يوفنتوس وميلان والإنتر يحلقون في القمة كييفو يعيش كابوسا اسمه روبرتو باجيو:
باستثناء الصاعقة التي شهدها الأسبوع الثاني للكالشيو والمتمثلة بهزيمة روما على ملعبه وأمام جمهوره فإن أيا من الفرق الكبيرة لم يتعرض للاحراج·· بينما بدا ان لاتسيو في الطريق للخروج من كبوته·· أما كييفو فعاش كابوسا اسمه روبرتو باجيو على ملعب كارلو كاستيانى بايمبولى خاض يوفنتوس حامل اللقب تجربة مثيرة جرب المدرب مارسيلو ليبى من خلالها عدداً من لاعبيه الجدد مثل ايمليانو موريتى وديفيدى بياكو والعائديم من الاصابة مثل مارك ايليانو والتشيلى مارسيلو سالاس والكرواتى ايجر تيودور·· لكن الفارق في النهاية كان النجم الموهوب اليساندر وديل بييرو الذي أثبت انه وحده يساوى فريقا بأكمله، ويمكن ان ينهي المباراة في اى لحظة، وهو ما حدث منذ الدقيقة الخامسة عندما هرب من الرقابة المفروضة عليه ودخل المنطقة مواجها للحارس جيانلوكا بيرتى الذي اعاقه بعدما مر منه وكان ذلك على مقربة من الحكم الذي لم يتردد في احتساب ضربة الجزاء والذي سجل منها ديل بييرو بنفسه، والواقع ان جمهور ايبمولى اتهم حكم اللقاء بالتعاطف مع اليوفنتوس لكن المشكلة بدت في ان الجمهور غير معتاد على اسلوب سيريا ا وهو ما تعامل معه المدرب ليبى بذكاء شديد حيث عمد الى اراحة بعض النجوم لديه فلم يلعب ادجار ديفيدز ولا شيرو فيرارا ولا سلفاتورى فريزى ولا ماركو دى فايو·· بينما ظهر بوضوح الفارق بين فريق كبير حامل للقب وهو اليوفنتوس وفريق صاعد حديثا يحاول تلمس طريق·· ولكنه والحق يقال لم يكن سهلا ابدا اما حامل اللقب جاهد لاعبوه ولكن مهارات لاعبى اليوفنتوس كانت حاسمة، ولم يجد الميلان المتصدر الحالى للترتيب اية صعوبات في تخطى بيروجيا الضيف الذي جاء مستسلما منذ البداية على غير العادة رغم ماهو معروف عنهم من عناد،لكن المباراة كانت سجالا بين الاثنين حتى نهاية الشوط الاول عندما رفع اندريا بيرلو الكرة من ضربة ركنية ووسط غابة من الاجسام لعبها باولو مالدينى برأسه لتسقط لوب فوق الجميع بما فيهم كالاتش حارس بيروجيا لتكون الهدف الاول··وربما كانت نقطة التحول التي انهار على أثرها بيروجيا هي الهدف الثاني، فمن هجمة من الناحية اليسرى رفع الجيورجى كاخا كيلادزى كرة عرضية امام المرمى مرت امام الجميع لكن فيليبو اينزاجى لحقها ببراعة ليسجل الهدف الثاني، ومع الهطول الغزير للأمطار تأثر الملعب واللعب ايضا واخذت حركة الكرة تزداد بطئا ونزل الهولندى كليرينس سيدورف والذي اشعل خط الوسط ومن هجمة مرتدة سريعة مرر اينزاجى الكرة عرضية الى الهولندى الذي سارع بمراوغة تيديسكو ثم لعب الكرة بكل دقة مرتفعة قليلا عن الارض حتى لا تتأثر بالامطار لتكون الهدف الثالث، وبعده اهتم لاعبو ميلان بالاستعراض فيما تبقى من الوقت، ومع ذلك كادوا ان يحرزوا الهدف الرابع بعدما اقتحم الدانمركى توماسون المنطقة ليخاشنه الدفاع·· فكانت ضربة الجزاء · لكن البرازيلى سيرجينيو اطاح بالحارس في ناحية·· والكرة في ناحية اخرى خارج الملعب·· وفي ملعب اورستى جرانيولا كان الانتر على موعد مع مباراة مثيرة امام مضيفه ريجيانا وهي مباراة عانى فيه كثيرا ولم يستطع خلال شوطها الاول الا ان يخطف هدفاً وحيدا من لعبة طولية مررها ماراتسينا الى فييرى