أخبار يوم الأربعاء 13/1/1423هـ 27/3/2002م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-
زلزال بغلان عبرة لأولي الألباب
يزداد طغيان الذين كفروا وبغيهم في الأرض ظناً منهم أن الله غير قادر عليهم ، ويأتي الله عليهم بقوارع ليذّكروا بأن الله قادر على كل شيء ، وما يصيبهم من قوارع إنما ليؤمن عباد الله أن النصر إذا أراده الله فإنه لا مرد له ، وليعلموا أن الدعاء أقوى سلاح يملكه المؤمن ، فالزلازل والفتن والطوفان وسائر القوارع غالباً لا يوقعها الله على الذين ظلموا إلا بدعاء المؤمنين ، وكل الأنبياء الذين قص الله علينا قصصهم وأهلك أقوامهم جاء هلاكهم بعد دعاء أنبيائهم عليهم ، ولا أحد أرحم بالعباد بعد الله من الأنبياء .
وقد دعا رسول الله صلى الله علية وسلم على قريش بسبع كسبع يوسف حتى هلك منهم خلق فيهم الأطفال والنساء والشيوخ وأكلوا الجلود وأصابهم البلاء ، ودعاء المؤمنين على الذين ظلموا إنما هو من أعظم أسباب النصر ولكن قليل هم الذين يوقنون بذلك ، وقليل من قليل هم الذين يعملون بمقتضى يقينهم ، وللأسف أصبح الدعاء اليوم من العوامل الثانوية التي نحرص عليها في حربنا مع الإرهاب الصليبي الأمريكي ، ولو أنا حرصنا واجتهدنا وأخلصنا لله عز وجل بتلك العبادة لكفانا الله عدونا بقوته وجبروته .
وفي مثال جديد وشاهد حديث على نصر الله وقدرته فإننا نقف اليوم أمام زلزال بغلان وقفة تأمل ، حيث ضرب الزلزال ولاية بغلان الواقعة شمال كابل بـ 150 كيلو تقريباً ، وكان الزلزال على ضربتين ضربة مساء الأثنين وأخرى صباح الثلاثاء ، وقد أوقع هذا الزلزال ما يقرب من 5 آلاف قتيل في ولاية بغلان انتشل نصفهم حتى الآن من 15 قرية دمرت بالكامل ، وأعظم الأضرار كانت في المركز التجاري للولاية في بلدة نهرين التي أصبحت أثراً بعد عين ، كما شرد الزلزال أكثر من 20 ألف نسمة والجرحى يصلون إلى 4 آلاف ، علماً أن الحصيلة النهائية للقتلى والجرحى والخسائر المادية والأراضي الزراعية المدمرة لم تحدد بعد ، فكل لحظة تزداد الخسائر .
وهذا الزلزال الذي ضرب ولاية بغلان يعد الثاني خلال شهر حيث ضرب الأول ولاية سمنغان الواقعة شمال كابل بـ 230 كيلو أوقع فيها 100 قتيل على الأقل ، وولاية بغلان التي ضربها الزلزال الأخير واقعة تحت سيطرة المليشيات البنشيرية التابعة لمحمد فهيم ، وولاية سمنغان التي ضربها الزلزال الأول كان الصراع قبيل الزلزال محتدماً عليها بين محمد عطا قائد فهيم وبين دستم الذي سيطر عليها قبل ضرب الزلزال لها بأيام ، علماً أن ولاية بدخشان قد أصاباها زلزال مدمر في عام 1418 هـ أوقع فيها أكثر من 5 آلاف قتيل و 20 آلف جريح مما دعا رباني ومسعود الذين كانا يسيطران على الولاية آنذاك الاستغاثة بفرق دولية لمساعدتهم على انتشال الضحايا ، وقد شاركت الفرق ( الإسرائلية ) بطلب من رباني بعملية الانقاذ وكانت الفرق الصهيونية متواجدة في أوزبكستان الحليف الرئيسي في المنطقة لليهود .
وجاء هذا الزلزال والله أعلم انتقاماً لآلاف المسلمين البشتون الذين هجرهم الطاجيك والأوزبك والإسماعيلية خلال الشهر الماضي من المنطقة ونزعت أملاكهم وانتهكت أعراضهم واستبيحت دمائهم ، وكانت القوات الدولية تشرف على عملية التهجير والإبادة والاغتصاب ولا تحرك ساكناً ، فأتى الله الجميع من حيث لم يحتسبوا وأشغلهم في أنفسهم وقذف في قلوبهم الرعب ، وكلما ظنوا أن الأمر استقام لهم وأنهم سيطروا جاءتهم قارعة فأشغلتهم في أنفسهم ، وبعدما ملئوا الدنيا ضجيجاً بأكاذيبهم التي يزعمون فيها توزيع المعونات على الشعب الأفغاني وهم قد اقتصروا على أتباع المليشيات الشمالية فقط ، تأتيهم تلك الطامة لينشغلوا بالفعل بانتشال القتلى وعلاج الجرحى وتعمير البنيان بدلاً من حرب الإسلام والمسلمين واغتصاب الأعراض والأراضي وتوسيع مناطق النفوذ والصراع من أجل المصالح .
ولهذا فإننا نوصي المسلمين آلا يغفلوا عن الدعاء على أعداء الملة والدين ، وإن الله تعالى قريب مجيب عزيز ذو انتقام ، فادعوا وأنتم موقنون بالإجابة و بأس الله إذا جاء فإنه لا يرد عن القوم المجرمين .
وعليكم بالدعاء على أمريكا بأن يزلزلها الله ويرسل عليها الطوفان والجراد والقمل والضفادع ويعذبها بنقص من الثمرات والأنفس والأموال ويحلل فيها البلاء والوباء الذي لا يفارقهم حتى يهلكوا ، إنه قوي عزيز .
www.alneda.com