الإسرائيليون يحسدون القوات الأميركية على رفاهة العيش في البحرين ...

الجمعة:2002/2/22
في البحرين، يلقى الجنود الأميركيين كل ترحيب، ومعاملة حسنة، وتقدم لهم كل الإمكانات الممكنة لكي ينعموا بإقامة هنيئة، وكأنهم في إجازة ترفيهية، وليس في مهمة عسكرية، وكتبت صحيفة هآرتس اليهودية تتحدث عن الحب الذي يكنه الأميركيون للإقامة في البحرين، فتقول :
أنت تسافر في طريق طويل في صحراء قاحلة لتمر من خلال جسر ضخم فتجد نفسك أمام مدينة ذات حدائق غناء وشوارع معبدة وفيلات مزدانة بأشجار النخيل كتب أحد الجنود الامريكيين الذين يخدمون في البحرين لوالديه. الجنود الامريكيون يحبون هذه الدولة الصغيرة. النشرات التي يوزعها الاسطول الامريكي تتطرق بشكل مفصل الي الامتيازات التي تنتظر من يخدمون في البحرين. بالامكان الحصول علي فيلات بأجر معقول، وفي هذه الفيلات تجد برك سباحة مفتوحة وملاعب سكواش وتنس وألعاب البولينغ والجاكوزي الحار والبارد والساونا وغرف البخار. هذا بينما يعتبر التعليم من افضل الاجهزة التعليمية في الدول العربية، وفوق ذلك تدفع الحكومة الامريكية لكل جندي علاوة مخاطرة تبلغ 150 دولارا شهريا، هذا الي جانب الامتيازات الاخري مثل اجازات الترفيه والراحة الي اوروبا أو تايلاند وتشغيل خدم وعلاوات اخري خاصة عن الخدمة البعيدة.
البحرين تعتبر الدولة الاكثر خلوا من النزعة القومية من بين الدول الخليجية. من بين مواطنيها الستمئة ألف نجد ان اكثر من النصف فقط هم من المواطنين البحرينيين. اغلبية سكانها من المسلمين حيث توجد من بينهم اغلبية صغيرة شيعية بينما نجد ان الباقين من السنة وهم الذين يسيطرون علي الحكم. باقي السكان من المهاجرين الباكستانيين والهنود والعائلات القديمة التي جاءت من ايران والعراق (التي لم يحصل الكثيرون منهم علي الجنسية). وهناك حوالي 30 يهوديا يوزعون فيما بينهم وكالات توزيع البضائع الاجنبية (حتي ان أحدهم سيكون عضوا في المجلس الاستشاري الذي سيتشكل عما قريب)، وبعض المسيحيين.
ليبرالية الدولة تقاس بالاساس في قدرة الاجانب علي ايجاد أماكن لهو من النوع غير الموجود في السعودية مثلا. النوادي الليلية والمشروبات الروحية "الخمور" متوفرة هناك ، الدخول للدولة والخروج منها سهل. المعارض الصناعية التي تقام في البحرين تحولها الي جانب الامور السابقة الي مركز جذب هائل.
هذه الامارة الصغيرة المشكلة من مجموعة من الجزر التي يبلغ طول أكبرها 60 كم وعرضها لا يزيد عن 16 كم اجتازت في الاسبوع الماضي طورا تاريخيا، اذ تحولت من امارة الي مملكة، وليست مجرد مملكة وانما مملكة ديمقراطية. في شهر ايار (مايو) ستنظم في البحرين انتخابات للبلديات، وفي شهر تشرين الاول (اكتوبر) ستجري انتخابات لمجلس النواب حسب صيغته الجديدة كما تحددت في دستور الدولة. سيكون في البحرين برلمان منتخب والي جانبه مجلس استشاري يعين من صفوف ذوي العلم والخبرة . مراقب الدولة سيتمتع باستقلالية مطلقة وستتشكل محكمة دستورية تتولي التحقق من ملاءمة القوانين التي يسنها البرلمان مع دستور الدولة. النساء والرجال سيتمتعون بحقوق سياسية متساوية، والحكومة ستكون ملزمة بالسهر علي تشغيل مواطنيها، ولن يكون هناك تمييز او تفرقة علي خلفية دينية او عرقية او جنسية. حرية التعبير ستكون كاملة وسيفرض حظر علي استخدام التعذيب ابان عمليات التحقيق.
زعيم الدولة الجديد نسبيا حمد آل خليفة الذي ورث كرسيه عن والده الذي حكم الدولة منذ عام 1961 ها هو الذي يقف وراء هذا الحلم الديمقراطي. الشيخ حمد (52 سنة) أصبح الملك حمد من الاسبوع الماضي. هو واحد من الزعماء الاربعة الشبان في العالم العربي الذين ورثوا منصبهم بعد موت والدهم. نظراؤه الثلاثة هم عبد الله وبشار الأسد ومحمد السادس في المغرب. هذه الرباعية القيادية التي وصلت الي سدة الحكم قبل عامين تقريبا تعتبر في نظر الغرب أمل الشرق الاوسط الأكبر. هؤلاء وصلوا الي الحكم من دون اراقة دماء وانقلابات في البلاط ومن خلال مجريات خلافة هادئة واعتيادية، واعدين باحداث تغيير دراماتيكي في اسلوب الحياة في دولهم. كلهم جاءوا مع بشري الديمقراطية والتنمية الاقتصادية وتعميق القيم. ثلاثة منهم أقل من الاربعين عاما وكلهم درسوا في الدول الغربية. الشيخ حمد أنهي المدرسة الثانوية في كامبردج في انكلترا، وبعدها أكمل دراسته في هامبشاير. وفي عام 1971 عندما استقلت بلاده عن انكلترا عين في منصب وزير الدفاع حيث كان عمره 21 عاما فقط. في ذلك العام أنهي دورة للقادة في كنزاس ومن ثم استكمل دراسته في بريطانيا.

islammemo.com