التفوق الثقافي لأمة أو جنس معين يتجسد في المعارك والحروب التي تخوضها، فالمنظومات الأكثر براعة وتقدما وموهبة في ممارسة القتل تحقق النصر وتحسم نتائج الحروب لصالحها.
شدد هانسون كذلك على أن النصر الثقافي النهائي والشامل والكامل للحضارة الغربية مرتبط ارتباطا وثيقا بالانتصارات العسكرية التي حققها الغرب عبر ممارسة القتل ببراعة، والتوسع في إقامة المذابح على نطاق واسع لضمان دحر الأعداء... ورأى هانسون أن هذا بالضبط هو سر هيمنة الأفكار والقيم الغربية على الكرة الأرضية على نحو لم تبلغه أية أفكار أو قيم أخرى، وسر انتصار النظريات الاقتصادية والتنظيمية والأيديولوجيات السياسية والمنظومات الثقافية الغربية طوال القرون الخمسة الأخيرة.
وهكذا لم يأت قول الجنرال البروسي كلاوتزفيتز، أبرز استراتيجيي أوربا في العصور الحديثة من فراغ عندما جزم بأن: "دبلوماسية الجثث أكثر جدوى من دبلوماسية الورود". إنه نفس المنطق الذي جعل جورج كليمنصو G.Clemenceau، رئيس الوزراء الفرنسي أثناء الحرب العالمية الأولى يمهد علنا لغدر الحلفاء بالعرب، ولتمزيق وطنهم على نحو ما فعلت بريطانيا وفرنسا وفق اتفاقية سايكس- بيكو المتكاملة مع تعهد بلفور، وزير الخارجية البريطاني، بتسهيل تهجير يهود أوربا إلى فلسطين وتمكينهم من اغتصابها ليقوموا باستنزاف العرب والإبقاء على انقسامهم وضعفهم وتخلفهم، حفاظا على المصالح الغربية في أرضهم. كان من أوجه التمهيد الذي مارسه كليمنصو قوله في العام 1914: "إن قطرة النفط أغلى من قطرة الدم".
كان يمكن المرور بتشديد هانسون على اعتبار أن "موهبة ممارسة القتل والمذابح" بحق الآخرين سبيل الغرب لفرض هيمنته الثقافية والاقتصادية والسياسية على العالم بما يستحقه كوجهة نظر، دون تهويل من شأنها أو تهوين، لو أنه صدر عن مفكر أو باحث يتخذ موقفا معارضا، من الحضارة الغربية أو سياساتها الراهنة، مثل المفكر الفرنسي روجيه جارودي أو المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، أو يتخذ موقفا نقديا منها لسبب ما، حتى لو كان صاحب هذا الموقف من أبرز منظري ومنفذي تلك السياسات المعاصرين، مثل زبيغنو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.
لكن المشكلة في موقف هانسون كامنة في تباهيه وتفاخره بما اعتبره تفوقا وموهبة فريدة في ممارسة الغرب للقتل الجماعي والمذابح والتدمير وحتى الإبادة بحق الشعوب الأخرى سبيلا للتحكم بمساراتها وثرواتها وإنتاجها واستهلاكها وسلوكها وتفكيرها وفرض هيمنته عليها في كل مجال.
وما هو أكثر إثارة للدهشة هو هذا الربط الشديد بين القتل والثقافة، بين البراعة في ممارسة المذابح من ناحية واستحقاق الهيمنة الثقافية. بل إن هذا المؤرخ الذي يمثل التيار الأكثر نفوذا وانتشارا في الولايات المتحدة والغرب عموما، جعل من القتل الجماعي بحد ذاته ثقافة، وكاد يبشر بمدرسة في ثقافة القتل تروج لممارسة القتل للقتل، على نحو ما كان من أمر مدرسة الفن للفن، التي انطلقت من الغرب داعية لإطلاق حرية الإبداع الفني وممارسته دون تقييده بهدف أو قصد مسبق أو بأي وازع أو قيد أخلاقي أو ديني أو مجتمعي.
فسر نعوم تشومسكي تطور ثقافة القتل التي تجعل الحرب ستارا لها أحيانا، بينما لا تحتاج إلى ستار في كثير من الأحيان، بأننا نتراشق بالشتائم، ثم بالحجارة، ثم بالسكاكين، ثم بالصواريخ، إلى أن نكتشف اختفاء الإنسان ذاته من هذه القرية الكونية، بعدما صارت القوة تستخدم بديلا للعدالة من أجل بث نوع من الخوف الكوني في سياق إنتاج العنف تعبيرا عن تكوين ثقافي وتربوي جعلنا نحمل في اللاوعي قرارا بالحلول محل الآخر. إن طغيان اللحظة الاقتصادية التي تبرر الفوضى وتطارد الإنسان وتستبيح كل شيء، كرس وجها قبيحا للتاريخ الذي تعب من ذاته، وفرخ حروبا مفتعلة شديدة البطش تنتج ثقافات جديدة ورؤى جديدة وأمزجة جديدة، خلاصتها فوضى وهباء ونحر العدالة.
كذلك تحدث الفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا ليوار بهلع عن الغد القريب وهو يعيش أولى سنوات القرن الحادي والعشرين، وربما أواخر سنوات عمره، فقال في مقابلة صحفية أثارت اهتماما كبيرا: "لقد منحنا القرنان التاسع عشر والعشرون من الإرهاب قدر ما نتحمل. لقد دفعنا ثمنا باهظا للحنين للكل وللواحد، للمصالحة بين المفهوم والمحسوس، بين الخبرة الشفافة والخبرة القابلة للتوصيل. وتحت المطلب العام للنضوب والتهدئة، يمكننا أن نسمع دمدمة الرغبة في العودة إلى الإرهاب، في تحقيق الوهم للإمساك بالواقع، والإجابة هي: لشن حرب على الكلية Totality. لنكن شهودا على ما يستعصي على التقديم، لننشط الاختلافات وننقذ شرف الاسم".
طبيعي أن الإرهاب الذي رأى ليوار أنه أرهق الإنسانية وجعلها تواجه تحدي إنقاذ شرف اسمها عبر رفض وحدانية الهيمنة المؤسسة على إلغاء الآخرين- ولو عبر القتل الجماعي- يختلف عن التعريف الأمريكي الرائج للإرهاب الذي تنشط مساعي فرضه حاليا لإخفاء الإرهاب الحقيقي الذي تجري ممارسته بحق غالبية الأمم.
رأى زبيغنو بريجنسكي بدوره، قبل عشر سنوات، مع المفاجأة التي عاشتها الولايات المتحدة بتفردها على قمة الهيمنة على العالم دون منافس أو خصم يوازنها، وفي أعقاب حرب الخليج الثانية التي خططت لها دوائر أمريكية لتجعل نتيجتها درسا رادعا لكل أمم العالم، بل ونشرت بعض التفاصيل عن مسار تلك الحرب وموعدها وأسلحتها وتكتيكاتها قبل عشر سنوات من اندلاعها ... رأى أن "القرن العشرين - هذا القرن الحافل بالأساطير الخارقة والموت المريع- أفرز مفاهيم خاطئة عن التسلط الكلي مستمدة من روح الغطرسة الكامنة في مزاعم التحلي بالفضيلة المطلقة والانفراد بمعرفة الصواب دون الآخرين كلهم.
وفي غضون هذا القرن انحرفت تلك الرؤى إلى أفدح ممارسة للعجرفة والاستهتار السياسي في تاريخ الجنس البشري.. القوة الأمريكية في حد ذاتها لن تكفي لفرض المفهوم الأمريكي في تصور نظام عالمي جديد.. ولا يمكن للمجتمع الأمريكي أن يكون نموذجا للعالم - سواء من الناحية المعنوية ومن ناحية النظام الاقتصادي عمليا - مادام جوهر هذا المجتمع يتحدد أخلاقيا بنظرة الجشع المادي الغالبة عليه..."(2).
رد بريجنسكي السلوك الجمعي الأمريكي في عديد من جذوره إلى الأصول الأوربية للاستيطان الأبيض فيما صار يعرف بالقارة الأمريكية، بقوله إن "اللامبالاة الأنانية كانت الصفة المميزة لسلوك الأوربيين الغربيين إزاء المعاناة التي يخوضها إخوانهم الشرقيون".
لكن المفكر الفرنسي البارز سيرج لاتوش كان أكثر تحديدا ووضوحا وجذرية إذ رد المسألة إلى كون "التغريب مشروعا متجددا لاستعباد العالم، آخر دعاواه النموذج الحضاري العالمي، وتأليه العلم والتقنية، وتغذية النزعة الجنونية الجامحة للامتلاك والاستهلاك باسم حرية السوق والاقتصاد، ومن ثم الغزو الثقافي عبر آلة جهنمية تحتكر سوق الإعلام والمعارف والاتصال وتسحق البشر والثقافات من أجل أهداف جنونية. ولا تتهيب من خلال قيامها على قاعدة الفكرة الصهيونية- التوراتية القائلة بالوعي بالذات- أي بالأنا الفاعل، لفرض التبعية على الآخر وصولا إلى كون ذي بعد واحد- أن تستبيح الآخر وتسوغ لذاتها الإبادة الإثنية الجمعية لأمم وشعوب وحضارات، ضمن نظام اغتصاب متكامل لايتورع عن اجتثاث الآخر من جذوره" (3).
لاحظ لاتوش أن "الصليبية المتهودة، في سعيها المعاصر إلى إخضاع باقي العالم واستيعابه استيعاباً إلحاقيا، ليست قادرة على استيعاب أوربا نفسها في كيانها الديني الذي عمل اليهود فيه تحويرا وتزويرا وتحريفا وتشويها على مدى قرون، بحيث باتت المسيحية نفسها مستوعبةداخل مشروع اقتصادي استعبادي كوني".
التقى لاتوش بهذا مع المشددين على دور الصهيونية المسيحية الخطير الراهن في توجيه الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مزيج مشوه من العقائد البروتستانتية والخرافات التلمودية والتفسيرات التوراتية المزورة حول نهاية العالم بعد معركة هرمجدّون (في فلسطين) التي تعقب حربا نووية يموت فيها ثلاثة مليارات من البشر، بعد اكتمال تجمع كل يهود العالم في "إسرائيل الكبرى فيما بين النيل والفرات".
تؤمن (1200) جماعة مسيحية تضم أكثر من ستين مليونا من الأتباع في الولايات المتحدة بمزيج ساذج من الخرافة والهوس التلمودي. أليس هذا متسقا مع خروج روبرت كور، مستشار رئيس الحكومة البريطانية توني بلير للسياسة الخارجية، بمقالته العاصفة التي نشرها في صحيفة الأوبزرفر بعنوان "لماذا لا نزال بحاجة إلى إمبراطوريات"، داعيا علنا إلى التسليم بالراية للامبراطورية الأمريكية لكي تقوم بتجديد الاستعمار والامبريالية، إذ لا غنى للعالم عنهما برأيه؟
أليس هذا متسقا كذلك مع دعوة المفكر الأمريكي ألفين توفلر، الذي جرى إشهاره كأبرز عالم مستقبليات، إلى أن تتجاوز البلدان الفقيرة مشاعرها الوطنيةالقديمة المعادية للاستعمار، لعلها تدعو بهذا بعض ما قد ينقذها من الاستثمارات الموجودة لدى الدول الاستعمارية، دون أن تظل واقعة تحت تأثير الشعور بأن تلك الاستثمارات تجديد للغزو الاستعماري (4).
إن توفلر الذي تحدث في كتابه الأخير المعنون "الحرب ومقارعتها"، بالاشتراك مع زوجته هايدي، عن ظاهرة جديدة هي "حضارة الحرب" صارت فيها أدوات الحضارة الحديثة ومخترعاتها التي انتشرت أفقيا وعموديا على نحو هائل، قابلة للتحول إلى أسلحة حربية خطيرة بذاتها أو باستخدامها في صنع أسلحة حربية، في ظل مفهوم جديد للقوة يتجاوز العناصر التقليدية من عنف وثروة مادية إلى المعارف المكتسبة حول المعرفة، بما يشكل تحولا خطيرا وجوهريا للعلاقات وموازين القوى في عصر التمايز الرقمي، يتخلى هو عن الكثير من عناصر رؤيته المستقبلية السابقة ليجعل من نصيحته للدول الفقيرة بالرضوخ عمليا لمستعمريها السابقين واستجدائهم بعض الاستثمارات علاجا لمشكلة الفقر، بما يلزم الشعوب المستباحة عمليا التماهي Identify مع قيم قاهريها والانسلاخ عن ذاتها تأكيدا لقابليتها للتكيف Adaptability مع شروط قاهريها المهيمنين، على أمل أن يحسن إليها قاهرها بمنحها بعض مقومات البقاء والحياة!
أعاد المفكر البريطاني دوغلاس ريد، في آخر كتبه الموسوم "جدل حول صهيون" معظم مشاكل عالمنا المعاصر وأزماته إلى أن اللاويين، ومن بعدهم الفريسيين، قد علموا أتباعهم اليهود منذ أيام المسيح ابن مريم عليه السلام أن المطلب الرئيسي لإلههم "يهوه" هو إبادة جميع الغرباء، أي غير اليهود، "ومن ثم فإن اليهود قد تحولوا إلى الشعب الوحيد في التاريخ الذي كانت مهمته التخريب بحد ذاته... وكانت النية واضحة بقدر ما، لتنظيم قوى فاعلة تخريبية دائمة". (5)
بكلمة أخرى: حملت أسطورة شعب الله المختار في أحشائها رفضا مسبقا واحتقارا تلقائيا للتسامح مع الآخرين، وللمساواة بين الأمم، حيث إنها زَعْمٌ يحصر البناء الإيجابي باليهود دون سواهم، ويدعوهم إلى اغتصاب ثروات الآخرين واستباحة حقوقهم وإبادتهم. فكانت كل الحركات العنصرية وتجارب الإبادة الشاملة لأمم من أجل سلب أراضيها وثرواتها تتمثل زعما باصطفاء إلهي ومهمة رسالية لأصحابها، تقليدا لزعم "الشعب المختار".
