عبير صبري تعتزل وترتدي الحجاب
كنت أتابع الأحداث على القنوات الفضائية امس و بالمصادفة على قناة من القنوات وجدت امرأة ترتدي الحجاب تتحدث مع صحفي و أحسست اني اعرفها, و عندما ركزت اكتشفت انها الممثلة عبير صبري . ليست المفاجأة في الممثلة نفسها و كيف انها كانت ابعد من تكون عن الحجاب (سبحان الهادي) بقدر ما كانت المفاجأة في أني قد شاهدتها من يومين فقط مشتركة في عمل مسرحي يعرض حاليا في القاهرة.
تحكي عبير صبري قصة هدايتها فتقول انها كانت قبل ايام لا تصلي بانتظام و كانت كل طموحها مركزة في الشهرة و المجد و الانتشار و ما الى ذلك من الأوهام التي تبحث عنها من يسمين انفسهن فنانات هداهن الله. تقول عبير ان أختها المحجبة قد أهدتها ذات مرة شريط كاسيت للأستاذ عمرو خالد عن الصلاة, أخذت عبير الشريط و وضعته في حقيبة يدها بدون اهتمام الى ان كان يوم و هي في طريقها الى المسرح لتؤدي دورها في المسرحية و بينما كانت تبحث في حقيبة يدها عن هاتفها الجوال, وقع في يدها الشريط الذي اعطتها اختها اياه فوضعته في كاسيت السيارة لتسمعه أثناء ذهابها للمسرح.
تسمع عبير جزء من الشريط و تذهب لأداء دورها في المسرحية و تسمع باقي الشريط في أثناء رحلة عودتها بعد انتهاء العرض. تتأثر عبير بما سمعته في شريط الأستاذ عمرو خالد جزاه الله كل الخير و تقول عن ذلك انها عاهدت الله انها لن تترك صلاة بعد الآن مهما كانت الظروف. و يتغير داخل عبير شيئ لا تعرف تحديدا ما هو و لكنها تبدأ في الانفراد بنفسها كثيرا و تسأل نفسها, ما هو الهدف من وجودها في هذه الحياة؟ أهو فقط الحرص على المظاهر و الأضواء و الأكل و الشرب و الزواج ثم الموت؟ فكانت الاجابة ان لا... لا بد ان الله قد خلقنا لشيئ أكبر من هذا. و تنشغل عبير بالبحث عن الحقيقة.
تكمل عبير حديثها فتقول انها ذات يوم كانت تقلب في قنوات الدش فشاهدت شيخ اسمه الحبيب علي الجفري يقول كلام جميل جدا عن علاقة العبد بربه و كيف يجب ان تكون و ما الى ذلك من الرقائق التي تمس شغاف القلب. تقول عبير انها قد شعرت ان شيئ داخلها يهتز و يتغير بشدة و عندها قررت ارتداء الحجاب. تعبر عبير عن ذلك بقولها: :كنت اشعر اني اريد ان الحق نفسي, أجري و أنفد بجلدي من النار".
تجري عبير اتصالاتها مع منتج المسرحية التي تعمل بها و مخرج الفيلم السينمائي الذي قد وقعت عقد الاشتراك فيه و مثلت بالفعل بعض مشاهده و أعطت كل منهما مهلة أقصاها 31 مارس الحالي ليجدوا البديلة لها في كلا العملين و بحلول هذا التاريخ فانها سوف ترتدي الحجاب فورا.
بعد هذه الأحداث بيومين (يوم الأثنين الماضي) تأتي احدى صديقات عبير و تدعوها الى مصاحبتها الى احدى حلقات العلم و عندما تصل عبير الى هناك اذ بها تفاجأ بأن السيدة المحاضرة هي الممثلة المعتزلة هناء ثروت. تحكي عبير عن الساعات التي قضتها في الدرس فتقول ان الدرس قد امتد لمدة ثلاث ساعات كاملة, تقول عبير انها لم تتوقف عن البكاء لحظة طوال الساعات الثلاث و بعد انتهاء الدرس قدمت صديقة عبير اياها الى السيدة هناء فرحبت بها بحرارة و أخبرتها عبير بأنها تريد ان ترتدي الحجاب و لا تريد ان تخرج من هذا المكان كما دخلته فأحضر السيدات الفاضلات الاتي كن حاضرات الدرس لها غطاء للرأس و عباءة فضفاضة.
تحكي عبير عن هذه اللحظة و تقول انها كانت أسعد لحظة في حياتها و تقسم بأنها كانت أسعد من يوم زفافها و ذلك انها شعرت بسعادة لم تشعر بمثلها قط. تصف عبير شعورها بعد ارتداء الحجاب و كما قالت هي بالضبط بأنها شعرت "ان قلبها قد فتح و خرجت منه حاجة و اتقفل تاني"
ردا على سؤال من المحاور لها عما سوف تفعله بعد ارتدائها الحجاب فقد قالت انها لا تعلم و لكنها لن تترك شيئ تتأكد انه امر من الله او رسوله صلى الله عليه و سلم الا و ستفعله باذن الله مهما كان شاق.
انتهت قصة عبير صبري مع الالتزام و قد حاولت ان انقلها كما سمعتها منها و تحريت الدقة قدر استطاعتي و أدعو الله اني اكون قد وفقت في ذلك.
و أخيرا اسألكم الدعاء لأختكم عبير بالثبات
