بيض الله وجهك يا أبا خلدون
عرض للطباعة
بيض الله وجهك يا أبا خلدون
اهلا اخوي -Cheetah-
تسلم على المواضيع القيمة والمثقفة
واعجبني اسلوبك في طرح المواضيع
وان شاء الله يستمر ابداعك ويستمر عطاؤك
والله يعطيك العافية ^_^
مشكور اخوي عالوضوع الجميييل
تسلم يا اخينا ابو خلدون على المواضيع الجميلة اللي طرحتها...
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
ماشاء الله عليك اخي عندك موسوعات علميه مني قادر اكمل الموضوع من طوله :)
ومشكور اخوي على المعلومات الجميله والرائعه
وشكرا
آسف جدا على التأخير...
الشكر لكم يا إخوة، ونتمنى لكم الفائدة والمتعة بإذن الله.
أكرر مرة أخرى، لست أنا من كتب هذه المقالات بارك الله فيكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع بمثابة مصدر مهم لمقالات ابن خلدون
بعد أن اختفت عن الصحيفة لسبب مجهول !
الصحيفة أصبحت مملة بدون مقالاته وغيابه ترك فراغ كبير فيها
مع احترامي لجميع الكُتاب بالصحيفة ولكن للأسف أغلب كتاباتهم
تنحصر في مجالين " المحلي والسياسي " , وقليل هم من يُنوع في مقالاته مثل حسن مدن
و جمعة الامي .
مقالات ابن خلدون كانت فعلاً فنجان قهوة الصباح مع اني أفضل الشاي:p ولكنها
فعلاً تناسب كل الأذواق والأعمار لوضوحها حتى السياسية منها , الله يحفظه ويعطية الصحة وطولة
العمر .
جزاك الله ألف خير أخي Cheetah على التجميع .
وجزاكم الله خيرا
المقالات لم تتوقف إلا مؤقتا (للإجازة على ما يبدو)، لكنها الآن عاودت الظهور مرة أخرى.
فنجان قهوة
ثقافة القتل
قبل مدة، تحدثت الصحف الأمريكية عن مجرم روع أمريكا، وقالت انه اغتصب وقتل 38 امرأة ومثل بجثثهن بوحشية، وان جرائمه امتدت على طول الولايات المتحدة وعرضها، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وعندما تمكن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية من اكتشاف المجرم واعتقاله وتقديمه للمحاكمة، تبين أنه مجند في المارينز، وكان ضمن القوات الأمريكية التي شاركت في حرب الخليج الأولى لتحرير الكويت.
وثوماس ماكفي، الذي نفذ انفجار المبنى الفيدرالي في أوكلاهوما، ذلك الانفجار الذي أدى إلى سقوط المئات من الضحايا، مجند في المارينز وشارك في حرب الخليج الأولى أيضا، وعندما صدر حكم بإعدامه، لم يأبه حتى باستئناف الحكم، ولم يشعر في أية لحظة من لحظات المحاكمة بأنه ارتكب جريمة أدت إلى مقتل المئات من المدنيين.
لعلها تلك الهوة التي لا قرار لها من الوحشية التي سقط فيها الجنود الأمريكيون، كما يقول المحلل العسكري واين ستاينفورد، أو لعله التناقض الغريب بين أقوال حكومتهم وأفعالها، ففي الوقت الذي تتحدث أمريكا فيه عن الحرية، فإن جنودها يلاحظون انها تنتهك الحريات في كل مكان، وفي الوقت الذي تتحدث فيه عن حقوق الإنسان، فإن الضباط يطالبون الجنود بمعاملة أسراهم معاملة الحيوانات، وهذا التناقض بين الشعارات التي ترفعها أمريكا والفعل الذي تفعله أو تأمر جنودها بفعله هو الذي أحدث حالة من الانفصام في ذهنية الجندي الأمريكي. والانفصام الذي نتحدث عنه كشفته زوجة القناص الذي أرعب أمريكا قبل مدة، وأسقط العديد من الضحايا، قبل أن يتم اعتقاله، وقد كشفته الزوجة في مقابلة أجرتها إحدى الشبكات التلفزيونية معها تحدثت فيها عن التغير الذي حدث في شخصية زوجها بعد عودته من الحرب في العراق فقالت: “بعد عودته صار شديد العصبية، أصبح شخصا لا أعرفه، فالشخص الذي أعرفه بقي في العراق ومات هناك، أما الذي عاد إلينا، فإنه لا يطيق أن يقترب أحد منه” وهذا الإحساس هو الذي دفع جون إلى الاختباء فوق سطوح المنازل وترصد المارة لاصطيادهم ببندقيته.
