في السيارة كانت هند وثريا يسولفن بروحهن ومحيي الدين مرتبش بروحه ويا الاغاني.. ويوم وصلوا المنامة قالت ثريا: محيي الدين روح الشيراتون..
هند: بس انتي قلتي انا بنروح محرق..!!!
ثريا: إي بس قبل بنروح نشوف الذهب في الشيراتون.. خاطري هنادي والله خاطري..
هند: ههههههههه خلاص نروح .. ليش لأ..
وداهم محيي الدين الشيراتون ونزلت هند وثريا وراحن صوب محلات الذهب.. ودشن مجوهرات الهاشمي..
هند كانت مبهورة بالاطقم اللي شافتهن .. وبما انها تعشق الذهب.. كانت خبيرة في هالشغلات .. بس عمرها ما شافت تصاميم بهالروعة..
هند: ثريا.. الخواتم تجنن..
ثريا: إي كنت متأكدة انه هالمحل بيعيبج.. تعرفين انهم ما كانوا يصممون الا للعايلة المالكة بس؟
هند: والله؟
ثريا: إي بس الحين من كم شهر فتحو لهم محل هني وكل حد ياخذ من عندهم..
كان في خاتم وايد عايب هند وقررت تاخذه الحين.. وقالت لثريا: البطاقة اللي عطاج اياها ابويه عندج الحين؟
ثريا: إي.. شو ؟ قررتي تستخدمينها اخيرا؟
هند: هى.. أبا اشتري هالخاتم..
ثريا: الله!!! ذوقج وايد حلو.. بيطلع شكله حلو وايد عليج..
هند: لا لا .. مب حقي انا..
ثريا: لمنو عيل؟
هند: لشماني فديتها..
ثريا: هنادي .. خذي لها اياه قبل لا تسافرين مب الحين..
هند (بعناد): لا..!! ألحين باخذه.. بتم افكر فيه طول هالفترة اذا ما خذته..
ثريا: بس يمكن ينزلون تصاميم ثانية عقب..
هند: أنا ابا هذا..
ثريا: ههههههههه .. خلاص ناخذه..
دفعت ثريا واستانست هند وايد وهي تفكر كيف بتكون ملامح شما وهي تشوف الخاتم.. أكيد بتستانس وبتحضن هند من الوناسة..
طلعت ثريا وهند من المحل .. وراحوا صوب السيارة عشان يلحقون يروحون محرق وعقب يروحون السينما.. وقبل لا يركبون السيارة.. لاحظت هند انه في واحد واقف عند سيارته ويراقبها.. دققت فيه قبل لا تركب وانصدمت يوم عرفته أخيرا.. كان اللي واقف جدامها هو حميد اللي شافته هذاك اليوم في المطعم يوم كانت ويا مريم.. هند متأكدة من هالشي.. هذا شو يبا؟؟؟ وليش لاحقنها لين هني؟؟
لاحظت ثريا ارتباكها وقالت : هنادي دشي السيارة بلاج واقفة برى؟
هند: ها؟؟ لا ماشي.. سرحت شوي ..
ثريا: ههههه .. والله انج خبلة.. دشي..
ركبت هند السيارة وتمنت انه حميد ما يلحقها.. أف منه خرب عليها وناستها!!
حميد كان بيطير من الوناسة ومب مصدق حظه الحلو اللي خلاه ايي يتريق في الشيراتون اليوم..
كان حميد طالع من المطعم يوم شاف هند وثريا داشين صوب المحلات.. وقرر يترياهن برى.. ويوم طلعن وشاف هند ، حس بقلبه يدق بعنف.. كان مستغرب من عمره ومن هالاحاسيس اللي تدفق عليه مرة وحدة يوم يشوف هالانسانة بالذات..
ويوم تحركت السيارة.. تحرك حميد وراها بسيارته.. وقرر يلحقهم وين ما يسيرون هو بعد بيسير.. صح انها حركات مراهقين بس بعد ما يروم ايود عمره..
--------------------
الممزر:
في حجرتها، كانت شما منهارة وتمت تصيح وهي مب لاقية حد تشكي له.. ما تبا امها تعرف باللي صار.. وسلطان اللي صار اقرب لها من نفسها عقب كل اللي استوى مستحيل يرد يكلمها مرة ثانية.. آااااااااه يا هند ليتج هني.. كل شي اخترب عقب ما رحتي.. وينج والله اني ولهت عليج.. محتاجتنج والله من خاطريه محتاجه اسمع صوتج واشكي لج يا غناة الروح.. وينج انتي اللي كنتي تتوسطين لي عند سلطان عشان يرضى عليه.. وينج الحين عني؟ سلطان يكرهني .. خلاص مستحيل يرد ويايه شرات قبل.. أنا هدمت كل شي بإيدي حطمت كل شي..
في هاللحظة بطلت موزة الباب بهدوء وشافت شما يالسة على شبريتها ومتفطية باللحاف والدموع مغرقة عيونها وخدودها.. وعلى طول دمعت عيون موزة وعورها قلبها وهي بعدها ما تعرف شو اللي صاير..
