السلام عليكم ورحمة الله..
موضوعك جا في وقت مناسب..
قبل كم يوم كنا خارجين من اختبار هدفه كشف مدى الغش في دفعتنا <.<! والقصة طويلة.
الكلام موجود من كم يوم في المدونة ما أدري إذا قريته أو لا.. لكن بنقله هنا كما هو..
عندنا الاختبارات الدورية تكون عن طريق البوربوينت.. 20 سؤال MCQ ودقيقتين يعرض فيها كل سؤال..
كانت الحالة وقتها هي: دقيقة لفهم السؤال.. ودقيقة لغش الإجابة.. وإذا كنت من الشرفاء فالدقيقة الأخرى لتصل الإجابة إليك بالوايرلس..
أقصد به الهمس والإشارات.. يعني واحد يرسل إجابة لصاحبه وإنت تسمعها..
والدافور المغشش يقعد في مقدمة القاعة.. ما تمر الدقيقة الثانية إلا ونصف القاعة عرفت إجابته.. حتى لو كانت غلط..
لكن مجموعة من الطالبات "الدافورات" في قسم البنات اشتكوا للعمادة إن طريقة الاختبار دي ما تنفع لأن الطالبات الكسالى يغشوا منهم بسهولة..
فقالت الإدارة نسأل رأي الطلاب.. طبعًا قسم الطلاب -دفعتنا- كلها إلا 3.4% منهم قالوا مستحيل يتغير دا النظام.. فرضخت الإدارة للأمر الواقع..
ولاااااكن.. الليدر حقنا اجتمع بالدفعة وقال لنا إن الإدارة لاحظت شي مريب.. وهذا حصل قبل أسبوعين!
لاحظت الإدارة إن 90% من طلاب الدفعة جابوا فوق 90% من الدرجات في الاختبارات الدورية..
ودا شي عمره ما حصل قبلاً قط أبد في تاريخ الكلية.. العادة 20% فقط يجيبوا فوق 90% من الدرجات.. والباقي أقل تدريجيًا..
والحاصل..
قالوا إن في الأمر سرًا.. كيف يحصل طلاب بشريّون على درجات بهذا المستوى المرعب؟
لماذا رفضوا تغيير نظام البوربوينت بعنف وجرأة غير معتادة؟ أكيد الغش عندهم منتشر لحد كبير.. لكن لازم نتأكد!
وقالوا لنا.. حنعمل فيكم تجربة.. إذا نجحتم فيها فسنعترف بمستواكم العالي.. وإذا لا.. حتشوفوا شغلكم في النهائي!!
الاختبار الدوري القادم حيكون بدون بوربوينت.. وسنرى إذا استطعتم الخروج نفس مستوى الدرجات السابق..
وقتها الليدر قال لازم تذاكروا المذاكرة الحقة دي المرة.. ولا تفكروا في أي طريقة أخرى.. دي المرة بس وإن شاء الله نمر على خير..
وقال "صراحة يعني ما يصير نلاقي على كل واحد 50 نفر يغشوا منه.. على الأقل سبعة أشخاص بس معقولة!"..
وجاء وقت الاختبار.. هذا كان قبل يومين!
جابوا لنا مراقب متوحش يشبه باب القاعة طولاً وعرضًا.. وأربعة نماذج للاختبار.. المراقب كان طوال الاختبار يغير أماكن الطلاب اللي شاك فيهم..
ما تمر دقيقة إلا تلاقي واحد قام من محله وجلس في كرسي ثاني لأنه موضع غش.. وحتى لو ما غش فهو بؤرة إرهاب واللي حوله يغشوا منه..
أنا انتهيت من الحل قبل نهاية الوقت وخرجت.. لما انتهى الوقت.. قام المراقب يجمع الأوراق واتجه لطرف القاعة..
وكان هذه هي الفرصة الذهبية لمعشر الغشاشين!
استغلوا الوضع وخلال النص دقيقة اللي انشغل عنهم غشوا الأسئلة كوووولّها >.<".. ما ينفع معاهم شي!!
وعن النذالة..
واحد من الطلاب المشهورين بالدرجات العالية.. هو في نفس الوقت مشهور بإنه ما يسمح لأحد بتاتًا بالغش منه أو إليه أو خلاله..
وفي الوقت ذاته.. هو في رأي معظم الدفعة النذل الأعظم.. عدا أصحابه المقربين والحاشية -وأنا منهم-.
الواقع عادة إنك تتأثر بالجماعة اللي تمشي معاها.. زمان كنت ما ألتقط أي إجابة إلا "بالوايرلس"..
لكن بعد ما مرت فترة علي وأنا أذاكر مع ناس ما يستحبوا الغش لكن يحسوا إنهم مضطرين له صرت أغش معاهم بسبب الصعوبة اللي كنا نواجهها في تلك الفترة من جراء الكرف..
حتى في أحد الاختبار مع الكرف الحاصل اتقاسمنا المادة.. 4 أشخاص كل واحد ذاكر قسم..
وفي الاختبار كل واحد غشش السؤال المختص بقسمه للآخرين.. كان الأمر أشبه بالتعاون لكن للأسف يظل غشّ!
الغريب إن أشطر واحد فينا والأحسن في المذاكرة والدرجات كان هو اللي يغششنا ويطالبنا بالمقابل.
لكن طبعًا ما ينفك الشعور بالخطأ يتراود.. والحمد لله الاختبارات الأخيرة ما فكرت في المحاولة ..
مشكلة من الطرف الآخر تجي من المراقبين.. لما المراقب يوقف عند جماعة يغشوا ويشوفهم يغشوا وما يحرك ساكن.. الانطباع المتوقع منهم هو إنه "يا طلاب غشوا"!
وخاصة يحطوا مراقب واحد صاحي ومراقب ثاني أحول ونظره ضعيف بالكاد يشوف أبعد من أرنبة أنفه وما يدري أصلاً إن المفروض منع الغش!!
وحتى الآن ما مر اختبار إلا وتم التهديد بسحب الورق لمن يغش والحرمان والطرد وتنسيم الكفرات..
لكن ما مر على أي غشاش عقاب من هذه العقوبات أكثر من" تغيير المقعد خلال الاختبار"!
مدري كيف النهاية.. زي ما قالت هدهد ثلاث أرباعهم ما عندهم سالفة = يستعملوا الغش..
في أمان الله أنفاس!