مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيها الأخوة الكرام
المرأة في الاسلام ليست ذلك الجسد العاري الذي يستعمل لبيع المنتوجات الصناعية أو لقضاء بعض الرغبات العاطفية ، ٍان المرأة في الٍاسلام مدرسة تشمل صنف النساء أجمع .
ٍان المرأة في الٍاسلام أم ونساء أبائنا و بنات و أخوات و عمات و خالات و بنات الأخ و بنات الآخت و امهات في الرضاعة و أخوات في الرضاعة و أمهات نسائنا و ربائبنا و حلائل أبنائنا و محصنات مومنات.
و لقد خص الٍاسلام كل واحدة منهن بحقوق لم تعرفها من ذي قبل فدين الله الذي بعث الله به محمدا عليه الصلاة و السلام أول من أعطى المرأة الحقوق العادلة:
نعم ٍانها حقوق لكن يجب تمييز كل ما عرف بهذا المسمى فمن الحقوق ما هو عادل صواب و منها ماهو باطل ظالم و على المرء دوما أن يستعمل عقله الذي و هبه الله ٍاياه فليس كل ما يقال صحيح و ٍان ترديد مفاهيم دون ضبطها لمن الحماقة التي يجيدها الببغاء و لا يحسنها الٍانسان العاقل .
و قد بين الله تعالى ذلك التلبيس الذي يصنعه أهل الباطل لتضليل الناس عن الحق الذي أنزله الله على نبينا محمد عليه الصلاة و السلام ، قال الله تعالى:
وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِل و تكتموا الحق و أنتم تعلمون
و صدق الله في قيله فٍان أهل الفرية يفعلون كل هذا فيخلطون الصواب بالخطأ و يصنعون به ذلك اللباس العاري الذي لا يستر عورة و لا يصون عرضا و بعدها يزعمون أن المرأة كاسية ...
و قد ذكر الله تعالى في محكم التنزيل بعض التلبيس الذي و قع فيه الضالين المكذبين لله و رسله قال تعالى:
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: قال قوم لوط للوط: (لقد علمت) ، يا لوط (ما لنا في بناتك من حق) ، لأنهن لَسْنَ لنا أزواجًا، كما:-
- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: (قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق) ، أي من أزواج =(وإنك لتعلم ما نريد).
* * *
وقوله: (وإنك لتعلم ما نريد) ، يقول: قالوا: وإنك يا لوط لتعلم أنَّ حاجتنا في غير بناتك، وأن الذي نُريد هو ما تنهانَا عنه.
ٍان نبي الله-لوط عليه السلام- كان ينهى عن الفاحشة المنكرة التي سبق بها هولاء العالمين في ٍاتيان الذكورمن دون النساء و قالوا في أمرهن: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق.أي لسنا بحاجة لنكاح النساء و الذي يهمنا هو ٍاتيان الذكور.
فيرجى ضبط المصطلحات المستحدثة في زمن تسمى فيه المسميات بغيراسمها فقد يراد من كلمة حق باطلا و لذا وجب التنبيه.
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيها الأخوة الكرام
لابد أن نضبط مفهوم الحرية في الاسلام :
ٍان غالبية المجتمعات و الحضارات الأنسانية قبل الاسلام عرفت الرق و يفهم من هذه العبارة أن الناس يومئذ صنفين : صنف الاحرار و هم الاسياد ثم صنف العبيد و الٍاماء ، و كل منا يعرف أن ألاسياد كانوا يتاجرون بالعبيد الذين كانوا ٍاما أسرى حرب أو ذو لون أو أصل يخالف أصل المستعلي عليهم .
