لا تخافين شفته
بس لو تلاحظين ما أرد على كل شي صايرة
دونت وري
وانتي ما قلتي شي يبيله رد
..::||الجزء السابع والثلاثون||::..
نظر المحقق إلى أحمد وسأله: أأنت ولي أمرها؟
أجابه أحمد: لا، أنا طبيبها النفسي
ثم نظر إلى شيماء وقال: لماذا لم تخبريننا بأنك تراجعين طبيبا نفسيا؟
شيماء: لم تسألونني لكي أجيبكم
فبدأ المحقق الحديث مع أحمد: وما هي مشكلة شيماء النفسية؟ أيمكن أن يكون لها علاقة بالقتل؟
أحمد بارتباك: لا... في الحقيقة هي لا تعاني من شيء يذكر، فقط عندها بعض النظرات السلبية
المحقق: ولماذا تتعالج عندك إذاً؟
أحمد: في الحقيقة كان سبب مجيئها العيادة هو أنها كانت ترسم صوراً دموية وهي في الخامسة من العمر، خشية أنها قد تأثرت بالتلفاز أو تأتيها الكوابيس ولكن كان السبب بأن القاتل هو الذي يزرع فيها هذه الأفكار...
المحقق: إذاً فكنت تعلم بأنها تقابل القاتل ولم تخبرنا بالأمر
أحمد: في الحقيقة أخذ منا وقتاً طويلاً حتى علمنا عنه، في البداية ظنناه رجلاً من خيالها ولكن عندما علمنا بالأمر...
قاطعته شيماء: عندما علما الطبيب وأمي بالأمر طلبت من قيس عدم المجيء إلي مرة أخرى حفاظاً على حياته
أحمد: *شيماء!! ها أنت تكذبين مرة أخرى... ولكن الشرطة لن يصدقوا ما سأقوله إن أخبرتهم بالحقيقة*
المحقق: حسناً، وكيف علمت بما جرى وأتيت إلى هنا؟
شيماء: هذا صحيح... فمن المفترض أن تتصل الإدارة بوالدتي وهم لا يملكون رقمك
أحمد: قيس هو من أمرني بذلك
أحمد: لم أقابله ولكن تفوجئت صباح اليوم عندما ذهبت إلى العمل بوجود رسالة علقت على الباب وكانت من قيس...
شيماء: لا يمكن هذا؟! ولماذا ذهب إليك؟
المحقق: أهذه أول مرة يأتي بها قيس إليك؟
أحمد: أجل بالتأكيد... فأنا لا أعرف عنه سوى ما يكتب في الصحف وما أسمعه من شيماء
المحقق: هل أتيت بالرسالة؟
أخرج أحمد الورقة وقدمها للمحقق، قرأ المحقق ماتحويه الورقة ثم أعطاها لأحد رجال الشرطة ليتحقق من صاحب الدماء الموجودة على الورقة...
بعدها نظر إلى شيماء وسألها: أين بتِّ ليلة البارحة؟
شيماء: يوجد في الحي منزل مهجور فقضيت ليلتي هناك
المحقق: وكيف عرف قيس بذلك إن كان قد انقطع عنك حقاً؟
شيماء: أظن أن قيس مازال يتربصني، فقد كان يراقبني منذ أن ولدت وهو يعرفني أكثر من والدتي فمن الصعب عليه تركي
المحقق: وما الهدف من تربصه لكِ أنتِ بالذات؟
المحقق: هذا ليس بجواب مقنع
شيماء: إن أمسكتم به اسأله إذاً...
سكت المحقق قليلاً ثم قال: أتينا هنا لمعرفة الضحية كيف كانت قبل وفاتها لأننا نعلم أن قيس لا يقتل سوى المجرمين
قالت أحد الفتيات: لم نسمع عنها يوماً أي سوء
شيماء: كانت طويلة اللسان لا غير...
المحقق: أتعتقدين أن هذا سبب قتله لها؟
شيماء: ربما... ولكن ربما فعلت شيئاً ما وقيس فقط يعلم عنه
المحقق: حسناً... أود أن أسألك ما سبب الشجار الذي دار بينك وبين والدتك؟ أكانت الضحية أو قيس لهما علاقة بالأمر؟
شيماء: أجل، كانت سعاد هي السبب، كذبت على والدتي وأخبرتها بأنني قمت بجرحها بالسكين فأتت والدتي وأخذت مني سكيني فغضبت وخرجت من المنزل
المحقق: سكين!؟ ولماذا تملكين سكيناً؟
شيماء: كانت هدية من قيس، أعطاني إيها في يوم ميلادي الخامس
أحمد: ماذا!! تملكينها منذ أن كنتِ في الخامسة؟
وفجأة تذكر أول لقاء بينه وبين شيماء عندما كانت طفلة، وكان سببه الرسمة التي رسمتها للسكين باللون الأحمر
فقال لها: أهي نفسها السكين التي قمتي برسمها؟
أحمد: أجل... أول مرة أتت بها والدتها إلي كان بسبب رسمها لسكين كأفضل شيء تحبه ولكنها لم تخبرنا سبب حبها للسكين فقالت بأنه سر حينها...
