بعد أن فشلت بالنار والحديد: أمريكا تقصف الأفغان بالدولارات والصور الإباحية
الجمعة:2002/2/15
قال شهود أمس الخميس إن طائرات أمريكية نثرت فوق جنوب أفغانستان أوراقا نقدية من فئة 100 دولار داخل مظاريف عليها صورة الرئيس جورج بوش. وحملت الرياح بعض المظاريف إلى مدينة شامان الباكستانية عبر الحدود. وقال عبد الهادي أحد سكان شامان "تكالب الناس وتقاتلوا ليضعوا أيديهم علي المظاريف البيضاء" التي أسقطتها طائرات سي 130.
أفاد الشهود أن المظاريف لم تكن تحمل أي رسالة وبدأت الطائرات الأمريكية إسقاطها عصر الأربعاء وكررت ذلك صباح الأمس.
هذه الأموال هي أحدث رسالة من القوات الأمريكية التي تطارد أسامة بن لادن و تنظيم القاعدة والملا محمد عمر وأعضاء حركة طالبان ذات الولاء القوي في جنوب أفغانستان والذي يمثل معقلها.
وفي الأسابيع الماضية استخدمت القوات الأمريكية أسلوبا آخر حين أسقطت الطائرات الأمريكية منشورات علي نفس المنطقة تصور الملا عمر علي أنه كلب يمسك بمقوده ابن لادن. وصور رسم آخر أسقطته القوات الأمريكية زعماء طالبان علي أنهم قطع شطرنج يلعب بهم ابن لادن علي خريطة أفغانستان.
وفي حجرة مظلمة خلف مقهى صغير وسط مدينة قندهار التي يلفها الغبار وقف لطيف (23 عاما) فاغرا فاه وقد أخذ يقهقه بعصبية وهو يحدق في أول جسد لامرأة متجردة من ثيابها يراها في حياته.
إنها القنوات التلفزيونية الفضائية الإباحية وقد غزت هي الأخرى المعقل السابق لحركة طالبان. بعد سقوط الحركة انتشرت علي أسطح المنازل أطباق التقاط الإرسال التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية وفي المنازل والمطاعم ودور الضيافة يقبل الأفغان بأعداد غير قليلة علي القنوات التي تبث موادا إباحية.
لكن قبائل البشتون في قندهار لم تتخل عن الأعراف التزامها خاصة في يتعلق بالعلاقات بين الجنسين .
لكن بعض المراسلين الغربيين المتجولين بطلاقة هناك يتعجبون من بقاء كل النساء من سن البلوغ حتى الكهولة على ولائهن الشرعي إذ مازلن يرتدين البرقع الذي يغطي الجسم من أعلي الرأس حتي أخمص القدمين عندما يخرجن من منازلهن. وأغلب الرجال لم يروا في حياتهم امرأة خالعة ملابسها خارج نطاق الزواج.
ويمثل كل ما تقدمه القنوات الإباحية للأفغان الذين يقبلون عليها أشياء غريبة لم يتخيل احد منهم أبدا رؤيتها يوما ما. إلا أن الكثيرين يشعرون بقلق من هذه الموجة ويقول شاب يعمل مع مؤسسة تعليمية يبلغ من العمر 26 عاما "هذا ليس جيدا لمجتمعنا. لا يتعين أبدا أن يشاهد الناس مثل هذا الأمور. إنه شيء لا يليق".
لكن رغم ذلك فالإقبال واضح علي هذا النوعية من المواد التلفزيونية. وفي إحدى دور الضيافة أخذت مجموعة من الرجال يحدقون في شاشة تلفزيون وقد أخذ أحدهم يضغط بعصبية علي جهاز تغيير القنوات عن بعد لتغيير القناة عندما دخلت الحجرة فجأة إحدى عاملات الإغاثة الغربيات.
ويدير عبد وصي متجرا لبيع أطباق التقاط الإرسال التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية التي ظهرت في قندهار سريعا منذ رحيل طالبان. يبيع أطباقا مستوردة من باكستان بأسعار تتراوح بين مائة و250 دولارا. وقال في متجره الذي تحيط به عشرات الأطباق "إنني في السوق منذ شهر وقد بعت نحو400 طبق تقريبا. متجري دائما مزدحم. الجميع يريدون مشاهدة القنوات الأجنبية".
بنود الدين الأمريكي باتت معلومة لجميع منذ أن دخلت القوات حلف الشمال مزار الشريف: حلق لحى، تعرية نساء، صور، رقص، خمور ومخدرات، هتك أعراض، سلب ونهب، قتل وتمثيل بالمسلمين ...، ،
لقد قذفتهم من قبل بما لا يتصور من أسلحة فمات منهم من مات ، واليوم تقذفهم بسلاح أخطر بعدها بين حياة الإنسان وموته ، مع أن الفتنة أكبر من القتل ، والسؤال الذي أجيب عنه من قبل في دول أخرى : هل ستنجح الولايات المتحدة بأساليبها المعهودة في أمركة أفغانستان ؟ هذا ما ستجيب عنه السنون المقبلة .
islammemo.com
