أمريكية تحكي محنتها مع الإسرائيليين
رام الله- مها سبيتاني- إسلام أون لاين.نت/30-3-2002 :
استيقظت في الساعة الخامسة فجر اليوم (السبت 30 مارس 2002) على ضجيج يشبه ضجيج السيارات الضخمة عندما تسير مسرعة في الشوارع المليئة بالمطبات.
أسرعت إلى النافذة ونظرت في الشارع فرأيت عددا من الدبابات الإسرائيلية، وبعد حوالي نصف ساعة سمعنا رنين جرس الباب الخارجي فرفضنا فتح الباب؛ عندئذ سمعنا خطوات الجنود الإسرائيليين على سلالم المنزل، ففهمنا أنهم كسروا الباب الخارجي واقتحموا المنزل.
وما هي إلا لحظات معدودة حتى سمعنا طرقات قوية على الباب الداخلي للمنزل، واضطر زوجي لفتح الباب ففوجئنا بعدد لا حصر له من البنادق الضخمة مصوبة في اتجاهنا. وانتشر الجنود بسرعة في كل مكان بالبيت وفي مكتب زوجي الملاصق للمنزل.
وأصبح أكثر من 50 جنديا مدججين بالسلاح منتشرين في كل مكان حولنا. وعندما سألناهم: ماذا يريدون؟ قالوا لنا: اخرسوا ولا تبرحوا أماكنكم، عندئذ أوضحت لهم أنني أمريكية فأجابوا بأنهم لا يكترثون لذلك ولا يهمهم من أكون. وطلبت منهم بإصرار أن يغادروا المنزل، وقلت لهم: إنني كمواطنة أمريكية أحتج على ما تفعلونه، فأجابوا قائلين: إن ما نفعله ليس أسوأ مما تفعله بلادك في أفغانستان.
وطلبت منهم أن يستخدموا سلالم المنزل وسطحه إذا كانوا يحتاجون لذلك على أن يخرجوا من داخل المنزل، فقالوا: إننا نفعل ما نريد في أي مكان.
استخرجت بطاقة السفر الأمريكية الخاصة بي وطلبت التحدث مع رئيس المجموعة الذي أخبرني بأنهم يفكرون في مغادرة المنزل فورا، ولكنهم بدءوا يمزقون الستائر ويحطمون كل شيء يجدونه أمامهم، وطلبت منهم التوقف عن ذلك، بل وأحضرت لهم مطفأة للسجائر فأخذها أحدهم وألقى بها بعيدا، عندئذ أدركت أنهم في حالة لا يمكن السيطرة عليهم.
وتوجهت إلى التليفون للاتصال بالقنصلية الأمريكية، فقام ثلاثة جنود بمهاجمتي، دفعني أحدهم بعيدا عن التليفون، والثاني لوى ذراعي بقوة، وقام الثالث بإبعاد التليفون عني.
ثم توجهت إلى المكتب لكي أحمل جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي، لكنهم ظلوا يدفعونني ببنادقهم للعودة إلى النزل وهم يصوبون فوهات البنادق باتجاهي. وبدأت أصرخ قائلة: إنني لا أستطيع أن أصدق ذلك! ألا تعرفون أنني أمريكية؟!
وعندئذ تدخل قائدهم وطلب منهم الابتعاد عني، وأعطاني الإذن باستخدام الكمبيوتر.. وأخذ الجنود يضحكون في سخرية وينادونني برئيسة أمريكا.
وعندما حملت جهاز الكمبيوتر سمعت صوت اصطدام قويا، وهرولت إلى المنزل فوجدت زوجي قد سقط على الأرض، وثلاث بندقيات مصوبة في صدره، فصرخت بأعلى صوتي حتى جاء قائد المجموعة وأبعدهم عنه.
لقد كانوا في كل مكان بالمنزل، وفعلوا كل شيء بما في ذلك التبول على أرض المنزل.
وذهبت إلى المطبخ فوجدتهم قد سكبوا الزيت في كل مكان به.. إنهم غوغائيون وغير متحضرين، وقد غضبوا غضبا شديدا عندما شكوت من سلوكهم البربري.
وسألني قائدهم عن بعض المنازل فقلت له: إن معظم المنازل المجاورة لنا مليئة بالأطفال، فقال أحد الجنود: إن المنطقة "A" (وهى المنطقة التي تخضع بالكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية) ليس بها أطفال.
وواصلت محاولة إجراء اتصال تليفوني، ولكنهم زادوا من سوء معاملتهم لي، حتى إنهم أخذوا مني التليفون المحمول وانتزعوا منه البطارية، ثم طلبت الدخول إلى الحمام وأخذت تليفونا محمولا آخر كان في جيب "الروب" واتصلت ببعض المسئولين، ولكن أحد الجنود اقتحم الحمام وحاول أن ينتزع التليفون. وخلال نصف ساعة تلقى أولئك الجنود أمرا بالتليفون من المسئولين بمغادرة المنزل والمكتب.
وبعد رحيلهم مباشرة حاولت أن أتحدث مع القنصل الأمريكي العام لأخبره بما حدث فوجدت تليفونه يرد بعبارة: اترك رسالتك الصوتية، فتركت له رسالتي ثم طلبت مكتبه، وأكدت إصراري على التحدث معه شخصيا فقاموا بتوصيلي إلى السيدة "فكتوريا كوفينو" المسئولة عن قسم خدمات المواطنين الأمريكيين والتي أخبرتني بأنني مجرد واحدة من عشرات المواطنين الأمريكيين الذين لهم شكاوى من نفس النوع.
إن ما حدث بالنسبة لي ربما يساعد المواطنين الأمريكيين الآخرين على فهم ما يفعله المسئولون في مكاتبنا بالخارج. وربما يساعد في الوقت نفسه في فهم كيف نسمح لأنفسنا بأن نتلقى مثل هذه المعاملة ممن نسميهم "حلفاء"؟!.
وتضيف السيدة الأمريكية قائلة: "إن عدد الدبابات يتزايد كل ثانية. إنهم يحاولون اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. إنني أستطيع رؤية ذلك من نافذة منزلي. إنني سأحاول تصوير فيلم فيديو لما يحدث، وسأحاول بثه ليتمكن الجميع من مشاهدته.. ليساعد الرب الأبرياء ويساعد أمريكا على رؤية الحقيقة".
www.islamonline.net
