بندقية خردة حققت ما لم يحققه الجيش الإسرائيلي بأكمله

في مقال ليوسي ساريد و هو أحد أقطاب حزب العمل الإسرائيلي و مهندس اتفاقيات أوسلو سخر من الحكومة الإسرائيلية قائلا : دائما وأبدا دحض ادعاء اليمين الموجه إلينا ـ اليسار مسؤول، لأنكم أعطيتموهم بنادق ، من الممكن التفكير بأنه لم يكن يوجد في الضفة الغربية، قبل اوسلو، عدة آلاف من الاسلحة، وكم يحتاج الارهاب من الاسلحة كي يضرب. مئات البنادق لا تكفيه؟ ومن الممكن التفكير بأننا قدمنا له أحزمة ناسفة.
صحيح، نحن قدمنا لهم بنادق. ولكن اليمين الوطني قدم لهم الحافز. الاحتلال الذي يطول يقدم لهم الحافز. المستوطنات التي تقام داخل روحهم تقدم لهم الحافز. الأطواق والاغلاقات والجوع والفقر والاذلال تقدم الحافز، البنادق بدون حافز لا تطلق النار، ولكن اذا كانت هناك حافز، حتي المكنسة تطلق النار. وها هي المكنسة أطلقت النار امس: بندقية كاربين، يعرفها كل متطوع في الحرس المدني عن كثب، سلاح غير اوتوماتيكي، وحسب تقارير كارميلا منشه، بندقية قديمة، مثبتة بالمسامير، خردة، ليست بندقية بقدر ما هي مكنسة، بندقية واحدة ورجل واحد قتلا عشرة رجال، سبعة جنود وثلاثة مدنيين. ويوجد لدي نصيحة لرئيس هيئة الاركان المغادر ولقادة الكتائب: بدل خوض معارك متوجة بالهالة في مخيمات اللاجئين المساكين، ربما تتفرغوا أولا لتنظيم هذه الحواجز كي لا يقتل الجنود مثل الأوز.
ان الردع الذي حققه هذا الرجل الوحيد مع بندقية كاربين الخردة، تفوق ألف مرة الردع الذي حققه بن اليعازر وموفاز معا في عملية استعراضية في مخيم بلاطة وجنين مع كل دباباتها ومروحياتها. يحسن رئيس الحكومة ووزير الدفاع صنعا اذا أنهيا احتفال تعيين رئيس هيئة الاركان الجديد، هذا الاحتفال الذي ألحق غير قليل من الاضرار. ان الانطباع هو ان المستوي السياسي يتمتع من هذه الخطوة، ذلك لانه في النهاية سيتخذ قرار ما والذي سينفذ، من اجل التغيير: هذا المرشح أو ذاك، سيكون رئيس هيئة اركان جديدة.
من الطبيعي والانساني انه اثناء تغيير المناوبات، ومن خلال المنافسة بين الاشخاص، يتضرر جهاز اتخاذ القرار.