اقتربت موزة من بنتها ولوت عليها..
موزة: شماني فديتج ليش تصيحين؟ أنا يوم ما نزلتي للريوق ولا ييتي تتعشين امس قلت اكيد فيج شي..
شما: ...................
أول ما لوت موزة على شما.. انهارت شما وحظنت امها بقوة وصاحت بصوت مسموع.. وصاحت موزة وياها..
موزة: شما اسكتي يا غناتي.. لا تصيحين .. بس ..
شما: ...................
موزة: انزين خبريني شو فيج والله لو تبين عيوني ما تغلى عليج بس انتي خبريني..
شما: ماشي والله ماشي بس تولهت على هنادي.. امايه ابا هنادي.. مب قادرة اتحمل..
موزة: الله يهديج يا شما.. من وين اييب لج هند الحين.. اصبري فديتج هند بترد جريب ان شالله ..
شما: امايه.. بمووووووت والله محد حاس بالظيج اللي فيه ..
موزة: أفا يا شما.. وانا وين رحت؟
شما: فديت روحج امايه والله احبج..
موزة (في خاطرها)... يا ربي متى بينتهي العذاب والهم من هالبيت وبيرد شرات قبل.. تعبنا من الدموع والحزن .. والله تعبنا.. !!
طلعت موزة من عند شما عقب ما هدت شوي وسارت تيلس في الصالة.. تتريا مانع يرد من الشغل.. بس قبل لا تيلس دش هزاع الصالة وكان مستعيل .. ابتسمت موزة وقالت له: هزاع فديتك وينك من امس ما شفتك..
اقترب هزاع من امه وباسها على راسها وقال: أمايه .. انا مستعيل الحين .. عقب بيلس وياج..
ركض هزاع فوق ويلست موزة تطالعه وهي مستغربه.. محد في هالبيت متفيج.. كل حد مشغول.. أو مهموم.. وهي طول اليوم يالسة بروحها..
تنهدت موزة وراحت صوب التيلفون واتصلت بسعاد اللي من زمان ما سارت لها البيت..
عقب ما رن التيلفون فترة.. ردت سعاد..
سعاد: ألو؟
موزة: مرحبا غناتي
سعاد (تبتسم): هلا والله.. شحالج يا ام هزاع..؟
موزة: الحمدلله بخير .. انتي شحالج؟
سعاد: بخير ربي يعافيج.. والله ولهت عليج .. عنبو لا تتصلين ولا تمرين..
موزة: اسمحيلي الغالية والله مشغولة..
سعاد: لا عاد اليوم لازم تمرين عليه
موزة: ان شالله العصر بكون عندج.. ولا تزعلين..
سعاد: شما شحالها؟
موزة: ما بقص عليج يام راشد.. توني ياية من عندها .. مقطعة عمرها من الصياح.. البنية تولهت على هنادي.. (بعد تردد).. وانا بعد والله ولهت عليها موت..
تنهدت سعاد بعمق.. : عيل انا شو اقول يا ام هزاع.. البيت فظى عليه مرة وحدة.. ما اداني حتى اركب فوق ولا اداني امر صوب غرفتها بس عشان ما اتحسر.. وام جمال كل ما يبت لها طاري هند صاحت وصيحتني وياها.. وحشتني يا موزة .. والله وحشتني..
موزة: خلاص يا ام راشد.. ردوا بنتكم .. ما يحتاي اتم هناك اكثر..
سعاد: يا موزة .. هنادي لين الحين مب راضية تكلمني لا انا ولا ابوها.. لين الحين نتصل بها وما ترد..
موزة: سيرو لها هناك يا ام راشد.. لا تخلين بنتج بروحها.. الا هنادي يا ام راشد.. وجان تبين انا بسير وياج ..
سعاد: انا قلت برمس حمدان .. بس نسيت..
موزة: لا تنسين يا سعاد.. الحقي بنتج قبل لا تخسرينها..
سعاد: معاج حق يا ام هزاع.. ان شالله بكلم حمدان..
موزة: خلاص غناتي انا العصر بمر عليج وبنكمل سوالفنا..
سعاد: زين يالغالية.. مع السلامة..
موزة: في امان الله. .
نزلت موزة السماعة وهي مستغربة من هالتغير المفاجئ في شخصية سعاد.. أول مرة تكون هادية جذي.. وترمسها بأسلوب حلو بعد.. وعرفت موزة انه سعاد وحيدة.. وابتسمت وهي تقول.. آااه يا هنادي .. اخيرا عرفت سعاد جيمتج.. توها حست بغلاتج عندها ..
