تجددت الكارثة، فعاد الاتحاد الذي قالوا إنه لا يهزم إلى أهله مهزوما ومنكسراً، وتاركاً الفضيحة تتحدث عن ذاتها.
ـ فما حدث بالأمس القريب في دمشق ها هو اليوم يتكرر في الجزائر، والعلاقة بين ما حدث في دمشق وبين ما تكررت صورته في أرض الجزائريين علاقة محكومة بالأربعة، هذا الرقم الذي لا يحبذه الاتحاديون منذ أيام دابو وطارق ذياب والكيال.
ـ فأربعة واجد بحق فريق طاله الدعم من كل صوب، ومثل ذلك الرقم الذي بات يتكرر تباعا مؤلم على عيون أناس عاشقين، كانوا فيما فات أمام البطولات، فأصبحوا ما بين ليلة وضحاها على قارعة طريق شائك، محفوف بالفضائح، فضائح الرباعيات.
ـ ما هذا الذي يحدث لاتحاد منصور؟ سؤال لن أذكركم بأن إجابتي سبقت موعد طرحه بيوم كامل، بقدر ما أذكركم بأن الاتحاد يحتضر، وسبب احتضاره تلك الفجوة الكبيرة التي برزت برحيل المؤثرين بدءاً بأسعد عبدالكريم وانتهاء بالداعم الفاعل عبدالمحسن آل الشيخ.
ـ فهذا الثنائي الذي انسحب بهدوء ترك لنا ولكل من يعرف كيان الاتحاد حقائق في مجملها واضحة، ووضوحها ظهر في دمشق، كما برز بالأمس الأول في الجزائر.
ـ كارثة وإن شئت فقل عنها جريمة بحق التاريخ، تاريخ لم يعد لنا وللاتحاديين منه سوى الذكريات.. مع كامل الاحترام لمن يعلن الضد ويرفض الحقيقة، ويقول ما تقوله تلك(...) بإننا شامتون.
هل بالفعل الإتي الذي شاهدناه في سوريا والجزائر هو ذاك الذي ناضل من أجله طلعت لامي وأحمد مسعود!
ـ أنتظر الجواب، مع أنني واثق أنكم تدركون تمام الإدراك أن اتحاد اليوم لا يشبه اتحاد الأمس، وإن رغبتم في مزيد من الإيضاح عن السبب، فاسألوا منصور وكتابه الذين تفرغوا للقذف، وتجاهلوا مطالب كيان الاتحاد وجمهوره.
ـ وضع اتحادي مخيف، والاتحاديون (أعني الكبار) من قائمة أولئك الذين تركوا الجمل بما حمل، عليهم مسؤولية تدارك الوضع حتى لا تغرب شمس العميد، ولكيلا يستعيد شكل الماضي، فيتحول البطل إلى لقمة سائغة يلتهمها المنافسون.. والمنافسون للإتي صدقوني لن يرأفوا بالحال لو سنحت لهم الفرصة، ووجدوا الاتحاد مثلما وجده وفاق سطيف والكرامة.
ـ أما تجاهل المشكلة تحت ذريعة الملايين والصفقات الواهية فلن يقدم المفيد، وإنما سيكون معضلة أخرى، والاتحاد الذي طُرح أرضا لم يعد قادرا على قبول المزيد من المعضلات.
ـ الدفاع الذي انهزم بأسبابه المنتخب أمام اليابان ها هو يكرر ذات الغلطة في الجزائر، لكن المتضرر هذه المرة الاتحاد وليس المنتخب.
رضا تكر وحمد المنشري استمراريتهما في الاتحاد مشكلة، لكن أم المشاكل سيجدها باكيتا حاضرة لو استمر على مكابرته، وجدد لهذا الثنائي كامل الفرصة مع المنتخب!
أنا لست ضداً لتكر، كما أنني أرفض أن أكون عدائيا تجاه المنتشري، لمجرد أنني أرى ما يراه العاطفيون.
فكل ما في الأمر أنني أرى حمد ورضا في إطار المحدودية الفنية التي لا تؤهلهما للمنتخب.. ولأن هذا المنتخب يهمني فمن الطبيعي أن أطالب عبر مساحتي باكيتا، لعله هذه المرة يسمع فيستوعب!
http://www.arriy.com/SiteImages/RayAuthors/38.Jpg
سقوط النمر وتعليق المشانق
جمال عارف
22/11/2006
إذا سقط النمر تهيأت سهام المتربصين للنيل منه والقضاء عليه بأسرع وقت.
