ليتني ورقة خضراء في غصن زيتون

ملف مرفق 351985
ماذا بعد وضع القواعد ؟..

كتبت شيئا كهذا من قبل، وأعود لأكتبه من جديد. لأن هذا النوع من المواضيع أكتبه تحت الضغط وليس بفعل ترف الوقت والفكر.

ولأني لم أنجح لحد لساعة.. أكتب.

فجأة وجدت نفسي أمام الورقة.. أكتب.

في وقت غير مناسب ومكان غير مواتٍ البتة.. أكتب. إلا إن كنت تعدّ القسم - أثناء الدرس - أنسب مكان وزمان للكتابة !

وهكذا.. خرجت دموعي من عين القلم.. مدادا أسودا مريرا..

ماذا بعد وضع القواعد ؟..

عشرات القواعد التي تعبت في إخراجها وخسرت من أجل ذلك طرفا من حياتي، وكسبت قبل إنتاجها أكواما من الذنوب والبلاوي.. ثم بعد هذا كله تبقى حبيسة ملف إلكتروني على جهازي أو حبيسة دفتر مجعد الأوراق في درجي..

منطقيا.. وجب علي الاستفادة من هذه القواعد التي دفعت من أجلها ثمنا باهظا.. لكني لا أفعل..

كأني بها صناديق أمامي مستغلقة.. أنظر لها بحيرة، ولست أدري السبيل إلى الانتفاع بالكنوز التي بداخلها.. نعم هي كنوز، أشياء غالية.. لو وفقني ربي للانتفاع بها لأكوننّ أسعد الناس وأتقاهم..

لكني لا أفعل..

ألن تموت حنقا وكمدا إن رأيت "البيتزا" التي طلبت يلعقها قط بسعادة ؟

ألن تعض لسانك من الغيظ.. إذا رأيت فتاة أحلامك تتأبط ذراع رجل يبتسم ببلاهة ؟

ألن تزفر بحرارة وتطوّح برأسك في أسى.. إذا وجدت رسالة من كلية مرموقة، تخبرك فيها أنك قُبلت لاجتياز الامتحان.. لكنك لم تر الظرف في الوقت المناسب.. لم تره حتى فات الموعد المحدد بيوم واحد..

إلا أن هذه الأشياء الواجب أن يقول فيها المسلم.. قدّر الله وما شاء فعل..

لكن.. ماذا عن الذنوب ؟

هي جرائمك وأنت المسؤول عنها.. وقد أعطاك الله عقلا.. أعطاك إرادة.. أعطاك واقعا أمامك تستنبط منه العبر إن شئت.. بل أوصل إليك كلامه العربي المبين.. فما عُذرك ؟ وماذا عساك تقول ؟

قلتُ يوما.. أن القاتل لا يُفسر دوافعه النفسية ومشاعره (الرومانسية) التي دفعته للقتل.. أنت مجرم وكفى.. وهذا يقتل كمدا كما ترى !

ماذا بعد وضع القواعد ؟

إن ما أتحدث عنه هو ندم قاس جدا.. وشماتة مؤلمة، حتى لتكاد ترى الشيطان الملعون وهو يقهقه شامتا ساخرا..

قلتُ في نصي القديم "ماذا بعد وضع القواعد": (أصبح خرقي للقواعد شيئا مألوفا ومملا.. فضجرت من وضع قوانين جديدة، لا تتحقق أبدا. حُلمي أن أرى أمامي قاعدة وضعتها حية ترزق.

لما نسقط في الخطأ عشرات المرات، ونعيد في كل مرة نفس السبب.. نفس الوقت، نفس العثرة، فهذا يصبح مخيفا، مفزعا ! كيف ستتغير إذا ؟ مادمت عاجزا عن تطبيق الحل الذي - ربما - تعبت في العثور عليه، ماذا بقي ؟ لن يعمل به شخص آخر عنك.. لن يتحقق من تلقاء نفسه.. لن تغلق أبواب الفتنة لوحدها. هناك يد يجب أن تمتد لتمسك المقبض.. وتغلق الباب بعنف !

فما العمل الآن ؟.. الخطأ يحدث باستمرار، الحل الذي يمنع العثرات موجود.. ولكن كيف يتحول إلى فعل ؟ دائما التفاصيل البسيطة هي التي توقف دوران العجلة الكبرى.. إن سألتك عن التفاصيل الدقيقة لرفع يدك حتى تحك رأسك لعجزت عن الإجابة..) اهـ.

بالله عليك أخبرني.. هذا سؤال أعجزني تماما، وشل عضلات عقلي عن التفكير.. ما السبيل إلى تطبيق القواعد ؟.. الجواب يقول لي في كل مرة: طبقها بكل بساطة..

ولكن كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟

لماذا لا يُقلع المدخن عن التدخين وهو يعلم القاعدة تماما.. التدخين يقتل ؟

لماذا لا نطيع الرسول صلى الله عليه وسلم.. ونحن نعلم أنه رسول ؟

لماذا لا نغض بصرنا ونحن نعلم أن ذلك لا ينفعنا بل يضرنا ؟

لماذا ؟ لماذا ؟ هذا سيصيبني بالجنون.. يأست من نفسي والله.. أنا لا أصلح لهذه الأشياء.. ليتني كنتُ ورقة خضراء في غصن زيتون..

إلا أني - على كل حال - لن أيأس من روح الله.. أبدا.. مادام بداخلي عرق ينبض.. فهو ربي خالقي، وهو من أوجدني وأوجد كل شيء، ربّ العالمين..له الخلق والأمر..