-------------------
سعاد كانت فعلا وحيدة.. من يوم سافرت هند وهي يالسة بروحها ما تكلم حد.. عيالها راشد وناصر مشغولين بدنياهم وما تشوفهم الا على الريوق والغدا.. حتى العشا ما يتعشون في البيت.. وأم جمال لاهية بشغلها .. وحمدان!!.. حمدان صار ما يرمسها ولا ياخذ رايها في أي شي.. طول اليوم ياالس في ديوانية محمد.. ويوم يرد البيت يطالع التلفزيون ولا يسوي لها سالفة..
سعاد تعرف السبب.. حمدان يلومها لأنها طلبت منه يودي هند البحرين.. نظراته تحسسها بالذنب.. خصوصا يوم يتصل بهند وما تطيع ترد عليه.. سعاد بروحها حاسة بالذنب وتعرف انها غلطت..غلطت وايد في حق هند.. واليوم يوم بيرد ريلها لازم تكلمه.. لازم يروحون البحرين ويردون هند.. لازم..
دش راشد الصالة .. وابتسم يوم شاف امه يالسة عند التيلفون.. وباسها على خدها ولوى عليها..
ضحكت سعاد.. : هلا والله .. راد من وقت..
راشد: مالي بارض للشغل.. والله الشركة ملل.. قلت بيي اطمن على امايه حبيبة قلبي..
سعاد..: فديت روحك.. وابوك وينه ؟ جان يبته وياك..
راشد: ههههههه.. تولهتي عليه؟ توج الصبح شايفتنه ع الريوق
قرصته سعاد على خده وقالت وهي تبتسم: وليش ما توله عليه؟ مب ريلي وابو عيالي؟؟
راشد: ههههههههه من زين هالعيال عاد .. محد طالع فيهم حلو غيري..
سعاد: لا والله ؟ وناصر شو بلاه؟
راشد: ناصر الخبال اللي فيه مغطي على أي ملامح حلوة في ويهه..
سعاد: بالعكس .. خباله محلنه أكثر..وبعدين هند احلى وحدة فيكم.. تشبه امي الله يرحمها..
ابتسم راشد بارتباك يوم طرت امه هند.. وحست سعاد بالتغيير اللي طرى عليه فجأة وقالت: راشد..
راشد: آمري يمه..
سعاد: ابا اكلم ابوك عشان نسافر البحرين ونرد هند..
اطالعها راشد باستغراب .. معقولة امه تبا ترد هند البيت؟؟ هذا آخر شي توقعه.. وابتسم من خاطره وقال: فديييييييييييييت روحج يمه والله كنت اتريى هاليوم .... مب لازم ابوي يروح انا بوديج وجان تبين الحين بنسير لها..
سعاد: هههههه..لا لا.. انا ما بسافر من دون ابوك..
راشد: انزين بسير وياكم..
سعاد: ليش؟ ما يحتاي.. بنسير انا وبوك وبنردها .. ما بنتأخر هناك.. مسافة الطريج ورادين..
راشد: يعني يا راشد يا ذكي.. إفهم ولا ترز بويهك .. وخل ام راشد وبو راشد ياخذون راحتهم..
سعاد: ههههههههه .. بس عاد راشد.. انت ما تيوز؟
راشد (بجدية) : والله فرحتيني يمه.. ترى هند ما تستاهل
سعاد: أدري..
----------------
البحرين:
هند كانت ترتجف من القهر في السيارة وكل شوي تطالع وراها عشان تعرف اذا هالنذل يلاحقها ولا لأ.. بس للأسف ما كانت تعرف نوع سيارته.. وثريا تطالعها وهي مستغربة..
ثريا: هنادي انتي شو تطالعين ورا؟
هند: ها؟ لا.. ماشي..
ثريا: شو ماشي.. شو اللي صاير خبريني من يوم طلعنا من الشيراتون وانتي معتفسة
هند: ما فيني شي والله ما فيني شي ..
ثريا: اوكى .. ياللا استانسي انا مطلعتنج عشان تفرفشين..
ابتسمت هند ابتسامة عريضة وقالت: ابتسمت.. الحين استانستي.. ؟
ثريا: ههههههه .. إي استانست ..
وصلوا محرق ونزلوا .. واستانست هند كالعادة ونست عمرها في زحمة الناس والحشرة اللي هناك.. وما انتبهت انه حميد نزل وراهم الا يوم التفتت تبا تكلم ثريا في محل العبي وانصعقت يوم شافته واقف وراها.. ثريا لاحظت انه هالريال دخل وراهم المحل وما اشترى شي..ولاحظت انه بياكل هند بعيونه وعطته نظرة حادة خلته يرتبك ويطلع..
هند حست بإحراج كبير واحمر ويهها..
ثريا: ما عليج منه .. واحد تافه..
هند: ...........
ثريا: ياللا حبيبتي خلينا نخلص بسرعة ونروح السينما..
هند: أوكى..
خلصوا شغلهم في محل العبي وطلعوا والتفتت هند حواليها تدور حميد وابتسمت براحة يوم ما شافته..
الساعة 11، وصلوا السينما وخذوا لهم التذاكر بسرعة ودشوا السينما .. وضحكت هند من الخاطر يوم شافت السينما فاظية وما فيها حد غيرها هي وثريا..