الذي خطفها بذكاء وبسرعة بيسراه الى الزاوية البعيدة لمرمى كاستيلازى حارس ريجيانا، وتعرض الانتر لضغط مكثف للغاية من اصحاب الارض الذين استغلوا الحالة السيئة للملعب بينما لم يستطع لاعبو الانتر نقل الكرة بالشكل الصحيح الذي يرغبونه ولهذا جاءت تمريراتهم عشوائية الى حد كبير، وبرع صانع اللعب اليابانى شونيزوكى ناكيمورا بشكل خاص في استعراض مهاراته · لكن لم يكن هناك احد ليساعده، الى ان صعق الضيوف في الوقت الاضافي عندما نال اليابانى ضربة جزاء صحيحة بعد عرقلة كوردوبا له، وتصدى ناكيمورا وسجل، غير انه يبدو ان الحظ كان مع الضيوف بشكل لا غبار عليه، فبعد ضربة البداية اثر الهدف مباشرة، مر الارجنتينى هيرنان كريسبو بالكرة من اليمين ثم مررها الى الاوروجواني الفارو ريكوبا، الذي راوغ ببراعة وعلى قدمه اليسرى سدد مسجلا، ولحسن حظ الانتر اطلق الحكم صفارته بعد ضربة استئناف اللعب مباشرة، وفي استاديو اولمبيكو بروما كان الموعد مع مفاجأة لم يتوقعها احد لنهاية لقاء روما مع مودينا·· فالتوقعات قبل البداية تمحورت في كم عدد الاهداف التي سيسجله اصحاب الارض بمرمى الفريق الصاعد محدود الامكانات، ولكن كرة القدم التي لا تعترف سوى بالواقع، قضت على المغرورين، ونصرت المغمورين فلم يكن واحد من المائة وخمسين متفرجا الذين صاحبوا الفريق الزائر يتوقع ان يعلو صوتهم فوق أصوات جمهور روما المعروف بصخبه، ولكن هذه هي كرة القدم فقد كان درسا لنجوم روما الذين بدوا وكأنهم يستطيعون القضاء على منافسيهم في أي وقت، لكن القدر كان لهم بالمرصاد، هذا رغم ان فرانشيسكو توتى سجل من ضربة جزاء صحيحة بعد خمس دقائق فقط من البداية، غير ان نقطة التحول الكبيرة بالمباراة جاءت في الدقيقة الاخيرة للشوط الاول عندما احتسب الحكم فارينا ستيفانو ضربة جزاء للضيوف على اعتبار ان البرازيلى ايمرسون منع بجسده سيكولى من الارتقاء·· وبعده بثوان طرد كريستيانو بانوشى بسبب اعتدائه اللفظى على الحكم وسجل منها عمر ميلانيتو هدف التعادل، في الشوط الثانى واصل روما ضغطه لكن بدا لاعبوه متأثرين بشدة بلعبهم ناقصين لاعبا، ورغم ذلك تواصلت محاولاتهم الهجومية الى ان حملت الدقيقة 73 ما لا يحبونه حيث مرر ديومانزى كامارا كرة رائعة الى سكالى والذي لم يكن متسللا ابدا لينفرد بانطونيولى ويسجل ببراعة الى يمين الحارس، وطبعا اذهلت المفاجأة الجمهور واللاعبين، لدرجة ان توتى أضاع ربما اسهل فرصة بالمباراة عندما تهيأت امامه كرة لا تضيع فسدد بقوة لكن في قدم الحارس ماركو بالوتا، ليظهر ان القدر عاقب بشدة مغرورى روما وكافأ بنفس القدر مغمورى مودينا·
أما في تورينو فقد قدم لاعبو لاتسيو عرضا هائلا وانقذوا رأس مدربهم روبرتو مانشينى من المقصلة فقد لعبوا مباراة اكثر من ممتازة وحاصروا تورينو بملعبه وانهالوا بالكرات من مختلف الاتجاهات ولكن لم يحسموا المباراة الا قبل النهاية بثمان دقائق ومن احدى الكرات التي تخصص فيه اليوغوسلافي ستانكوفيتش كان الارجنتيني دييجو سيميونى هو اشجع اللاعبين في التصدى براسه لها واودعها على يسار الحارس لوكا بوتشى·· والحق يقال ان المباراة كانت من طرف واحد هو لاتسيو الذي كان اكثر اندفاعا نحو الهجوم، وتبارى كلاوديو لوبيز وستانكوفيتش في اضاعة الفرص الكثيرة التي أتاحت لهم·