هذا ما رآه الكاتب الفرنسي ميشال بوغنون - موردا مثلا في كتابه "أمريكا التوليتارية" المنشور سنة 1997 إذ رأى أن "التفكير الجمعي الأمريكي يقوم على قاعدة أيديولوجية راسخة محورها أن الولايات المتحدة قامت كمجتمع ودولة أصلا لأنها مكلفة برسالة سامية، وبناء على هذا الإيمان يركن التفكير الجمعي الأمريكي إلى يقين راسخ بأن أداء هذه الرسالة يفرض استخدام كل الوسائل دون تحريم أو تردد. هذه العناصر مكونات رئيسية في جوهر الولايات المتحدة كدولة، وفي مواقفها وإسقاطاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية بالنسبة لباقي العالم".
لكن المؤرخ البريطاني البارز إرنولد توينبي لم يتردد في فضح تستر المحتلين والمستعمرين ومغتصبي أوطان وثروات الأمم الأخرى برسالة سامية وتفرد بتكليف أو اصطفاء إلهي قناعا لتحقيق أغراضهم وإشباع شهوة القتل والنهب لديهم، إذ قال: "كنت دائما أخشى القول بأن القراصنة -لا العباقرة- هم الذين يصنعون التاريخ الذي هو في حالته الراهنة الابن غير الشرعي للجغرافيا".
على نفس النهج، جاء المؤرخ الأمريكي هوارد زين، أستاذ التاريخ في جامعة بوسطن، لينقض التاريخ الرسمي المتداول الذي صاغه المنتصرون وأصحاب النفوذ ليوافق أهواءهم ومصالحهم، وساعدهم كتبتهم في تزويره، وهكذا قدم ما أسماه التاريخ المضاد، تاريخ المقهورين والضحايا، عبر كتابه الضخم "تاريخ شعبي للولايات المتحدة الأمريكية من عام 1492 حتى الآن". تعمد الكاتب أن يجعل نقطة بدء تأريخه الشعبي للولايات المتحدة وصول كرستوفر كولومبوس ورجاله إلى الأرض التي اكتشفوا لاحقا أنها ليست الهند، مقصدهم الأصلي، وإن كانت أكثر ثراء وأسهل نهبا لثرواتها من الهند، الأرض التي أسموها لاحقا أمريكا، والتي كرس الأوربيون أن كولومبوس قد اكتشفها، وكأن حياة عشرات الأمم والشعوب والقبائل من سكانها الأصليين لآلاف السنين فيها قبل ذلك الحين لا يدخل في حساب الحياة الإنسانية مادام الأوربيون لم يكونوا قد عرفوها بعد.
وهكذا شدد هوارد زين في الفصل الأول المعنون "كولومبوس والهنود والتقدم الإنساني"، من خلال الرجوع إلى يوميات كولومبوس نفسه ووثائق أخرى، على أن الدافع إلى الرحلة أصلا كان جشع كولومبوس وشغفه بغرف أكبر كميات ممكنة من الذهب والتوابل.
قبل أن نسترسل في وصف كولومبوس كيف مارس هو ورجاله القتل الجماعي والإبادة الشاملة بحق أهل تلك البلاد، نقرأ سريعا من واقع يوميات كولومبوس نفسه، وفقا لمصدر آخر، أنه ختم صلاته لدى بدء رحلته الأولى بقوله: "فليساعدني المولى برحمته على أن أحظى بهذا الذهب.." (6)، أما الغرض الذي أراد توظيف ما طمع بجلبه من ذهب لتحقيقه فأوضحه بجلاء إذ حدد غاية رحلته إلى الهند بقوله: "كان ذلك بنية الذهاب إلى مولانا الملك ومولاتنا الملكة للتوسل إليهما من أجل أن يتخذا قرارا بإنفاق العائدات التي يمكن أن يجنياها من الهند لاستعادة القدس" (7)!..
ركز هوارد زين على استهجان كولومبوس ورجاله للاستقبال الودود الدمث الذي استقبلهم السكان الأصليون به لدى وصول سفنهم شاطئ الأرض التي أطلق عليها لاحقا اسم أمريكا. اعتبر كولومبوس أن تدافع هؤلاء السكان إلى السفن حاملين الهدايا يقدمونها للغرباء الذين يرونهم للمرة الأولى بمثابة سذاجة. وكرر مرارا التعبير عن دهشته لتخلي هؤلاء السكان عن الذهب وممتلكات أخرى للغرباء بلا مقابل، بل واستجابتهم مبتسمين لكل ما طلب الغرباء منهم تقديمه.
تباهى كولومبوس بأن رجاله قد أخضعوا هؤلاء "السذج" لقهر شديد واستغلال موغل في البشاعة، ونقلوا بعضهم قسرا إلى اسبانيا عبيدا، وأعملوا سيوفهم في رقاب من تردد أو تلكأ، كما كان رجال كولومبوس يستمتعون بتعذيب هؤلاء وقتلهم ببطء لتبديد الضجر وتمضية الوقت والتغلب على السأم. ومع اشتداد وطأة هذه التجربة على السكان الأصليين راح الآباء فيهم يقتلون أبناءهم بأيديهم لإنقاذهم من عذاب الموت تحت التعذيب السادي على أيدي الغزاة الأوربيين. بعد وقت قصير سادت ظاهرة الانتحار الجمعي بين السكان الأصليين، واضمحلت أممهم وقبائلهم سنة بعد أخرى حتى اختفت تماما بعد بضع عشرات من السنين، وأخذ الغزاة الأوربيون أوطانهم، بعدما نهبوا ذهبهم وثرواتهم ومزارعهم.
أكد هوارد زين عبر الوثائق أن الإبادة الجماعية التي مورست بحق السكان الأصليين للقارة الأمريكية قد كانت سياسة مخططة مبرمجة تم تنفيذها بدقة شديدة. ولكنه بينما اعتبر وصول الغزو الأوربي إلى تلك القارة نقطة البدء في إبادة الأمم، ونقطة البدء في تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية، فإننا نعتبر ذلك الوصول بداية مرحلة سبقتها مراحل أخرى ترتبط بها. قرأنا مثلا عبر مصادر كثيرة أن الصليبيين أعملوا قتلا في سكان القدس، فذبحوا منهم سبعين ألفا في يومين، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، عندما دخلوها يوم 15-7-1099م الموافق 22 شعبان 492ه، بعد حصار خانق دام أربعين يوما (8).
دخل فارس نورماندي اسمه تانكريد حرم المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة مباشرة في ذلك اليوم على رأس مجموعة من جنود الغزاة المدججين بالسلاح، وبدأوا سرقة المصابيح الذهبية والفضية من مسجد الصخرة والمسجد الأقصى، ليكتشفوا بعد حين أن ثلاثة آلاف من المصلين قد احتموا بالمسجد الأقصى، طلب منهم تانكريد الاستسلام فاستسلموا وهم أصلا جاؤوا للصلاة وليس لديهم سلاح، لكن تانكريد طلب فدية كبيرة ليضمن حياتهم، فأرسلوا بعضهم لإحضار الفدية، وما إن توفرت تلك الفدية واستلمها تانكريد في اليوم التالي وبعد أن نصب رايته على المسجد الأقصى دليل منح الملتجئين إليه حمايته، حتى نقض الصليبيون عهدهم وذبحوا كل الثلاثة آلاف الذين كانوا في المسجد، ووصف أحد الغزاة الصليبيين المذبحة مؤكدا أنه خاض في دماء المصلين وجثثهم إلى ركبتيه (9).
قبل ذلك، وفي طريق جيوش الغزاة الصليبيين إلى القدس، تم اجتياح العديد من المدن وإبادة معظم سكانها. نقرأ مثلا اعتراف المؤرخ الفرنسي ألبير دكس أنه كان ضمن القوات الصليبية التي غزت معرة النعمان، بلدة أبي العلاء المعري، فجر يوم 12-12-1098، أي بعد أربعين سنة من وفاة شاعرها وفيلسوفها أبي العلاء المعري، مؤكدا مارواه مؤرخ فرنسي آخر هو راؤول دي كين من أن مفاوضات أعقبت حصار البلدة قد انتهت إلى تعهد قائد الجيش الصليبي بوموند بمنح سكان البلدة الأمان إن هم استسلموا، فوافق السكان ورفعوا الأعلام البيضاء على أسوار مدينتهم ومداخلها ومبانيها، لكن الغزاة اقتحموها بعد ساعات وأعملوا في سكانها ذبحا حتى قتلوا مئة ألف شخص، ثم أحرقوا كل بيوتها وهدموا ما بقي من أطلال الجدران بعد الحريق، فلم يبق حجر فوق حجر في المدينة.
قال دي كين: "كان جماعتنا يغلون مسلمين بالغين في القدور، ويشوون الأولاد في سفافيد ويلتهمونهم مشويين" (10). بينما أكد ألبير دكس الواقعة، كما أكدها مؤرخ آخر هو رادلف نقلا عن تانكريد النورماندي من أسرة دي هوتفيل، وشدد راؤول دي كين على القول: "لم تكن جماعتنا لتأنف وحسب من أكل قتلى العرب والأتراك، بل كانت تأكل الكلاب أيضا". عانى تانكريد أزمة نفسية وإيمانية فلجأ إلى بابا روما أوربان الثاني لينقذه من أزمته، فقال البابا: القتل ليس خطيئة بالضرورة، فالمسألة تتوقف على من هو الذي تقتله. فإذا قتلت أعداء المسيح، على نحو ما تفعل لتخليص القدس من الكفرة، لا تحتاج إلى التكفير، فالذبح المقدس يجلب المغفرة مثل الصلاة والصوم والحج..(11).
تفرض الدهشة نفسها علينا من مدى خضوع المجتمعات الغربية وامتداداتها لشهوة القتل على نحو غير إنساني عندما نقرأ للكاتبين الأمريكيين إدموند ستيلمان ووليم بفاف في كتابهما "سياسة الهستريا" الصادر سنة 1964 تفسيرا لراهن عالمنا في ظل الهيمنة الغربية يعود إلى نفس تلك الغزوات الصليبية التي اجتاحت كلا من المشرق العربي والمغرب العربي أيضا، فقد نقلا عن المؤرخ الفرنسي فرديناند نيل أن الصليبيين زحفوا من مدينة مونبيلييه يوم 20-7-1209، وبلغت قواتهم أسوار مدينة بيريه، فتوسط رجال الكنيسة في المدينة لمنع القتال، لكن الصليبيين اشترطوا تسليمهم كل الهراطقة (الكاثار) في المدينة، ولما حاول أهل المدينة تجاوز هذا الشرط، فرض الجيش الصليبي الحصار، فسعى أهل المدينة إلى التسلل والهرب، لكن الصليبيين ردوهم واقتحموا المدينة، فبدأت مذبحة أفزعت مقدماتها السكان فاحتموا بالكنائس وطمأنهم الرهبان بالصلاة وقرع الأجراس، لكن الجيش الصليبي اقتحم الكنائس واحدة بعد الأخرى وذبح الملتجئين إليها. تم ذبح سبعة آلاف في كنيسة واحدة ثم إحراقها، وتكرر الأمر في باقي الكنائس، ظل الصليبيون يعملون ذبحا ونهبا وحرقا حتى احترقت المدينة بأسرها بعد يومين، وقتل مئة ألف من سكانها. ربما بولغ في هذا الرقم بحيث يكون الثلاثين ألف قتيل هو الرقم الصحيح، لكن المؤكد أنه قد تم قتل كل أهل المدينة. وقد سئل راعي أبرشية (سيتو) في هذا الغزو عن الوسيلة الكفيلة بتمييز الكاثوليك عن الهراطقة فأجاب: "احرقوهم جميعا، وبعد ذلك سوف يعرف الله جماعته"!
أشار الكاتبان الأمريكيان في هذا الكتاب إلى انخفاض عدد سكان ألمانيا والنمسا في حرب الثلاثين عاما الدينية (1618 - 1648) من واحد وعشرين مليون نسمة إلى ثلاثة عشر مليونا فقط، وانخفض عدد سكان بوهيميا - بؤرة تلك الحرب- من مليونين إلى سبعمائة ألف نسمة، وبقي من أصل خمسة وثلاثين ألف مدينة وبلدة وقرية فيها تسعة وعشرون ألفا فقط.
نقل الكتاب وصف المؤرخ البلجيكي هنري بيرنيه مشاهداته أثناء تلك الحرب: "بات عرفا لدى الجميع أن يذبح كل من يرفض الاستسلام في تلك الحرب، وقد شعر الجنود أن المدنيين أهداف مشروعة، ولذلك كانوا يطلقون النار على أقدام المارة المدنيين في الشوارع للتسلية، وكثيرا ما راحوا يصادرون العديد من هؤلاء المدنيين باعتبارهم خدما، ويخطفون أطفالهم طلبا للفدية، ويحرقون كنائسهم للاستمتاع. لقد قطعوا أطراف رجل دين بروتستانتي لأنه قاوم تدمير كنيسته، وربطوا القساوسة تحت عجلات العربات وأرغموهم على الزحف على أربع حتى الإغماء... وفي الألزاس، كانوا يقطعون جثث المشنوقين ويلقونها للراغبين في أكلها، وفي بلاد الراين كانت جثث الموتى تخرج من قبورها لمقايضتها بالطعام، وفي زوبريكن اعترفت امرأة بأنها أكلت ولدها!!