لقد بعث الله نبيه محمد عليه الصلاة و السلام بدعوته لٍاخراج الناس من الظلمات الى النور و عبادة العباد الى عبادة الله الواحد و من جور الاديان الى عدل الاسلام فكان أول داع الى تحرير الانسان من كثير من القيود و من بينها تحرير الرقاب من الرق:
و تطلق هذه العبارة لأن العربَ كان من شأنها إذا أسرت أسيرًا أن تجمع يديه إلى عنقه بقِدٍ أو حبل أو غير ذلك، وإذا أطلقته من الأسر أطلقت يديه وحلَّتهما مما كانتا به مشدودتين إلى الرقبة. فجرى الكلام عند إطلاقهم الأسير، بالخبر عن فك يديه عن رقبته، وهم يريدون الخبرَ عن إطلاقه من أسره، كما يقال: " قبضَ فلان يده عن فلان "، إذا أمسك يده عن نواله وبسط فيه لسانه "، إذا قال فيه سوءًا= فيضافُ الفعل إلى الجارحة التي يكون بها ذلك الفعل دون فاعله، لاستعمال الناس ذلك بينهم، وعلمهم بمعنى ذلك. فكذلك ذلك في قول الله تعالى ذكره: " أو تحرير رقبة "، أضيف " التحرير " إلى " الرقبة "، وإن لم يكن هناك غُلٌّ في رقبته ولا شدُّ يَدٍ إليها، وكان المراد بالتحرير نفسَ العبد، بما وصفنا، من جَرّاء استعمال الناس ذلك بينهم لمعرفتهم بمعناه
و الايات الكريمات مع الاحاديث النبوية الشريفة في هذا المعنى مستفاضة و تعزز أيات التقوى و أحاديث المصطفى عليه الصلاة و السلام و منها قول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
يقول: وجعلناكم متناسبين, فبعضكم يناسب بعضا نسبا بعيدا, وبعضكم يناسب بعضا نسبا قريبًا; فالمناسب النسب البعيد من لم ينسبه أهل الشعوب, وذلك إذا قيل للرجل من العرب: من أيّ شعب أنت؟ قال: أنا من مضر, أو من ربيعة. وأما أهل المناسبة القريبة أهل القبائل, وهم كتميم من مضر, وبكر من ربيعة, وأقرب القبائل الأفخاذ وهما كشيبان من بكر ودارم من تميم, ونحو ذلك, ومن الشَّعْب قول ابن أحمر الباهلي:
مِـن شَـعْبِ هَمْدانَ أوْ سَعْدِ العَشِيرَة أوْ ............ خَـوْلانَ أو مَذْحِـجٍ هَـاجُوا لَـهُ طَرَبا
وقوله ( لِتَعَارَفُوا ) يقول: ليعرف بعضكم بعضا في النسب, يقول تعالى ذكره: إنما جعلنا هذه الشعوب والقبائل لكم أيها الناس, ليعرف بعضكم بعضا في قرب القرابة منه وبعده, لا لفضيلة لكم في ذلك, وقُربة تقرّبكم إلى الله, بل أكرمكم عند الله أتقاكم.
عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " النَّاسُ لآدَمَ وَحَوَّاءَ كَطَفِّ الصَّاعِ لَمْ يَمْلأوهُ, إنَّ اللّهُ لا يسألُكُمْ عَنْ أحْسابِكُمْ وَلا عَنْ أنْسابِكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ, إن أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أتْقاكُمْ".
أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " إنَّ أنْسابَكُمْ هَذِهِ لَيْسَتْ بِمَسابٍّ عَلى أحَدٍ, وإنَّمَا أنْتُمْ وَلَدُ آدَمَ طَفَّ الصَّاعِ لَمْ تَمْلأوهُ, لَيْسَ لأحَدٍ على أحَدٍ فضْلٌ إلا بِدينٍ أوْ عَمَلٍ صالِحٍ حَسْبُ الرَّجُل أنْ يَكُونَ فاحِشا بَذيًّا بَخِيلا جَبانا "===>.{الطبري}
قال البخاري رحمه الله: حدثنا محمد بن سلام، حدثنا عبدة، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أكرم؟ قال: "أكرمهم عند الله أتقاهم" قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله". قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فعن معادن العرب تسألوني؟" قالوا: نعم. قال: "فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فَقِهُوا" .
حديث آخر: قال مسلم ، رحمه الله: حدثنا عمرو الناقد، حدثنا كَثِير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن أبي هلال، عن بكر، عن أبي ذر قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "انظر، فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى . تفرد به أحمد .
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلة، حدثنا عبيد بن حنين الطائي، سمعت محمد بن حبيب بن خِرَاش العَصَرِيّ، يحدث عن أبيه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المسلمون إخوة، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى"
قال أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا أحمد بن يحيى الكوفي، حدثنا الحسن بن الحسين، حدثنا قيس -يعني ابن الربيع-عن شبيب بن غَرْقَدَة ، عن المستظل بن حصين، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم بنو آدم. وآدم خلق من تراب، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم، أو ليكونن أهون على الله من الجِعْلان".