ـ هذا ما ينطبق فعلاً على الاتحاد الذي خسر برباعية في سطيف لم تكن على البال ولا على الخاطر.
ـ نتفق على أن النتيجة كانت مؤلمة وقاسية بحق العميد الذي يعد الفريق الأقوى والأكثر إمكانات عناصرية على المستوى العربي.
ـ ونُدرك أن هذه الخسارة وبتلك النتيجة ستكلف الفريق ربما الخروج من البطولة العربية التي حقق بطولتها العميد في نسختها الثانية.
ـ ولكن أن نعلق المشانق للإدارة وللاعبين ونفتح الصفحات للتهكم والاستخفاف والنيل من أشخاص جاءوا لخدمة الرياضة السعودية، فهذا يمثل قمة الانحدار في الطرح الصحفي وعلى طريقة (علي وعلى أعدائي).
ـ نريد طرحاً واقعياً تستفيد منه كل الأطراف سواء إدارة أو لاعبون أو حتى مشجع عادي، ولا نريد طرح المشكلة والتهكم دون وضع الحلول المناسبة التي يمكن أن تفيد الفريق.
ـ أي صحافةٍ تلك التي تهاجم وتثير البلابل داخل النادي، همها الأول أن (تسوّق) على حساب الاتحاد حتى لو كان هذا الطرح ظالماً.
ـ الصحافة الحقيقية هي تلك التي تطرح المشكلة وتجد لها الحلول المناسبة بعيداً عن الخلافات الشخصية.
ـ صحيح أن خسارة الاتحاد كفريق بطل وكبير تستوجب ردود فعل تتناسب مع حجم ومكانة وقوة وهيبة العميد.
ـ وصحيح أيضاً أن الاتحاد يستحق أن يجد في كل الصحف تقييماً شاملاً لمسببات الخسارة.
ـ اعطوني صحيفة واحدة كتبت عن المشكلة ووضعت نقاطاً لكيفية إيجاد الحلول المناسبة.
ـ غالبية الذين كتبوا وناقشوا إن لم يكن كلهم طرحوا المشكلة من أجل زيادة حدة المشاكل.
ـ حتى أعضاء الشرف الاتحاديين الذين خرجوا ليصرحوا في الصحف لم يكلفوا أنفسهم الاجتماع وإعداد تقرير موحد وعرضه على رئيس النادي بدلاً من حالات الخروج اللفظي على صدر الصفحات الرياضية.
ـ كان من المفترض أن تفند المشكلة داخل البيت الاتحادي والعمل على توحيد الرأي بدلاً من تعدد الآراء دون أن تتحقق الفائدة.
ـ مشكلة الاتحاد أن هناك أعضاء شرف (بالاسم) لا هم لهم إلا أن يخرج للصحافة ينتقد وينظر دون أن يُدرك أهمية ومصلحة الاتحاد اللهم إلا أن تظهر صورته مع التصريح.
ـ إنني أسأل هل الاتحاد هو النادي الوحيد الذي خسر، فهذا الهلال خرج من بطولة (ضعيفة) ومن أمام فرق لا تقارن أبداً بإمكانات وقدرات وفاق سطيف ومع هذا لم يخرج أعضاء الشرف ليهاجموا الإدارة واللاعبين.
ـ نفس الحال ينطبق على الأهلي الذي خسر برباعية من أمام الطائي ولم نجد من يفتح لأعضاء شرفه الصفحات لانتقاد الإدارة أو اللاعبين.
ـ يجب أن يُدرك الجميع وخصوصاً الاتحاديين أنهم إذا كانوا حزينين على هذه الخسارة، فإن رئيس النادي هو أكثرهم حزناً وألماً كونه يدفع الملايين وبالتالي سيكون الأحرص على تعديل مسار الفريق، وهذا ما حدث بعد قراره تغيير الجهاز الفني بالكامل والمقبل سيكون تباعاً.
يا روح ما بعدك روح
عدنان جستنيه
22/11/2006
من أين أبدأ؟.. ومع من أختار نقطة البداية؟ فما حدث للاتحاد في ملعب 8 مايو بالجزائر لابد أن يكون السطر الأخير لقصة الضياع وحلقة النهاية المحددة بشخوصها لمسلسل المهازل التي يعيش أوضاعها الفريق الأول لكرة القدم عبر مستويات لا تليق بسمعة العميد ولا بالملايين من الريالات والدولارات التي يصرفها رئيسه عليه.
