اقتباس:
وقف الرجل الضخم من خلف المنضدة, أراد ضرب جافا و كرونو, لأن الفتاة الصعغيرة التي أهانوها بعدم اتباع كلامها هي في الحقيقة بنته, و هم بضرب كرونو للإزعاج الذي يحدثه في المكان, و لكن نوراث وقف, و أبعد هراوة الرجل, و نظر إليه بنظرة تقول: ساهتم بالامر, نظر نوراث إلى كرونو, و قال: "أعلم أنك من اختار الأمير للمهمة, أشم عندك رائحة قصره, و أرى أنك زرت الدكتور آيل, فهذه الرائحة النتنة أشبه برائحته, و لن تسمع مني حديثا إلا عندما تسلم سلاحك, و أنت يا ابن قرية الظلام, و إن كنتم لا تريدون تنفيذ قوانين أهل البيت, فأنتم غير مرحب بكم."
أعطى نوراث الأبطال فرصة لتسليم أسلحتهم, ثم جلس على حافة البركة, و قال: "ذلك الرجل الغامض, ليتني أطلقت سهما يخزق عنقه, يبدو أنه كان يتحكم في الوحوش نوعا ما, سأخبركم ما رأيت, أولا رأيت الرجل يلبس ملابس سوداء ثقيلة, فهو من منطقة باردة, و هو أيضا شاحب البشرة, و الشحوب -عادة- يأتي من قلة التنفس, مما يعني أنه في قمة جبل مثلجة, و أظنني اشتمّيت رائحة الكبريت, و لكني غير متأكد من مصدرها, لو كان هو مصدرها فهو آت من مناجم فالادور, على قمة جبل أوتوم.
أما سحره و حركاته, فأنا كنت أصغي أشد الإصغاء, لم يكن يتمتم!, و لا يوجد سحر أعرفه لا تمتمة فيه, قد يكون سحرا جديدا, قد لا يكون سحرا حتى, لا أعرف, و تلك الأنوار الغريبة, ضوء السحر المعروف هو لون المانا, و هو الأزرق المنير, و أحيانا هو لون الشامان, وهو الأصفر الشمسي, و أحيانا اللون الإلفي و ذلك هو الأخضر, أما ذلك اللون الأحمر, فلم أر مثله في سحر قط."
أخذ نوراث سهما و وازاه على نظر عينه كأنه يتحقق أكان حادا أم لا.
و قال و هو يرى جودة أسهمه: "علي أن آتي معكم, لا أعتقد أن أحدا منكم يعرف الطرق المؤدية إلى جبل أوتوم, و لا أظن أن لأحد منكم في قفاية البشر أو الأثر, و ليس لدي شيء أفعله, أنا رحالة, تخور قواي إن بقيت في راحة وقتا طويلا."