السلام عليكم .. و كل عام و أنتم و بخير
:: مقدمة ::
لماذا كان هذا الموضوع ؟ .. نبتت معي هذه الفكرة ( بعد تفكير طويل ) عندما فهمت معنى أن يكون الإنسان جزءاً من هذا المجتمع .. و أن يشاركه معرفته و يقدم له ما يستطيع لكي ينتشر هذا العلم .. فيخرج أناس قد يفعلون و ينتجون بكفاءة أكبر ممن تلقوا العلم منه و لكي ينشغل المجتمع بما فيه خير له .. و تحوله من مجتمع انتشرت فيه سطحية التفكير و فشل في إدارة المشاريع و سوء التخطيط إلى مجتمع مثقف يملك جميع أسباب النجاح و التطور و صناعة الحياة .
و تعقيباً على هذا الكلام فما فائدة أن تعرف و غيرك لا يعرف ؟ و أن تكون في وسط مجتمع لا يراعي أهمية هذا العلم أو أهمية ما تقوم به من أعمال .. فأشدد هنا على موضوع المشاركة .. فصدقوني لن يشعر المرء بأي متعة و هو وحيد في هذا العالم دون أن يشارك الآخرين .. و أضرب لكم مثلاً على كلامي حول أن يكون هناك من يبادلك العلم الذي تعرفه :
لقد سجلت في أحد المعاهد التي تعلم هذه اللغة فوجدت نفسي ضمن شباب ( في الصف ) لا يقدرون معنى البرمجة و أهمية هذه اللغة و أنها الأفضل .. فشعرت بحرقة في نفسي و لكني تفاجأت بشخص واحد كان على دراية بذلك و له خلفية واسعة حول موضوع البرمجة .. فنشأ بيني و بينه روح تنافس قوية من أجل إثبات من الأفضل .. فشعرت بمتعة حقيقية لم أشعر بها من قبل حتى في الصفوف الدراسية و في الجامعة ..
فالأمر الثاني الذي أشدد عليه هو روح التنافس التي افتقدناها بسبب أن كل شخص يحتكر العلم الذي يعرفه لنفسه إلا من رحم ربي .. فاشعروا بأهمية الانتماء إلى هذا المجتمع و أن تكونوا عناصر فعالة فيه . وكما قال أحدهم ( نسيت القائل ) : إذا لم تزد في هذه الحياة كنت زائداً عليها .
و في موضوع التخلف العربي .. فإن تطور المجتمع قائم على أفراده و ليس على فرد واحد أو مجموعة صغيرة و هذا ما أدى إلا تخلفنا .. و أيضاً أدى إلى صنع فجوة كبيرة في التكنلوجيا بيننا و بين الغرب .. كل هذا بسبب اتهام بعضنا بعضاً بأن المتخصصين عندنا لم يفعلوا شيئاً .. فلماذا لا ينظر هذا الشخص ( الذي يقول ذلك ) إلى نفسه ، ماذا صنع هو من أجل مجتمعه و من أجل تطوره ؟ لا شيء .. و ما زلنا ندور في هذه المتاهة و كل سنة تمر تزيد هذه الفجوة أضعافاً مضاعفة .. و إلى الأن لم يلفت هذا الأمر انتباه أحد فالكل مشغول بنفسه و يضع المسؤولية على غيره و في النهاية نلوم بعضنا .. و لكننا قادرون على تغيير الواقع و لو قليلاً في الفترة الحالية .. فمن الخطأ أن نعترف بالمشكلة و أن نيأس بعد ذلك دون عمل أي شيء .. فلا تجعلوا الأجيال التي تأتي بعدنا تسبنا و تلعننا لأننا كنا السبب في رجوعهم مئات السنين إلى الوراء .
فالأمر الثالث الذي أشدد عليه هو روح الفريق و الجماعة .. كالمثل القائل ( يد واحدة لا تصفق ) .. فمع جمع الخبرات و المسؤوليات ينتج لدينا مجموعة قادرة على صنع ما لا يستطيع فرد واحد عمله .. و ذلك نظراً لعدم إلمامه بجميع التقنيات و الخبرات و نظراً لإختصاص كل منهم بشيء محدد .
و لكن ما الحل ( في موضوع الضعف العربي ) ؟ الموضوع يحتاج إلى تفكير و دراسة مطولة و لكن برأيي إن مفتاح التكنلوجيا و التطور هو العلم .. نعم العلم بمختلف جوانبه و أنواعه .. في الطب و في علم الإلكترونيات و في الإقتصاد و في الحاسوب ( و أشدد على البرمجة للأسباب السابقة ) و في العلوم الإجتماعية و الإدارية و في كل شيء .. و السبيل الوحيد للحصول على هذا المفتاح هو نشره بين الناس من قبل العارفين و أصحاب الخبرات .. لينشأ مجتمع قاعدته قوية ، درس كيف يتأقلم مع هذه الحياة و كيف يحسن قدرته على العيش فيها و كيف يواجه الأخطار التي تحدق به من الغير و بأن لا يكون خاضعاً لهم و لرغباتهم .
فلو بذل كل شخص مجهوده ( على حسب قدراته و استطاعته ) و لو بالقليل ( انتبهوا القليل فقط ) لتغيرت الأمور كثيراً .. فالجبل يتكون من مجموعة من الحصا الصغير و لكن عند اجتماع تلك الحصا مرة تلو مرة لتكون لدينا هذا الجبل . فالأمر الرابع هنا هو تقديم جميع الخبرات التي يملكها الفرد لمجتمعه مهمى كان حجم هذه الخبرات .
و أريد أن أختم هذه الفقرة بقول إن لم نحصد نتيجة أعمالنا في هذا الجيل فسوف تحصده الأجيال القادمة .. فلا تيأسوا فالخير قادم و هذه الجهود لن تضيع بإذن الله ..
لقد خرجت قليلاً عن الموضوع و لكني أرى أنه في صلبه .. و آمل أن يكون كلامي قد أثار ( و لو القليل ) احساسكم بأهمية الأفكار الذي طرحتها.
.