المحقق: ولماذا أعطاكِ السكين؟
المحقق: وفيما استخدمتيها؟
شيماء: حتى الآن لم أستخدمها في شيء يذكر
المحقق: حسناً... سنتوقف هنا ولكن اعلمي أنكِ ستكونين تحت المراقبة فقيس قد يتواجد حولك أي وقت...
ثم فتحوا الباب للخروج، هو والشرطة والطبيب..
ولكن شيماء قالت: أليس من الغريب...
توقف رجال الشرطة والطبيب ينظرون إليها فتابعت حديثها...
شيماء: أليس من الغريب أنكم تعرفون كل شيء عنه اسمه وصفاته منذ عامين ولم تجدوه حتى الآن؟ وأليس من الغريب بأن يكون هناك رجل قد قتل أكثر من ألف رجل ولم يترك يوماً دليلاً في ساحة الجريمة؟
المحقق: ما الذي تريدين الوصول إليه؟
شيماء: أتسائل فقط... يبدو أن قيس يستحال الإمساك به... ولكن ها هي بصماته طبعت بالدم فهل ستستطيعون الإمساك به الآن؟
نظر أحمد قبل خروجه إلى شيماء بغضب ثم قال لها: لا تنسي موعد اليوم الساعة الثالثة عصراً
ابتسمت له شيماء وقالت: حسناً *ها هو يحدد موعد جديد في وقت راحته، يبدو أنه يريد أن يتحدث فيما جرى البارحة...*
بعدها قضت شيماء يوم دراسي مليء بحصص الفراغ وقد صارحتها الكثير من الفتيات بأمور لم تكن تعرف عنها، فسعاد لم تكن كذلك مع شيماء وحسب بل كانت تضايق كل فتاة لا تدخل قلبها إن كان بسبب أو بدون، فوفاة سعاد لم يكن لصالح شيماء فقط بل لصالح الكثير من الفتيات أو ربما لبعض أفراد عائلتها أيضاً...
انتهى الدوام المدرسي واتجهت فوراً إلى عيادة الطبيب بنفسها وانتظرت دورها هناك، فلم ترغب في العودة إلى المنزل حتى الآن... وعند الساعة الثالثة والربع دخلت عليه...
شيماء بابتسامة: السلام عليك
جلست شيماء على الكرسي وقالت: تبدو غاضباً اليوم؟ وفي موعد مفاجئ أيضاً...
أحمد: كيف لك أن تكوني بمزاج جيد وزميلتك قتلت البارحة؟
شيماء: ولهذا أنا في مزاج جيد، وأيضاً أنا حذرتها من قبل وقلت لها بأن تبتعد عن طريقي ولكنها أبت
أحمد: أأنت من أمر قيس بقتلها؟
شيماء: قيس لا يأخذ الأوامر من أحد وهو يفعل ما يراه صواباً...
أحمد: ولماذا قتلها؟ ماذا فعلت لكِ؟
شيماء: إنها تضايقني منذ خمس سنوات واحتملناها أنا وقيس طوال تلك السنين ولكنها هذه المرة تمادت فقتلها قيس ولم يستطع كتمان غضبه أكثر
أحمد وقد خف غضبه: وماذا فعلت هذه المرة؟
شيماء: البارحة عندما كنا في المدرسة رأت سعاد السكين المعلقة على عنقي وتعمدت في الصراخ قائلة (أتأتين بسكين إلى المدرسة) ليسمعها كل من في الفصل، عندها خرجت دون مبالاة بما قالته، وعند المساء تقابلت مع قيس خارج المنزل وعندها كنت قد سئمت من حياتي ومن مضايقاتها لي ولكنه خفف الهم عني ولكن عندما عدت إلى المنزل استقبلتني والدتي بصفعة!! أتعلم ما معنى هذا؟! بلغت السابعة عشر ووالدتي تصفعني كالطفلة!! ولو أني اعتدت على ذلك لكان أهون علي ولكن أمي لم تضربني ولا مرة في حياتها وصفعتني هذه المرة لأن سعاد كذبت على والدتها وقالت بأنني خدشتها بالسكين، فوالدتها شكت عند والدتي فأخذت مني السكين... إثني عشرة سنة والسكين معلقة في عنقي حتى أصبحت جزء مني، وعندما نزعتها أمي كأنها نزعت قلبي... عندها خرجت من المنزل أبكي وأبحث عن قيس ولكن لحسن حظي كان قيس في طريقه إلي فوجدته بسرعة... عندها لم أشأ أن أعود إلى المنزل فذهبت إلى المنزل المهجور وجلست معه هناك وقلت له ما حدث، حينها قرر قيس قتلها وخرج وتركني هناك، ثم أتى قبيل الفجر وأيقظني وأخبرني بأنه قتلها ولكنه لم يخبرني بأنه كتب لك رسالة يخبرك بما جرى!!