قبل أن ننتقل مع الكاتبين الأمريكيين إلى ملاحظاتهما على تطور "مواهب القتل" وتصاعد "شهوة القتل للقتل" في القرن العشرين، نتساءل إزاء شهادات المؤرخين الأوربيين عن حروب إبادة وحشية خاضها مسيحيون ضد مسيحيين على هذا النحو: هل جاء في نفس السياق ما وصفه المؤرخون بالموت الأسود الذي أباد ربع سكان أوربا في العامين 1347 و1348 نتيجة جريمة جماعية ارتكبها اليهود عندما قاموا بتسميم منظم لآبار الشرب وينابيع المياه، أم أن اليهود قد نافسوا الصليبيين إمعانا في القتل الجماعي وتطبيقا لتعاليم مثل ما جاء في سفر التثنية - الإصحاح 20 (13): فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وفي سفر يشوع: الإصحاح 6 (121): وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير، بحد السيف، وفي سفر الملوك: الإصحاح 3(19): وتقطعون كل شجرة طيبة، وتطمرون جميع عيون الماء، وتفسدون كل حقل جيد. ألم يزوّر أحبارهم هذه التعاليم مثلما زوروا إلها لهم أسموه (يهوه) جعلوه يحرض أتباعه على قتل الكنعانيين في فلسطين، بكل نسائهم وأطفالهم وشيوخهم؟
لئن عرف القرن العشرون تجديد هذا النزوع اليهودي الجامح إلى ممارسة القتل الجماعي عبر مجازر متلاحقة شملت سكان عشرات المدن والقرى الفلسطينية، ثم العديد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أيضا بعدما استطاعت الغزوة الصهيونية اغتصاب معظم أرض فلسطين واقتلاع معظم شعبها وتشريده في المنافي سنة 1948، كما تلاحقت المجازر الجماعية التي نفذها الصهاينة في بلدان عربية أخرى فإن تلك المجازر التي أصبح العديد من قادتها أو من المشرفين عليها رؤساء حكومة في الكيان الصهيوني (مناحيم بيجن، إسحاق شامير، إسحاق رابين، شمعون بيريز، إيهود باراك، بنيامين نتنياهو، أريئيل شارون) تلتقي في جذورها مع مذابح أخرى مارسها المستوطنون الأوربيون في مناطق أخرى من العالم.
تلتقي مجازر الغزاة الصهاينة في دير ياسين والطنطورة وناصر الدين والدوايمة وكفر قاسم وخان يونس ورفح وقبية والقدس والخليل وغزة وجنين ونابلس وغيرها من المواقع الفلسطينية، وكذلك في مدرسة بحر البقر الابتدائية المصرية ومصانع أبو زعبل قرب القاهرة ومخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت وحمام الشط في تونس وقانا في جنوب لبنان، مع المذابح التي تمت عبرها الإبادة الشاملة لشعوب المايا والإنكا والإزتيك وسواها من السكان الأصليين للقارة التي صار اسمها أمريكا على أيدي المستوطنين الأوربيين، والإبادة الشاملة التي مارسها المستوطنون البريطانيون بحق الأبوريجيين، السكان الأصليين للأرض التي أسماها غزاتها البريطانيون أستراليا، والعديد من المذابح التي شهدتها الصين والهند وبلدان أفريقية كثيرة.
قال الكاتبان الأمريكيان ستيلمان وبفاف في كتابهما "سياسة الهستيريا":
إن القرن العشرين قد شهد نزعة طاغية إلى تكريس سلوك جمعي غربي راسخ توارثته الأجيال هو ممارسة القتل باسم الله! هذا السلوك "هو الذي جعل بريطانيا تستخدم ما أسمته عاصفة النار في غارتها ليلة 27 يناير 1945 على مدينة هامبورغ الألمانية فأحرقت المدينة بكاملها"، وبين 24-7 و 29-7 زاد عدد القتلى في هامبورغ وحدها على اثنين وأربعين ألف قتيل، ويزيد بعضهم العدد إلى مئة ألف، وفي مدينة كاسل مات سبعون في المئة من القتلى اختناقا.
أما الهجوم الوحشي غير المبرر على مدينة درسدن بغارات جوية أمريكية وألمانية فقد حصد بقنابله مئة وخمسة وثلاثين ألف ضحية في ليلة واحدة، ليلة 13-2-1945م. وثبت لاحقا للباحثين على نحو قاطع أن درسدن لم تكن فيها قوات عسكرية ألمانية أو أهداف حيوية أو مصانع عسكرية تستدعي مثل تلك الغارات، وإنما كان معروفا تماما للقيادتين الأمريكية والبريطانية أن القصف سيصيب المدنيين فقط، وأن نصف هؤلاء المدنيين من الفلاحين وسكان المدن القريبة الذين لجأوا إلى درسدن في الأسابيع الأخيرة التي سبقت قصفها متوقعين أن تكون أكثر أمانا لخلوها تماما من الأهداف العسكرية التي تشكل إغراء بالقصف.
لقد بلغ هذا العدد من القتلى في درسدن وحدها ضعف مجموع القتلى البريطانيين الذين حصدتهم الغارات الألمانية طوال سنوات الحرب العالمية الثانية. ذلك أن التبرير الأمريكي - البريطاني لتلك الغارات كان الانتقام لضحايا غارات الطائرات الألمانية قبل سنوات على مدن بريطانية. أكثر من هذا، تبين أن قيادة الحلفاء كانت على علم أكيد قبيل تلك الغارة بانهيار هتلر ونظامه وقرب استسلام جيشه، بحيث لم يكن لتلك الغارات التي قتلت ذلك العدد الهائل من المدنيين أي تأثير على مسار الحرب وميزان القوة العسكرية.
إنه نفس ما حدث في شهر آب (أغسطس) من العام 1945 على الجبهة اليابانية. فعلى الرغم من رسائل رسمية وجهتها الحكومة اليابانية للحكومة الأمريكية عارضة استعداد اليابان للاستسلام وإنهاء الحرب، أصرت القيادة الأمريكية على استخدام السلاح النووي للمرة الأولى في تاريخ البشرية ضد مدينة هيروشيما اليابانية، مع يقينها بأن المدنيين فقط سيدفعون الثمن باهظا لأداة القتل الجماعي الرهيبة تلك، وأن تدمير هيروشيما تماما وقتل مئتي ألف من سكانها لم يكن ليؤثر على مسار العمليات الحربية ولا على تطور القتال، وإنما هو رسالة إلى باقي أمم العالم تظل حية لعقود طويلة، تثير الهلع والفزع والرعب على امتداد العالم، إذ تذكّر كل من يختلف مع الولايات المتحدة أو يعترض على هيمنتها بأن الذين دمروا هيروشيما وأبادوا سكانها في لحظات يستطيعون تكرار استخدام نفس سلاح التدمير الشامل والإبادة الجماعية ضد أي خصم آخر، متى شاؤوا!
لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد من إرهاب العالم بأسره، فبعد ثلاثة أيام من رصد نتائج ذلك التفجير النووي فوق هيروشيما، وبينما العالم في ذهول غير مسبوق، ألقت الطائرات الأمريكية قنبلة نووية ثانية أكبر حجما وأشد تدميرا على مدينة ناغازاكي اليابانية، على الرغم من أنها، شأن هيروشيما، لم تكن تضم أهدافا عسكرية يابانية تغري بتدميرها. لحسن الحظ -نسبيا- كانت الخسائر الناجمة عن القنبلة الثانية الأكبر حجما المسماة "الرجل البدين" أقل من الخسائر الناجمة عن القنبلة الأصغر المسماة "الولد الصغير" بسبب الطبيعة الجغرافية والتضاريسية لمدينة ناغازاكي التي حدّت من تأثيرات الانفجار المباشرة والإشعاع الناجم عنه لاحقا.
لقد تصور كثير من البشر أن الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتين تسببتا في مقتل خمسة وستين مليونا من البشر وجرح مئة وعشرة ملايين، قد أفرغتا من الحقد المخزون والشهوة الجامحة للقتل ما يسمح للبشرية بتوقع قرن كامل أو عدة قرون من الهدوء والسلام في العالم. لكن الحروب الإقليمية والمحلية سرعان ما تلاحقت بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، حرب في فلسطين وأخرى بين الهند وباكستان عقب استقلالهما، وحرب كبرى في كوريا ثم في فيتنام، إلى أن تجاوز عدد الحروب التي شهدها العالم في النصف الثاني من القرن العشرين المئة حرب، كان أكثرها مفتعلا ومبرمجا من قبل دول كبرى وشركات صنع أسلحة وأصحاب مصالح كبرى.
رأى روجيه جارودي -شأن كثيرين- أن صناعة السلاح أساسا هي التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية القوة الأولى في العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وجعلتها تملك نصف ثروة العالم بعد الحرب العالمية الثانية التي جاءت حلا نهائيا للأزمة الاقتصادية التي عصفت بالولايات المتحدة منذ العام 1929. كذلك جددت الحرب الكورية الازدهار الاقتصادي في الولايات المتحدة، تماما مثلما فعلت الحرب ضد العراق، مع ارتفاع مستمر في إنتاج وبيع الأسلحة الأمريكية (12).
خلص جارودي، في تحليل لَحَظَ، مع أمور أخرى، هذا الدور المحوري لصناعة السلاح الأمريكي ومبيعاته وما تقتضيه من افتعال حروب وتغذيتها على امتداد العالم، إلى القول بأن "انحطاط الثقافة الذي يلعب دورا منظما في حياة المجتمع الأمريكي إنما ينحدر من طبيعة تاريخ الولايات المتحدة" (13)، إذ قام مجتمعها أصلا نتيجة غزو بلاد الآخرين، والإبادة الجماعية الشاملة لأصحاب تلك البلاد، والإلغاء المعنوي لملايين الأفارقة الذين تم اقتلاعهم من قارتهم بالقوة وإحضارهم عبيدا أرقاء إلى القارة الأمريكية لخدمة المستوطنين الأوربيين. وهنا يلتقي كثير من المفكرين العنصريين مع صمويل هنتنجتون، داعية صدام الحضارات الذي بات أحد أهم مستشاري الرئيس جورج بوش الابن، إذ اعتبر "الأسلحة المتطورة العنصر الرئيسي للتمييز بين الغرب والأمم التي تعاديه، فالغرب من حقه امتلاك ما لديه من أسلحة متطورة مهما كانت رهيبة التدمير لأنه عاقل ومتحضر، بينما الأمم الأخرى ليست جديرة بالثقة لأنها ليست عاقلة ولا متحضرة، وبالتالي لا يجوز السماح لها بامتلاك أسلحة متطورة".
كذلك رأى نعوم تشومسكي أن الهيمنة على العالم سياسة ثابتة للولايات المتحدة مكرسة لخدمة مصالح المهيمنين على الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الأمريكية من أرباب الصناعة والتجارة الذين يرسمون استراتيجيات كونية لإحكام السيطرة على العالم. وهذا ما يؤكده د. محمد عابد الجابري في مقالة عنوانها "الغرب مصالح ولا شيء غير المصالح"(14) مستشهدا بمقالة جراهام فوللر التي نشرها في مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية ردا على مقولة هنتنجتون حول صراع الحضارات، إذ قال إن الصدام الحضاري ليس صداما حول المسيح أو كونفوشيوس أو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بقدر ما هو صراع سببه التوزيع غير العادل للقوة والثروة والنفوذ، والازدراء التاريخي الذي تنظر به الدول والشعوب الكبرى إلى الصغرى.
ولكن حتى لو أخذنا بوجاهة هذه النظرة، فهل يكفي التفسير الاقتصادي أو المصلحي لظاهرة ممارسة القتل الجماعي إلى حد الإبادة الشاملة، ولانتشار مدرسة راسخة يمارس أتباعها القتل للقتل بذاته، أو للاستمتاع بالقتل؟! ألم يرفع الصهاينة وأنصارهم في الولايات المتحدة شعار "ادفع دولارا تقتل عربيا" على امتداد الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، بحيث انتشر شعارهم على جدران الشوارع والمقاهي والمطاعم وفي الحافلات والقطارات دون أن تشكل هذه الدعوة العنصرية العلنية المفتوحة للقتل مدعاة قلق للضمير الفردي والجمعي الغربي؟!
ألم يكرر العديد من قادة الكيان الصهيوني شعارهم الدنيء "العربي الجيد هو العربي الميت"، دون أن يحتج سدنة حقوق الإنسان في الغرب؟ ألم يكرر هنري كسينجر مرارا وهو يتولى الخارجية الأمريكية القول بسخرية وحقد: اليهود وحدهم يفهمون العرب، إنهم يقتلونهم لكي يفهموهم"، جاعلا من قتل الآخر وسيلة لفهمه؟!
أليس هذا هو ما ذهب إليه اليهودي الآخر وولف ويتز، نائب وزير الدفاع الأمريكي، مستخفا عندما توقع صحفي احتجاجا عربيا على إيغال الإدارة الأمريكية بدعم وحماية ما ترتكبه إسرائيل، إذ قال: "الموتى لا يتكلمون" معتبرا ثلاثمئة مليون من العرب مجرد موتى برداء أحياء، أو أحياء مرشحين للموت؟
إنه نفس الالتزام بالقتل الجماعي فلسفة وسبيلا إلى تحقيق الذات وضمان مصالحها الذي جعل جون كيلي مساعد وزير الخارجية الأمريكي يدعو بلاده فور انتهاء حرب الخليج الثانية إلى "نشر الجثث الإقليمية (دولا وشعوبا) على امتداد العالم إذا أرادت الولايات المتحدة أن تنقذ نفسها من المصير الذي آلت إليه كل الامبراطوريات السابقة عندما أصيبت بفيروس اسمه التاريخ".