هند: شكلنا بناخذ راحتنا ع الاخر في الفلم..
ثريا: أحسن والله .. قلت لج السينما احلى الصبح..
هند: منو قدنا .. الفلم معروض حقنا بروحنا..
ثريا: تعالي بنروح نقعد في آخر صف..
هند: اوكى
سارت هند وثريا ويلسن اخر شي وبدا عرض الفلم وهن يعلقن ويضحكن على كيف كيفهن..
عقب ربع ساعة.. شافت هند واحد يدش من بعيد.. بس الظلام في السينما منعها انها تشوف ملامحه.. اقترب هالشخص منهم ويلس في الصف اللي حذالهم.. هند كانت بتموت تبا تعرف منو اللي ياي.. وهي شاكه انه حميد.. بس طبعا ما قدرت تلتفت..
ومرت نص ساعةو اندمجت هند ويا الفلم اندماج تام... ونست الريال اللي يالس على بعد كرسيين منها.. وفجأة قالت لها ثريا.. : هنادي حبيبتي قومي خذي لي كاكاو وpop corn وبيبسي .. عافية ع الشطووورة حبيبتي انتي..
هند (بدلع): حرام عليج ابا اشوف الفلم انتي قومي ..
ثريا: أهون عليج يفوتني المشهد..؟
هند: انزين اصبري للاستراحة اللي بين الجزئين..
ثريا: مابي.. الحين ابي..
هند: أف منج.. انزين بسير اييب لج.. بس تحكين لي المشاهد اللي بتفوتني بالتفصيل الممل..
ابتسمت ثريا : وعد والله بحكي لج..
قامت هند غصبن عنها وطلعت.. وابتسمت ثريا وهي تطالعها وفجأه لاحظت الريال اللي يالس حذالهم..
دققت ثريا في ملامحه عدل وشهقت يوم اكتشفت انه هو نفسه اللي كان يلاحقهم في محرق..
في اللحظة اللي طلعت فيها هند .. وقف حميد بيطلع وراها.. بس انصدم يوم سمع ثريا تناديه والتفت وشافها واقفة وراه بالضبط.. وويها لوحة من الغضب..
ثريا: بسألك انت ما تستحي على ويهك؟؟
حميد (منصدم): نعم؟؟
ثريا: تتحراني ما اعرف انك لاحقنها.؟؟؟ انته شو؟؟ ما تستحي؟؟
حميد: اختي انتي فاهمتني غلط..
ثريا: أنا فاهمتنك زين وعارفة حركاتك البايخة هاذي.. وبقول لك شي.. ترى مب كل البنات واحد ولا تظن انك تقدر تتيب راسها .. تراها بنت عرب ومربايه عدل..
حميد انقهر منها وقال: اسمعي انتي ايه.. لا تطولين لسانج احسن لج.. واحمدي ربج انه واحد شراتي مسوي سالفة لهالاشكال اللي وياج.. ولا تيلسين تسوين عمرج شريفة مكة.. ادري من تشوفين البيزات جدامج بشوفج طايحة على بونيت سيارتي تترجيني اعبرج..
هني ما قدرت ثريا تيود عمرها وصفعته صفعة قوية خلت السيكيورتي ايي من برى يشوف شو السالفة..
حميد انصعق من الصفعة وتم واقف يطالعها.. مب مصدق انه حرمة صفعته.. وثريا كانت تطالعه بتحدي وهي ترتجف من القهر..
السكيوريتي اقترب منهم بسرعة وقال: شو السالفة؟؟
ثريا: الاخ اللي جدامك من الصبح يلاحقنا ويوم ما سوينا له سالفة قام يغلط ويطول لسانه..
التفتت السكيوريتي لحميد وقال: أخوي ممكن تتفضل وياي..
حميد: أدل الباب وين مب لازم توصلني.. (لثريا) وانتي بتشوفين.. والله مااطوفها لج..
ثريا: أوكى بنشوف..
طلع حميد وهو ميت من القهر واعتذر السكيوريتي من ثريا اللي ردت اتابع الفلم وهي مقهورة.. وعقب شوي ردت هند ويلست حذال ثريا..
هند: سوري ال pop corn طاح عني عند باب الصالة ورديت اييب واحد ثاني..
ثريا (تبتسم): عادي حياتي..
هند: عيل الريال اللي كان هني وينه؟
ثريا: شكله مل من الفلم.. وروح..
هند: ما عنده سالفة والله الفلم حلو..
كملت هند وثريا الفلم وقررت ثريا ما تخبر هند باللي صار عشان ما تعفس لها مزاجها.. بس حميد كان حالف انه ما يطوف لثريا اللي صار .. وروح شقته وهو ميت من القهر .. ويفكر كيف ينتقم منها..