ويقول تشارلز شيهان، من المارينز، إن زوجته أصبحت كثيرة الارتياب بصحة عقله، بعد عودته من الحرب في العراق، وكثيرا ما تسأله: “هل أنت على ما يرام؟”، وربما كانت على حق في ذلك، فالصحف الأمريكية تتحدث بإسهاب عن جرائم مروعة يرتكبها المارينز العائدون من العراق، ومن ذلك: بول ديلاني الذي طعن صديقته السابقة 30 - 40 طعنة بالسكين، ووقف يتأمل الدماء تنزف من كل أنحاء جسمها، إلى أن ماتت، والضابط فرانك روجي الذي عذب وقتل طفلة في الحادية عشرة من عمرها، ومثل بجثتها، وجيوفري جلين هتشينسون الذي قتل صديقته وأطفالها الثلاثة، وجوزيف لاندلام الذي قتل رئيسه السابق، وكل هؤلاء من المارينز الذين شاركوا في العمليات العسكرية في العراق. وقبل مدة، شكلت قيادة المارينز لجنة من 19 عسكريا لدراسة حالة أربعة من رجال المارينز الذين شاركوا في حرب أفغانستان، وقتلوا زوجاتهم بعد عودتهم، والزوجات الضحايا هن: تريسا نيفز التي وضع زوجها المسدس على صدغها وشد على الزناد، بعد يومين من عودته من أفغانستان، وجنيفر رايت وهي أم لثلاثة أطفال ضربها زوجها ضربا مبرحا ثم أطلق النار عليها، وأندريا فلويد التي قتلت بإطلاق النار على رأسها لأنها طالبت زوجها بالطلاق، ومارلين جريفيث التي طعنها زوجها 50 طعنة، ثم أشعل فيها النار، وعزت اللجنة في تقريرها هذه الجرائم إلى ضغوط العمل، والثقافة العسكرية.
والثقافة العسكرية الأمريكية لا تعلم الجندي فن الحرب، وإنما تعلمه كيف يتحول إلى مجرم.
أبو خلدون
فنجان قهوة
كذب المنجمون
مطلع العام، من كل عام، هو موسم المنجمين الذين كذبوا ولو صدقوا، وفي رواية أخرى “ولو صدفوا” لأن تحقق نبوءاتهم يأتي بمحض الصدفة فقط.
وقصة الخليفة العباسي “المعتصم” مع المنجمين مشهورة في التاريخ، فقد كان المعتصم يستعد لفتح عمورية وتحريرها من الروم، وشعر كبار المنجمين في بغداد بالأمر فحسبوا حساباتهم وضربوا الأخماس بالأسداد بالأسباع بالأثمان، ثم خرجوا بنتيجة يحذرون فيها المعتصم من المغامرة التي سيقدم عليها وقالوا له: “إن الأرض ستشهد ظهور مذنب يأتيها من الجهة الغربية، وهذا المذنب يزورنا على فترات متباعدة، وأثناء زياراته، ينبغي ألا يبدأ أحد معركة، وإلا تعرض لهزيمة منكرة فيها، ولكن المعتصم لم يأبه لتحذيراتهم، فقد كان يدرك تماماً “أن النشوة لا تزال تلعب برؤوس الروم، إضافة إلى أن المعارك التي خاضوها في تخوم الإمبراطورية الإسلامية قد أنهكتهم، وهذا هو الوقت المناسب لمنازلتهم”. وكانت صرخة تلك الأعرابية التي صاحت “وامعتصماه” لا تزال ترن في أذنه، فحشد جيشاً وخاض المعركة وانتصر، وبهذه المناسبة كتب أبو تمام قصيدته الرائعة “فتح عمورية” التي قال فيها للمنجمين: “أين الرواية بل أين النجوم وما/ صاغوه من زخرف فيها ومن كذب/ تخرصاً وأحاديثاً ملفقةً /ليست بنبع إذا عدت ولا غرب”. وظهور المذنبات يرتبط عادة في أذهان المنجمين بالأحداث الجسام، وكذلك انتقال الكواكب الثقيلة من برج لآخر، أو التقائها في برج واحد، وعندما ظهر مذنب هالي عام 1910 حدثت الحرب العالمية الأولى، وانتابت سكان نيويورك موجة من الجنون إلى درجة أن بعضهم ألقى بنفسه من فوق أسطح البنايات، بينما ركض بعضهم في الشارع وهو شبه عار ويصيح “مذنب هالي.. مذنب هالي” وعندما عاد هذا المذنب إلينا عام 1986 حدثت حرب الخليج الثانية وانهار الاتحاد السوفييتي وتفردت أمريكا بزعامة العالم.
