في الزمن الأخير: شارون الرجل المريض طريح الفراش في مزرعته !
الجمعة:2002/2/15
بعد أن لطخت العمليات الفلسطينية أنف شارون وأرغمته يبدو أنها قد أصاب نزلة برد قد جلبها شارون معه ضمن حصيلة الوعود والهدايا الأمريكية التي حملها في زيارته الأخيرة ،وقد أكد أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون أنه مصاب بنزلة برد شديدة اضطرته لإلغاء كافة مواعيده حتى الأحد.
وقال المسئول إن شارون يرتاح في مزرعته في جنوب إسرائيل نزولا على نصيحة أطبائه.
وشارون الذي سيبلغ 74 عاما بنهاية الشهر كان مريضا خلال زيارته للولايات المتحدة بنهاية الأسبوع الماضي.
وذكر صوت إسرائيل انه تم إلغاء الاجتماع الذي كان من المقرر عقده أمس الخميس بين شارون ووزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر بسبب «الوعكة الصحية التي ألمت بشارون.
وحول زيارة الوزير الألماني، قال صوت إسرائيل إنها تندرج في إطار مساعي الاتحاد الأوروبي الرامية لتطويق الانتفاضة عبر تمثيلية جديدة على طاولة المفاوضات. وسيجتمع فيشر مع نظيره الإسرائيلي شعمون بيريز ووزير الحرب بنيامين بن-اليعازر. وسيتوجه فيشر غدا السبت إلى رام الله لإجراء مباحثات مع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات والمسئول الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
هناك تكهنات واسعة أن مرض شارون قد يطول وأن اعتكافه هذا جاء بعد انفلات زمام الأمور من يديه من خلال عدة تطورات على السياق الفلسطيني والإسرائيلي في الوقت نفسه ، فالتطور المتسارع لأداء المقاومة الإسلامية ، وانفلات الأمور من يد السلطة الفلسطينية بعد الضربات التي تلقتها بنيتها التحتية وخاصة في الإعلام والأمن على يد قوات شارون ، وارتفاع الأصوات داخل الصف اليهودي بوجوب رحيله ، وعجز الأصدقاء العرب ، من خلال رحلاتهم المكوكية في إنقاذ رأس شارون وسمعته التي راهن عليها عندما جاء على ظهر صناديق الانتخاب إلى السلطة ، ويبدو أن الرجل بجسمه الضخم قد أصبح حملا ثقيلا على رجل الشارع الإسرائيلي بعد أن جنى في 18 شهرا ثمار جرائمه في حق المسلمين في فلسطين .
وفي هذا السياق وصفت العملية العسكرية الواسعة النطاق التي شنتها الدولة العبرية في قطاع غزة ردا على إطلاق الفلسطينيين صواريخ يدوية الصنع، بأنها فاشلة، وتعرضت أيضا لانتقادات شديدة اللهجة داخل الجيش الإسرائيلي.
أعلن الجنرال في الاحتياط داني روتشيلد، المنسق السابق للنشاطات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن "الوسائل التي استخدمت، عدة وعددا، لشن هذه العملية لم تكن متناسبة مع الأهداف المحددة لها والتي لم تتحقق في النهاية".
وقد شارك المئات من عناصر المشاة في وحدات النخبة وعشرات الدبابات ووحدات الهندسة أول أمس الأربعاء في العملية التي تعتبر واحدة من أكبر العمليات التي تنفذ منذ بدء الانتفاضة في بلدات دير البلح وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم مغازي للاجئين.
وقال الجنرال إسرائيل زيف، قائد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، "كانت جزءا لا يتجزأ من سلسلة عمليات شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة للحد من حرية تحرك الخلايا المسؤولة عن إطلاق قذائف الهاون والصواريخ وكشف مدبريها وتدمير المصانع التي تنتج فيها هذه الأسلحة".
وقال الجنرال روتشيلد "لم يتحقق أي من هذه الأهداف على ما يبدو"، مشيرا إلى "العدد الكبير من الرجال والعتاد لتنفيذ هذه العملية التي كان يفترض أن تكون محددة الأهداف وتقوم أساسا على معلومات دقيقة قبل إطلاقها".
ومنذ العاشر من فبراير، فإن العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية مستمرة دون كلل أو توقف في الأراضي الفلسطينية ردا على إطلاق صواريخ "القسام-2" الأحد على جنوب إسرائيل والذي وصفته الدولة العبرية بانه بمثابة تجاوز مرحلة جديدة في النزاع. وتقوم حركة المقاومة الإسلامية حماس بصنع هذه الصواريخ.
و أوقعت العمليات الإسرائيلية الأربعاء ستة قتلى ونحو مائة جريح في صفوف الفلسطينيين.
كما اعتقل نحو عشرين فلسطينيا لكن يبدو أن هذا العدد محدود لان الناشطين الذين تلاحقهم إسرائيل نجحوا في الفرار.
وكانت بلدة بيت حانون التي يشملها الحكم الذاتي الفلسطيني وتضم 10 آلاف نسمة في شمال قطاع غزة الهدف الرئيسي لهذه العمليات. وهي ضمن القطاع الذي أطلقت منه صواريخ "القسام-2".
أكدت صحيفتا "معا ريف" و"يديعوت أحرونوت" الأوسع انتشارا أن الجيش احتاج لما لا يقل عن ثلاثة أيام للإعداد لهذه العملية بعد إطلاق صواريخ "القسام-2". وقد استفاد الفلسطينيون المسؤولون عن إطلاق هذه الصواريخ من هذه الفترة للفرار مع أسلحتهم أمتعتهم.
وكتبت صحيفة "يديعوت أحر ونوت" في صفحتها الأولى "خيبة امل الجيش الاسرائيلي: فشل العملية في قطاع غزة".
ومن جانبها قالت صحيفة "معاريف" انه "لم يتم العثور على الناشطين الملاحقين ولم يتم ضبط الصواريخ" و أشارت إلى الانتقادات الشديدة للعملية في الأوساط السياسية والدفاع.
وقد أدت هذه العملية إلى تعرض إسرائيل لانتقادات شديدة في العالم لأنها نفذت بوسائل عنيفة في مناطق شديدة الكثافة السكانية.
وقال اليكس فيشمان، المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت"، إن "التحضيرات التي اعد لها الجيش لهذه العملية توازي تلك التي تحتاجها وحدات مدرعة للاستيلاء على عاصمة عربية، لكن بيت حانون ليست دمشق".
أضاف إن العملية لم تحقق أي من أهدافها ولن يكون لها، على حد قوله، أي مفعول رادع على مطلقي الصواريخ.
وفور انسحاب الجيش الإسرائيلي، أطلق الفلسطينيون أربع قذائف هاون على أهداف إسرائيلية مما تسبب في عملية توغل جديدة للجيش الإسرائيلي في دير البلح.
يبدو أن الرجل المريض لم يعد يعاني رشحا بالأنف ودوارا بالرأس فقط بل أصبح يعاني رعشة في القرار ، ورشحا في الاتهامات الموجهة إليه بعد أن غامر برصيد جرائمه السابقة لكنه حرك المارد من حيث أن أراد القضاء عليه .. وختاما ننقل تمنيات كل الحكومات العربية بالشفاء لشارون ليواصل دوره في القضاء على العدو المشترك.. !
islammemo.com