قال الإمام أحمد: حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا شريك، عن سِمَاك، عن عبد الله بن عَمِيرة زوج درة ابنة أبي لهب، عن درة بنت أبي لهب قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "خير الناس أقرؤهم، وأتقاهم لله عز وجل، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم"
قال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا يحيى بن زكريا القطان، حدثنا موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته القَصْواء يستلم الأركان بمحجن في يده، فما وجد لها مناخًا في المسجد حتى نـزل صلى الله عليه وسلم على أيدي الرجال، فخرج بها إلى بطن المسيل فأنيخت. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم على راحلته، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل ثم قال: "يا أيها الناس، إن الله قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية وتعظمها بآبائها، فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله. إن الله يقول: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )" ثم قال: "أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم".
و ٍانه لما تداعى الأنصار و المهاجرون بدعوى الجاهلية في الافتخار بالاحساب و الانساب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:دعوها فٍانها منتنة ، و استنكر على الصحابي الجليل قوله لبلال رضي الله عنه : يا بن السوداء ، و رد الرسول عليه بقوله : ٍانك امروء فيك جاهلية.
و حسبي هذه الكلمات المختصرة لأتابع بعدها ٍان شاء الله تعالى مفهوم الحرية....
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
الســـــــــــــــــــــــــــــــلام عليـكم و رحمة و بركاتـه
أيها الأخوة الكرام
ٍان من فضل الاسلام على العالمين أنه المبدأ الرباني الذي ضمن للبشر حرية المعتقد و لن تجد في مباديء البشر مبدأ يقر للأخرين في بيئته مثل تلك الحرية التي عرفتها ديار الاسلام في ايامها الخالدة ، يوم تمسك المسلمون بحبل الله المتين معتصمين به متألفين حوله .
و ذلك المبدأ الذي رفعه الاسلام يعتبر الرمز الصحيح في التعامل مع الاخرين في حرية المعتقد حسب شروط ٍالهــية عادلة و شعارنا قول ربنا في محكم التنزيل :
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ
فليس لاحد أن يكره أخر على أن يعتنق دينا أو أن يفرض عليه أحكام تعبدية لا يقر بها و لا يومن بها ، أذ أراد أنصار نبينا ،عليه الصلاة و السلام و رضوان الله عليهم،ٍاكراه أناس قد هودوهم وفق معتقدات خاطيئة و نذور باطلة سببها ظلمة الجاهلية التي سولت لهم ارغام المرأة المقلى وهي التي لا يعيش لها ولد أن ترضى بتهويد مولودها ٍان عاش و بقي على قيد الحياة و ذلك لأنهم كانوا يرون أن اليهودية خير من الوثنية التي كانوا يعبدونها من دون الله،فلما طلع البدر عليهم و جاءهم رسول الله صلى عليه و سلم المدينة بألامر المطاع و أنار عليه الصلاة و السلام قلوبهم و دورهم بنور الايمان و أعتزوا بدين الاسلام نبذوا اليهودية التي استعظموها في الجاهلية و تمكنوا من ٍاجلاء قبائل اليهود التي كانت تجاورهم في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم و من بينها بني النضير و كان بين الذين كتب عليهم الجلاء أولئك المكرهون من ابنائهم فخطر ببال الأنصار -رضي الله عنهم- الذي أصلحه الله- بالٍاسلام -أن يكرهوهم في الدخول في دين الله الحنيف فأنزل الله تعالى قوله :
لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
فمن شاء أن يقيم على اليهودية أقام، ومن شاء أن يدخل في الاسلام دخل ، و هذا المعنى بينه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " قد خير أصحابكم، فإن اختاروكم فهم منكم، وإن اختاروهم فهم منهم " .
و لا أريد أن أطيل المقارنة بين عدل الاسلام في حرية المعتقد و ظلم ألكافرين لأهل الٍايمان ٍاذ يحرمون المسلم من عبادة الله تعالى و يضيقون الخناق عليه و التاريخ يعلمنا أن البلاء حل بالصالحين من عباد الله منذ القدم و في مسيره ينزل في كل حين على من أحب الله من عباده و اختار له الدار الأخرة و من يرد الله يصب منه....و ألامثلة في نقمة الكافرين على المومنين عديدة و قصص أنبياء الله و رسله تكفي للٍاعتبار و التـــــــأســــي
و قد اعطى رسول الله صلى الله عليه و سلم اليهود و النصارى في ديار الاسلام حرية العبادة ما لم يمس ذلك أمن المسلمين وفق شروط معلومة ذكرها هناك و ليس هنا و حسبي قول نبينا المصطفى الرحمة المهداة : أتركوهم و ما يدينون .