الهوامش:
(1) Victor Davis Hanson Carnage and Culture Landmark Battles in the Rise of Western Power.
(2) زبيجنو بريجنسكي، القوة والبعد الأخلاقي، المجلة، لندن ، 2-4-1993، ص 52.
(3) سيرج لاتوش، تغريب العالم، ترجمة خليل كلفت، لندن، دار العالم الثالث، 1984. انظر أيضاً عرض سعيد الكفراوي للكتاب في مجلة العربي، الكويت، العدد 430، أيلول- سبتمبر 1994، ص 197- 201.
(4) الاتحاد، أبو ظبي، 17-5-2002، ص 30.
(5) دو غلاس ريد، جدل حول صهيون، ترجمة غياث كنعو، دار الحصاد، دمشق، ط2، 1998، ص 114.
(6) من كتاب البحاثة تزفيتان تودوروف الموسوم "غزو أمريكا: مسألة الآخر"، ص 16، نشرت مجلة " الوحدة"، الشهرية الصادرة في الرباط، ترجمة الكتاب التي أنجزها د. عبدالكريم حسن و د. سميرة بن عمو في عدد سبتمبر 1992، ص 130.
(7) المصدر السابق، ص19.
(8) فهمي جدعان، أسس التقدم عند مفكري الإسلام، دار الشروق، عمان، 1988، ص 81.
(9) Terry Jones Alan Ereira, Crusades, B. B. C., London,
(10) أمين معلوف، الحروب الصليبية، ترجمة د. عفيف دمشقية، دار الفارابي، بيروت، ط2، 1993، ص61، نقلا عن عدة مصادر أوربية موثقة.
(11) Terry Jones Alan EReira, Crusades
(12) روجيه جارودي، الولايات المتحدة طليعة الانحطاط، ترجمة مروان حموي، دار الكاتب، دمشق، 1998، ص 27- 29.
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
هكذا ينظر لكم الغرب الوثني
ارهابيين من القرون القديمة
وقف أثنار رئيس وزراء أسبانيا أمام طلاب جامعة جورج تاون الأمريكية ليقول:
" أؤكد لكم ان دعم الحكومة الأسبانية للحرب على العراق لها جذور ضاربة في التاريخ منذ ان غزاها المورس وإن أول خلية لتنظيم القاعدة في أسبانيا كانت بقيادة طارق بن زياد عام 92هـ وليس كما يعتقد القاضي غارثون ان أول خلية للقاعدة يقودها أبو الدحداح تأسست في نوفمبر 2001م " [1]
إن هذا الوضوح الذي تحدث به ( الصليبي أثنار) لا يملكه العديد من أصحاب العمائم واللحى الملوّنة، مستمد من الوضوح الذي تميّزت به صحيفة معاريف اليهودية عندما نشرت (إن هدف الحرب العالمية اليوم هو الإسلام وليس الأشخاص سواء أسامه أم غيره). ونشرت أيضا تحت عنوان: (القاعدة في كل مكان القاعدة جأت نتيجة رواسب دينية إسلامية ممتدة عبر السنين). [2]
نفس الوضوح لدى دونالد رامسفيلد وزير الحرب الأمريكي السابق عندما صرّح لبرنامج لقاء اليوم قناة الجزيرة [3] بكل وضوح:
( نحن لم نصنع بن لادن نحن اجتمعنا في معركة مشتركة كنا نريد القضاء على عدونا الاستراتيجي وننشر القيّم الأمريكية وكان بن لادن يقاتل عدوه أيضا ويريد نشر القيّم الإسلامية !). إن هذا الوضوح الذي تحدث به ( الصليبي أثنار) لا يملكه العديد من أصحاب العمائم واللحى الملوّنة. لو كانوا يعقلون !!!!
ويكفينا من هذه الاعترافات التي أنطقهم الله بها الآن في الدنيا, وجعلها تجري على ألسنتهم (قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ).
إنها تروي لنا مشهدا حيويا يتكرر عبر القرون !!
إنها اعترافات:
تشهد لتنظيم القاعدة بأنهم ورثة السلف الصالح حقا, وان القاعدة ( اليوم) بعد أكثر من 1427هـ هي نفس القاعدة
( أمس في القرن الأول الهجري) وهي القاعدة الأصيلة (عبر القرون ).
تشهد لتنظيم القاعدة بأنهم حملة ذلك الحق (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق لا يضرهم من خذلهم...).
تشهد لتنظيم القاعدة بأنهم حملة المنهج النبوي حتى يتم إعادة الخلافة ( على منهاج النبوة ) بإذن الله.
وتشهد هذه الاعترافات أيضا بان الحرب واضحة المعالم والراية أكثر وضوحا تعلو خفاقة يبصرها حتى الكفيف ولا يبصرها أعمى القلب
أعمى البصر والبصيرة ولو كانت عمامته تتدلى إلى خصره.
فهي حرب واضحة الراية والمعالم منذ (مؤتة حتى غزو أفغانستان والعراق اليوم).
وبناء على هذه الاعترافات " الواضحة " التي أدلى بها (أثنار) وهو أحد أتباع صناع الحروب والفتن والأزمات الدجالية العالمية المعاصرة.
هذا
بطل من تنظيم القاعدة في ( القرن الماضي !!!)
سجل التاريخ مواجهة العصابة المسلمة لمحاولات محاربة القران وفرائض الله وعندما أراد الإنكليز في الهند إلغاء رحلات
فريضة الحج من الهند إلى مكة المكرمة والمدينة المنوّرة, واستعملوا عمائم السوء في إصدار الفتاوي ذات البلاوي بحجة
فقدان الأمن والطاقة اللازمين والتهلكة للنفس!!!.
قرر السيد أحمد الشهيد التصدي لفتاوى عمائم السوء !!
فنادى في الناس بالحج.
وبقيت فريضة الحج .
وذهب الإنكليز.
وفي إحدى الغزوات صلى الفجر واستغاث الله.
وصلى الضحى واستغاث الله ان يرزقه الشهادة .
وتوجه إلى الحور العين بقوله:
"سأكل اليوم على طبقك أيتها الحورية"!!
واستشهد رحمه الله .
وسيق من بقى إلى المحاكمات!!
ووجه القاضي إلى واحد منهم هو (البطل محمد جعفر) كلمات غاضبة تفيض حقدا على فتية امنوا بربهم وزادهم هدى فقال له: "إنك يا محمد جعفر رجل عاقل ومتعلم وتعرف القانون الذي يعاقب بشدة كل من تسول له نفسه شق عصا الطاعة ولكنك أوغلت في المؤامرة والثورة على الحكومة احكم عليك بالإعدام ومصادرة أملاكك ولن تسلم جثتك إلى ورثتك وسأكون مسرورا عندما أراك معلقا مشنوقا."
استمع إليه البطل محمد جعفر في سكينة عجيبة.
ثم قال :"الله الذي يحي ويميت أما أنت لا تملك حياة ولا مماتا ولا تدري من السابق منا إلى الموت."
وجن جنون القاضي من هذه الروح العجيبة التي يملكها من فضل الله البطل محمد جعفر.
فتقدم من محمد جعفر ضابط إنكليزي اسمه (يارسن) وقال له:" لم أر في حياتي إنسانا يحكم عليه بالموت وهو في هذه المسرة والبشر"!
فقال له محمد جعفر: "لماذا لا أفرح إذا رزقني الله الشهادة في سبيله وأنت يا مسكين لا تعرف حلاوتها"!!
وشاع الخبر بين الناس في عموم الهند وحتى بعض الإنكليز كانوا يزورونه ليروا هذه الآية الرائعة .
انه (بطل) حتى في نظر الأعداء !!
إنهم يخشون هذه الروح التي يملكها حتى وهو مكبل بالأغلال.
ولما علم الحاكم الانكليزى بما قال البطل محمد جعفر استبدل الحكم بالنفي والأشغال الشاقة حتى يحرمه من الشهادة كما قال ونفاه إلى جزيرة سيلان.
ويشاء الله ان يموت القاضي الإنكليزي الذي أصدر حكمه بالإعدام عقب صدور الحكم بالنفي.
وكذلك جُن الضابط (يارسن) ومات شر ميتة .
وعرف الناس معنى الإيمان بالله.
وتذكروا كلمات البطل محمد جعفر .
وفي محاكمة كراتشي الشهيرة عام 1921م لمولانا محمد علي حاكموه على فتواه بتحريم العمل مع الإنجليز ومقاطعة وظائفهم وخاصة القوات المسلحة واعتقل الألوف ممن استجابوا ولم ينكر التهمة بل اعترف بها بشجاعة بالغة لأنها أمرُ القران والسنة وصرخ فيهمأيها الإنجليز أنكم إذا وظفتم في الحرس الوطني والشرطة جندي هندوسي وأمره الضابط الإنجليزي بذبح بقرة ليجهز له لحمها سوف يرفض الجندي الأمر ويقرء على الضابط كلمات من كتابه المقدس ينهى عن ذبح البقرة وتريدون من الجندي المسلم أن يقتل أخاه المسلم؟ اني أقوم بواجبي الذي أمرني ربي وأقبل الموت شهيدا في سبيل الله لأن الموت في عقيدتي الانتقال إلى الجنة وإذا كنت أرفض القتل فلأن الله يأمرني ألا أفعل وديني دين الرحمة ولكن في سبيل الله مستعد أن اقتل كل من يأمر الله بقتله ولو كان أبي أو أخي الشقيق أو أمي العزيزة أو زوجي وأبنائي).
وصدر الحكم كان الكل ينتظر من هيئة المحكمة- وليس فيها مسلم- هو الموت أو النفي المؤبد .
وإذا بالحكم ( البراءة)!! .
ويتكرر المشهد اليوم في جزيرة جوانتنامو الكوبية التي استخدمت من قبل محوّر الشر العالمي سجنا للمسلمين، حدثت المعجزة وبزغ نور الإسلام على الأرض لم تعرفه من قبل لأول مرة في التاريخ هناك من سجد وصلى وأقام جمعة وذكر الله في جوانتنامو، منهم أعلن ومنهم من كتم إيمانه ودهش الأمريكان واستنفر البنتاجون والـcia واتهموا الواعظ السابق في السجن بالتجسس لحساب العدو أي لحساب المعتقلين أي لحساب تنظيم القاعدة وجاء الواعظ الجديد في جوانتنامو وفوجئوا به يصرّح أيضا على صفحات الصحف قائلا : (إني أعالج بعض أخواني السجناء بسورة العنكبوت وهي خير علاج رباني) ويصف السجناء الأبطال فيقول (وفيهم أساتذتي في العلوم الإسلامية).
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
وليس هناك وضوح أكثر من وضوح الرئيس الأمريكي جورج بوش الأصغر وقد صرّح واعتذر ثم صرح وكرر (إنها حرب صليبية) إنها ( حرب من الإنجيل!!!).
بينما كرر دائما رئيس وحدة مكافحة بن لادن في المخابرات الأمريكية سابقا مايكل شوير: (إن الشيخ بن لادن رجل صادق ونظيف وصاحب عقيدة ومباديء حقيقية) الله اكبر!
فليسمعه أهل العلمنة الجهلة من بني جلدتنا الذين ينطقون بألسنتنا وهم ألد أعدائنا.
ولكن هولاء عملاء اليهود والنصارى سيكون مصيرهم بإذن الله مخزيا .
وصدق الرئيس الباكستاني الأسبق ضياء الحق رحمة الله عليه عندما قال كلمته الشهيرة: (إن من يتعامل مع أمريكا رغم كل ما يقدمه لها فهو كمن يتعامل في تجارة الفحم لن يناله في النهاية إلا سواد الوجه الكفين).
وكان الاتحاد السوفيتي البائد لا يعترف بخسائره الحقيقية كما هو حال أمريكا والحلف الإرهابي العالمي اليوم في العراق حتى أعلن هزيمته وإفلاسه وتفككه. وكان قلة يبصرونها وكان العديد لا يبصرها بل لا يتخيلها حتى مجرد خيال.
ووالله إن ثمرات الجهاد المضيئة لا يحجبها هذا الابتلاء!!
وقد وعد الله المؤمنين الصادقين باستخلافهم في الأرض وبشرهم بالنصر المبين وقال عز من قائل كريم (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين)
وسيتحقق وعد الله (وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً)
(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
من كتاب "حقيقة الحرب الصليبية الجديدة" للشيخ البتار يوسف العييري تقبله الله.
يا خيل الله اركبي لقد بدأت الحرب الصليبية
إن الكفار مهما لبسوا على المسلمين وسمّوا أفعالهم بأسماء مغايرة لمعتقداتهم إلا أن تغيير الأسماء لا يغير من الحقائق شيئاً، وهم الذي أخبر الله عنهم بقوله تعالى } ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخـرة وأولئك أصحاب الـنار هم فيها خالدون **
إلا أن الله أظهر معتقد النصارى وأخرج ما في قلوبهم على المسلمين وما هي حقيقة حربهم على الإسلام ، وأن اسم مكافحة الإرهاب أو العدل المطلق ، أو محاربة أعداء الحرية أو الأشرار أو أعداء الحضارة ، ما هي إلا أغطية لحقد صليب دفين ، قد ملأ قلوبهم .