ومن التكهنات المشهورة في التاريخ تلك التي توقعت اغتيال يوليوس قيصر يوم 15 مارس/آذار. وما أظن المنجم إلا كان عالماً بمؤامرة خصوم القيصر لقتله، قبل موعدها.
وفي مطلع هذا القرن قال المنجمون إن العقد الأول منه سيكون عقد الأمل والسلام العالمي لأن أورانوس سيدخل برج الدلو ويحرك النوازع الإنسانية لدى الشعوب والدول، ويدفعها إلى التقارب والتعاون وتسوية مشاكلها بالحوار الودي فإذا بنا نجد هذا العقد من أكثر العقود سوءاً ودموية.
وليس عندنا فلكيون عرب على معرفة بما يطلقون عليه “علم دلالات حركة النجوم” في الوقت الحاضر، ولذلك فإن فلكيينا يترجمون توقعاتهم السنوية عن الفلكيين الغربيين الذين لا يسلمون من الارتباط بأجهزة المخابرات، فالمخابرات اخترقت المجتمع الفلكي الغربي منذ الحرب العالمية الأولى، ومنذ ذلك الحين تحولت التنبؤات السنوية إلى “رغبات” و”مخططات” السي آي اي للعالم وخصوصاً للشرق الأوسط، ويكفي أن ننظر لتنبؤات عام 2007 التي روجها الفلكيون لكي نكتشف أنها كلها رغبات أمريكية، ابتداء من الفتنة المذهبية في المنطقة، إلى توجيه ضربة لإيران وسوريا، إلى غياب العديد من الشخصيات السياسية عن المسرح إلى الحرب مع “إسرائيل” وسقوط كوريا الشمالية. والفلكيون لم يعودوا كذابين فقط وإنما أصبحوا نشيطين في السي آي اي والموساد.
أبو خلدون
فنجان قهوة
وامعتصماه
ذات يوم، ذات امبراطورية اسلامية كان أباطرة الروم في أوروبا يحنون لها الرقاب، نقض الأمبراطور الروماني “نقفور” معاهدة الصلح التي كانت بين المسلمين وبين الامبراطورة الرومانية أريني، بعد أن خلعها الروم وملّكوه، وامتنع عن دفع الجزية، وأرسل إلى هارون الرشيد رسالة يقول فيها: “من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أما بعد، فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مكان الرخ وأقامت نفسها مكان البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنت حرياً بحمل أمثالها إليها، وذلك من ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها، وافتد نفسك، وإلا فالسيف بيننا وبينك”.
ولما قرأ الرشيد الكتاب استبد به غضب لم يساوره من قبل، وكتب على ظهر الكتاب: “من عبد الله هارون إلى نقفور كلب الروم، الجواب ما ستراه، لا ما ستسمعه” ثم شخص من يومه حتى أناخ بباب العاصمة الرومية، ففتح وغنم، فطلب نقفور الصلح على جزية يؤديها كل سنة، فأجابه الرشيد إلى ذلك، ثم كر راجعا بجيشه إلى بغداد، وعندما وصل الرقة شعر نقفور إن الرشيد لن يعود لمحاربته، لأن البرد كان شديدا، فنقض العهد ثانية، ولكن الرشيد رجع رغم صعوبة الطقس، ولم يعد إلا بعد إذلال نقفور. وبعد الغزوة الثانية لجأ نقفور إلى جحره ولم يعد يرفع راية العصيان، وعندما كتب إلى هارون الرشيد يطلب منه عتق إحدى السبايا الروميات بعد ذلك بفترة بسيطة كان طلبه أشبه بالالتماس والاستعطاف، فقد كتب يقول: “إلى عبد الله الرشيد من نقفور ملك الروم، أما بعد أيها الملك، إن لي حاجة لا تضرك في دينك ولا دنياك، أن تهب لابني جارية من بنات أهل هرقلة كنت قد خطبتها له، فإن أردت أن تسعفني بحاجتي فعلت “واستهداه طبيبا وسرادقا من سرادقاته، فأستجاب الرشيد إلى طلبه وأرسل إليه الجارية محملة بالمتاع والعطور والهدايا”.
