رجل اعمال سعودي يحذر بوش.. واطفال مصريون يتوعدون شارون بالقتل اذا مس عرفات

واشنطن قلقة من تأثير الغضب في الشارع العربي علي مصالحها وتحالفاتها في المنطقة
لندن ـ القدس العربي :

حذرت مصادر دبلوماسية واعلامية غربية عاملة في العالم العربي من تفاعل الشارع العربي مع الانتفاضة الفلسطينية، وتزايد مظاهر الغضب في اوساط الجماهير العربية علي الاجتياح الذي قام به الجيش الاسرائيلي لمناطق ومدن الضفة الغربية. واشارت هذه المصادر الي ان هذه المشاعر ستؤثر علي المصالح الامريكية في المنطقة.
وحسب دبلوماسي عربي عامل في واشنطن فان المشاعر العربية تفاعلت في الاسابيع الثلاثة الاخيرة، خاصة بعد الحملة العسكرية التي احتلت فيها اسرائيل كل مدن الضفة الغربية وارتكبت فظائع ومجازر في مخيم جنين.
وأكد الدبلوماسي ان مظاهرات الشارع العربي هي صورة عن فقدان الثقة بامكانية اي تعايش مع اسرائيل، وان الاخيرة المدعومة من امريكا لن تسمح في يوم من الايام بقيام دولة فلسطينية مستقلة.
وقال الدبلوماسي ان واقع المدن والعواصم العربية يشبه الاجواء التي سبقت حرب حزيران (يونيو) او ما اسماه ايار (مايو) 1967 .
وتنبع المخاوف الامريكية من فشل باول في مهمته في الشرق الاوسط التي اعتبرت نوعا من الاهانة لامريكا. ويتحدث مراقبون للشأن السياسي الامريكي وعلاقته بالمنطقة العربية، عن ان الأزمة الاخيرة تهدد التحضيرات الامريكية للاطاحة بنظام صدام، فيما يري دبلوماسي امريكي ان الموقف الامريكي، المؤيد لاسرائيل يهدد بفقدان امريكا لصورتها وتأثيرها علي الشارع العربي، حيث اشار قائلا الشارع العربي مهم.. انه النقطة صفر في الحرب ضد الارهاب .
ولا يخفي آخرون مخاوفهم من تأثير مظاهرات الشارع العربي علي تدفق النفط الرخيص من الدول العربية. وفي هذا الاتجاه ذكرت صحيفة امريكية ان عددا من عقود تقدر قيمتها بـ25 مليار دولار امريكي بين شركات امريكية عملاقة والحكومة السعودية لاستخراج الغاز الطبيعي وتطوير شبكات الكهرباء والمياه تأثرت بالازمة في المدن الفلسطينية، فقد توقفت المفاوضات بين هذه الشركات والسعودية، ويعتقد ان الوضع السياسي المضطرب سيؤخر عمليات توقيع العقود التي كانت ستعطي شركات النفط الامريكية الفرصة لاستغلال المصادر الطبيعية في السعودية.
ولا يتوقف الغضب علي الشوارع العربية المعروفة تقليديا بمعاداته لامريكا، بل امتد نطاق الغضب الي معظم العواصم العربية، حتي حلفاء امريكا التقليديين في المنطقة يعانون من آثار الأزمة.
ففي مدينة جدة تحدث احد كبار رجال الاعمال السعوديين الذين لهم علاقة جيدة مع الولايات المتحدة عن غضبه من الموقف الامريكي وقال لمجلة التايم انه كتب رسالة الي بوش قائلا فيها ستفقد دعم اصدقائك في الشرق الاوسط . وعبرت المصادر نفسها عن خوفها من حملات المقاطعة غير الرسمية لمقاطعة البضائع الامريكية، بدءا من الطعام السريع الي افلام هوليوود.
وتحفل مواقع الانترنت، وغرف الحوار علي البريد الالكتروني بالحديث عن التحيز الامريكي لاسرائيل. وتعبر الانظمة الحليفة لامريكا في المنطقة عن مخاوفها من استمرار المظاهرات والغضب والذي قد يجبرها في وقت لاحق علي اتخاذ خطوات صارمة ضد المتظاهرين او ضد اسرائيل وامريكا كما يقول ناطقون رسميون باسم حكومات الاردن ومصر. وسيحاول الامير عبدالله الذي سيلتقي اليوم بالرئيس الامريكي بوش، تمرير نفس الرسالة له والتي تقول ان الازمة في الشرق الاوسط تسوء في الوقت الذي تتردد فيه الادارة باتخاذ اجراءات واضحة .
وفي تقرير صحافي من مصر نقلت صحيفة واشنطن بوست صورة عن مشاعر الغضب والحقد الذي يحمله الجيل الجديد من الاطفال والشباب لرئيس الوزراء الاسرائيلي شارون، ففي مشاعرهم اتحد المسلمون والاقباط وكل قطاعات الشعب الفقير والغني في التعبير عن غضبهم من شارون.
وفي رسائلهم الطفولية هدد صبية في مدرسة القطمية في القاهرة شارون قائلين عزيزي شارون .. اذا لم توقف القتل فسنقتلك.. واذا قتلت عرفات فسنقتل جيشك . ويقول التقرير الصحافي ان افعال شارون في المدن الفلسطينية ادت لتحول كل المجتمع العربي لمجتمع راديكالي ومن ضمنهم كتاب وصحافيون كانوا يدعون للتعايش مع اسرائيل مثل البرلماني ميلاد حنا الذي كتب دراسة العام الماضي يدعو فيها للتعايش مع اسرائيل، اما الان فيقول ان كل كلامه لا قيمة له كل شخص غاضب بمن فيهم انا، اسرائيل تتحول الي دولة نازية فاشية. انا في السابعة والسبعين من عمري وعلي استعداد لحمل البندقية والموت.. مشاعري تغيرت احلامي تحطمت .
www.alquds.co.uk