وبما أن الحقد ملأ قلوبهم وهمهم الأوحد تحقيق معتقداتهم التي أخبر الله عنها ، فقد نفد صبر الرئيس الأمريكي بوش ولم يستطع كتم عقيدته فصرح في مؤتمر صحفي أجراه يوم الأحد 16/9/2001 م الموافق 28/6/1422هـ بقوله "This crusade, this war on terrorism, is going to take a long time "
وترجمة كلامه المتقدم قاتله الله هو قوله "هذه الحرب الصليبية , هذه الحرب ضد الإرهاب سوف تأخذ وقتا طويلاً " ثم قال " الواجب على الأمريكيين أن يتحلوا بالصبر " .
ومهما حاول بوش تحوير ذلك الخطاب والاعتذار فإن زيارته للمركز الإسلامي في أمريكا لن تمحو ما أعلنه من حرب صليبية ، إن الحرب الصليبية تشن كل دقيقة في الإعلام الأمريكي .
ومن أمثلة ذلك وهي كثيرة ما نشرته مجلة ناشونال ريفيو تحت عنوان ( إنها الحرب فلنغزهم في بلادهم ) "ليس هذا أوان ترف البحث عن أماكن المتورطين بالعمليات الإرهابية , المسؤولون عن هذه العمليات هم كل من ارتسمت على وجهه ابتسامة عندما سمع بالهجمات على نيويورك و واشنطن..لا نحتاج إلى تحقيقات مطولة أو أدلة جنائية ولا إلى تحالف دولي , امتنا غزتها طائفة متطرفة مجرمة , علينا غزوهم في بلادهم و قتل قادتهم و إجبارهم على التحول إلى المسيحية " .
وحتى لا يخرج لنا من يقول إنكم تحملون الكلام على غير محمله كما قال بعض الصحفيين الأذناب ، فقد انتقد أحد كبار السياسيين الأمريكان الرئيس لاستخدامه هذه العبارة , وذلك في البرنامج الشهير "NIGHTLINE" الذي يقدمه المذيع الأمريكي ( تيد كوبلز) في قناة ABCحيث قال :" أخطأ الرئيس في استخدامه هذه العبارة وذلك لأسباب منها:
أولا : أن الصليبين في الحقيقة قد هزموا في تلك الحروب على يد صلاح الدين ، وليس من المناسب التذكير بهزيمة في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى النصر.
ثانيا : هذا المصطلح "الحروب الصليبية" سوف يثير وبشكل كبير حلفاؤنا من المسلمين الذين نحن في أمس الحاجة إليهم في معركتنا الوشيكة مع الإرهاب " .
وينقل الشيخ سفر الحوالي في كتابه كشف الغمة عن علماء الأمة خطط الصليبيين للسيطرة على منطقة الخليج وحقول النفط ، ومن ضمن ما نقل أيضاً حرص الغرب على حرب الإسلام واعتباره الخطر الأكبر عليهم في العالم الثالث ، وأنقل من كلامه بعض المقتطفات التي نقلها عن الصليبيين ذات الطابع الهجومي يقول في صـ 32 ـ " والواقع إن جوهر القضية في هذه التحالفات قديمها وحديثها واحد وهو أن مصلحة الغرب تقتضي تناسي خلافاته الداخلية والتوحيد لمقاومة الخطر الخارجي الذي يَعُدُ الإسلام رأس الحربة فيه ، فقد تحالفت أوروبا المتناحرة ضد الدولة العثمانية فيما سُمي (الحلف المقدس) كما ظلت تركيا -رغم إنها دولة أوروبية من جهة الموقع- خارج الاتفاقيات الدولية الأوروبية إلى عهد قريب لسبب واحد هو أنها مسلمة ، ومنذ أسابيع فقط سُئل الرئيس التركي-أوزال- عن سبب عدم قبول تركيا عضواً في الوحدة الأوروبية رغم أنها عضو في حلف الناتو - فأجاب بأن السبب هو أن الغرب لا يزال ينظر إلى تركيا باعتبارها دولة إسلامية !!.
إن الحرب العالمية الأولى انتهت كما هو معلوم بالنقاط الأربعة عشر للرئيس الأمريكي "ولسُن" التي أصبحت أساس مبدأ عصبة الأمم ، والتي بمقتضاها اتفق الغرب على وضع العالم الإسلامي تحت الوصاية الدولية أي تحت السيطرة الغربية، مع أن الأجزاء المهمة منه كانت قد وضعت من قبل تحت سيطرة الغرب باسم "الحماية" ومنها عدن والكويت ومشيخات الخليج وبقيام الحرب العالمية الثانية انهارت عصبة الأمم كما انهارت القوة الاستعمارية التقليدية وبرزت قوتان جديدتان هما أمريكا وروسيا وكان وفاق المنتصرين فيها المتمثل في مؤتمر -يالطه- وفي التحكم في العالم من خلال الهيئة الدولية الجديدة "هيئة الأمم المتحدة" إذ احتفظ الطواغيت الكبار بحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي كما يسمى!!..
وقال في صـ35ـ " وفي عدد آخر بتاريخ 21/12/1410هـ يقول كاتب آخر هو مدير المركز العربي لبحوث- التنمية والمستقبل بالقاهرة عن تحديات أوروبا:-
" يتزايد القلق في أوروبا الغربية وجنوب أوروبا بشكل خاص وفرنسا تحديداً من تطور يطلقون عليه المد الإسلامي، وتطور آخر يسمونه التغيير الديمغرافي والتطوران حادثان في شمال أفريقيا " .
ويقول في صـ37ـ " وفي هذا المسار نشرت مجلة البلاغ الإسلامية الكويتية في 16 ذي الحجة 1410هـ أي قبل الغزو بحوالي 25 يوماً مقالاً مؤثراً بعنوان : هل انتهت الحروب الصليبية ؟ .
قالت فيه: اليوم تتوالى الأخبار التي يخيل للسامع أنها ليست إلا بيانات عسكرية في معركة طاحنة تدور رحاها بصمت عجيب.
وتعرضت فيه للفكرة التي طُرحت في الغرب ونشرت عنها الفايننشال تايمز وهي: إقامة عمود دفاعي أوروبي ضد العالم الإسلامي ! .
بل نشرت الصحافة الأمريكية أن دول البلقان مثل اليونان وبلغاريا قد تصبح (دول مواجهة في أوروبا ضد انتشار التطرف الإسلامي).
وأنذرت صحافة أمريكا عدوها النووي "الاتحاد السوفيتي" باحتمال وقوع الأسلحة الذرية في الجمهوريات الإسلامية السوفيتية في أيدي متطرفين مسلمين وأن ذلك يعتبر تهديداً خاصاً للبشرية والعالم المتمدن .
وقالت: إن المتطرف يأتي من الصحراء والمبدع يأتي من الغابات وربما كان هذا هو الفارق الأكبر بين الشرق والغرب.
وقد علَّق المحامي الأمريكي الذي أورد هذه النصوص بعنوان "إعلام أمريكا وخطر المسلمين" قائلاً: "بالترويج لخطر المسلمين لا بالنسبة إلى الدول الغربية فحسب بل حتى إلى الاتحاد السوفيتي يرى المرء تقارباً بين مصالح الأعداء القدامى الذين كانوا يشتبكون في الحرب الباردة، ويُحتمل أن تتردد القضية الجديدة عن الخطر الإسلامي على العالم المتمدن أكثر فأكثر في المستقبل " .
ونقل الشيخ أيضاً صـ 37ـ " وفي الوقت نفسه جرى الإعلان أيضاً عن وظيفة جديدة للمخابرات الأمريكية في ظل الوفاق (وهي قديمة في الواقع) فقد أذاعت هيئة الإذاعة البريطانية في برنامج عالم الظهيرة في أواخر ذي القعدة الماضي ما نصه تقريباً:
" إن الجهد الرئيسي للمخابرات الأمريكية الذي كان منصباً لمراقبة إمبراطورية الشر -يعني الاتحاد السوفيتي- سيتجه أساساً لمراقبة الجماعات الأصولية في العالم الإسلامي ووضع العقبات والعراقيل أمامها ".
وأذاعت تعليقاً لصحيفة الفايننشال تايمز قالت فيه:
إذا كانت أمريكا تشجع الاتجاهات الديمقراطية في شرق أوروبا ودول العالم الثالث فإنه يجب عليها ألا تشجع تلك الاتجاهات في العالم الإسلامي لأنها بذلك تدفع –دون أن تدري- بالأصوليين إلى تسلم زمام السلطة في ذلك العالم!!!
وفي أثناء الإعلانات والشعارات المعسولة عن السلام العالمي القريب وحرية الشعوب في الحرية والاستقلال والديمقراطية... الخ. فجَّر الرئيس الفرنسي ميتران قنبلة صليبية مذهلة حين قال: إذا نجح الأصوليون في حكم الجزائر فسوف أتدخل عسكرياً كما تدخل بوش في بنما.!!
والواقع أن مثار الذهول ليس مجرد تهديد بالتدخل فقد تدخلت فرنسا فعلاً في دول كثيرة منها (زائير ووسط أفريقيا وساحل العاج وتشاد والجابون) ولكنه في الجراءة على إعلان بعض مخططات الغرب السرية وإشهار الحرب الصليبية الذي يزيد الصحوة الإسلامية اشتعالاً، ومن هنا كان تراجع ميتران الحاد في موقفه إلا أن ذلك لم يمنعه من التصريح بأن (الانتفاضة الفلسطينية خطر يهدد المنطقة كلها بوباء التطرف) .
وفي غمرة هذه الإعلانات والتصريحات التي اجتاحت الإعلام الغربي في الشهور الأخيرة جاء الحديث المكشوف للأمير حسن ولي عهد الأردن ، لصحيفة نيويورك تايمز الذي قال فيه: " إنه ينبغي إجراء محادثات بين المعتدلين العرب والإسرائيليين لأن الخطر الحقيقي للسلام يكمن في تنامي الأصوليين. وقال: إن العدو الحقيقي هو تصاعد الأصوليين والتطرف حيث المتطرفون اليهود من جهة والمد الإسلامي الذي يؤثر على السياسات الممتدة من عبر أفغانستان ولبنان وشمال أفريقيا، وقال: يتصاعد نشاط المتطرفين في الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة " .
وعن إسرائيل والصحوة الإسلامية يقول نيكسون في كتابه نصر بلا حرب " وفي الشرق الأوسط نرى صراع العرب ضد اليهود يتطور إلى نزاع بين الأصوليين الإسلاميين من جانب وإسرائيل والدول العربية المعتدلة من جانب أخر. وما لم تتغلب هذه الأمم على خلافاتها وتعترف بأنها تواجه تهديداً أشد خطراً ... ص 284 -أي كما قال ولي عهد الأردن.
ونقل الشيخ في صـ42ـ عن كتاب نكسون نصر بلا حرب قوله " وفي العالم الإسلامي من المغرب إلى إندونيسيا تخلف الأصولية الإسلامية محل الشيوعية باعتبارها الأداة الأساسية للتغيير العنيف... ص 307 .
وقال نيكسون : إن الثوريين الشيوعيين والإسلاميين أعداء إيديولوجيين يتبنون هدفاً مشتركاً: الرغبة في الحصول على السلطة بأي وسيلة ضرورية بغية فرض سيطرة دكتاتورية تقوم على مُثُلهم التي لا تحتمل، ولن تحقق أي من الثورتين حياة أفضل للشعوب في العالم الثالث.
بل سيجعلون الأمور أسوأ، لكن إحداهما أو الأخرى، ستسود ما لم يضع الغرب سياسة موحدة لمواجهة الأبعاد الاقتصادية والروحية على حد سواء للصراع الدائر الآن في العالم الثالث.
إن رياح التغيير في العالم الثالث تكتسب قوة العاصفة، ونحن لا نستطيع إيقافها لكننا نستطيع أن نساعد في تغيير إتجاهها... ص 307 " .
ونقل الشيخ في صـ77ـ عن أحد محللي السياسة الأمريكية قوله" في مقابلة له في قناة (CNN) تعليقاً على دعوة صدام للجهاد قال : " نحن لا نخاف من جيوش صدام وإنما نخشى من الأصوليين في الجزيرة العربية والجزائر ومصر " .أهـ كلام الشيخ سفر حفظه الله .
وأنقل هنا مقالات لبعض ساسة الغرب ورجال الدين فيها قديماً وحديثاً وهي تدل على أن الغرب بجميع اتجاهاته يعد العدة لحرب صليبية تجهز على الإسلام بزعمهم ، وفكرة الحرب الصليبية أو كما يسمونها الحرب بين قوى ( الخير والشر ) أو بين قوى ( الظلام والنور ) أو بين ( العدالة والظلم ) كل هذه الأسماء التي يستخدمها الأمريكيون وقادة دول التحالف ضد الإسلام لم تكن عبارات جديدة بل هي عبارات أصولية قديمة بالنسبة لهم مستقاة من كتبهم ومن نبوئتهم الخرافية و متأصلة في الفكر الغربي المتطرف ، والمعركة التي يقودها الآن هم الإنجيليون العسكريون ، أو المتطرفون البروتوستانت .
يقول خفير سولانا أمين عام حلف شمال الأطلسي سابقاً في اجتماع للـحلف عام 1412هـ بعد سقوط الاتحاد السوفييتي " بعد انتهاء الحرب والباردة وسقوط العدو الأحمر يجب على دول حلف شمال الأطلسي ودول أوربا جميعاً أن تتناسى خلافاتها فيما بينها وترفع أنظارها من على أقدامها لتنظر إلى الأمام لتبصر عدواً متربصاً بها يجب أن تتحد لمواجهته وهو الأصولية الإسلامية " .
يقول جلادستون رئيس وزارء بريطانيا سابقاً موصياً بإبعاد الناس عن دينهم تمهيداً للحرب الصليبية " ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق " .
ويقول ألبر مشادور " من يدري ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة بالمسلمين يهبطون إليها من السماء لغزو العالم مرة ثانية ، وفي الوقت المناسب " .
ويقول القس لورانس براون داعياً إلى تفريق الأمة " إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له ، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير
ويقول أرنولد توينبي " إن الوحدة الإسلامية نائمة لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ " .
ويقول المستشرق الأمريكي وك سميث الخبير بشئون باكستان " إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي ، وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد ، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها " .
ويقول لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي عام 1962م " ماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا " .
ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا سابقاً محذراً من الإسلام وداعياً إلى حربه " لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق أي دين آخر"
ويقول سالازار " إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم " ويقول " إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي ، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي ، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم ، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية " .
وحرص الرئيس الروسي الأرثذوكسي بوتين على تحريك هذه النزعة الصليبية ضد الإسلام في آخر اجتماع له أمام دول الكومنولث من عام 1421هـ " إن الأصولية الإسلامية هي الخطر الوحيد الذي يهدد العالم المتحضر اليوم وهي الخطر الوحيد الذي يهدد نظام الأمن والسلم العالميين ، والأصوليون لهم نفوذ ويسعون إلى إقامة دولة موحدة تمتد من الفلبين إلى كوسوفو ، وينطلقون من أفغانستان التي تعتبر قاعدة لتحركاتهم ، فإذا لم ينهض العالم لموجهتها فإنها ستحقق أهدافها ، وروسيا تحتاج إلى دعم عالمي لمكافحة الأصولية في شمال القوقاز " .
إن طبول الحرب الصليبية منذ زمن بعيد وهي تقرع ، بل إن الجيوش الصليبية تتحرك وتنسق فيما بينها منذ زمن لخوض هذه الحرب ، وقد جاء الوقت المناسب كما قال بوش لتوجيه ضربة قاتلة للإرهاب .
ومن أجل أن الغرب الآن يعد لحرب صليبية فقد تحرك بابا الفتيكان قاتله الله ليقوم بزيارة للدول المجاورة لأفغانستان ليحشد التأييد لهذه الحرب الصليبية ، فقد زار كزاخستان في تاريخ 6/7/1422هـ الذي أعلن رئيسها نزار بييف وتعهد أثناء لقائه مع البابا أنه على استعداد لمشاركة الولايات المتحدة مطلقاً بكل ما تريده وقال في خطابه " إن الكلمات لا تفي دعماً للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب ، بل إننا سنبرهن ذلك بالعمل ونحن على استعداد لتقديم أي عمل تريده الولايات المتحدة " هذا بعد إقناع البابا له بالمشاركة ، وسيزور البابا إرمينيا بعد ذلك ، وربما عدداً من دول المنطقة لحشد الصليبيين للحرب، كل ذلك لتعبئة أنصار الصليب لهذه الحرب التي يعدونها أكبر حملة صليبية على الإسلام .
فأين علماء المسلمين لم يزوروا أفغانستان ، ولم يزوروا باكستان لتعبئة الأمة للجهاد ؟ لم يشدوا على أيدي المجاهدين ؟ لم يدخلوا مع المجاهدين في خندق واحد ؟ بل أقل ما يطلب منهم أن يقال أين الفتاوى التي تصف هذه حرب أنها حرب صليبية ؟ وأين الفتاوى التي تنادي بأن الجهاد فرض عين على كل مسلم قادر على المشاركة فيها ضد الشيطان وحزبه ؟ أين المتعالمين يوم هبوا زرافات ووحدانا ليدافعوا عن أصنام بوذا وزاروا أفغانستان من أجل التوسط لثني الإمارة الإسلامية عن هدم الأصنام ؟ يا من دافعتم عن الأصنام أما آن لكم أن تدافعوا عن أهل التوحيد ؟ أما آن لعقيدتكم أن يتحرك فيها معنى الولاء والبراء ؟ أم أن الأصنام أهم عندكم من التوحيد وأهله ؟ يا حسرة على العباد رؤوسهم يدافعون عن الأصنام وينكصون عن الدفاع عن الدين وأهله ؟ إنا لا نطالبكم أن تكونوا مجاهدين وتحملوا السلاح ، ولكن نطالبكم أن تكونوا مثل بابا الفاتيكان للنصارى ، فتحشدوا المسلمين لهذه الحرب الفاصلة ؟ } والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون **.
فإذا كان جيش الكفر قد حشد جحافله وأعد العدة وتحزبت الأحزاب ضد الإسلام والمسلمين تحت غطاء حرب صليبية مكشوفة الوجه متضحة المعالم ، فقد انقسم الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ، وليس هناك للمسلم خيار ثلاث ، إما مع جحافل الكفر وحزبه ، وإما مع حزب المؤمنين الذين يذودون عن العقيدة والدين .
فالحملات الصليبية لم تتوقف ولن تتوقف ، إلا بيد إسلامية ضاربة توقف الطغيان وتعلي كلمة الله .
إن توجيه ضربة عسكرية ما ، و سريعة قدر الإمكان ، هو الذي يسيطر الآن على مخيلة قادة الحرب الصليبية و أفغانستان تعد هدفا جاهزا و سهلا من زاوية الاقتصار على الضربات الجوية و الصاروخية ، لذلك اندفعت أمريكا في اتجاه أسامة بن لادن و أفغانستان والإمارة الإسلامية .
لقد قال بوش في مؤتمر صحفي له في ثاني يوم من الحادث عندما سئل عن كيفية الرد على الفاعلين قال " لا أستطيع أن أقول إلا أن الدولة التي حمت الإرهابيين سوف نمسحها من على خارطة العالم " إشارة منه إلى الإمارة الإسلامية في أفغانستان قبل أن يعثروا على أي دليل ضدهم .
لقد قال قائد الحملة الصليبية بوش بكل حقد على الإسلام والمسلمين كلمة أخرى تجاهلتها كل وسائل الإعلام عندما هدد الأفغان بقوله " سوف ندخنهم ( we will smoke them ) " أي يقصد تدخينهم على الطريقة الأمريكية الإجرامية البشعة على غرار ما كان يفعله في فتنام ويقتل آلافاً من المدنيين بتدخين القرى والمدن بالغازات السامة .
ولم ينتبه المسلمون لمعنى هذه الكلمة ، ولم يزد أحد على ما قالته قناة الجزيرة من أنه ربما يقصد استعمال الغازات السامة ، إلا أن هذه الكلمة لها مفهوم واسع إذ هي دليل على عزمهم على شن حرب إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، ولقد استعمل الفرنسيون الطريقة نفسها في الجزائر مع المسلمين ، كان الفرنسيون يطاردون الجزائريين العزل بالرصاص في شعاب الجبال وهم يفرون أمامهم ويلجئون إلى الكهوف ، فيقوم الرجل الأبيض الصليبي المتحضر ، الذي ليس إرهابيا كالمسلمين بإشعال النار في فوهات الكهوف فيموت اللاجئون إليه بالدخان ، وهذا أسلوب واحد لمدلول الكلمة التي قالها بوش "سوف ندخنهم " .
نقول أن استهداف بن لادن أو أفغانستان يبدو ككبش فداء سريع ، وكما أشرنا سابقاً في تصريح وزير الخارجية الباكستان أن ضرب أفغانستان كانت أمريكا تعدله قبل عمليات الثلاثاء المبارك ، وأيضاً فإن الإدارة الأمريكية تذرعت لضرب الإمارة الإسلامية بوجود ابن لادن في أراضيها ، وهي في الحقيقة لا تستهدف ابن لادن بشكل رئيسي ، بل إنها تستهدف الإمارة الإسلامية وإسقاط نظامها الأصولي بزعمهم ، وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أن تسليم طالبان لأسامة بن لادن لا يكفي بإيقاف الحملة العسكرية ضدها ، وقال يوم الأثنين 6/7/1422هـ رداً على سؤال بشأن ما إذا كان هناك تشريع يمنع الولايات المتحدة من تصفية بن لادن قال باول إن " الإدارة الأميركية تدرس التشريع القائم كي تكون لها حرية التحرك المطلقة التي تحتاج إليها ، واعتبر أن شبكة بن لادن التي تريد الولايات المتحدة تفكيكها تضم آلاف الأشخاص في جميع أنحاء العالم ، وأضاف باول أن الأولوية التي تضعها الولايات المتحدة نصب عينيها حاليا هي أسامة بن لادن نفسه وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه وحركة طالبان التي تقدم له الحماية في أفغانستان " ، " وأوضح باول أنه حتى ولو سلم بن لادن إلى الولايات المتحدة فلن يكون هذا الأمر نهاية المطاف، وقال "يجب استئصال الشبكة برمتها". وأكد الوزير الأميركي أن الولايات المتحدة قررت منح مكافأة بقيمة 25 مليون دولار مقابل أي معلومة تتيح إلقاء القبض على أسامة بن لادن. " .
وهم أيضاً قد حاصروا السودان وتذرعوا بأسامه بن لادن ، وخرج أسامه بن لادن من السودان ولا زال الحصار عليها ولا زالت أمريكا تقف خلف الصليبيين في جنوب السودان لإسقاط حكومة البشير، بل لما جاءت الضربة الجوية على أفغانستان سبقتها السودان بالضربات ، فالحرب الصليبية لا تستهدف شخصيات ولا أفراداً محددين بل إنها تستهدف الإسلام بأكمله .
لذا لا معنى من الاستجابة لمطالبهم بإخراج أسامه بن لادن كما قال أمير المؤمنين محمد عمر في خطبة له قبل عام " إن إخراج المجاهدين العرب من أفغانستان استجابة لمطالب مجلس الأمن الذي يحاصرنا لأجلهم ، لن ينهي صراعنا معهم ، هم لا يستهدفون أشخاصاً كما يزعمون ، بل إنهم يستهدفون النظام الإسلامي لدى الإمارة الإسلامية ، فلو أننا استجبنا لمطالبهم وأخرجنا من يريدون ، فإن مطالبهم لن تقف عند هذا الحد بل إنهم سيطالبوننا بتغير أنظمتنا الشرعية تجاه المرأة وتجاه المخالفين ونشكل حكومة موسعة ولا نحكم بالشريعة ، وهذه هي السودان عندما استجابت لمطالبهم وأخرجت المجاهدين ، لم تنته معاناتها حتى الآن " .
وقد أعلنت الإدارة الأمريكية حربها على الإسلام في كل مكان وهي التي سبق أن حددت لحملتها الصليبية ستين هدفاً صرحت بأسماء سبع وعشرين هدفاً وذلك يوم الثلاثاء 7/7/1422هـ فكانت هذه الأهداف التي حددها الرئيس الأمريكي جورج بوش في حرب مكافحة الإرهاب ( مكافحة الإسلام ) التي أطلقتها الولايات المتحدة ، تتضمن 11 جماعة و 12 شخصاً و 4 منظمات إغاثية .
وهذه الجماعات هي " القاعدة في أفغانستان ، وجماعة أبي سياف في الفلبين ، والجماعة الإسلامية في الجزائر ، وحركة المجاهدين في كشمير ، وجماعة الجهاد في مصر ، والحركة الِإسلامية في أوزبكستان ، وعصبة الأنصار في لبنان ، والجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر ، والجماعة الإسلامية في ليبيا ، والاتحاد الإسلامي في الصومال ، وجيش عدن أبين الإسلامي في اليمن " .
والأشخاص هم " أسامه بن لادن ، ومحمد عاطف ، وسيف العدل ، والشيخ سعيد ، وأبو حفص الموريتاني ، وابن الشيخ الليبي ، وأبو زبيدة ، وعبد الهادي العراقي ، وأيمن الظواهري ، وثروت صلاح شحاته ، وطارق أنور السيد أحمد ، ومحمد صلاح " .
والمنظمات الإغاثية هي " مكتب الخدمات / الكفاح ، ومنظمة وفاء الإنسانية ، و الرشيد ترست ، و مأمون دركز انالي " .
فالدفعة الأولى من الأهداف الأمريكية الستين تُعلن بكل وضوح أن الحرب صليبية ضد الإسلام ، فهم لم يدرجوا أي جماعة أو منظمة غير إسلامية سنية ، بل ولا غير جهادية ، فالمرحلة الأولى من حربهم هذه ضرب المنظمات الحركات الجهادية وتصفية هؤلاء الأشخاص الذين يعدون من قادة المجاهدين ، وربما يعلنون بعد ذلك عن بقية أهدافهم الستين ويدرج عليها جمع من العلماء والشركات الخاصة والهيئات الإغاثية الأخرى والقائمة طويلة ولن تنتهي حتى يجتثوا الإسلام من جذوره ، ويخسئون والله غالب على أمره .
فمن قال إن تسليم أسامه بن لادن سيجنب الأمة هذه الحرب هو مغفل لا يفهم طبيعة الحرب ، الهدف ليس أسامه بن لادن وحده الهدف أوسع وأشمل من ذلك ، الهدف هو الإسلام والجهاد خاصة ، الأهداف الستين كانت معدة منذ سنوات وكانوا يعملون ليل نهار لتصفيتها ، ولكن العمل كان في الخفاء أما وقد رزقهم الله تلك الضربات التي أفقدتهم عقولهم وكشروا بسببها عن أنيابهم فقد أعلنوا أهدافهم ، والمغفل الذي يظن أن هذه الأهداف الستين وربما تصبح مائتين ، المغفل الذي يظن أنها عينت من قبل أمريكا بعد الضربات مباشرة ، الإعلان عن استهداف ستين هدفاً كان من قبل وزير الدفاع الأمريكي في ثاني يوم من الضربات ، و لا يمكن لهم خلال يوم واحد أو نصف يوم أن يحددوا تلك الأهداف ، فالأهداف كان يحضر لضربها مسبقاً ولكن الحمد لله فقد كشف الله كيدهم فهل يعي المغفلون حجم الحرب ويفيقوا ليقدموا دماءهم لهذا الدين ؟! نتمنى ذلك قريباً .