ٍأن دين الله قد اكتمل و بلغه رسولنا عليه الصلاة و السلام وقد وضح الحق من الباطل، واستبان لطالب الحق والرشاد وجه مطلبه، فتميز من الضلالة والغواية.
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
لاحول ولا قوة الا بلاه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zrkwon
لاحول ولا قوة الا بلاه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جزاك الله خيرا أخي على التذكير فلا حول و لا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة .
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
الســـــــــــــــــــــــــــــــلام عليـكم و رحمة و بركاتـه
أيها الأخوة الكرام
لكي لا يتهمني احد بتفسير الاية على هواي يرجى قرات ما ذكر ابن كثير و الطبري رحمهما رب العالمين في تفاسيرهما او تفاسير ائمتنا الكرام ، فقد ذكروا احاديث متعددة في سبب نزول الاية الكريمة:
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ
و أكتفي بما اورده للاستدلال فحسب:
حدثني المثنى قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، قال: سألت سعيد بن جبير عن قوله: " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" قال: نـزلت هذه في الأنصار، قال: قلت خاصة! قال: خاصة! قال: كانت المرأة في الجاهلية تنذر إن ولدت ولدا أن تجعله في اليهود، تلتمس بذلك طول بقائه. قال: فجاء الإسلام وفيهم منهم، فلما أجليت النضير قالوا: يا رسول الله، أبناؤنا وإخواننا فيهم، قال: فسكت عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنـزل الله تعالى ذكره: " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد خير أصحابكم، فإن اختاروكم فهم منكم، وإن اختاروهم فهم منهم " قال: فأجلوهم معهم . [الطبري]
وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد الجرشي عن زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد [بن جبير] عن ابن عباس قوله: ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) قال: نـزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له: الحصيني كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلا مسلمًا فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؟ فأنـزل الله فيه ذلك.[ابن كثير]
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
الســـــــــــــــــــــــــــــــلام عليـكم و رحمة و بركاتـه
أيها الأخوة الكرام
ما أحلى أن يعيش الناس بينهم في و وئام رغم اختلاف في المعتقد و ذلك ما أراده الله تعالى أن يتعارف الناس في دنياهم و أن يتعاونوا على البر و التقوى لا على الإثم و العدوان في ظل حرية المعتقد بحيث يحترم الإنسان مثيله في الجنس وفق مبادئ التلاقي التي تجمعهم بها مصالح الدنيا و المعاش .
إن الحرية من أجمل ما أنعم الله به على الإنسان لكن الحرية المطلقة لا يملكها إلا الله خالق البشر فلا يسأل الله عما يفعل و يفعل ما يشاء و يتصرف في ملكوته كما يريد يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء و يعز من يشاء و يذل من يشاء بيده الخير و هو على كل شيء قدير .
أما الإنسان فلقد قيدت حريته منذ أن خلقه الله فلا مشيئة له إلا ما شاء الله له فلا يستطيع أن يختار أباه أو أمه أو جنسه أو متى يولد و متى يموت أو أن يدفع عن نفسه ما قدر الله عليه .
الإنسان حريته مقيدة في كون الله تعالى فلا معاش له في غير ما قرره الله لقد قرر الله أن يعيش الإنسان في الأرض و فيها يحيى الإنسان و فيها يموت و منها يبعث يوم القيامة و يحاول هذا الإنسان المغتر بعلمه القليل أن يغزو الفضاء و يستطلع الكواكب لكن ما أوتي من علم يقرر ما قرره الله منذ أن خلق ادم وهو أنه يهبط كلما علا إلى التربة التي خلقه الله منها .
ذلك الإنسان لاحظ أن الحيوان لا قيد له فقرر أن يضع لجنسه قيودا تقرر حقوق الإنسان و يزعم ذلك الإنسان أن ثمة حرية دون قيود
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزاهد الورع
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ
]
السلام عليكم...
بارك الله فيك...كتاباتك كثيرة في المنتدى...ان شاء الله تكون نابعة من قلبك و تجزى بها
نعم لا اكراه في الدين....