وذات يوم، ذات امبراطورية إسلامية كانت تحترم كرامة رعاياها وتدافع عنهم، تعرضت فتاة تقيم على أطراف الدولة الإسلامية لسوء معاملة من جانب الروم فصرخت: “وامعتصماه” فبلغت صرختها الخليفة المعتصم، فتحرك لنجدتها والانتقام لها، وجهز جيشا وغزا عمورية، وكان هذا الغزو درسا لكل من يفكر في الاعتداء على أي مواطن في الدولة الإسلامية، كائنا من كان.
وفي عهد الخليفة المأمون، الذي كان يقرب العلماء من مجلسه ويكافئهم على الكتب التي يؤلفونها بوزن الكتاب ذهبا، اشتهر اسم عالم في امبراطورية الروم كان من افضل علماء زمانه، فدعاه المأمون إلى بغداد، ووافق الرجل على الدعوة، وعندما علم الامبراطور الروماني بذلك، أرسل إليه من يقتله على الطريق، وانتقاما لهذا العالم ظل المأمون يشن غزوا على بلاد الروم في كل سنة في ذكرى مقتله.
رجال أضاؤوا التاريخ ورفعوا راية الإسلام عاليا في الآفاق. واهتمام بالوطن وبالمواطنين ورجال الفكر لا نجد له مثيلا في التاريخ. فأي شرف واعتزاز هو ذلك الذي يدفع خليفة المسلمين إلى تجهيز حملة لغزو دولة لمجرد أن أعرابية تعرضت لسوء معاملة فيها. امرأة عادية تتعرض لسوء المعاملة، فتهب الدولة بأسرها للدفاع عنها ونجدتها، وعالم يتعرض للاغتيال فتنتقم له الدولة بغزو سنوي في ذكرى اغتياله.
هذه صور من صور عزتنا يوم كنا مرهوبي الجانب أقوياء الأركان، أما الآن، فإن صرخات الاستغاثة تنطلق من كل مكان، من غزة ولبنان، من العراق والصومال، بينما نحن نصم الآذان عنها. لقد هنّا على أنفسنا فتعرضنا للإهانة حتى من جانب أثيوبيا.
أبو خلدون
فنجان قهوة
أطفال من الفضاء الخارجي
في منتصف الثمانينات من القرن الماضي أثار طفل دون السابعة من العمر، من منطقة الحسكة في سوريا، اهتمام أجهزة الإعلام عندما زعم أنه ليس من هذه الأرض وإنما من الفضاء الخارجي، من كوكب يحمل اسم “كرايتون”، وقد قابلت الطفل وسألته عن هذا الكوكب الغريب الذي لم نسمع به، وعن الحياة في هذا الكوكب، فقال لي، وبراءة الأطفال في عينيه: إن الحياة على كوكب كرايتون أجمل بكثير من الحياة على الأرض، والناس اكثر جمالا، ويتخاطبون بلغة تختلف عن لغتنا (وذكر لي بعض جمل بهذه اللغة يبدو أنه يحفظها عن ظهر قلب، بدليل أنه كررها برتابة، ولم يتفاعل معها كما يحدث عندما يتكلم العربية). وقال إن الناس في كوكب كرايتون لا يستخدمون وسائل نقل مثلنا، ولا يمشون، وعندما يرغب أحدهم بالانتقال من مكان إلى آخر، أو حتى من كوكب إلى آخر، يضم يديه إلى بعضهما بعضاً أمام صدره، كما يفعل البوذيون عند التحية، ويغمض عينيه، فينتقل في غمضة عين إلى المكان الذي يريد. وقد خرجت بنتيجة أن الطفل من مدمني الرسوم المتحركة، وأنه تأثر بهذه الرسوم فاخترع قصة الكوكب كرايتون، أو أن أحد من يصلحون لإعداد هذه الرسوم اخترعها له.
