صراع الزعامات يفشل القمة الخائبة!

يبدو أن القمة العربية في بيروت حتى و إن لم يكن ينتظر منها الكثير "فشلت" قبل أن تنطلق بعد أن قرر شارون قطع الطريق على مشاركة عرفات و بعد إعلان الرئيس المصري مقاطعتها لأسباب غير واضحة رسميا لكن لاعتبارات مرتبطة بالمقترح السعودي.
و قد أفادت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت أن قرار مبارك نابع من إقتناع مصر بأن أي "مبادرة هامة" يجب أن "تولد أو تعلن على الأقل من عندها" في إشارة إلى خروج المبادرة السعودية من جدة و إعلانها عبر معلق نيويورك تايمز اليهودي توماس فريدمان. و بالنسبة للمصادر تلك، كون الرئيس المصري قد فقد "السيطرة على مشاعره" و اعتبر أن ما يحصل "طعنة لكبرياء أرض الكنانة"، فرجح بذلك الشعور القومي على "الروح الدبلوماسية".
و فضلت مصادر مصرية الحديث عن منع عرفات من حضور القمة كدافع لامتناع مبارك عن حضورها هو الآخر من باب "التضامن" مع رئيس السلطة الفلسطينية، كما أن القرار "رسالة" إلى واشنطن التي بدت من الوهلة الأولى و منذ أن جرى الحديث رسميا عن المبادرة السعودية ك"راعية" حقيقية له و محددة لجدول أعماله و لنتائجه مسبقا. لكن دوائر أخرى اعتبرت الموقف المصري ردا على بوش الذي أبدى تأييده للمقترح السعودي دون "التشاور" مع مبارك.
و الأهم من كل هذا أن الجدل الدائر لا طائل من ورائه بالنسبة لتحديات شارون و مقتضيات الإنتفاضة الفلسطينية، و ربما تمنى مسلحو المخيمات و المدن الفلسطينية أن يكون قد حصل ما حصل قبل بدء إجتماع القادة العرب ليتجسد "إفشال" غير مراد لقمة خائبة!
Alasr