إن وضعنا المدرب وحيد خليل في مقدمة قائمة من يتحملون سبب حدوث هذه المهازل التي لم نشاهدها فقط في مباراة واحدة أو اثنتين إنما في مجموعة مباريات لم يقنعنا بفكره ولا بسيرته كمدرب أجنبي فذلك لأنه يستحق عقوبة الاعدام بإقالته وقرار لارجعة فيه ولكن هل هذا يكفي لتعود للاتحاد هيبته وقوته ومكانته؟
إن الإجابة على هذا السؤال تدعونا إلى الغوص في أعماق مشكلة لا تنحصر مسبباتها فحسب في مدرب وهزائم رباعية من الكرامة السورى وسطيف الجزائري إنما في تركيبة لاعبين وفريق لاحظنا من الموسم الماضي وعقب عودته من اليابان انهياره وعلى وجه الخصوص خط دفاعه وتدني مستوى أفضل وأبرز لاعبيه.
من خلال متابعتنا لهذا الانهيار نجد أن منتخبنا الوطني يعاني من نفس الشيء وبما يدل أن مسألة علاجه عجز يوردانيسكو وباكيتا عن تشخيصها ولهذا خسر الاتحاد في الموسم الماضي بطولتين محليتين كانتا في متناول يده وتدهور واضح في مستوى ونتائج الأخضر السعودي و(نيلها) هذا الموسم وحيد بعدم معرفته على توظيف قدرات اللاعبين السعوديين والأجانب.
كل هذا التباين الذي يحدد لنا رأس وأصل المشكلة يؤكد لنا حقيقة واحدة مشتركة أن هناك إهمالا واضحا من قبل المدربين في أداء مهام عملهم وغياب إداري متمثل في عدم إدراك إدارة الكرة تجاه أداء مسؤولياتها على أكمل وجه وبالتالي لا تستطيع معاقبة اللاعبين على تقصيرهم أو عدم الاهتمام بهم وهم يمرون بمرحلة تدني تستدعي ركنهم في دكة الاحتياط أو منحهم إجازة راحة مفتوحة الأجل واختيار البديل الأفضل والأنسب.
أعلم أن الكلام سهل جدا وأن توجيه النقد مهمة لا تخرج عن ذات الإطار حيث إن مسؤولية اتخاذ القرار هي الموقف الصعب والذي قد يدعو جماهير الاتحاد ومن بينهم أسمع صدى صوت أبو رياض وأبو عبد الإله وأصوات أخرى كلها على لسان واحد تقول «ماذا تنتظر يا بلوي؟».
من حق هذه الجماهير أن تصرخ وتستنجد برئيس النادي بعد أن بلغ السيل الزبى وهي معذورة إن احتجت وعاتبت حتى وإن تناست الماضي القريب بكل ما فيه من انتصارات وأفراح فهي حريصة على أن يبقى الاتحاد شامخا بتاريخه المضيء وبجهود رجاله ونجومه وجمهور هو سر إنجازاته وشعبيته.
وإذا كان لهذا الماضي جزء من الذكرى الجميلة التي لا يمكن لنا أن ننساها أو نتجاهلها فإن لهذا الجمهور الوفي ذاكرة قوية تحتفظ لـ منصور الاتحاد جرأة (قرار) حاسم اتخذه عقب هزيمة الفريق الأول في البطولة الآسيوية بثلاثة أهداف مقابل هدف في المبارة التي أقيمت في جده عندما اتخذ قرار إقالة المدرب وحل مكانه أحد مساعديه.
لا أظن أن الرئيس الماسي وأعضاء مجلس إدارته سوف ينتظرون أكثر فقد وصل الوضع بشموليته إلى حالة (يا روح ما بعدك روح) بمعنى لابد من اتخاذ قرارات صارمة إن لم نقرأها اليوم فلا مجال لتأخيرها ويجب أن تكون شاملة بتغير يساعد على البناء والتطوير، وبدء مرحلة جديدة من التخطيط الذي يعتمد على فكر يتوافق مع منظومة إدارية تضع آلية (نظام) في أسلوب التعامل مع المدرب القادم سواء كان ديمترى أو غيره ومع اللاعبين بوجه الخصوص بشعار (البقاء للمخلص والأفضل).