وتتحدث البرافدا الروسية (وهي ليست صحيفة الحزب الشيوعي المشهورة التي توقفت عن الصدور عام ،1991 وإنما صحيفة تحمل الاسم نفسه) عن طفل روسي في العاشرة من العمر، يتميز بعينين واسعتين، يقول إنه جاء من المريخ.
وقصة هذا الطفل، وهو من منطقة فولجوجراد، ويدعى بوريس، بدأت عندما كان في السابعة من العمر، عندما زار مخيما لبعض العلماء الذين يعملون في تلك المنطقة النائية من روسيا وقال لهم إنه يريد أن يحدثهم عن المريخ وسكانه والرحلات الفضائية التي يقومون بها إلى الأرض. ثم بدأ يتحدث عن المريخ، وطبيعته، ومناخه، والمدن المزدهرة التي كانت تقوم عليه، وقال إن هذا الكوكب كان في الماضي، موطنا لحضارة اكثر تقدما من حضارة الأرض الحالية بكثير، وقد ابيدت هذه الحضارة بحرب نووية مدمرة بين المريخيين. وأضاف إن هذا الكوكب لا يزال مسكونا ولكن سكانه يعيشون تحت أرضه، ويستنشقون غازات كربونية ولا يستطيعون العيش في جو كوكب الأرض. ثم تحدث عن حضارة لوميرا التي تقول الأساطير إنها كانت قائمة إلى جانب حضارة اطلانطيس على الأرض قبل ما يزيد على 100 ألف سنة، وقال إن سكان المريخ زاروا الأرض عدة مرات عندما كانت هذه الحضارة قائمة، وتعرفوا إلى سكانها، كما إنهم كانوا يقومون برحلات فضائية إلى المجموعات الشمسية الأخرى. ثم بدأ يعد المجموعات النجمية ويتحدث عن النجوم والكواكب وأقمارها، وذكر أسماء عدة كواكب لم يكتشفها العلماء حتى الآن.
وطوال ما يزيد على الساعتين، ظل العلماء يستمعون إليه باهتمام بالغ وهو يتحدث عن هذا الكون الغريب الذي يحيط بنا، واعترف العلماء بأنه يمتلك معلومات واسعة عن الفضاء الخارجي، فضلا عن أن المعلومات التي ذكرها عن حضارة لوميرا غير متوفرة إلا للباحثين المختصين، إضافة إلى أنه كان يستخدم مصطلحات علمية دقيقة لا يعرفها الناس العاديون عندما يتحدث عن المجموعات النجمية وكواكبها وأقمارها، وقال أحد العلماء إنه يستبعد تماما أن يكون حديثه مجرد خيال أطفال، أو أن يكون أحدهم قد ابتدع هذا الحديث له.
والروس بحاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، إلى تسلية تصرف نظرهم عن المعاناة التي يعيشونها، ويبدو أن قصة البرافدا تدخل في هذا الإطار.
أبو خلدون
فنجان قهوة
النازية والصهيونية
يذكر كبار السن من الفلسطينيين أن باخرة تحمل اسم “تل أبيب” وصلت إلى ميناء حيفا عام 1935 وهي تقل عددا كبيرا من المهاجرين الألمان. كانت الباخرة ترفع العلم الألماني، وقبطانها عضو في الحزب النازي ومالكها ثري صهيوني، وتبين فيما بعد أن الباخرة وصلت بموجب اتفاق بين زعماء النازية ورؤساء المنظمة الصهيونية العالمية وكان مفتي فلسطين الأكبر، الحاج أمين الحسيني يقول إنه كتب رسالة احتجاج إلى هتلر حول الاتفاق قال فيها: “إن عمال الميناء من الفلسطينيين كانوا ينظرون إلى الباخرة ويتصورون أنهم في حلم، أو أن أعينهم تخدعهم، إذ لم يكونوا يتصورون حتى في أحلامهم أن ألمانيا ستضخ هذه الحقنة المنشطة في عضل الصهاينة الذين يطمحون لإنشاء دولة يهودية في فلسطين” ولم يتلق الحاج أمين ردا على رسالته.
