المسلحون داخل كنيسة المهد اكثر تحديا

بيت لحم ـ من مايكل جورجي:

قال شاب فر من كنيسة المهد المحاصرة في بيت لحم الاربعاء ان المسلحين الفلسطينيين داخل الكنيسة صامدون حتي بعد مرور اسبوعين من الحرب النفسية التي تشنها القوات الاسرائيلية.
وقال ثائر المناصرة البالغ من العمر 16 عاما ان جنديا اسرائيليا اعتقله بعد دقائق من تسلقه اسوار الكنيسة يوم الاثنين كان شغوفا لمعرفة ان كان الاشخاص الذين بالداخل ينهارون. وقال اولا جعلني اتجرد من ملابسي في الشارع. ثم سألني اذا كنا مذعورين من اطلاق الرصاص عبر الكنيسة ليلا وما اذا كان صوت ابواق سيارات الاسعاف أو اصوات فتاة تصرخ في مكبرات الصوت تصيبنا بالذعر .
وقال المناصرة لرويترز في منزل اسرته في مخيم الدهيشة للاجئين القريب من بيت لحم قلت لا.. انها لم تنجح. الناس بالداخل غير خائفين .
ولم يدل الجيش الاسرائيلي بتعقيب بشأن الشاب. وقال الجيش انه اجراء متبع ان تطلب من المشتبه بهم التجرد من ملابسهم خوفا من اخفاء متفجرات. ويتحصن مدنيون ومسلحون فلسطينيون ورهبان وراهبات منذ اكثر من اسبوعين داخل مجمع كنيسة المهد التي يعتقد المسيحيون انها اقيمت في المكان الذي ولد فيه السيد المسيح. وتفاوتت التقديرات لعدد الاشخاص بداخل الكنيسة بين 100 شخص و300 شخص بينهم مسلحون ورجال دين وراهبات ومدنيون. وقال المناصرة ان العدد الاجمالي يبلغ نحو 250 شخصا.
وقالت القوات الاسرائيلية انها لن تلحق ضررا بالكنيسة. لكنها اطلقت قنابل صوت بالقرب من الكنيسة وتستخدم مكبرات صوت في ارسال اصوات موجهة للذين في الداخل مثل صوت طائرة هليكوبتر تحلق أو نباح كلب يعوي. وقال المناصرة لا سبيل لان يستسلم احد من الذين بالداخل. وهم يعلمون ان اسرائيل لن تجرؤ علي مهاجمة الكنيسة .
واضاف سألني الجندي عمن يجلب الطعام لنا. وابلغته بأنهم الرهبان داخل الكنيسة وكان غاضبا جدا .
وقال المناصرة الذي ذكرت تقارير سابقة انه يبلغ 14 عاما انه حاول جلب خبز وعلب اسماك لأصدقاء في الكنيسة في اليوم الثاني من الحصار ليجد انه محاصر هناك.
وقال ان عدم النوم والبرد دفعاه هو وثمانية اصدقاء شبان للقيام بمحاولة سابقة للفرار. لكنه قال ان الاسرائيليين اطلقوا الرصاص علي اقدامهم عندما وصلوا الي السور الخارجي. لذلك قال المناصرة انه حاول التكيف مع الحياة في الداخل.
وقال امضيت معظم الوقت نائما. واحيانا اتصلت بوالدي وامي من خلال تليفون محمول. وطلبوا مني التحلي بالصبر مثل الاخرين .
وقال الاخرون تحدثوا أو اتصلوا بأصدقاء من خلال التليفون المحمول واخذوا يتبادلون النكات لتمضية الوقت .
وقال المناصرة ان من بين 250 شخصا بالداخل يوجد نحو ثمانية اعضاء في حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) وثلاثة من مقاتلي كتائب شهداء الاقصي التابعة لحركة فتح. وقال يوجد عدد اجمالي 130 مسلحا في الداخل. لكن معظمهم اعضاء من قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية .
وقال المناصرة ان الضوضاء المستمرة عبر مكبرات الصوت وقنابل الصوت تتسبب في الحرمان من النوم طوال الليل. وقال كانوا يستخدمون صوتا عبر مكبرات الصوت يقول لنا.. امك طهت لك طعاما. اخرج وستكون في امان .
وقال ان القوات الاسرائيلية لا تطلق الرصاص مباشرة داخل الكنيسة وان كان قال انه يعتقد ان قناصا يتمركز في حاوية تحملها رافعة فوق مجمع الكنيسة.
وأجلي الجيش الاسرائيلي رجلين فلسطينيين كانا في حاجة الي رعاية طبية عاجلة. لكن المناصرة قال انه يوجد اخرون بالداخل يعانون من الاصابة بطلقات وجروح من شظايا. وقال الجميع خائفون من المغادرة لانهم يعتقدون انهم سيتعرضون لاطلاق نار . واضاف لا احد يتحدث عن الاستسلام .
www.alquds.co.uk