اخبار المجاهدين ليوم الأربعاء 1/ذو الحجة

من مركز الدراسات والبحوث السلمية لامارة افغانستان الاسلامية

أسقط المجاهدون في منطقة شركار شمال كابل طائرة شحن أمريكية صباح هذا اليوم بصاروخ مضاد للطائرات ، وقد اعترفت قيادة الجيش الصليبي بالحادث وأخفت مكان سقوطها ، ولكنها أحسن حالاً في هذه المرة من المرات السابقة إذا قالت إنها سقطت بنيران معادية ، وهذا الاعتراف يرجع إلى شعور وزارة الاعتداء الأمريكية أن الرأي العام قد استهجن دعوى العطل المكانيكي والخلل الفني كسبب لسقوط طائراتها ، فكانوا مضطرين هذه المرة للاعتراف بسبب الحادث الحقيقي ، إلا أنهم زعموا أن طاقم الطائرة قد نجا جميعاً وأصيب بجروح خفيفة ، والحقيقة بأن الطائرة تفجرت في السماء وتفرق حطامها على رقعة واسعة من الأرض ونجزم بمقتل كل من كان على متنها إلا أننا لا نعرف بالضبط عدد من كانوا فيها سوى طاقمها المكون من تسعة أشخاص .

نشرت وسائل الإعلام الأمريكية أواخر الأسبوع الماضي نبأ استسلام وزير الخارجية وكيل أحمد متوكل للقوات الأمريكية في أفغانستان ، ونحن ننفي أن يكون المولوي سلم نفسه ، وقد كان وكيل أحمد خلال الأسابيع الماضية يكثر من التنقل في أماكن متفرقة ، وقد قامت المخابرات الباكستانية بحملة تفتيش أكثر من مرة لبعض المناطق الحدودية بحثاً عن وكيل أحمد ، ولم تكن أخباره معروفة إلا لمن حوله ، لذا فإننا لم نستطع التأكد من أخبار اعتقاله ، ولكننا نؤكد عدم تسليمه لنفسه وفي آخر أيامه كانت المخابرات الباكستانية تلاحقه في كل مكان فإن صح خبر اعتقاله فالمرجح أن القوات الباكستانية قبضت عليه داخل حدودها وسلمته كما فعلت بالملا عبدالسلام ضعيف ، وحتى لا تواجه ضغوطاً داخلية وخارجية مماثلة لتسليمها لعبد السلام ضعيف لا بد أن تقول إن وكيل أحمد سلم نفسه .


لقد نشرنا في نشرة سابقة قصة اقتحام مبنى مستشفى قندهار والعملية التي شنتها القوات الصليبية بمساعدة المنافقين والتي أسفرت عن استشهاد الأخوة جميعاً نسأل الله أن يتقبلهم ، إلا أن الأخوة وقبل استشهادهم بيوم قد أرسلوا رسالة لأحد القادة القريبين من قندهار نورد نصها وهي بخط أبي صهيب اليمني رحمه الله وكان أمير الأخوة في المستشفى وكانت مناسبة الرسالة أن الأخوة كانت لديهم أمانات وأموال لا حاجة لهم بها وقد شعروا بقرب المواجهة فأحبوا أن يرسلوها إلى المجاهدين ليستفيدوا منها ويطمئنوا الأخوة عليهم وجاء في رسالته :-
بسم الله الرحمن الرحيم
لحمد لله الذي أعزنا بالإسلام وهدانا إلى ذروة سنامه وابتلانا بالخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات من بين الأنام واختصنا بذلك تكفيراً للذنوب والآثام ، وهذا ظننا بالله والله عزيز ذو انتقام سينتقم لنا ممن ظلمنا من أهل الزيغ والشرك بسيئ الانتقام .
والصلاة والسلام على سيدنا محمد ( جدِّي ) – الأخ رحمه الله من آل البيت – صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وبعد :-
أولاً أبلغك سلام الأخوة جميعاً

عقيل الممعقلة 2- ثواب التبوكي 3- دجانة 4- همام 5- حبيب 6- عمار 7- خلاد اليمني قتل قبل أيام وكان يمسك القنبلة بيده المصابة وسقطت منه وانفجرت رحمه الله .
فهذه رسالة وداع إلى أخي العزيز الفاضل الأكبر / منير سيب حفظه الله ورعاه ووقاه شر ما قضاه .
أكتبها لك من محبس مرويس العجيب .
وتلك الأيام نداولها بين الناس } .
قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } .
أخي الغالي / بين يدي وفي قلبي وعلى جنبات لساني وبين أطراف رموش عيني خواطر وكلمات وهمسات ودمعات وفي الجروح قطرات من دماء ونسمات من عبير مسك ( اللون لون الدم والريح ريح المسك ) ويا خسارة من فاته هذا الربح العظيم .
وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت } .
أخي / الوقت لا يسمح وكذلك الظروف والمناسبة أن أكتب لك كل ما أفكر فيه وكل ما أريد أن أقوله من بداية الأحداث والتي هي ( اختفاء الأخ المربي الذي والله وأقسم بالله أني أحببتك في الله تعالى وأسأله سبحانه أن يجمعنا عاجلاً مع إخواننا الذين سبقونا شهداء مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً ) .
أكتبها لك في اليوم الأخير لي والله أعلم .
وأرجو الله أن يقبلني بفضله وكرمه وجوده على ما أنا فيه من ذنوب وآثام ، إنه كريم مجيب ودود .
أخي : هذه أمانات كانت معي ومع إخواني أرسلتها لك لعلنا لا نخرج ، فإن التقى بك إخواني فأعطهم حقهم وإن لحقنا بربنا فالصدقة الصدقة واستبيحوا لنا من إخواننا .
واعلموا أنه متى حصل اليأس من النصر جاء الفرج ومتى زلزل المؤمنون وضاقت بهم جاء النصر .
والنصر صبر ساعة ومن يرد الله به خيرا يصب منه ، وإذا أحب الله عبداً ابتلاه .
غفر الله لنا ولكم
والله حسبنا ونعم الوكيل
أخوكم / أزمراي الراحل