يوم الاثنين ، الساعة عشر ونص فليل.. كانت سعاد يالسة ويا حمدان في الصالة يطالعون الاخبار .. كانوا حاطين تقرير صحفي عن تحرير الكويت ويسوون لقاءات ويا الكويتيين اللي ردوا بلادهم.. ومراحل اعادة بناء الكويت..
التفت حمدان على سعاد اللي كانت تصيح بصمت وحن قلبه عليها.. من يوم راحت هند وحمدان متغير على سعاد .. لا يرمسها ولا يحب يتعامل وياها خير شر.. تجاهل تماما دافع سعاد من اللي سوته .. وحقيقة انها رغم كل قسوتها، تحب هند.. يمكن سعاد غلطت في بداية تربيتها لهند.. كانت تهملها وما تحب تعتني فيها.. كانت تغار من هند لأن حمدان من يوم انولدت وهو يموت فيها.. بس بعدين ردت واثبتت انها تحبها وتخاف على مصلحتها..
انتبهت سعاد انه يطالعها وابتسمت له وسط دموعها وقالت: فديت الكويت.. اشتقت لها موت..
حمدان (يبتسم): تذكرين يا سعاد؟
سعاد: تقصد الجامعة؟
حمدان: هى.. حشرت ابويه حشرة لين رضى يسفرني الكويت عشان ادرس.. المفروض كنت ارد لهم بشهادة.. بس انا رديت لهم بعروس كويتية هههههه
سعاد : هههههه .. أكيد أذكر.. ودرنا الدراسة وتزوجنا.. تذكر صدمة امك وابوك؟ محد كان مسوي لنا سالفة غير مانع وموزة..
حمدان: كلهم قالوا لي اني بندم يوم خذتج..
اختفت ابتسامة سعاد.. وسالته : وندمت؟
حمدان: في كل لحظة تمر عليه.. احمد ربي اني اخترتج انتي يا سعاد.. عمري ما ندمت ومستحيل في يوم اندم ..
انفجرت سعاد ويلست تصيح من كل قلبها.. كانت خايفة تكون خسرت حمدان للأبد .. كل مخاوفها وشكوكها كانت وهم.. حمدان طول عمره بيتم أصيل.. ويحبها.. ابتسمت له سعاد وهو يمسح دموعها بايده .. وقالت: الله لا يحرمني منك يا بوراشد..
حمدان: ولا يحرمني منج يالغالية..
سعاد: بوراشد؟
حمدان: عيون بوراشد..
سعاد: هند.. أبا هند.. أنا غلطت يوم وديتها البحرين ..
حمدان: خلاص هذا شي صار وانتهى وما نروم نمحيه..
سعاد: بس نقدر نصححه..
حمدان: قصدج..؟
سعاد: نردها يا حمدان.. انا ما اروم اعيش من دونها.. وادري انك انته بعد تتعذب في داخلك..
ابتسم حمدان: خلاص.. باجر بدق لها وبخبرها.. وبسير اخذ لنا التذاكر..
سعاد (تبتسم): فديت روحك.. كنت متأكدة انك ما بتردني..
حمدان: أفا عليج يا سعاد.. وبعدين انا كان خاطريه اسوي هالشي من زمان.. بس كنت اتريى اخلص شوية اشغال كنت مرتبط بها..
ارتاحت سعاد أخيرا وفكرت كيف بتتقبل هند خبر انهم بيسيرون لها البحرين.. يمكن اصلا ما ترضى ترمسهم يوم يدقون لها باجر.. بس سعاد بتحاول قد ما تقدر انها تقنعها..
-------------------
في بيت مانع، سلطان كان يالس في الصالة وسعيد راقد في حظنه.. ويطالع التقرير الصحفي عن الكويت بروحه.. أبوه سار يرقد وامه سارت تشوف شما وقالت انها بترد له.. في باله كان ألف سؤال مب لاقي له جواب.. كيف يقدر يوصل لهند؟ كيف بيتعامل ويا شما؟ وخطته هو وناصر.. كان متظايج وايد.. وما حس بأمه وهي تقترب منه وتيلس حذاله الا يوم تكلمت..
موزة (وعيونها على التلفزيون): ماشالله ردوا يبنون الكويت وان شالله بترد شرات قبل واحسن..
انتبه سلطان انه امه تتكلم عن التقرير الاخباري وابتسم وقال: كان خاطريه اتطوع في الجيش واسير الكويت.. بس انتي ما طعتي..
موزة: مب بس أنا .. حتى ابوك ما طاع.. اسكت فديتك لا تييب لي هالطاري.. تعرفني ما اتحمل حد منكم يغيب عن عيني..
سلطان: اعرف فديت روحج..
باسته موزة على يبهته ووقفت وخذت سعيد عنه..
موزة: ياللا فديتك لا تتأخر في الرقاد.. انا بسير ارقد..
سلطان: ان شالله امايه.. الحين ساير ارقد.
موزة: تصبح على خير يا غناتي..
سلطان: وانتي من اهله..
