أخي متصفح، جزاك الله خير الجزاء على ردك، ولعله أثار نقطة مهمة و أضاف بعدا للموضوع مهم.
فأولا: لا أعلم عن عمرو خالد أنه ادعى بأنه أهل لإعطاء الفتاوى. وإذا كان يعطي فتاوى للناس كما تقول فنسأل الله له الهداية و نسأله العفو والعافية. هناك فئة من الناس من لا يفرقون بين الدعاة ممن يدعون بما آتاهم الله من علم قليل و بين العلماء الذين هم أهل الإفتاء والرأي ممن أنعم الله علينا بهم في زماننا هذا. ويمكن أن ينبه هؤلاء الناس إلى هذه النقطة بأسلوب مناسب، لعل الله يرشدهم إلى الصواب.
ثم إني والله أشاطرك الخوف من توجه نراه في بعض الدعاة أو المنسوبين إالى الدعوة، هذا التوجه في "تمييع" الدين. و منه ما نراه من بعض الدعاة في حب إسماع الناس ما يريدونه، بدل أن يسمعهم ما يصلحهم، والذي قد يلاقي في الغالب صعب القبول عندهم وجفاء في الصدر عن قبول الحق أو كلمة "ما تفعله خطأ". فيؤثر الداعية رضا الناس على رضا الله و العياذ بالله، والناس واثقون في هذا الداعية يحسبون أنهم على صلاح، فيستشري الجهل و يعم التساهل في دين الله أعاذنا الله من ذلك.
والحمدلله أظنني الآن أرى رأيك بوضوح أكثر يجعلني أتيقن إلى نقاط خلافنا إن شاء الله. فأنا أرى عمرو خالد كداعية له أسلوبه ومحاسنه و مساوئه كغيره من الدعاة. و أرى أن الناس ممن تظهر عليهم المخالفات الشرعية ممن يحضرون دروسه سيأخذون من محاسنه و يتعظون بمواعظه ثم يتمسكون بالدين و يرتقون إلى من هم أشد تمسكا بالسنة منه من الدعاة إن شاء الله. وأنت ترى في مساوئه خطرا قد يكون معديا، بحيث يلتفت الناس إلى أمثاله من الدعاة و يحجمون عن من هم أشد تمسكا للسنة منه، فيظنون أن طريقه هو الصواب و طريق الآخرين خطأ، و أوافقك أن في هذا التوجه خطر على الأمة.
ولعلي لازلت أظن في الرجل خيرا، لكن أدعو نفسي وإياك إلى التحقق من الموضوع أكثر وعدم الأخذ فقط من جملة" سمعت فلانا يقول" و "قال الناس كذا و كذا" حتى نكون منصفين للرجل.
اللهم اهدنا واهد عمرو خالد للتمسك بكتابك الكريم و سنة نبيك صلى الله عليه وسلم. وجزاك الله خيرا على تواصلك.