كم و كم من الناس يظنو ان الاسلام غصب و انهم يستطيعو ان يقنعو اي احد به....
و نسو انه هداية من عند الله...هو من يفتح و يغلق القلوب..و ليس نحن و ليس بكلامنا...
الاسلام ليس معادلة رياضية كي نذهب و نحاج الكفرة و غيرهم به...بل دعوة اما ان تأخذ كما هى او تترك...
و ادعوهم بالتى هي احسن...
لست عليهم بمسيطر* سورة الغاشية
شكرا
و الله المستعان
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
أرى أخي الكريم في موضوعك الصورة الأدبية الناجحة التي تعبر عن المفهوم الأخلاقي الذي يدعو الى الألتزام بمبادىء الدين الحنيف ، كما أجد القوة على الأبداع في رسم الصورة الأسلامية في طرح الموضوع
من وجهة نظري :
1- المرآة وسيلة من وسائل الشيطان لمحاربة من يريد كما وعد الله 0
2- يوجد الكلام الكثير لكن الدنيا متع و من انتصر عليها فقد حقق انجازا لنفسه يفوق انجازات الدنيا و ما فيها 0
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moneeeb
السلام عليكم...
بارك الله فيك...كتاباتك كثيرة في المنتدى...ان شاء الله تكون نابعة من قلبك و تجزى بها
نعم لا اكراه في الدين....
كم و كم من الناس يظنو ان الاسلام غصب و انهم يستطيعو ان يقنعو اي احد به....
و نسو انه هداية من عند الله...هو من يفتح و يغلق القلوب..و ليس نحن و ليس بكلامنا...
الاسلام ليس معادلة رياضية كي نذهب و نحاج الكفرة و غيرهم به...بل دعوة اما ان تأخذ كما هى او تترك...
و ادعوهم بالتى هي احسن...
لست عليهم بمسيطر* سورة الغاشية
شكرا
و الله المستعان
السلام عليكم و رحمة الله ز بركاته
نعم اخي الكريم جزاك الله خيرا
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذئب المتوحش
أرى أخي الكريم في موضوعك الصورة الأدبية الناجحة التي تعبر عن المفهوم الأخلاقي الذي يدعو الى الألتزام بمبادىء الدين الحنيف ، كما أجد القوة على الأبداع في رسم الصورة الأسلامية في طرح الموضوع
من وجهة نظري :
1- المرآة وسيلة من وسائل الشيطان لمحاربة من يريد كما وعد الله 0
2- يوجد الكلام الكثير لكن الدنيا متع و من انتصر عليها فقد حقق انجازا لنفسه يفوق انجازات الدنيا و ما فيها 0
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا ايها الاخ الكريم:
أفهم أنك تريد القول بان الله تعالى جعل المرأة تفتن الرجال بزينتها و لذا يستغل الشيطان هذا الباب لٍاغواء عباد الله كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: النساء حبائل الشيطان و لقوله عليه الصلاة و السلام : ٍان الدنيا حلوة خضرة و ٍان الله مستخلفكم فيها فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء .
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
المرأة مخلوق بشري عظيم لا يستقيم الحال الا بأعطاءها دورها الذي لا يقدر عليه احد غيرها فمن ذا الذي يستطيع الحمل والانجاب والسهر والتربية الصالحة للابناء غيرها فهي اعطاها الله صفة الصبر ومن اين يجد الرجل غير المرأة ليدافع عن شرفها وعرضها لكي تكون امنة في ضله الرجاء عدم تشويه دور المرأة والرجاء عدم امتهانها
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصاممم
المرأة مخلوق بشري عظيم لا يستقيم الحال الا بأعطاءها دورها الذي لا يقدر عليه احد غيرها فمن ذا الذي يستطيع الحمل والانجاب والسهر والتربية الصالحة للابناء غيرها فهي اعطاها الله صفة الصبر ومن اين يجد الرجل غير المرأة ليدافع عن شرفها وعرضها لكي تكون امنة في ضله الرجاء عدم تشويه دور المرأة والرجاء عدم امتهانها
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ٍان كثيرا من الذين يدافعون عن الاسلام زعموا، يحرفون الكلم عن موضعه و ٍاني أعوذ بالله أن أكون منهم و عليه فلا أكتب عن الٍاسلام ٍالا ما اجتمع عليه أفاضلنا من صحابة رسول الله و تابعيهم بٍاحسان الى يوم الدين و رجائك عندنا مضمون و جزاك الله خيرا على النصيحة
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوتي الكرام
إن الله تعالى جعل لكل شيء حدا و حد الله تعالى تصرفات العباد عند أوامره و قيدها بها و ينبغي على الإنسان أن يقف عند تلك الأوامر التي يضبطها الحلال و الحرام فكل شيء مباح في ديننا الحنيف إلا ما ورد فيه نص يمنعه و هذا هو تعريف الحرية في الإسلام أن تفعل ما تشاء و كيف تشاء ما لم ينهى الله تعالى عنه في كتابه الحكيم و سنة نبيه المصطفى عليه الصلاة و السلام .
