بعد الاتفاقات الوهمية : مزار الشريف على وشك الانفجار ...

الأربعاء:2002/2/20
الرغم من الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بين عدد من الفصائل المتناحرة في منطقة مزار الشريف ، و هم في الأساس الأوزبك بقيادة عبد الرشيد دوستم ، و الطاجيك بقيادة عطا محمد التابع لمحمد فهيم وزير الدفاع ، فإن الأوضاع الحالية لا تبشر باستقرار أو هدوء ، حيث لا يزال التوتر بين الفريقين سيد الموقف ..
و آخر حادثة كشفت عن الجمر المشتعل تحت الرماد كانت عندما توجه ثلاثة من الأوزبك إلى مركز الشرطة في المجينة و قاموا بإطلاق النار على ضابط كبير هناك ، فأصيب ، و تم القبض عليهم ، و اتهم رئيس شرطة مزار الشريف دوستم بمحاولة إفشال الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بإشراف من الأمم المتحدة ، و ذلك عن طريق زعزعة الاستقرار بالمدينة ، حيث يتمركز المئات من أنصاره في قاعدة عسكرية قريبة ، و لكن رئيس الشرطة محمد يقين أضاف أن دوستم ليست لديه سيطرة على المدينة و لا بنسبة عشرة في المائة ، رغم قدرته على إثارة المتاعب للشرطة النظامية ..
و ذكر رئيس الشرطة أن سكان المدينة لا يحبون دوستم ، و اتهم جنوده بالقيام بحوادث سرقة و خطف ، و لكنه كشف عن عدم وجود أي مخطط لإخراج المسلحين من المدينة ..
و يذكر أن دوستم قد تم إرضاؤه بتعيينه في منصب نائب وزير الدفاع محمد فهيم الطاجيكي ، و هو ما يبدو أن دوستم غير راض عنه ، حيث يتعمد أن يثير القاقل و الاضطرابات بصورة دائمة ، فيما يسعى الطاجيك حلفاء الأمس إلى تقليص نفوذه و سيطرته بعد أن أصبح عديم الفائدة بالنسبة لهم ، و يتوقع كثير من المراقبين الاضطرابات العرقية في أفغانستان ، لا يمكن حلها ، لأنها تفتقد إلى الإطار الموحد الذي يجمع كل الفصائل في هيكلية مصلحية متوازنة ، و كانت حرطة طالبان هي الوحيدة التي استطاعت أن تحقق قدرا كبيرا من النجاح في هذا المجال قبل أن تشترك القوات الأميركية و التحالف الشمالي المكون من الطاجيك و الأوزبك في الأساس في إجهاض أقوى مشروع دولة عرفته أفغانستان في تاريخها الحديث ...

islammemo.com