هكــــذا تسقط الملكة من عرشهـــــا

عندما تكون الملكة في قصرها ملكة من ورق..
عندما تكون الملكة في قصرها ثيابا وجواهر وحليا..
عندما تكون الملكة تاجا خرافيا مرصعا بالأنانية وحب الذات...يسقط عرشها.
عندما تكون عطورها توافه الأمور..
عندما تسبح في علب المكياج حتى الغرق..
عندما تصبح أسيرة رياح(الموضة) حتى العبودية.. يسقط عرشها..
عندما تدور في الدوائر المغلقة حتى يغلبها الإعياء ...
عندما تقضي الدقائق بين المجلات الهابطة..
عندما تزدحم أدراجها بآخر الأغاني...
عندما تدمن مشاهدة الأفلام والمسلسلات...يسقط عرشها.
عندما تلاحق عيناها (الفترينات)بحثا عن الجديد...
عندما يسبق عطرها خطواتها على الرصيف...
عندما تضع العباءة مجاملة للتقاليد...
عندما تقابل السائق والخادم سافرة ضاحكة...يسقط عرشها.
عندما ترسم ابتسامتها للصديقات وتنثر عبير كلماتها للصديقات...
عندما تلبس الحريرو(الجبير والدانتيل) وأغلى (الاكسسوارات) للصديقات...
وتقابل الزوج بالنكد والضجر واللامبالاة وثوب قديم باهت الألوان...يسقط عرشها.
عندما تقضي الساعات تعد للحفلات وجلسات الغيبة والنميمة...
عندما تتقن الثرثرة على الهاتف...
عندما لاتقرأ كتابا أو تسمع محاضرة...
عندما تأنف الوقوف في المطبخ...يسقط عرشها...
عندما تترك أطفالها للفلبينية تربيهم...
عندما تنهاهم عن الكذب وتكذب ألف مرة...عندما تحرم نفسها لذة التفاعل معهم...
عندما تضيق بضجيجهم وأسئلتهم ومطالبهم...يسقط عرشها...
عندما لاتسأل عن أصدقائهم .....
ولاتراقب حقائبهم وأدراجهم...
عندما لاتجيد قراءة ماتخبئه عيونهم...
عندما لاتفتح لهم أحضانها وتسعى لإنقاذهم من الشباك والمستنقعات...يسقط عرشها..
عندما لاتقرأ القرآن ولاتتضرع إلى الله يقسو قلبها...
عندما تضيع الصلاة حتى لاتفسد مكياجها بالوضوء...
عندما لاتغسل قلبها بالتوبة والرجوع..يظلم قلبها..يسقط عرشها.
عندما تنتظر من الوطن كل شئ دون أن تقدم أي شئ ...
عندما لايهزها نزيف المسلمين و نحيب المسلمات ...
عندما تعيش في بذخ وترف ولايتحرك قلبها لكفالة يتيم...يسقط عرشها.
عندما تعصف رياح الشتاء في بيتها ويسكنه الصقيع...
عندما تتجمد فيه الأحاسيس وتختنق الكلمات والعبرات ...
عندما تخبو النبضات وينعدم الدفء والحنان...
عندما تزول السكينة ويعلو الصراخ والضجيج ...
عندما تسكن الوحشة والغربة مملكتها...
عندما تتأرجح سفينتها ويبتلعها الطوفان...يسقط عرشها.
وعندما يسقط عرشها تكون قد خانت الأمانة وأغرقت سفينتها وكانت من
(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)