أحسنوا أسماءكم، كما أحسنها لكم آباؤكم

إلى الإخوة الكرام ذوي الأسماء المستعارة في المنتديات. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لقد جاءت السنة بالحث على اختيار الأسماء الحسنة للمواليد، كما جاءت بتغيير الأسماء غير الحسنة، أو ما فيها نوع من التزكية. وسأنقل لكم موضوعا خاصا باختيار الأسماء وتغييرها، من كتاب لي عنوانه: "أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي" ثم أعقب بكلمات مختصرة للنصيحة: (((اختيار الاسم الحسن للمولود))) إن اللفظ الحسن ترتاح له النفس، ويستسيغه السمع، واللفظ السيئ لا يحب الإنسان أن يطرق سمعه، ولا ينطق به. وإن الاسم الذي يختاره أبو المولود وأسرته له، يلتصق به، ويصبح علما عليه، وقد يصعب تغييره في كبره. فإن كان الاسم حسنا محبوبا، سر به المسمى عند كبره وأحب أن يدعى به، وسر به غيره –أيضا- ممن يناديه به أو يسمع من يناديه به. وإن كان قبيحا، ساءه سماعه حينما يدعى به، وساء من يدعوه أو يسمع دعاءه به، والمسمى لا ذنب له في الاسم القبيح الذي اختارته له أسرته، لأنه لم يختره لنفسه. ولهذا شرع أن يختار له أهله الاسم الحسن، الذي يسره ويسر غيره، وقد ظهر ذلك في تسمية الله تعالى بعض أنبيائه، وفي اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم، بتسمية بعض الأطفال عند ولادتهم، وتغييره بعض الأسماء المكروهة للكبار. قال تعالى: ((إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا)) [مريم: 7] وسمى الله تعالى رسولنا صلى الله عليه وسلم "أحمد" وبشر به عيسى عليه السلام بهذا لاسم، كما قال تعالى: ((وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)) [ الصف: 6] وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤتى إليه بالمولود، فيحنكه ويدعو له ويسميه، ويسأل عن اسمه إن كان قد اختير له اسم، فإن رآه حسنا أقره، وإن لم يعجبه سماه، كما كان يغير بعض أسماء الكبار، إذا كان اسمه غير مناسب. فقد ولدت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم ابنها، وحنكه، وصلى عليه-أي دعا له- وسماه عبد الله. [ صحيح مسلم: 3/1690] وكذلك فعل مع ابن أبي طلحة رضي الله عنهما، حنكه وسماه عبد الله.[البخاري: 6/216] ومسلم: 3/1689] وجاء أبو أسيد رضي الله عنه بمولود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما اسمه؟) قال: فلان. فقال صلى الله عليه وسلم: (ولكن اسمه المنذر) [البخاري: 7/117] ومسلم: 3/1692] وقدم جد سعيد بن المسيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: (ما اسمك؟) قال: اسمي "حزن" قال: (بل أنت سهل) قال: ما أنا بمغير اسما سمانيه أبي. قال ابن المسيب: فما زالت فينا الحزونة بعد" [البخاري: 5/117] وغير اسم عاصية إلى (جميلة) [صحيح مسلم: 3/1686] وأمر بعض أصحابه أن يسمي ابنه عبد الرحمن. [البخاري: 7/116 ومسلم: 3/1684] وروى ابن عمر رضي الله عنهما، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن احب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن) [مسلم: 3/1682] والترمذي: 5/132] وروى أبو الدرداء رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسيلم: (إنكم تُدعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم) [أبو داود: 5/236] حسن الحديث ابن القيم في كتابه "تحفة المودود بأحكام المولود" [صفحة: 66] وقد بسط ابن القيم رحمه الله في كتابه هذا الكلام على الموضوع. ========= تعقيب: بناء على ما مضى، ينبغي للأسرة أن تختار لولدها-ذكرا كان أو أنثى-اسما حسنا، يحبه الولد إذا كبر، ويحبه من يناديه به، ويحبه من يسمعه، وأن تتجنب اختيار الأسماء القبيحة أو غير المستحسنة، تنفيذا لما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وإذا كان آباؤنا قد أحسنوا أسماءنا الحقيقية عندما كنا أطفالا لا اختيار لنا، فعلينا اليوم –وقد صرنا كبارا مكلفين- أن نختار في أسمائنا المستعارة في المنتديات أو غيرها للحاجة الأسماء الطيبة الحسنة، فذلك أولى بنا، ولا ينبغي أن يختار الشخص لنفسه اسما غير حسن. وقد يختار الشخص اسما على عجل ولا ينتبه له، وإذا فكر فيه أو نبهه أحد وجده غير مناسب. ولا أريد التفصيل والتمثيل، وإنما أكتفي بالإشارة، وكل عاقل يفكر في اسمه المستعار سيعلم هل هذا الاسم حسن أو غير حسن.

--------------------------------------------------------------------------------