إن إعلان الحرب الصليبية على الإسلام و المسلمين , لم يكن زلة لسان لجورج بوش الابن , فقد زل لسانه بما في قلبه و قلب إدارته الأمريكية ، وهذا هو معتقد ( البروتستانت ) وهو التحضير لمعركة ( هرمجدون ) بحرب عالمية تفني ثلث البشرية كما يزعمون ، وكما يقول الدكتور برهان غليوم فإن وزير الدفاع الأمريكي قدم أطروحة لوزارة الدفاع قبل تعيينه وزيراً رسم فيها سيناريو الحرب بين قوى الخير والشر والتي ستؤدي إلى معركة هرمجدون ، فالحرب الصليبية المعاصرة بدأت فعلاً بالتأييد المطلق لإسرائيل و التحالف معها منذ عقود ، ثم بالحملة العسكرية على الخليج و العراق ، و حصار ليبيا و السودان.. و الضربات العسكرية على الخليج و العراق التي بدأت منذ 11 عاما تحت شعار تحرير الكويت ،كانت هي الموجة العسكرية الأساسية التي أحكمت قبضتها على العالم الإسلامي .
لذلك فإن أمريكا لن تتسامح يوما مع أي نظام إسلامي مستقل عن هيمنتها ، و بالتالي فإن شعار "الحملة الصليبية" الذي أعلنه بوش يعكس بدقة الاتجاه المسيطر على العقل والمعتقد الأمريكي ، و أن ضرب جبال أفغانستان بالصواريخ بلا شك سيتوسع ليشمل أهدافاً أكثر وقد أعلنوا عن ستين هدفا منها ، وحددوا سبعة وعشرين ، كل ذلك لتركيع الأمة الإسلامية ، إنها اليوم قد بدأت الحرب المقدسة ضد الحرب الصليبية .
وبما أن الحرب القادمة قد بانت ملامحها واتضحت أنها حرب صليبية تدار من الكنيسة ، وقد أوشك الصليبيون على شن حملتهم العسكرية ضد الإسلام والمسلمين ، لذا فليعلم كل مسلم أن كل من وقف في صف الصليبيين أنه مرتد خارج عن الإسلام سواءً كان فرداً أو جماعة أو حاكماً عسكرياً أو مدنياً ، وأنه يجب على المسلمين معاملته معاملة المرتد الذي يستتاب فإن تاب وإلا قتل ، وكل حاكم يساعد الصليبيين ضد المسلمين فإنه مرتد يجب على المسلمين خلعه ، والمساعدة الموجبة للردة إما أن تكون عسكرية بالسلاح والعتاد أو استخدام الأجواء والأراضي الإسلامية لهذه الحملة ، أو مساعدات مالية أو معنوية بالتأييد والإعلام أو الضغط على المسلمين ليحققوا مطالب الصليبيين لينهزموا في هذا الحرب ، ونحذر الأفراد العسكريين الذين ستستخدمهم القوات الأمريكية في هذه الحرب كما استخدمتهم في حرب الخليج ، سواءً لتذخير الطائرات أو لصيانة المعدات أو للرصد بالطائرات ، إن أي عون لهم صغيراً كان أو كبيراً مثل تنظيف معداتهم أو جلب التموين لهم ، أو الطلعات الجوية الاستطلاعية معهم ، أو خدمتهم أمنياً بمتابعة المجهادين ورصد تحركاتهم وإعطاء معلومات عنهم في أي دولة ، كل هذا يعد ردة مخرجة من الإسلام ، فليحذر كل عسكري مسلم يعيش في بلاد الإسلام التي رضي حكامها بالردة وعزموا على الوقوف مع الأمريكان وقالوا } سنطيعكم في بعض الأمر ** ، فليحذر من الردة ولا يغتر المسلم بهم فقد رضوا لأنفسهم الردة والأمر جد خطير .
وقد أكدت دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعها يوم الأحد 5/7/1422هـ أنها سوف تدعم وتتعاون بصورة كاملة مع الولايات المتحدة في تحديد مرتكبي الاعتداءات التي وقعت في نيويورك وواشنطن وقال المجلس في البيان الذي أصدره عقب الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية في الدول الست في جدة بالسعودية إن " المجلس أكد على دعم دول الأعضاء وتعاونهم الكامل مع الجهود الدولية الهادفة إلى تحديد مرتكبي الأعمال الإرهابية وتقديمهم للعدالة " وبناءً عليه فقد نزل الأسطول الخامس في مياه المنامة ، وأذنت الكويت على فتح قواعدها الجوية للطائرات الأمريكية .
وليعلم كل مسلم أن الدفاع عن الإسلام والمسلمين في هذه الحرب ضد الصليبيين أصبح فرض عين على كل مسلم بما يستطيع والرسول r كما عند أبي دواد وغيره عن أنس بن مالك t يقول ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) فكل مسلم قادر على أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع أو بالأنواع كلها ولا يعفيه العمل بالأخف وهو قادر على الأعلى ، وإن كان الجهاد متعين على المسلمين منذ سقوط أول دول الإسلام في أيدي الكفار وهي الأندلس ، إلا أن تعينه اليوم آكد فالحرب شاملة على الإسلام في كل مجالاته وعلى المسلمين في كل مكان ، فإذا لم يقف المسلمون اليوم ليدافعوا عن دينهم ويثبتوا لله سبحانه وتعالى أنهم يفدون هذا الدين بأرواحهم ، فلا أظنه يجب عليهم بعد اليوم ، وإذا لم يكن الجهاد فرض عين في هذه الظروف ، فلا أظن ظروفاً أشد من هذه يمكن أن يكون فيها فرض عين !!.
فيا خيل الله اركبي وهبوا أيها المسلمون جميعاً للدفاع ولذود عن دينكم ، واعلموا أن الإسلام لا يمكن أن يظهر أمره وتكون له الغلبة إلا إذا احتك مع الباطل وتنازل معه في ميدان المعركة ، فكل من يظن أن الإسلام سيظهر أمره من خلال الشريط أو الكتاب أو الدعوة أو البرلمانات وأوراق الانتخابات ، فإنه جاهل مغفل لا يعرف كيف قام هذا الدين ، إن هذا الدين قام على جماجم وأشلاء الصحابة وأبنائهم ، ولا بد لنا في نهاية المطاف إن عاجلاً أو آجلاً أن نواجه الكفر في ميدان المعركة ليظهر الله هذا الدين ، فسنة الله في الأرض اقتضت أن يكون الصراع بين الحق والباطل صراع حضارات وصراع قيم وأخلاق ، وأهمها صراع أبدان في ميدان المعركة ، ولولا أن صراع الميادين وهو ( الجهاد ) ليس هو أهم ومحور الصراعات بين الحق والباطل لما خصه الله سبحانه وتعالى بكل تلك الفضائل والأحكام ، فلا يوجد على الإطلاق عبادة أصلها كفائي فضلها أعظم من فضل الجهاد ، بل إن فضل هذه العبادة وأجرها يفوق في كثير من الأحيان فضل الفروض العينية التي لا يصح إلا بها ، وهذا فيه دلالة واضحة على أن الأمة لا عز لها إلا بهذا الميدان ولا عز لها إلا بهذه العبادة ولا يمكن أن يظهر أمرها ألا بقتال الكفر وأهله .
هذا ولو نظرنا إلى النصوص لوجدنا أن الجهاد هو أصل نشر هذا الدين وسيادته ، ويوم أن عطلناه تكالبت علينا الأمم ، ويوم أن شعر الصليبيون أن هذه العبادة بدأت تحيا في نفوس المسلمين تنادى جند الشيطان وجمعت جحافلهم ليقتلوا هذه العبادة في المهد وأطلقوا عليها اسم ( الإرهاب ) ، وأنى لهم ذلك .
ولعل الله قدر الخير لنا من حيث لا نشعر أن جعل هذه المواجهة الآن ولم تتأخر ، لأن الأمة كل يوم وهي في انحطاط وتفكك ، ولا نعلم بعد هذه الأيام كيف سيكون حالها ، فجاءت هذه الحرب في وقت نملك فيه شيئاً من التعاطف والتماسك ، فالخير فيما قدره الله ، ولو تأخرت الحرب عن هذه الأيام فإننا لن نجد من المسلمين مثل هذا الموقف وإن كان غير مرضٍ ، والأمة في سبات عميق وتحتاج إلى صدمة قوية لتهب وتخرج من هذا الذل الذي تعيشه منذ قرون ، ولعلها حانت الفرصة أن تفيق الأمة من سباتها .
والمهم من هذا كله وبغض النظر هل تجوز هذه العمليات شرعاً ضد أمريكا أو لا تجوز هل مفاسدها أكثر من مصالحها أم لا ، المهم عندنا الآن أنها قد قرعت طبول الحرب الصليبية وسوف تبدأ قريباً إن قدر الله ذلك ، ولن يذهب ضحية هذه الحرب إلا المسلمون الأبرياء في أرض الأفغان وربما في آسيا الوسطى كلها ، لذا ما هو موقف المسلمين من كل تلك التداعيات ؟ .
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
رد: ~~ كشف الحقيقة ~~: "قادة الغرب يقولون.. دمروا الإسلام وأبيدوا أهله" [ حقيقة الغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
إقرأ وابكي دماً على مذابح أمتنا في العصر الحديث
(عرض لمذابح في جزء من القرن الماضي)..فمتى!!
هذه مذابح مؤلمة تعرضت لها أمتنا الإسلامية في العصر الحديث..
إقرأ وابكي دماً على مذابح أمتنا في العصر الحديث ( عرض مختصر لمذابح في القرن الماضي )
فمتـى......... ندرك أننا مسؤولون عن ذلك !!.. أمام رب العالميـــن!!!!!
يا قوم آلمني وأحزنني وأدمع مقلــتي *** ورمى فؤادي بالأسى والحزن واقع أمتي
-إن مذابح الأمة ومآسيها في العصر الحديث تحتاج إلى مجلـــدات لإحصائها والحديث عنها وقد عرف الكثير منها القاصي والداني, بل حتى أطفالنــــا قد ألفوها لكثرة تردادها على مسامعهم وأعينهم, ناهيك عن تلك التي لم نسمـــع عنها والتي حرص أعداؤنا أن يجعلوها في طي الكتمــان, ولكن للتذكير ستعرض بعض هذه المصائب والنكبات التي حصلت للأمة.
- وهذه الفواجع كان القتلى فيها بأعداد كبيرة تجاوز في بعضها عشرات الآلاف بل وصل إلى مئات الآلاف أحيانا بل وصل إلى الملاييــــن, وارتكبت فيها فظائع من أنواع القتل والتعذيب بما فيها القتل ذبحــا حتى للأطفــال (يكاد العقل أن لا يصــدق بعض ما حدث لولا أن كثير منه موثـــق وبالصور), واغتصــب في هذه المآسي عشـرات الآلاف من النساء وهدمــت مساجــد ودمرت القرى والمدن.
-هذا عدا الضعف العام والهـــوان والتخلــف الذي تعيشه الأمة في شتى جوانب الحياة .وكونها في ذيل الأمم في عصرنا مع أن الأصل أن تكون في مقدمة الأمم بل قـائدة الأمم لأنها على العقيدة الصحيحة ولأنها التي أمرت بنشر نور الهداية الربانية للعالم أجمع, وهي التي كانت قبل فترة ليست بالبعيدة كثيرا عزيزة قويه, وكانت مالكة الدنيا وحاكمـة العالم !!.
( ملاحظة:كل هذه المذابح موثقة )
1- مآسي المسلمين في ما كان يسمى الاتحاد السوفييتي حيث عمد الشيوعيون لأساليب إبادة رهيبة للمسلمين فتمت إبادة عشريــــن مليون مسلم خلال خمسين عاما ,وقد ثبت بالإحصائيات الروسية أن ستالـين وحده قتل 11 مليون مسلم.
- ونتيجة لهذه الإباده والتهجيـــر حصل نقص عدد المسلمين في بعض المناطق الإسلامية نقصا رهيبا؛ فمنطقة داغستان مثلا كان عدد سكانها ثمانية ملايين في عام 1917 وتناقصـــــــــوا إلى 1627000 فقط في عام 1977 وتناقـــص عدد سكان منطقة القرم من خمسة ملايين ليصبح أقل من نصف مليون.
- وحاربوا الإسلام حرباً شديدة فأقفلت المساجد وهدمت وتم إغلاق المدارس الاسلامية وألغي التعليم الديني وربي أبناء المسلمين على الإلحاد.
2-استيلاء اليهود على فلسطين والتي تقع في قلب العالم الإسلامي والعربي منـــذ أكثر من ثلاث وخمسين عاما والاستيلاء على القدس المقدسة التي بها ثالـــث المسجدين الشريفين وأولـــى القبلتين. وما لاقاه إخواننا الفلسطينيون من مذابح وتعذيب وهـــــدم للمنازل وتشريد شعب بأكمله. *
ومن ذلك: - مذبحة الشيخ ودير ياسين والطنطوره(2000 قتيل) واللد ونحالين وكفر قاسم وقبية ورفح وخان يونس. ومحى اليهود قرية ناصر الدين من الوجود فأحرقوا بيوتها وقتلوا سكانها.