أحمد: وما هي ردة فعل والدتك عندما عدتِ إلى المنزل؟
شيماء: لم أعدِ إلى هناك بعد...
أحمد: ماذا!! عليك بالعودة إلى منزلك فور خروجك من هنا... والدتك قلقة عليكِ بالتأكيد
شيماء: لماذا تصفعني؟ لماذا تكذبني وتصدق تلك السافلة؟
أحمد: مهما حدث فهي والدتك وعليكِ العودة إلى المنزل
أحمد: حسناً، لنعود إلى موضوعنا... ولماذا أعطاكِ قيس سكيناً؟
شيماء: قال بأنني قد أستخدمها يوماً في الدفاع عن نفسي، وكان كلامه صحيحاً
أحمد: كلامه صحيحاً!!؟ وفي ماذا استخدمتِها؟!
شيماء: أتذكر عندما كنت في الخامسة أتيت يوماً لك وكانت أمي قد شكت إليك بأنني كنت مبللة الشعر فأخبرتكما بأن قيس حممني لأنني اتسخت عندما جلست بالقرب منه
أحمد: أجل... أذكر شيئاً كهذا...
شيماء: لم تكن هذه الحقيقة
أحمد بتعجب: ماذا!! إذاً ماذا حدث؟
شيماء: سأخبرك ولكن لا أريد أن تعلم والدتي بالأمر...
أحمد: حسناً، أنا لا أخبر والدتك فيما يجري بيننا من حوار فلا دخل لها بالموضوع...
شيماء: هذا الجيد... في الحقيقة في تلك الليلة خرجت مع قيس لقتل أحد المجرمين... أردت فقط رؤيته أثناء قتله للمجرمين ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان...
قصت شيماء ما حدث بالتفصيل وكيف كانت ردة فعل قيس عندما حدث لها ذلك... لم يصدق أحمد ما قالته كانت كالصاعقة نزلت عليه
ولكنها تابعت حديثها قائلة: وليس هذا فقط
أحمد بتعجب وخوف: وماذا أيضاً؟!
شيماء: البارحة عندما رأت سعاد السكين خشيت أن تشتكي لدى إدارة المدرسة ويأخذوا السكين مني فهربت من المدرسة ورآني أحد شباب الحي وبدأ يضايقني فأخرجت السكين وهددته قائلة أتريد أن تكون ثاني الضحية بهذه السكين؟ فابتعد عني وسلمت منه
شيماء: ولكن البارحة عندما قتل قيس سعاد رأيت فيه ما لم أعلمه من قبل...
شيماء: علمت حينها أن قيس أكثر الناس حباً وخوفاً علي وعندها زاد حبي له...
أحمد: ولكنه بفعلته هذه أصبح في نظر الجميع رجلاً سافكاً للدماء لا يعرف الرحمة، قتل فتاة بريئة لا ذنب لها...
شيماء: إنها بريئة في نظرك، من يرى أن قيس على صواب فلن يتغير رأيهم لقتله سعاد ولكن هذه نظرتك أنت نحوه وليست نظرة الآخرين
أحمد: والمنزل المهجور... أهو المنزل الذي يستيقظ فيه قيس؟
شيماء: إن أجبت بنعم أو لا في كلتا الحالتين قد أكون صادقة أو كاذبة فيفضل عدم الجواب على هذا السؤال...
أحمد: بما أن هذا هو ردك فالمنزل هو نفسه ذلك المنزل
شيماء: وربما أقول لك هذا لتظن هذا الظن... أنا لست غبية وأعرف ما أقوله
أحمد: حسناً شيماء... عودي الآن إلى منزلكِ
أحمد: قلتُ لكِ عودي إلى المنزل وإلا جعلتكِ تجلسين هنا رغماً عنك وسأتصل بوالدتك لاصطحابك
تنهدت شيماء ثم قالت: حسناً حسناً... في النهاية سأعود إلى ذلك الجحيم
خرجت شيماء وأوقفت سيارة أجرة وعادت إلى منزلها، ما إن دخلت المنزل هرعت والدتها نحوها وضمتها
الأم: أين كنتِ يا حبيبتي؟
شيماء: الآن أصبحت حبيبتك؟
الأم: ما هذا القول؟ لم أنم منذ البارحة وأنا خائفة عليكِ، تعلمين فقد توفيت سعاد البارحة و...
قاطعتها شيماء: وظننتِ أنني أنا من قتلها
شيماء: حسناً افعلي ما تشائين ولكن اعلمي أن السكين ستعود إلي يوماً ما
ثم تركت والدتها وعادت إلى غرفتها لتأخذ حماماً...