ويقول الصحافي الألماني البارز كلاوس بولكين، في كتابه “الاتصالات السرية” وأوليفيا أوجاردي في كتابها “وحوش الأبوكاليبس” إن التعاون كان كاملا بين الزعماء الصهاينة وألمانيا النازية، رغم كل ما يقال عن اضطهاد النازيين لليهود الألمان، وقد أثمر هذا التعاون برنامجا يطلق عليه اسم “هافارا” يتيح لليهود الهجرة من ألمانيا ومقايضة ممتلكاتهم بمعدات وأجهزة ومنتوجات من صنع ألماني، وقبل بداية الحرب العالمية الثانية كان الصهاينة في فلسطين قد استقبلوا70 ألف مهاجر من ألمانيا من خيرة المثقفين، وتلقوا ما تعادل قيمته 140 مليون مارك من المعدات الصناعية الألمانية شكلت البنية التحتية للصناعة “الإسرائيلية” في المستقبل، وأنقذت الاقتصاد الألماني الذي كان يعاني في تلك الفترة بسبب مقاطعة اليهود في كل مكان في العالم للبضائع الألمانية. وبموجب هذا البرنامج، جرى تكليف الزعيم النازي أدولف إيخمان الذي اختطفه اليهود من الأرجنتين وقدموه للمحاكمة كمجرم حرب، بإنشاء ما أطلق عليه “معسكرات زراعية” للشباب اليهود في النمسا لتدريبهم على حياة الكيبوتز، كما زار فلسطين والتقى مع زعماء الأقلية اليهودية فيها، ووضع القواعد الأساسية للتعاون بينهم وبين ألمانيا، وأعد تقريرا بذلك لا يزال محفوظا في أرشيف ملفات هتلر.
ويعيد المؤرخون التعاون بين الصهاينة والنازيين إلى سببين: أولهما عنصرية الحركتين، فكلاهما يؤمن بنقاء العنصر، وثانيهما أن هذا التعاون يفيد الطرفين، فهو يريح ألمانيا من عدد كبير من مواطنيها اليهود البالغ عددهم في منتصف الثلاثينات نصف مليون شخص كان 9000 منهم يؤمنون بالصهيونية فقط، والباقي يطالب بالاندماج في المجتمع الألماني ويرفض الفلسفة الصهيونية، وفي الوقت نفسه يساهم التعاون في تنشيط الهجرة بين يهود النخبة إلى “إسرائيل”، ويذكر الحاخام موشيه شونفيلد أن التعاون ظل قائما حتى أثناء ما يطلق عليه “الهولوكوست” ويقول إن زعماء المجلس اليهودي العالمي تعاونوا مع النازيين وخدعوا اليهود من غير الصهاينة، وكان الصهاينة يرون أن الأفضل لليهودي الأوروبي غير الصهيوني أن يموت، كما كانوا يرون أن الهولوكوست يمكن أن توفر أرضية أخلاقية وسياسية لإنشاء الدولة اليهودية التي حلم بها هرتزل، ويذكر حاييم وايزمن أنه قال، عندما سمع الأخبار الأولى عن الهولوكوست: “هذه حجر الأساس لقيام إسرائيل”.
ويقول المؤرخ بن هشت إن النزاع في الشرق الأوسط لا يمكن النظر إليه بمعزل عن التاريخ، ويضيف: إن حل المشكلة ليس في يد زعماء الليكود وكاديما وحزب العمل في “إسرائيل” ولا في يد أمريكا أو يهود أمريكا، وإنما بيد أباطرة المال اليهود في الغرب، فهم الذين خلقوا المشكلة من الأساس، والصهيونية مجرد حركة وظيفية لهم.
وربما كان بن هشت على حق في ذلك.
أبو خلدون
فنجان قهوة
رقص سياسي
من سالومي ذات الغلائل السبع، التي رقصت تلك الرقصة الشهيرة أمام هيرود، ملك اليهود إبان الحكم الروماني لفلسطين، لكي تتمكن من إغوائه ومساعدتها على التخلص من نبي الله يحيى الذي يقف عائقا دون تحقيق طموحاتها السياسية المنافية للأعراف والدين والأخلاق، إلى نجوى فؤاد التي رقصت أمام كيسنجر، إلى مادونا التي عبرت عن معارضتها لعملية غزو العراق ب “رقصة القنابل” التي صورت فيها عملية الغزو بمثابة القاء قنابل على الأمريكيين، وجعلت القنبلة الأخيرة من نصيب بوش، فألقتها في حضنه، لم يكن الرقص بعيدا عن السياسة، بل إنه كان إحدى أدواتها، وقبل مدة صدر في بريطانيا كتاب لويندي فينتورا يتناول التوظيف السياسي للرقص.