سارت موزة حجرتها وركب سلطان فوق ويلس في الصالة .. واتصل على تيلفون غرفة ناصر.. رن التيلفون فترة بس ناصر ما رد.. تأفف سلطان لأنه متأكد انه ناصر ما يرقد هالحزة.. أكيد سهران برى..
سلطان كان متنرفز وايد ويحاتي خطته ويا ناصر.. ما يعرف شو بيستوي.. واذا الخطة بتنجح ولا لأ.. وايد اشيا كانت شاغلة تفكيره وناصر بعده سهران برى وما يرد على التيلفون..
تنهد سلطان ووقف عشان يسير حجرته.. بس أول ما دش الممر.. شاف شما يالسة في الممر تترياه في الظلام.. كانت مثل الطفلة الصغيرة .. يالسة وحاظنه ركبها .. شعرها مبطل وشكلها تعبانة.. تظايج سلطان ودعى على عمره في داخله لأنه سبب لها كل هذا..
شما يوم شافته ترجته بعيونها انه ما يطنشها.. ما كانت تتجرأ انها تكلمه.. كل اللي كانت تقدر تسويه هو انها تترياه يرحمها ويسامحها.. وسلطان حاول قد ما يقدر انه يسامحها .. تقرب منها.. عيونه في عيونها.. شكلها يقطع القلب.. مع انه ويهها مب واضح في ظلام الممر.. بس مبين انها كانت تصيح..
مشى سلطان صوبها .. كان خاطره يطيب خاطرها ويخبرها انه مسامحنها.. بس في داخله كان يعرف انه بعده شايل عليها.. وغصبن عنه.. تخطاها.. وراح غرفته.. وصك الباب وراه..
تمت شما تطالع باب غرفته .. كانت متأكدة انه يوم بيشوفها يالسة تترياه ما بتهون عليه.. بس الظاهر انها هالمرة خسرته للأبد.. قامت شما ومشت بخطوات ثجيلة لغرفتها .. هالمرة ما صاحت .. كانت تعبانة وايد لدرجة انها ما قدرت حتى تطلع دمعة وحدة.. وحطت راسها على مخدتها ورقدت..
صك سلطان باب غرفته وعق عمره على الشبرية.. فعلا كان تعبان.. ومرهق نفسيا وجسميا.. كيف يرضى يعذب شما هالكثر.. ليش ما يسامحها بكل بساطة؟؟ لا.. شو يسامحها؟؟ في البداية.. جرحه هزاع.. وعقبه شما.. شو سبيل هو؟؟ كل من بغى يجرح فيه ويظلمه يتفضل؟؟ لا.. خلها تحس على دمها شوي .. وتعرف انها ما سوت شي هين..
انجلب سلطان على بطنه وسرح في أبيات شعر انكتبت من فترة على اليدار..
دنـياي شـفها فـي تفاصيل دنياك.... ان زانت ايـامك زمـاني يـزيني
وان شـان وقتك واستدارن الافلاك.... كـل الـوجود بـنظرتيني يشيني
وشهي حـياتي يـا حـياتي بـلياك ....انـت الـسنين الـلى تسمى سنيني
انـا لـك اقرب من يسارك ليمناك.... صدق ووفاء واخلاص حب وحنيني
قرى سلطان الابيات بصوت عالي وحس بقلبه يتقطع.. "صدق ووفا واخلاص وحب وحنيني.. " انتي ما قصرتي يا هند.. انا اللي طلعت غبي ومغفل.. أنا اللي قصرت وياج.. لج كل الحق انج تكرهيني.. موقفي كان سلبي من البداية.. المفروض كنت اوقف في ويوههم وامنعهم من انهم يبعدونج.. انا الغلطان.. بس انتي اكيد بتسامحيني.. ادري به قلبج طيب وكبير.. أكيد بتحسين اني قصرت غصب عني.. صح؟ انتي متعودة علي انا دوم أءذيج.. تعرفين اني احبج.. واني مشتاق لج موت..
حس سلطان بظيج فظيع.. كان حاس انه مخنوق.. متى بيخلص هالكابوس اللي عايشنه؟؟ ليش عمه حمدان ومرته بهالقسوة؟ حتى لو كانوا يعتقدون انه هند غلطانه.. ليش ما يسامحونها وهي بنتهم؟؟
ضحك سلطان على عمره.. وقال: يسامحونها؟؟ اذا انته بروحك مب قادر تسامح اختك على حركة بسيطة سوتها.. تباهم يسامحون هند وهم يتحرونها مرتكبة جريمة؟؟
تنهد سلطان وطلع من غرفته بخطوات ثابته.. وبطل باب غرفة شما بهدوء.. كانت شما راقدة.. أو تتظاهر انها راقدة.. وأول ما يلس سلطان على طرف الشبرية وابتسم لها.. بطلت عيونها وابتسمت..
سلطان: ونج مسوية عمرج راقدة؟
شما: كنت اتحراك ياي تهزبني..
سلطان: لا.. انا ياي عشان شي ثاني..