- إحراق المسجد الأقصى عام 1969م.
- مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982م (3500 قتيــــــل).
- مذبحة المسجد الأقصى عام 1990م 150 قتيلاً من المصليـن في ساحــة الحرم القدسي الشريف.
- مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994م عندما اقدم مستوطن يهودي تحت تغطية من الجيش الإسرائيلي على فتح النيران على الساجديـــن الصائميــن فقتل 29 مسلما في شهر رمضـان المعظــم.
- قتل 70 فلسطينيا عام 1996م بعد أن فتح الجنود الإسرائيليون النيران لقمع الغضب الجماهيري الذي اندلع بعد افتتاح نفق تحت المسجد الأقصى.
- قتل الرجال والنساء والأطفال وغيرهم في الانتفاضة ومنهم الطفل المبارك محمد الـــــــــدرة والرضيعة إيمان الحجــــــو الذين لا ينسيان.
3- مذابح المسلمين في لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية ومنها مذبحة قانــــا عام 1996م ( 160قتل فيها من النساء والشيوخ والأطفال).
4- المذبحة في بنغلادش عام 1971 بعد انتصار الجيش الهندي الذي كان يقــــــوده يهود على باكستان حيث قتل 000و10 عالم مسلم ومائة ألف من طلبة المعاهد الإسلامية وموظفي الدولة وقتل ربــــع مليون هندي مسلم هاجروا من الهندإلى باكستان قبل الحرب بعد تعذيبهم.
5-مذابح أهل البوسنة في يوغسلافيا السابقـــة حيث أباد الشيوعيون فيها بعد الحرب العالمية الثانية مليون مسلم منهم 12 ألفاً قتلوا في المسجـــد الكبير بفوجا في شرق البوسنة وذبح 6 آلاف مسلم في جســر فورا.
6-مأساة المسلمين في الصين الشيوعية حورب الإسلام في الصين الشيوعية منذ عام 1954 وشمل ذلك تعطيل المساجد وقتل وسجن العلماء وتقسيم تركستان الشرقية وتهجــــير المسلمين وقتــل 360000 مسلم في مدينة كاشغر عام 1377 في معركة مع الشيوعيين.
7-مذابح المسلمين ومآسيهم في منطقة الحبشة حيث وضع الطاغية هيلاسيلاســــي خطة لإنهــاء المسلمين خلال 15 عاما وتباهى بخطته أمام الكونجرس الأمريكي,وقام بإحــــراق الشيوخ والنساء والأطفال بالنار والبنزيـــن في قرية جرسم,وأمر بالتعقيم الإجباري للمسلمين رجالا ونساء.
- وقام بعده السفاح منجستــــو بمذبحة كبيرة حيث أمر بإطلاق النار على المسجـــد الكبير بمدينة ريرادار بإقليم أوجاوين فقتل أكثر من ألف مسلم كانوا يــــؤدون الصلاة في رمضـان عام 1399ه ،كما تم تشريد المسلمين وحربهم في دينهم .
8-مذابح المسلمين في الفلبين على يد حكومة ماركوس حيث ارتكبت أفظــع الجرائم من قتل جماعي وإحراق الأحياء وانتهاك الأعراض والحرمات وفـــقءٍ لأعين الرجال وبقــــر لبطون الأطفال وذبح بالخناجر وفصـــل للرؤوس عن الأجساد, وقد نشــــرت صور لبعض هذه المذابح في جريدة المسلمون 26 شوال 1408 هـ.. - وما بين عامي 1392- 1404 ه قتل اكثر من 30000 مسلم من النساء والأطفال وكبار السن, وفر اكثر من 300000 مسلم وتم احراق300 ألف منزل وتدمير مائة قرية ومدينه اسلاميه وأكثر من خمسمئة مسجـــد.
9-مذابح المسلمين في الهند منها مذبحـــة احمد أباد عام 1970م التي ذهب ضحيتها 15 ألف مسلم باعتراف انديرا غاندي نفسها وارتكب فيها الهنادكة(عباد البقر) افظع العمليات غير الإنسانية منها إحراقهــــم 300 إمرأة مسلمة بالنار وهن أحيــــاء. - أيضا مذبحة آســــام الشهيرة التي ذهب ضحيتهــــا 50 ألف مسلم علي أيدي الهنادكة من أعضاء الحكومة المركزية. أيضا مجزرة ميروت ومليانه عام 1987م.
10-مأساة المسلمين في فطاني في تايلاند حيث قامت الحكومة البوذية بحرب الإسلام واغلاق الكتاتيب وإفساد عقائد المسلمين وقامت بتصفية الدعاة والعلماء, وتم حــرق 100 شاب مسلم بالبنزين:صرح رئيس البوليس في جنوب تايلاند أن حياة المسلم لا تســاوي 26 سنتاً فقط أي قيمة الرصاصة . كما اغتصبت أراضى المسلمين الخصبة وأحــرقت قراهم.
11-مذابح المسلمين ومآسيهم في كشمير, حيث قتل أكثر من 44000 مسلم وجرح أكثر من 67000 , واعتقل أكثر من 000و40 مسلم, وبلغ عدد المنازل والمتاجر والمساجد والمدارس المهدمة 129000 منزل ومسجد, بالإضافة إلى آلاف النساء المغتصبـات.
12- مذابح الأفغان على يد الروس قبل خروجهم.
13-مأساة المسلمين في بورما, وشمل ذلك قتل المسلمين وتشريـــــدهم وإحراق المساجد وتعذيــــب المسلمين. ولجأ ما يزيد على نصف مليون مسلم بورمي إلى بنغلادش, وكثير آخرون لجئوا إلى أقطار أخرى متفرقة في العالم الإسلامي.
14-مذابح المسلمين في ليبيريا في أواخر الثمانينات الميلادية حيث أحرق الوثنيون 105مسجد وقتلوا الأئمة وقطعـوا السنـــة المؤذنين, وقتلوا اكثر من 2000 مسلم مع التمثيل بجثثهم بعد فصـل الجمجمة عنها, وأحرقـــوا عشرين قرية بأكملهـــا واغتصبوا المسلمات وقتلوا الحوامل ولجأ اكثر من 167 ألف مسلم إلى غينيا وساحل العاج.
15-مذابح المسلمين في سيريلانكا على يد المتطرفين التاميل, وهي مذابح عديدة ومتكررة, ذبحوا فيها المئات والآلاف من المسلمين واغتصبوا النساء وذبحوا الأئمة وقتلوا 168 من الحجــاج الذين كانوا في طريق عودتهم إلى منازلهم.واشتهرت مذابحهم بحصول العديد منها على المصلـــين في المساجـــــد . وخلفت هذه المجازر الآلاف من اللاجئين والآلاف من المقعـدين والأيتـــام.
16- مآسي المسلمين الأكراد أحفاد صــلاح الدين الأيوبي بطل حطين مستعيد القدس, وما كانوا ولا زالوا يلاقونه من اضطهاد وبطش وتشريد ومعاناة ضخمة.
17- هــدم المسجد البابري التاريخي الشهير في الهند عام 1992م والذي يعتبر هدمه إهانــة وتحـدي للأمة الإسلامية.
18-مأساة البوسنة والهرسك الأخيرة شهدها العالم الإسلامي بالصوت والصورة، حيث قتل عشرات الألوف قتلا وذبحـــا ( قتلوا ذبحا ابنين لعجوز بوسنوي أمام عينيه ) ، وتم اغتصـاب عشــرات الآلاف من النساء بما فيهن صغيـرات السن ( أقيمت معسكــرات للاغتصاب الجماعي وأصبح آلاف المسلمات سبايا للجنود الصرب وأحيانا يقدمــن للترفيه عن جنود القوات الدولية!! ), وذبــــح الأطفال ويتموا ، وشرد الشعب البوسنوي، وتم حرق وهدم المساجد , وحــرق 1000 طفل في أحد الجوامع في سراييفو.
- بلغ عدد اللاجئين أكثر من مليونين ونصف.
- وفيها حدثت المذبحة الرهيبة التي حدثت للمدنيين عند سقوط مدينة سريبرينيتسـا في 11 يوليو/1995م عندما دخلها الصرب مع أنها كانت وقتها منطقة آمنة تحت حماية الأمم المتحـــدة!!! فشرد أهل هذه المدينة بأجمعهم بعد المجزرة الرهيبة التي حصلت لهم حيث والتي نتج عنها آلاف القتلى( وصل القتلــــى إلى 20 ألف حسب بعض الإحصائيات ) وخرج أهل المدينة بما فيهم الأطفـــال والعجـــزة والنســـاء وهم في فزع عظيم يهيمـــون في الشعاب والغابات باتجاه مدينة توزلا؛ ورأينا !!!!!!!!!!!!نحن المسلمين بأم أعيننا التي ستشهــــد علينا يوم القيامة الهول العظيم الذي حصل للمسلمين فيها ورأينا الفزع والبكــــاء المرير من الأطفال والنساء الذي يبكي الحجر وينطبق فعلا عليها قول الشاعر:
لمثل هذا يموت القلب من كمد *** إن كان في القلب إسلام وإيمان.
19-مأساة المسلمين الأذربيجانيين على أيدي الأرمينيين.
20- مأساة كوسوفا شهدها العالم الإسلامي أيضا بوضوح حيث ذبح الآلاف وشرد مئات الألوف وتم ذبــح أطفال أمـــام أعين آبائهم ودمرت قرى بأكملها بالحرق أو بغيره واغتصبــت فيها المسلمات. في هذه المأساة فر 700,000 مسلم من الصرب إلى مجاهل الغابات حيث هـــلك الكثير منهم جوعـــاً ومرضــاً وبــــرداً.
21-مأساة الشيشان شهدها العالم الإسلامي أيضا بوضوح, قتل لعشرات الآلاف, تشريد لمئات الألوف تدمير مدن وقرى بأكملهـــا براجمـــات الصواريخ , حرق المنازل ,أنهار من الدماء, تقطيــــع وصلــب الأحيــاء , ضرب الطوابير المهاجرة بالطائرات والرشاشات المدفعية ,قتل للأطفال والنساء والمسنين ,اغتصاب النساء , ذبــح وحـرق أطفــال داخل روضة.
- قصف حافلة مليئة بالأطفال والنساء بصواريخ من طائرات مروحية , عدا التعذيب الرهيب ( قطع قدمي أسير وهو حــي ,وقطع يدي أسير آخر وهو حـي) , ارتكاب الفاحشة بالأسرى نساءً ورجالاً ( اغتصبت فتاة عمرها 13 سنة حتى ماتت ).
- قصف سوق يعج بالمدنيين ,4000 شيشاني قتلوا في قرية في يوم واحد, واستخدم الروس أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا .
- وسمـع المسلمون قصة الفتاة المسلمة التي اغتصبهـــا المجرم الكولونيل الروسي يوري بودالوف ثم قتلها عن طريق دهسهـــا بآلية مدرعة ,وقد هدد المجاهدون الأبطال وقتها الروس بأنهم سيقتلون مجموعة كبيرة من الأسرى إن لم يسلم هذا الوغد لهم.
22- مذابح المسلمين في أندونيسيا على يد النصارى من الجروح الأخيرة الجديدة التي يقتل فيها المسلمون حتــى في بلادهم, حيث ذبح في جزر الملوك آلاف من المسلمين ذبحــا وحرقــا, وقتل مائتان من الطلبة المسلمين في مدرستهــــم, وقتل 1200 مسلم في مسجــد بعد لجوئهم إليه حيث ذبـــح بعضهم ثــم حــرق المسجد على البقية وهم أحيــــاء..
- وتم تقطيــــع رؤوس بعض المسلمين تم وضعها في حاويـــات ورقية للسخرية ,وتم التمثيل بجثث المسلمين وبقـــــر بطونهم.
23- مذابح المسلمين في العراق والعالم يشهدها حتى الآن في كل يوم.
تساءل الليل والأفلاك ما فعلـت *** جحافل الحق لما جـاءها الـخـبـر؟
تــســاءل الـلـيـل والأفـــلاك مـــا iiفـعـلـت جــحـافـل الــحـق لــمـا جــاءهـا iiالـخـبـر؟
هــل جـهـزت فـي حـياض الـنيل ألـوية ii؟ هــل فــي الـعـراق ونـجد جـلجل الـغير ii؟
هـــل قـــام مـلـيـون مــهـدي لـنـصرتها ii؟ هل صامت الناس هل أودى بها الضجر؟
هـــل أجـهـشـت فـــي بــيـوت الله عـاكـفة كـــــل الــقـبـائـل والأحـــيــاء iiوالأســــر؟
هـــل أجـهـشـت فـــي بــيـوت الله عـاكـفة كـــــل الــقـبـائـل والأحـــيــاء iiوالأســــر؟
يــــا أمــــة الــحــق إن الــجــرح iiمــتـسـع فـهـل تــرى مــن نـزيـف الـجرح iiنـعتبر؟
مـــــاذا ســـــوى عــــودة لــلــه صــادقــة عــسـى تـغـيـر هـــذي الــحـال iiوالـصـور
مـــــاذا ســـــوى عــــودة لــلــه صــادقــة عــسـى تـغـيـر هـــذي الــحـال iiوالـصـور
مـــــاذا ســـــوى عــــودة لــلــه صــادقــة عــسـى تـغـيـر هـــذي الــحـال iiوالـصـور
مـــــاذا ســـــوى عــــودة لــلــه صــادقــة عــسـى تـغـيـر هـــذي الــحـال iiوالـصـور
من القصيدة الشهيرة المبكية
( دم المصلين في المحـراب ينهمر *** والمستغيثون لا رجـع ولا أثر )
للدكتورأحمد عثمان التويجري