أما الذين يريدون من الإنسان الانسلاخ من إنسانيته و أن يفعل ما يشاء و كيف يشاء فذلك أمر لا تقبله الفطرة التي فطر الله الناس عليها و لا يقبله عقل سليم ، إذ انه لولا ضوابط تلك الحرية ما استقامت الحياة على البسيطة و هذه سنة من سنن الله في خلقه أن يبحث الإنسان دوما عن أحكام تضبط حياة المجتمع والأفراد.
لقد بين الله تعالى في محكم تنزيله أن الحيوان البهيم لا غاية له في الوجود إلا التمتع بما شاء مما خلق الله من أكل و شهوة و حذرنا الله تعالى من سلوك هذا المسلك الحيواني فقال تعالى:
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنْعَامُ )
قال الطبري رحمه الله:
يقول جل ثناؤه: والذين جحدوا توحيد الله, وكذّبوا رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يتمتعون في هذه الدنيا بحطامها ورياشها وزينتها الفانية الدارسة, ويأكلون فيها غير مفكِّرين في المعاد, ولا معتبرين بما وضع الله لخلقه من الحجج المؤدّية لهم إلى علم توحيد الله ومعرفة صدق رسله, فمثلهم في أكلهم ما يأكلون فيها من غير علم منهم بذلك, وغير معرفة, مثل الأنعام من البهائم المسخرة التي لا همة لها إلا في الاعتلاف دون غيره ( وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ) يقول جلّ ثناؤه: والنار نار جهنم مسكن لهم, ومأوى, إليها يصيرون من بعد مماتهم.
فالحيوان يأكل ما وجد دون أي قيد و يتمتع دون غيرة على جنسه و ربما أتى أخته أو أمه دونما تفكير أو روية و الإنسان ينبغي أن لا يتشبه بذاك الحيوان لأن الله أكرمه بالعقل و فضله على كثير ممن خلق تفضيلا .
إن القيود التي قيد الله بها الكون و الملكوت و المخلوقات واضحة لمن تبصر، و من البصيرة أيها القارئ معرفة إن المرء مقيد في هذه الدنيا قبل الولادة و بعدها ،و في حياته لا ينال إلا ما أراده الله فلماذا لا يقبل الإنسان التسليم لأمر الله في شؤون حياته يأتمر بما أمر الله و ينتهي عن ما نهى عنه ،
و رغم أنفه لسوف يقبل بأوامر إلهية كانت أم من صنع البشر ،فلم لا يختار أن يسمو بنفسه إلى العلا فوق الطين .
هذه الضوابط التي اتفق عليها الناس منذ القدم جمعها نبينا عليه الصلاة و السلام في كلمتين و هما:
ألا ان لكل ملك حمى [حدود] و حمى الله محارمه
و يفهم منها أن حرية المرء تنتهي عند حدود حرية الاخرين ، و الحق أنه لا حرية للمرء في ما يعود على الاخرين بالضرر.
مشاركة: المراة بين الكرامة و الانحلال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اذ فهمت ايها القاريء الكريم معنى الحرية علمت ان الله قيد العباد بأحكام لا ينبغي لهم معصيته بمخالفة ما تتضمنه من اوامر و نواهي ، و الاسلام قيد الذكور مثلما قيد الاناث و في هذا المعنى يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر
فالمؤمن ذكرا كان أو أنثى ينبغي له ان يعلم ان الحياة التي انعم الله بها عليه انما غايتها عبادته تعالى بما امر و يترتب عليها اعراض يبتلى بها كاختبار لايمانه و عقيدته،
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
وقوله-تعالى-: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )
أي: ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن، فلْيؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف، كما ثبت في صحيح مسلم، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته، في حجة الوداع:
"فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهُنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مُبَرِّح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف" .