شما: شو؟
سلطان: قومي ايلسي..
يلست شما.. وقالت: شو هالشي اللي ياي عشانه؟
اقترب سلطان منها ولوى عليها بقوه.. وباسها على خدها.. وتفاجأت شما من ردة فعله.. بس عقب شوي استوعبت انه سامحها وحظنته بقوة وهي تصيح..
سلطان: أوووووهوو.. ترى شماني والله لاعت جبدي من كثر ما اشوفج تصيحين .. بس عاد..
شما: ما اروم.. خلاص تعودت..
سلطان: اسكتي ولا ترى والله برد غرفتي وما بكلمج..
شما: خلاص والله بسكت .. والله..
سلطان: زين اسكتي ياللا بروحي مصدع ما فيه حد يباغم جدامي..
ابتسمت شما: سلطان انا اسفة..
سلطان: أدري انج اسفة..
شما: ما توقعت تسامحني..
سلطان: ومنو قال اني سامحتج.. ؟
شما: عيل..؟
سلطان: ييت هني لأني تولهت عليج.. بس هذا مب معناته اني سامحتج اوكى؟
نزلت شما عيونها وقالت بكآبه: أوكى..
ابتسم سلطان: لا والله اني سامحتج.. احس بج صج ندمتي على اللي سويتيه..
شما: هى والله اني ندمت.. ومستحيل اتدخل في حياتك مرة ثانية..
سلطان: شما .. وايد فكرت وترددت قبل لا اقرر اني اسامحج.. انتي غلطتي في حقي وفي حق هند..
شما: أدري يا سلطان.. أدري..
سلطان: هند اكيد الحين تتحراني خاين.. وتخليت عنها..
شما: أنا بدق لها وبخبرها بكل شي..
سلطان: عندج رقمها؟
شما: لا ..
سلطان: ومنايه؟
شما: تقول انها فرت الرقم..
سلطان: عيل كيف بتدقين لها؟
شما: بسير عند خالوه سعاد وبترجاها تعطيني الرقم..
سلطان: ما بتطيع ادري بها..
شما: بس عمي حمدان ما بيردني..
ابتسم سلطان وقال: فعلا .. عمي حمدان مستحيل يردج.. انا غبي ما فكرت بهالفكرة من قبل..
شما: حتى لو عمي حمدان ما عطاني الرقم صدقني بلاقي طريقة اييبه فيها.. وبعوضك عن اللي استوى..
سلطان: خلاص انتي الحين لا تفكرين بهالشي وارقدي..
شما: وانته؟
سلطان: أنا بعد بسير ارقد.. وراي دوام باجر من الصبح..
ردت شما تحظنه وقالت: خلاص تصبح على خير..
سلطان: وانتي من اهله غناتي.. وعقابا لج على اللي سويتيه باجر تنشين من الصبح وتسوين لي عصير برتقال..
شما: ههههههه .. بس؟ ما طلبت والله ..
سلطان : وعقب الغدا بعد..
شما: حاظر..
سلطان: وكل يوم..
شما: لا والله؟ اجلب ويهك زين؟
سلطان: ههههههه .. يعني حرام استغل الفرصة؟
ضحكت شما وطلع سلطان من غرفتها وهو مرتاح نفسيا.. وراح غرفته عشان يرقد...
--------------------------
هزاع كان هالحزة في غرفته.. لم اغراضه المهمة كلها وحطها في شنطة السفر.. كان خايف ومتوتر وايد.. ويتنافض من القهر اللي فيه.. ابوه مستحيل يسامحه.. من وين بييب له مليونين.. ؟؟؟ كل اللي يقدر يسويه انه يبتعد.. يشرد.. حس بعمره صج جبان.. ونذل.. حاول وايد انه يتماسك ويخبر ابوه.. بس ما يقدر.. أبوه بيجتله.. وكل حد بيشمت فيه..
خلص هزاع من اغراضه وتأكد انه تذكرة سفره لأستراليا موجودة ويا الجواز و بطاقة البنك.. وتنهد بعمق .. كانت الدموع تحرق عيونه.. بس مب قادر ينزلهم.. قبل اسبوع.. كان يالس يخطط لمستقبله واحلامه ويا اسما بنت عمه محمد.. والحين بيتخلى عن كل هذا وبيسافر.. بيتخلى عن اهله وديرته.. عن بيزاته ومكانته بين الناس.. وعن امه .. وابوه.. وكل ذكرياته.. وكل احلام المستقبل..
