مقاتلو حزب الله يقتحمون موقعا للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا

هجوم خاطف لعناصر المقاومة الإسلامية على موقع اسرائيلي بعد قصفه بعنف، والجنود الإسرائيليين يفرون من مواقعهم.
شبعا (لبنان) - اقتحم عناصر من حزب الله اللبناني الشيعي الاربعاء موقعا للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل ويطالب لبنان بسيادته عليها، حسبما اعلن تلفزيون "المنار" الناطق باسم الحزب الاصولي.
وهي المرة الاولى التي يصل فيها مقاتلو الحزب الاصولي الى موقع عسكري اسرائيلي داخل مزارع شبعا منذ انسحاب الدولة العبرية من جنوب لبنان في ايار/مايو 2000.
اوضح "المنار" ان عناصر من المقاومة الاسلامية الذراع العسكرية لحزب الله، رفعوا راية الحزب على موقع رويسات العلم الذي انسحب منه الاسرائيليون بعد تعرضه لقصف مركز.
وبث "المنار" صورا مباشرة لاعمدة من الدخان الاسود تتصاعد من موقع رويسات العلم وموقعا اخر للجيش الاسرائيلي مجاور له هو موقع رويسات القرن.
وكان مقاتلو حزب الله شنوا الاربعاء سلسلة هجمات واسعة هي الاعنف منذ بدء هذه العمليات بشكل يومي في 30 آذار/مارس، على مواقع الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا التي احتلتها اسرائيل عام 1967.
وقالت الشرطة ان هذه المواقع استهدفت بنحو مئة من الصواريخ وقذائف الكاتيوشا.
ورد الجيش الاسرائيلي بسلسة غارات على المناطق المواجهة وبقصف مدفعي، حسبما ذكرت الشرطة التي لم تشر الى وقوع اصابات.
هدية لأبطال فلسطين
واهدى حزب الله اللبناني "عمليته النوعية" باقتحام موقع للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة في جنوب لبنان الى الفلسطينيين "المجاهدين الابطال الصامدين" الذين يواجهون الاحتلال الاسرائيلي المتجدد للضفة الغربية.
وجاء في بيان صادر عن الحزب الاصولي "تهدي المقاومة الاسلامية عمليتها النوعية الى المجاهدين الابطال الفوارس الصامدين في مخيم جنين وفي البلدة القديمة من نابلس والمحاصرين في كنيسة المهد في بيت لحم"
اضاف البيان تحيي المقاومة الاسلامية "بجهادها جهادهم وصمودهم الاسطوري وتشد على ايديهم الطاهرة التي تصنع مفخرة عظيمة لهذه الامة في هذه الايام".
في الأثناء عاد آلاف من طلاب المدارس في مناطق متعددة من جنوب لبنان الى بيوتهم خوفا من ضربة عسكرية اسرائيلية بعد المواجهات العنيفة التي جرت بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله اللبناني الشيعي في قطاع مزارع شبعا الذي تحتله اسرائيل ويطالب لبنان بسيادته عليه.
وافاد المراسلون ان نحو 20 مدرسة في قرى منطقتي العرقوب ومرجعيون اوقفت الدروس واعادت الطلاب الى منازلهم.
وفي عدة قرى شوهد الطلاب يهرولون في الطرقات الخالية عائدين الى منازلهم فيما كانت باصات المدارس تعمل مسرعة على تامين عودة سائر الطلاب.
وتحسبا لاحتمال حصول رد اسرائيلي واسع توقفت سيارات الاسعاف عند تقاطعات الطرق الرئيسية للقرى القريبة من الجبهة استعدادا للتدخل بسرعة اذا اقتضت الحاجة.
قلق دولي
على صعيد آخر اعربت قوات الطوارىء الدولية التابعة للامم المتحدة الاربعاء عن "قلقها العميق" من تصاعد العنف في جنوب لبنان بين حزب الله والجيش الاسرائيلي ودعت الاطراف الى "ضبط النفس".
واعرب قائد القوة الدولية الجنرال لاليت تيواري في بيان عن "قلقه العميق من تطورات الوضع" مناشدا الاطراف "ضبط النفس للسماح للمبادرات الدبلوماسية بان تعطي ثمارها خاصة بعد ان برزت امال بضبط النفس".
وقال تيواري "ان الهجمات بالكاتيوشا الليل الماضي على اسرائيل وضراوة المعارك هذا الصباح التي طالت مناطق خارج مزارع شبعا ومنها قذائف سقطت قريبا جدا من مواقع قوات الطوارىء، تجعلني اشعر بالقلق من نتائج عمليات التصعيد الخطيرة من الجانب اللبناني".
اعتقالات لمطلقي الكاتيوشا
في غضون ذلك افادت الشرطة اللبنانية ان الجيش اللبناني القى القبض على ثلاثة فلسطينيين ينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، بتهمة اطلاق صواريخ كاتيوشا على شمال اسرائيل.
واوضح المصدر ان الفلسطينيين الثلاثة صالح قبلاوي ومعتصم حويش ونعيم محمود تم توقيفهم في منطقة مرجعيون في جنوب لبنان وينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، وانهم من سكان مخيم عين الحلوة اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
واكد المصدر نفسه ان الفلسطينيين الثلاثة كان بحوزتهم ثلاثة صواريخ كاتيوشا من عيار 107 ملم معدة للاطلاق. وقد اقروا باطلاقهم صاروخا واحدا من نوع كاتيوشا امس الثلاثاء باتجاه شمال اسرائيل.
وكانت مصادر امنية ذكرت ان صاروخ كاتيوشا اطلق امس الثلاثاء من جنوب لبنان على طرف بلدة الغجر التي يحتلها الجيش الاسرائيلي.
واشارت هذه المصادر الى ان دورية مشتركة للجيش اللبناني والشرطة توجهت الى مقربة من الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة بين لبنان واسرائيل لمحاولة توقيف مطلقي الصواريخ الذين وصفتهم بأنهم "مسلحين غير منضبطين".
يذكر بان مصادر قضائية اكدت الثلاثاء ان سبعة من اعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة احيلوا الى القضاء في لبنان لاطلاقهم قذائف على مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل انطلاقا من لبنان.
واوضحت ان الموقوفين السبعة ينتمون الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، مقرها العام في دمشق، واعتقلهم الجيش اللبناني في الخامس من نيسان/ابريل في حين كانوا يختبئون في مغاور في جنوب لبنان
وخمسة من هؤلاء الموقوفين السبعة فلسطينيون، بينما يحمل الاثنان الآخران الجنسية السورية.
ويتهم هؤلاء بانهم اطلقوا في 3 و4 نيسان/ابريل من سهل البقاع اللبناني المحاذي لسوريا قذائف على مزارع شبعا.
www.middle-east-online.com