وفي حديث بهز بن حكيم، عن معاوية بن حَيْدَة القُشَيري، عن أبيه، عن جده، أنه قال: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا؟ قال:
"أن تطعمها إذا طعمْتَ، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تُقَبِّح، ولا تهجر إلا في البيت"
. وقال وَكِيع عن بشير بن سليمان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إني لأحب أن أتزيَّن للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة؛ لأن الله يقول: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم.
وقوله: ( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) أي: في الفضيلة في الخُلُق، والمنـزلة، وطاعة الأمر، والإنفاق، والقيام بالمصالح، والفضل في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى:
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34] .
وقوله: ( وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) أي: عزيز في انتقامه ممن عصاه وخالف أمره، حكيم في أمره وشرعه وقدر
و قال رحمه الله تعالى في قوله تعالى:
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)
يقول تعالى: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ )
أي: الرجل قَيّم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجَّت
( بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ )
أي: لأن الرجال أفضل من النساء، والرجل خير من المرأة؛ ولهذَا كانت النبوة مختصة بالرجال وكذلك المُلْك الأعظم؛
لقوله صلى الله عليه وسلم:
"لن يُفلِح قومٌ وَلَّوا أمْرَهُم امرأة" رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة،
عن أبيه وكذا منصب القضاء وغير ذلك.
( وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )
أي: من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهنَّ في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه، وله الفضل عليها والإفضال، فناسب أن يكون قَيّما عليها، كما قال [الله] تعالى:
وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ الآية [البقرة: 228].
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) يعني: أمراء عليها أي تطيعه فيما أمرها به من طاعته، وطاعتُه: أن تكون محسنة إلى أهله حافظة لماله. وكذا قال مقاتل، والسدي، والضحاك.
وقال الحسن البصري: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعديه على زوجها أنه لَطَمَها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القِصَاص"، فأنـزل الله عز وجل:
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) الآية، فرجعت بغير قصاص.
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، من طرق، عنه. وكذلك أرسل هذا الخبر قتادة، وابن جُرَيج والسدي، أورد ذلك كله ابن جرير. وقد أسنده ابن مردويه من وجه آخر فقال:
حدثنا أحمد بن علي النسائي، حدثنا محمد بن عبد الله الهاشمي، حدثنا محمد بن محمد الأشعث، حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، حدثني أبي، عن جدي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي قال: أتى النبي رجل من الأنصار بامرأة له، فقالت: يا رسول الله، إن زوجها فلان بن فلان الأنصاري، وإنه ضربها فأثر في وجهها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليْسَ ذَلِكَ لَه". فأنـزل الله:
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ] )
أي: قوامون على النساء في الأدب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَرَدْتُ أمْرًا وأرَادَ الله غَيْرَه" .
وقال الشعبي في هذه الآية:
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )
قال: الصداق الذي أعطاها، ألا ترى أنه لو قَذَفَها لاعنَها، ولو قذفته جُلِدت.
وقوله: ( فَالصَّالِحَاتُ ) أي: من النساء ( قانِتَاتٌ ) قال ابن عباس وغير واحد: يعني مطيعات لأزواجهن ( حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ ) .
قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.
وقوله: ( بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ) أي: المحفوظ من حفظه.
قال ابن جرير: حدثني المثنى، حدثنا أبو صالح، حدثنا أبو مَعْشَر، حدثنا سعيد بن أبي سعيد الْمقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خَيرُ النساءِ امرأةٌ إذا نَظَرْتَ إليها سَرَّتْكَ وإذا أمَرْتَها أطاعتكَ وإذا غِبْتَ عنها حَفِظتْكَ في نَفْسِها ومالِكَ".
قال: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) إلى آخرها.
ورواه ابن أبي حاتم، عن يونس بن حبيب، عن أبي داود الطيالسي، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، به مثله سواء .
وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لَهِيعة، عن عُبيد الله بن أبي جعفر: أن ابن قارظ أخبره: أن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا صَلَّت المرأة خَمسها، وصامت شهرها وحفظت فَرْجَها؛ وأطاعت زوجها قِيلَ لها: ادخُلِي الجنة من أيِّ أبواب الجنة شِئْتِ".
تفرد به أحمد من طريق عبد الله بن قارظ عن عبد الرحمن بن عوف .