ويعتبر الزعيم الفييتنامي “جياب” أبرز من وظف الرقص سياسيا، فعندما نفذ هجوم التيت الكبير الذي احتل فيه 36 مدينة وقرية فييتنامية جنوبية وطرد القوات الأمريكية منها، فوجيء بأن الأمريكيين نجحوا في إجراء عملية غسيل دماغ لسكان هذه القرى وأوهموهم أن خصومهم الشيوعيين من الفييتناميين الشماليين من أكلة لحوم البشر، ولذلك طلب من قواته مساعدة سكان هذه القرى في حياتهم اليومية، وحراثة الأرض وزراعتها، وفي المساء طلب منهم جمع السكان في الساحات العامة وتعليمهم الرقصات الشعبية الفييتنامية على أنغام الأناشيد الثورية، وعندما استعاد الأمريكيون المناطق التي طردهم جياب منها، فوجئوا بالسكان يستقبلونهم بالرقصات الفييتنامية والأغاني والأناشيد التي علمهم إياها الفيتكونج.
والسياسيون يحبون الرقص، وفي التعبير الشائع أن السياسي هو ذلك الرجل الذي يرقص على الحبال، ويقال إن ستالين، عندما كان يرغب في الترويح عن نفسه، في الحفلات التي كان يقيمها في منزله، كان يطلب من خروتشيف الرقص، ويجلس يتأمله ويضحك، بينما خروتشيف يتنطنط وكأنه يتدحرج، أو كأنه كرة كبيرة نبت لها رأس، ومع ذلك فإن خروتشيف كان يتحمل إجراءات التحقير الستالينية هذه، من أجل تحقيق أهدافه السياسية.
وفي كل دول العالم، كانت الحكومات الثورية تحتفل بمناسباتها بالرقص، وكانت الشعوب ترقص في هذه المناسبات، ولكن كالطير يرقص مذبوحا من الألم. والمقاومة الفلسطينية كان لها فرقة شعبية تشارك في إحياء الأعراس، وفي لبنان يلجأ المعتصمون في ساحة رياض الصلح وساحة الشهداء إلى الرقص و “الدبكة” على إيقاع الهتافات المناهضة لخصومهم.
وبعض حكومات أوروبا كانت تستغل الرقص لمحاربة الحركات الراديكالية المتطرفة، ومثال على ذلك، فإنه في منتصف القرن التاسع عشر، وإبان عهد الثورات التي عصفت بأوروبا، كان المسؤولون يشجعون الشباب على الإقبال على رقصة الفالس، دون أن يعترض دعاة الأخلاق، وذلك لأنهم رأوا في هذه الرقصة خير وسيلة لتفريغ النفوس الثائرة والمتأهبة للانضواء في الحركات الراديكالية، وبالفعل، كلما زاد انتشار الفالس، كلما قل عدد الشباب الذين يميلون إلى التطرف، أما المرأة، فقد رأت في هذه الرقصة وسيلة عملية لمنح الأنثى قسطا من الحرية، يوازي القسط الذي يتمتع به الرجل، ولذلك أقبلت عليها..وأمريكا التي أزالت الغلائل السبع ووقفت أمام أحفاد هيرود بلباس سالومي، وكشف دورها الحقيقي: حاملة طائرات جاهزة في خدمة الصهيونية، اختارت لنا نحن رقصة الفالس، لسبب وجيه هو: أن كل خطوة إلى الأمام في هذه الرقصة تقابلها خطوتان إلى الوراء.