لا زالت الاعتقالات العشوائية في جميع الولايات جارية ضد الشباب الأفغاني المشتبه في تأييده وتعاونه مع الإمارة الإسلامية أثناء فترة حكمها ، وفي الوقت الذي يعتقل فيه آلاف من الشباب لا علاقة لهم بالإمارة سوى سلوكهم المتدين ، ينعم قطاع الطرق والمجرمون من أي ملاحقة بل إنهم هم رجال المليشيات وقادتها ، وقد ذكرنا فيما مضى منع وزير الداخلية يونس قانوني للوفد الألماني من زيارة السجون في أفغانستان ، وكان السبب عائد إلى سوء أحوال السجناء ففي شبرغان وفي بولي خمري وفي هيرات وفي مزار شريف وفي قندوز يواجه السجناء أحوالاً لا يمكن أن تتأقلم معها أشد الحيوانات تحملاً وقد قضى كثير من الأفغان نحبهم في تلك السجون بسبب البرد والأمراض ، وكل هذا يحدث بمباركة صليبية حاقدة ، وتهمة التعاون مع الطالبان أو الانضمام إليهم طالت كل شخص غير مرغوب في بقائه حراً حتى شملت الإسماعلية الذين في ولاية سمنغان بتهمة التعاون مع الطالبان ، وللزيف والخداع أصدر كرزاي أمراً إلى وزارة الداخلية يقضي بإطلاق السجناء وسط احتفالات عامة توحي بأن جميع السجناء أطلق سراحهم وتم توزيع بضع عشرات على كابل وهيرات وقندهار وأطلق سراحهم وسط احتفالات المصالحة كما زعم قادة المليشيات ، بينما يقبع مئات من الشباب الأفغاني البرئ داخل الحضائر التي تسمى سجوناً سياسية ، وأكثر من 90% من الشباب المعتقل لا علاقة لهم بالطالبان .


القتال والنزاعات بين قادة المليشيات المتحالفة بالأمس أكثر من أن تحصر ففي كل يوم ينشب قتال في مكان كان هادئاً بالأمس ، وبعد اجتماع الأعداء قبل أربعة أيام في مزار شريف في مؤتمر مفروض عليهم لفض المنازعات الذي حضره دوستم وعدوه الجنرال محمد عطا ، لم يسفر الاجتماع عن وقف للقتال رغم الضغوط والوعيد والتهديد التي مورست من الصليبيين على الطرفين ، إلا أن القتال كل يوم يدخل إقليماً جديداً ، وأمريكا تسعى إلى نزع أسلحة الجميع وإبقائها مع من يدور في فلك كرزاي فقط إلا أن بوادر خطتها ضد المليشيات تبين فشلها من أول الأمر .


أكثر قبائل جرديز تؤيد مجلس الشورى ، وبجه خان يتعنت ويحشد المؤيدين له ويستقدم عدداً من مليشيات جل آغا ومن مقاتلي قبيلة تناي لمساندته في القتال الذي يتوقع الدخول فيه إذا لم يرضخ لأمره مجلس شورى جرديز ، وبعد تهديد بجه خان لكرزاي بأنه سيقاتله إذا وقف في وجهه يبدوا أنه انتعش عندما رأى أنه أصبح رقماً مناسباً لدى الصليبيين في معادلة إخضاع قبائل بكتيا وتعقب المخالفين فيها ، إلا أن الواقع يفرض نفسه وشورى جرديز ترفض أي حلول إلا أن تتماشى مع ما تريد وخاصة فيما يتعلق بتشكيل قوات الأمن داخل المدينة من خلال مجلس الشورى لا من قبل الوالي المعين .


الطائرات الصليبية تهاجم القرى المتاخمة لحدود باكستان القريبة من ميرام شاه وغلام خان وتدمر عدداً من المباني ، وجاء هذا القصف بعد أن أسقطت الطائرات الصليبية الأسبوع الماضي منشورات تهدد سكان القرى بالقصف إذا لم يخرجوا الإرهابيين على حد تعبيرهم ، وقد أسفر القصف عن مقتل عدد غير محدد من المسلمين في أماكن متفرقة ، وقد زعمت الاستخبارات الصليبية أنها أصابت في قصفها هذا الشيخ أسامه بن لادن وهذه الأكاذيب لا تستحق الرد عليها من كثرتها وتخبطها .


أوضاع المجاهدين بحمد الله طيبة والهدوء المقصود يعم مناطقهم ، واليأس دب في نفوس الصليبيين والمنافقين من جدوى الاستمرار في البحث عن القادة ، علماً أن الوصول لهذه المرحلة بالنسبة للمجاهدين يعد نتيجة مهمة لا بد أن تتقدم العمل .




وأخيراً نوصي المسلمين بالدعاء والإلحاح على الله في هذه الأيام الفاضلة ، بأن يدمر أمريكا ويمزقها كل ممزق وأن يبدلها من بعد غناها فقراً ومن بعد عزها ذلاً ومن بعد قوتها ضعفاً وأن يهلك جندها ويدمر سلاحها في أرضها ويكفي المسلمين شرها ، فإن أمريكا هي أعظم خطر يواجه المسلمين في العالم وبدمارها فإن المسلمين بإذن الله تعالى سيكونون في عز وتمكين .