هلا أزلت هذه الغشاوة من أماك لتعي حقيقة فعلك ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من تواضع لله رفعه ومن تعـــالى وضعه هذه سنة الحياة
وهكذا تعلمنا من هذه الحياة ,شيء نشاهد ونعايشه في مجتمعاتنا
نشــاهد المتواضـــع محــبوب مقــــــبول ومـــتبوع ,والمتكــبر منــبوذ مكــــروه
إذاً فالتـــواضع بحد ذاته هــدف عظيم ومبدأ نبيل والنهاية بـعــد تحـــقيقة هـــنيئة كريمة
قدوتنا في ذلك رسول الهدى صلى الله عليه وسلم,وهادي البشرية وباعث الحياةفي هذه الأمة
فعندما يعرف الكبر فهو
((أن يرى الشخص أنه أفضل الخلق وأن له من الحق ماليس لغيره))
ولو نظرنا إلى أسباب الكبر ودواعيه بكل بساطة لما وجدنا مايقنع
أولاً/من الناس من يتكبر لعلمه,فعندما يستشعر العالم في نفسه كمال علمه يستعظم نفسه ويستحقر الناس,ولكن في الحقيقة ماهو عليه من علم ليس بعلم,لإن العلم الحقيقي يعرف إلإنسان بنفسه وقيمتها بين الناس .لا أن يزدريهم
ثانياً/منهم من يتـــكبر لــماله
ثالثاً/منهم من يتــكبر لحسبه ونسبه
رابعاً/منهم من يتكبر لمنصبه الوظيفي مثلاً
خامساً/منهم من يتكبر لمركبه _سيارة_الفــاره
سادساً/منمه من يتكبر لا لشي سوء أنه طبع وسجية إنطبعت فيه,أو لنقل جهلا منه بفعله_ومثل ما يقولون شين وقوي عين.
وهذا هو أقبح ما سبق فلا شيء يسنده في قبحه ,فلا مال ولا منصب ولا نسب...
ومما يروى في هذا الشأن أن أحد أبناء المهلب مر بمالك بن دينار ,ويتبختر في مشيته.فقال له مالك:يابني لو تركت هذه الخيلاء لكان أجمل لك.فقال أوما تعرفني؟قال : أعرفك معرفة جيد,أولك نطفة مذرةٌ وآخرك جيفة قذرةُ,وأنت بين ذلك تحمل العذرة((والعذرة الشيء النجس))فأرخى الفتى رأسه وكف عما كان عليه...
أقول كم نحتاج من من رجل امثال مالك بن دينار فيأسواقنا وفي جامعاتنا وفي جميع مرافقنا الحياتية
أما مظاهر هذا الخُلُق وعلاماته فمنها
أولاً /أن المتكبر لايجالس إلا عِلْية القوم ,ويوم الشؤم عليه حين يذله الزمن فيجالس الضعفاء والمساكين
جاهلاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(أللهم أحشرني في زمرة المساكين))أوكما قال
ثانياً/هو سيء الخلق
ثالثاً / هو متكلف في كل شيء في كلامه وفي ملبسه وفي مركبه والقائمة تطول
رابعاً/ إسبال الثوب غالباً,وقد أشار رسول الهدى صلوات الله عليه وسلامه إلى ذلك فقال(من جر ثوبه مخيلةً لم ينظر الله إليه يوم القيامة ))الحديث رواه البخاري
خامساً/أن المتكبر لايأخذ بنصيحة ناصح,فهو المصيب دوماً ,وغيره على خطأ مهما كان فعله قبيحاً
أخي المتكبر
هلا راجعت نفسك قليلاً وصدقت معها في فعلك
هلا رفعت عما يرفع من شأنك حقيقة
هلا أزلت هذه الغشاوة من أماك لتعي حقيقة فعلك
اخي المتكبر إعلم أن مكانتك بين أهلك وفي مجتمعك
هي بتواضـــعك
هي بحلـــــــــمك
هي ببســــــــــاطتك
هي بإبتسامتك البريئة
هذه هي مفاتيح السعادة
وأسرار القبول في مجتمعــــك
اخي الكريم
إعلم أن الكبر ممقوت مكروه
ليس فقط في هذا المنتدى
أو في هذا المجتمع أو في هذا البلد
هو ممقوت في كل بقاع _ما عدا بني يهودا_فاربىء بنفسك أن تكون ممن يتصفون بشء من صفاتهم
أخي الكريم هل تدبرت قول الحق تعالى
قال تعالى في سورة الأعراف((سأصرف عن ءايتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق))الآية
أو هل تدبرت قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)) الحديث
انظر مجرد ذرة فكيف بمن عشعش الكبر في قلبه
أخي الكريم هل سمعت أقوال الحكماء
قال الأحنف بن قيس (ماتكبر أحد إلا من زلةٍ يجدها في نفسه)).
وهذا أفلاطون نظر إلى رجل جاهل معجب بنفسه فقال:وددت أني مثلك في ظَنِّكَ ,وأَنَّ أعدائِي مثلُكَ....
ليكن قدوتنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في تواضعهم ولين معشرهم وقربهم مع من حولهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفى الختام اقول (( الكبر مرض عضال ))
اخوكم الفقير الى الله محروم
