في هجوم لا سابق له.. مصر والسعودية : شارون مجرم ومجنون
القاهرة : بيروت :
01\04\2002
شنت مصر والسعودية أمس الأحد هجوما عنيفا لا سابق له علي إسرائيل حيث أكدتا ان ما تفعله الحكومة الاسرائيلية برئاسة شارون هو الاجرام والجنون المطبق وحذرتا من الوضع الحالي الخطير للغاية في الاراضي المحتلة
. ففي هجوم عنيف لا سابق له منذ توليه منصبه في ايار/مايو الماضي، خرج رئيس الدبلوماسية المصرية احمد ماهر عن تحفظه امس مؤكدا ان ما تفعله الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون يتصف ب"الاجرام والجنون المطبق" قائلا ان الوضع الحالي في الاراضي المحتلة "خطير للغاية". وفي اليوم نفسه انتقد ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز بشدة شارون معتبرا انه "فاقد كل شئ لا عقل ولا انسانية ولا أخلاق ولكن سيأتيه يوم".
واشار ماهر خلال لقاء مع اعضاء جمعية رجال الاعمال المصرية الفرنسية الى ان "اولوية الاولويات هو ان توقف اسرائيل عدوانها ضد الشعب الفلسطيني لان ما تفعله هو بالفعل نوع من الجنون المطبق".
واضاف ان ما "نشهده هو عدوان واضح وسافر وتحد كبير لمشروع السلام وما تقوم به اسرائيل الان ضد الشعب الفلسطيني يتنافى مع كل القوانين والمصالح بما في ذلك مصلحة اسرائيل ذاتها".
واعرب ماهر عن اسفه لان الولايات المتحدة لم تتخذ "موقفا قويا" ازاء "الجرائم الاسرائيلية" ضد الفلسطينيين مشيرا الى ان اسرائيل باتت بحاجة الى من "ينقذها من نفسها".
وقال ماهر في مقابلة مع التلفزيون المصري "كنا نرجو ان تتخذ الولايات المتحدة موقفا قويا منذ بداية العدوان الاسرائيلي ولكننا لم نر هذا الموقف، ونرجو ان توضح الامور لاسرائيل التي تحتاج الى من ينقذها من نفسها ومن التصرفات التي لا يمكن الا ان تكون لها آثار سيئة على الشعب الاسرائيلي ووضع اسرائيل في العالم والمنطقة كلها".
واضاف "نعرف ان هناك اعتبارات كثيرة تؤثر في الموقف الاميركي وان ما يراه اليوم من جرائم اسرائيلية حقيقية وعدوانا لا يمكن الا ان يعدل اي موقف انحياز الى موقف اكثر انصافا".
وتابع "لا اتصور ان الولايات المتحدة تستطيع ان تقف امام تلك التصرفات الاسرائيلية دون ان تقول كفى فانتم تعرضون مصالحكم ومصالح المنطقة والغرب كله للخطر وان هذا العدوان الشديد لا يمكن ان ينتج عنه الا التوتر في العنف ودخول المنطقة في المزيد منه وهذا ليس في مصلحة السلام".
وقال ماهر انه اوضح للسفير الاسرائيلي جدعون بن عامي الجمعة الماضي "خطورة الوضع" موضحا ان اللقاء كان "عاصفا وعنيفا".
واوضح ان "اسرائيل تتحدث عن العنف واعمال ضدها وتدعي انها تدافع عن نفسها" وتساءل "كيف تدافع عن نفسها وهي دولة محتلةہ وكيف يكون المحتل في اي وضع من الاوضاع يدافع عن نفسه"ہ.
وتابع انه سال السفير ردا على قوله ان اسرائيل اختارت "ضبط النفس" عما اذا "كان ذلك يعني انكم كنتم ستستخدمون القنابل النووية ضد الشعب الفلسطيني".
واكد ان مصر "تقف ضد اي ضرب للمدنيين واي اعتداء عليهم بكل وضوح انما هذه القاعدة تنطبق على الجميع. اما اسرائيل فلعلها تعتبر ان مواطنيها من درجة اعلى من الاخرين وهذا غير مقبول ومرفوض تماما".
وشدد على ان "ما نراه اليوم هو عدوان سافر اجرامي لا يمكن ان يقبله احد ولا يمكن ان يكون له اي مبرر".
وختم مطالبا اسرائيل "بقبول ما تقضى به القوانين والاتفاقيات الدولية والعدل لان هذا ينهي العنف ويؤدي الى التوصل لتسوية تحقق الاستقلال للشعب الفلسطيني فى دولته المستقلة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل ينعمون جميعا بالامن".
وفي موقف مماثل، انتقد ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز بشدة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون معتبرا انه "فاقد كل شي لا عقل ولا انسانية ولا اخلاق ولكن سيأتيه يوم".
وبدوره، ندد وزير الدفاع السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز بقوة بالهجوم الاسرائيلي على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات معتبرا ان "العدوان الاسرائيلي على مدن الضفة الغربية ومحاصرة مقرات الرئيس الفلسطيني فى رام الله تخالف كل الشرائع (وتشكل) اكبر اجرام فى تاريخ البشرية".
ودعا الوزير السعودي "العالم كله" الى اتخاذ "موقف حازم ضد هذا العدوان الهمجي الغاشم".
ومن جهته، هدد الاردن ب"باتخاذ اجراءات" ضد اسرائيل اذا لم تنسحب على الفور من الاراضي الفلسطينية التي تحتلها منذ الجمعة مطالبا في الوقت نفسه بارسال قوات دولية على الفور لحماية الفلسطينيين في الاراضي المحتلة.