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } الأعراف 54

وكتب
رفعت خالد أبو عمران
05-05-2012

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

مقال رائع اخي رفعت

بلا شك اني في كل يوم من أيامي حياتي أسأل نفسي تلك الأسئلة لماذا لا أتوب عن هذا الذنب وانا أعلم انه يغضب الله
لماذا انسى اني عابر سبيل في هذه الدنيا وأني راحلٌ عنها بعد أن يقضي الله أمرة بي
لماذا أقع في نفس الخطأ كل مرة , مع اني أعلم اني مخطئ

أحياناً ابرر ذالك بأننا في زمن الفتن وان من سبقنا لم تكن هذه الفتن الكثيرة في زمنهم , ولكني أنسى أنهم ضحو بأرواحهم من أجل إصال الإسلام لنا
وانا كل ماعلي هو ان اتبع شرع الله
أسئلة كثيرة يا أخي أعرف جوابها , ومع هذا اظل اسأل نفسي لماذا

دائماً نستسلم لرغباتنا وشهواتنا ثم نندم
الجواب موجود يا أخي ولكننا نتجاوزه , ثم نعود له بعد أن نقع في الخطأ

المشكلة فينا نحن وليس في الجواب لأننا نعلم الجواب ونعرف كيف السبيل ولكننا لا نتبعه
ادعو الله ان يهديني ويهدي جميع المسلمين لما يحب ويرضى

وجزاك الله كل الخير

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

اللهم آمين.. وفيك بارك الله..

هو كما قلت.. نحن السبب، وهذه نقطة البداية.. لابد أن نضع رأس القلم فوق الورقة كي نكتب.. أما أن نلصق السبب في كل شيء إلا في أنفسنا.. فهكذا لن نتقدم.. يبقى القلم مرتفعا عن الورقة.. وإذا لن نكتب.. لن نتحسن.

نسأل الله أن يتوب علينا كي نتوب.. وأن يسترنا ويجعل تحت الستر ما يرضيه.

هو كما قلت.. نحن السبب، وهذه نقطة البداية.. لابد أن نضع رأس القلم فوق الورقة كي نكتب.. أما أن نلصق السبب في كل شيء إلا في أنفسنا.. فهكذا لن نتقدم.. يبقى القلم مرتفعا عن الورقة.. وإذا لن نكتب.. لن نتحسن.

نعم يا أخي الأمر مشابه للسارق حين يسرق
نقول له لماذا سرقت يقول جائع أو أنا في أمس الحاجة للمال
طيب ولكنك تعرف ان السرقه حرام , يعود ويقول ولكني جائع
هو يتجاوز حرمة السرقه , ويدقق فقط في السبب الذي جعله يسرق
هكذا يتكلم المذنب حين لا يريد ان يعترف بذنبه

تشبيهٌ رائع اخي رفعت صدقت يجب ان نضع رأس القلم على الورقة لنكتب , ولكننا نرفعه عن الورقة ونستغرب لماذا لا نكتب
إن أردت صنع شئ عليك ان تبادر , لأن الشئ لن يصنع نفسه لك
إن أردت ان تتوب يجب ان تتوب , ولا تنتظر التوبه لتأتي إليك بنفسها

تخيل معي يا اخي رفعت
كان صديقاً لي يدخن بشراسه , وكنت دائماً اخبره بأن التدخين مضر لصحته وهو محرم كذالك
وكان يبرر عدم تركها لأسباب كثيره , منها انه يشعر بالمرض ان تركها , او انها ترفه عنه حين يكون مهموم
واعذار كثيره يا اخي حتى اني صدقت بالفعل انه صعبٌ عليه تركها

ولكن هذا الصديق من الله عليه في الهداية واصبح ملتزم , وإبتعد عن التدخين بدون اي صعوبه
وحين سألته كيف تركتها بهذه السهوله وانت من كنت تقول انها صعبٌ تركها
قال لي بالحرف الواحد
يا أخي لك اكن صادقاً في تركها ولذالك كنت ابرر لك واخدعك واخدع نفسي
ولكن حين نويت وكنت صادقاً بتركها , كان الأمر بغاية السهولة

ولذالك اقول ان كل انسان حين يكون صادقاً في ترك ذنوبه سوف يتركها بكل سهوله
وان كل هذه المبررات ليست سوى عذر يخدع بها نفسه , مبرراً لنفسه إستمراره بالمعاصي

نسأل الله أن يتوب علينا كي نتوب.. وأن يسترنا ويجعل تحت الستر ما يرضيه.

اللهم أمين أجمعين

بارك الله فيك.. قد أحسنت بسط المسألة، وتوجتها بمثال صديقك الطيب ذاك.. هذا يطمئن القلب.. هذا يعني أن ذلك ليس بمستحيل.. الحمد لله الذي لا يُعجزه شيء.

وبارك فيك اخي رفعت
طبعاً انا لا أجاريك في الكتابه ولا في اللغة
وكل ما ذكرته انا ليس سوى مداداً لما تفضلت به حضرتك
ولكن بصورة مبسطة كما ذكرت انت

مبدع ي َََ اخي (رفعت) مقال ولا احلى منك ..........


ومشكور وما تقصر ^^

مبدع ي َََ اخي (رفعت) مقال ولا احلى منك ..........


ومشكور وما تقصر^^

بارك الله فيك أخي الحبيب.. اللهم استرنا ولا تفضحنا