أبو خلدون
فنجان قهوة
الفاشيون الأمريكيون
كريس هيدجيز، مدير مكتب جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية السابق في الشرق الأوسط والبلقان، شارك في تغطية الحروب والاضطرابات والفتن الأهلية التي حدثت في هاتين المنطقتين في أكثر الفترات اضطرابا في تاريخهما، وسبق له المشاركة في تغطية الاضطرابات والحروب الأهلية في أمريكا الوسطى والجنوبية، وفي كتابه: “الحروب قوة تعطينا درسا” الحائز على جائزة بوليتزر، يقدم كريس نفسه بالقول: “رافقت الجيوش النظامية في الغارات على معاقل رجال المقاومة في المناطق النائية في أمريكا الوسطى والجنوبية، وتعرضت لإطلاق نار كثيف في سهوب جنوب العراق ودخلت الحبس في السودان، وتعرضت للضرب من قبل الشرطة العسكرية في العديد من المدن، وطُرِدت من ليبيا وإيران، واحتجزني الحرس الجمهوري العراقي لمدة أسبوع أثناء تمرد الجنوب بعد حرب الخليج الثانية، وطاردتني طائرة ميج 21 روسية بقذائفها وصلياتها في البوسنة، وأثناء عمليات القصف الصربي المكثف لسيراييفو، كنت أتكوم على نفسي في مخبئي بينما القذائف المدفعية والصاروخية تنهال على المنطقة من جانب الصرب من كل صوب”.
وطوال العقود الأربعة الماضية كانت الحرب هي الخبز اليومي لهذا الصحافي، وكانت مفردات الفئات التي تشارك فيها، من الحرية والديمقراطية والتحرر والاستعمار والاستعمار الجديد والفاشية والإرهاب إلى غير ذلك، هي المفردات التي تتردد على لسانه، وعلى ضوء هذه الخلفية فإنه يقول في كتابه الذي صدر قبل أيام بعنوان “الفاشيون الأمريكيون: الحرب التي يشنها اليمين المتطرف ضد أمريكا” إن العمليات التي تنفذها القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان شبيهة بالعمليات التي كان ينفذها الأرهابيون، والتي أمضى كريس عمره في تغطية أخبارها، و”الفاشية الإسلامية” التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي جورج بوش لا وجود لها إلا في ذهنه، أما الفاشية الحقيقية فهي تلك التي يمارسها في العراق وأفغانستان، وحملات التحريض والتشنج التي يشنها اليمين المتطرف المتحالف مع الصهيونية العالمية داخل الولايات المتحدة شبيهة في أسلوبها وتطرفها بالحملات الإعلامية التي كان يشنها الفاشيون الإرهابيون في أمريكا الجنوبية والوسطى والبلقان والشرق الأوسط، ويضيف: إن اليمين الأمريكي المتطرف المتحالف مع الصهاينة سيجر أمريكا إلى سلسلة من الحروب الخارجية لها أول وليس لها آخر، وربما إلى حرب أهلية أمريكية في الداخل”.
وكريس لا يستبعد نشوب حرب أهلية في الولايات المتحدة تعيد إلى الأذهان حرب الشمال والجنوب، بل إنه يرى أن هذه الحرب ستكون لها حسنات، من بينها: إعادة أمريكا إلى صوابها، وقبل مدة ألقى محاضرة حرّض فيها الأمريكيين على الثورة، فقد بدأ محاضرته بالقول: “جئت لأحرضكم، الجأوا إلى الخنادق واحملوا أسلحتكم وعبّئوا مخازن الذخيرة فيها وكونوا على أهبة الاستعداد”.
ويقول كريس في كتابه إن اليمين المتطرف المتحالف مع الصهيونية العالمية يسعى لفرض نظام توتاليتاري فاشي في الولايات المتحدة، يتحول فيه الأمريكيون إلى قطيع من النعاج، ويضيف: “إنهم يعرفون تماما ما يفعلون ويخططون لكل خطوة بشكل دقيق، واحتكارهم لأجهزة الإعلام والمؤسسات المالية احتكار متطور جدا، وهم يدركون أهمية ما يحتكرون، ويتفهمون اليأس والانكسار الذي يعاني منه الشعب ويعرفون كيف يبتزون الجماهير لكي تتحول إلى وسيلة لتحقيق غاياتهم”. ويقول كريس إن اليمين المتطرف سيحاول دفع الولايات المتحدة إلى عدم الاستقرار، سياسيا واجتماعيا، وعندما يتحقق ذلك تسنح له الفرصة التي ينتظرها منذ أمد، ولكن وصوله إلى السلطة مرتبط بأزمة داخلية كبيرة، كأزمة الكساد الكبير التي حدثت في القرن الماضي، وإذا حدثت هذه الأزمة، فإنهم سيقفزون إلى الحكم”.
والنظام الأمريكي ليس من المناعة بحيث يحول دون ذلك.
أبو خلدون