نعم الزوجة والوالد يا أبا كويك
د. وسيم فتح الله:
بحسب أحدنا من الشرف أن يخلُف المجاهد في أهله وولده، و لكن كيف نفعل حين يتسابق الأهل والولد مع المجاهد في ميدان الجهاد ؟ وكيف نخلف زوجةً وولداً تناثرت أرواحهم في سماء الشهادة وهي تسابق الزوج و الأب فإذا بها تُحول الأسرة إلى كوكبة مضيئة لتسطر بدمائها الزكية صفحة من أروع صفحات البطولة والفداء على أرض الإسراء الأبية ..
كانت هذه ملحمة بشرى وبراء وعزيزة ومحمد؛ فإذا ببشرى الزوجة تصير بشارة زوجها بولوج عالم الشهداء – ولا نزكي على الله أحداً ، وإذا ببراء الطفلة تصير صيحة البراءة من الكفر وأوليائه، وإذا بعزيزة الطفلة الأخرى تستحيل سيفاً مسلولاً على رقاب الإجرام الصهيوني لتري أصحاب المبادرات والمساومات طريق العزة بالجهاد، ولله در محمد الطفل الذي خط لنا بأشلائه معالم الطريق المحمدي إلى القدس؛ هكذا سطرت عائلة أبو كويك المجاهدة هذه الملحمة المحمدية على أرض الأقصى المباركة لترهق من بقي من خلفهم و تثقل العبء عليهم و الله المستعان ..
ولا تسولن نفس أحدنا لها القول أن هؤلاء قضوا نتيجة خطأ، فإن آلة الإجرام الصهيوشارونية ما فرقت يوماً بين طفل وامرأة أو شاب وكهل، فليست القضية إذاً كون المجرم أخطأ الهدف، بل القضية أن هذه العائلة وضعت نفسها في مرمى الهدف، ليس عندما ركبت سيارة قسامي مجاهد فحسب، ولكن عندما تزوجت وعايشت ذلك المجاهد همه بدلاً من أن تكون عائقاً له في هذا الطريق ..
إن غاية أحدنا اليوم أن يعتذر بالزوجة والولد عن اللحاق بركب الجهاد، فماذا تركت لنا هذه الأم والزوجة من عذر وماذا ترك لنا هؤلاء الأولاد من حجة؟
أما أنت أيها الزوج والأب المجاهد فلن أعزيك في موت الزوجة والولد فإنهم أحياء – بإذن الله – عند ربهم يرزقون، ولكني أعزيك بموت الكثير من هذه الأمة من حكامها وحكوماتها، فامض ولا تلتفت وراءك، امض لتلحق ببشرى ولتنظر إلى عيني براء ولترفع هامك بعزيزة ولتلثم وجه محمد فإن الله تعالى قد وعد ووعده الحق : " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " ، فامض ولا تلتفت لهذه الأمة وهي تلطخ جبينها بعار مبادرات الأمراء وتستجدي كلمة الحق من العلماء، امض فلا نامت أعين الجبناء ..
Alasr
