فريدمان يريد قوات أمريكية في غزة و الضفة!

من أغرب المواقف التي أفرزتها الإنتفاضة الثانية في فلسطين مفارقات الأوساط الإعلامية الغربية و الأمريكية خاصة. و لم يعد نادرا أن نقرأ أو نسمع تعليقا من صحفي أمريكي داعما لأقصى مواقف الإسرائيليين تطرفا، ليقابله موقف من صحيفة عبرية "أكثر واقعية" إن شئنا القول.
و قد شكلت زيارة ديك تشيني ل"إسرائيل" مؤخرا مصدر "إلهام" جديد للمعلق السياسي في نيويورك تايمز توماس فريدمان الذي نعترف له "خرجاته الإبداعية" عندما يتعلق الأمر بمصلحة الدولة العبرية. فبالنسبة لفريدمان يكفي، بل الحل الوحيد في نظره، من أجل فرض وقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة الفلسطينية، تشكيل قوات أمن "مشتركة" أمريكية-فلسطينية، حيث "تسند للشرطة الفلسطينية ضمان الأمن الداخلي، بينما يكلف الأمريكان بمراقبة الحدود و نقاط العبور بين فلسطين و إسرائيل" حسب ما كتب في آخر تعليق له. و لا تنحصر "فائدة" الإجراء حسب الكاتب المتصهين في الجانب الأمني فقط، بل تتعداه إلى أن "تثبت" نهائيا أن "إسرائيل ديمقراطية يهودية حقيقية"!
أما الموقف المقابل فنجده عند المعلق اليهودي في صحيفة هآرتز العبرية داني روبنشتاين حيث كتب في العدد الأخير متسائلا: " ماذا يمكن أن يفعل عرفات ؟ لا يمكن للزعيم الفلسطيني إعتقال مئات، بل آلاف النشطاء الذين يشاركون اليوم في الهجمات ضد إسرائيل. إن الإنتفاضة اليوم هي معركة أمة بأكملها و ليست معركة مجموعات صغيرة يمكن تحديد هويتها بسهولة." و يبدو أن هذا أنسب رد على ما كتبه فريدمان!
Alasr