وفجأة يت هند في باله.. كان يتخيلها جدامه الحين.. واقفة تشمت فيه.. واحمر ويهه وحس بقلبه يدق بقو.. هند انظلمت على ايده.. وسلطان بعد.. اقرب الناس له .. ظلمهم بدون ما يفكر ولا لحظة في مقدار الالم اللي بيسبب لهم اياه.. هند يلست مثل ما هو يالس الحين.. وتحسرت على كل اللي بتفقده مثل ما هو الحين يالس يتحسر.. وحست بألم أكبر من الالم اللي هو الحين يحس به.. ونزلت الدموع اللي انحبست في عيونه أخيرا.. نزلت ويلس يصيح بحرارة عمره ما حس بها من قبل.. هزاع بيسافر وكل حد بيعرف انه نذل وحرامي.. صح انه بيبتعد بس الكل هني بيتم يكرهه.. هو متأكد من هالشي.. مثل ما كره الكل في سلطان.. الكل بيكرهه الحين.. وابوه .. وامه .. اكيد ما بيتحملون اللي بيصير.. والخسارة اللي خسروها مب شوي.. مليونين مب مبلغ هين..
غمض هزاع عيونه وغطى ويهه بايديه وقال: سامحيني يمه.. سامحيني..
كان يعرف انه عقب ساعتين لازم يظهر من البيت.. طيارته موعدها الساعة اربع الفير.. والساعة ثنتين ونص بيطلع من البيت وبيودعه للأبد..
الساعة ثنتين كان سلطان يتجلب في فراشه.. مب رايم يرقد.. حاول وايد انه يرقد بس ما قدر.. أكيد من كثر ما كان يفكر ياه أرق.. وفي النهاية عرف انه مستحيل يرقد وقرر يقوم يصلي قيام الليل.. ويقرى قرآن لين يأذن الفجر.. راح يتوضى وصلى ركعتين.. وخذ المصحف وطلع عشان يسير يقرى في الصالة..
أول ما وقف في الممر .. تجمد في مكانه.. باب غرفة هزاع تبطل.. كان الظلام فظيع.. وماشي غير النور الخفيف اللي مصدره الصالة.. فكر سلطان يرد غرفته لأنه ما يبا يحتك بهزاع.. بس غصبن عنه تم واقف مكانه.. ما كان يبا هزاع يحس فيه ..
هزاع بطل الباب بهدوء.. وطلع الشنطتين اللي بياخذهن وياه وحطهن عند الباب.. والقى نظره أخيرة على الغرفة قبل لا يغادرها.. كل اللي يباه خذه وياه.. الا صورة مبروزة على التسريحة صار له ساعة ونص وهو يطالعها.. ومب عارف شو يسوي فيها.. وقبل لا يصك باب الغرفة.. تنهد ورد لها وقرر يشلها وياه.. كانت الصورة .. صورته هو وسلطان.. يوم كانوا في المدرسة.. سلطان كان صف أول اعدادي وهزاع أول ثانوي.. كانوا لابسين لبس كاراتيه وابوهم مصورنهم يوم تخرجوا من الدورة الصيفية اللي مسجلين فيها.. ابتسم هزاع وهو يطالع الصورة .. كانت ايام حلوة.. سلطان طول عمره وهو متعلق بهزاع.. ودوم كان يلحقه كل مكان ويحاول يقلده.. بس هزاع هو اللي صك قلبه في ويه اخوه وابعده عنه بغيرته وحقده..
شل هزاع الصورة والتفت عشان يطلع من الغرفة.. بس أول ما التفت شهق شهقة قوية..
حس هزاع انه قلبه بيوقف وهو يشوف سلطان واقف على باب غرفته.. لابس بيجامته وحاظن المصحف .. كان شكله بريء وايد .. للحظة.. نسى هزاع كل شي وكان بيبتسم له.. تأثير الصورة كان بعده موجود في عيونه وهذا اللي لاحظه سلطان.. الحنان اللي كان في اخوه من زمان.. واللحظات الحلوة اللي مرت عليهم كلها كانت موجودة في عيون هزاع في هاللحظة.. وهذا اللي خلى سلطان يتشجع ويدش الغرفة ويتقرب من اخوه..
سلطان: وين رايح يا خوي؟
حس هزاع بهالسؤال جنه جبل وانهد على راسه.. اخوي؟؟ بعده يناديني اخوي عقب كل اللي ياه بسبتي؟ لين الحين يهتم ويسأل ويحاتي عقب ما ظلمته؟ سكت هزاع ومن الاحراج اللي حس به نزل عيونه في الارض..
سلطان حس انه غلط يوم دش الغرفة وحس انه هزاع مب متقبلنه.. بس غصبن عنه دش يوم شاف اخوه يطلع شنطه .. غصبن عنه سأله وهو يشوف في عيونه نظرة عمره ما شافها من قبل..
سلطان: هزاع..
هزاع: سامحني..
كان صوته مخنوق.. هزاع كان يصيح.. رفع راسه واطالع اخوه في عيونه وقال: انا نذل وما استاهل بس دخيلك سامحني يا سلطان.. سمعني هالكلمة وريحني قبل لا اروح..
دمعت عين سلطان.. ويا دوره انه ينزل راسه.. هزاع يطلب منه المستحيل.. مستحيل سلطان يسامحه..
هزاع : سامحني..
سلطان: ليش؟
هزاع:........
سلطان: ليش الحين؟؟
هزاع: هاي اخر مرة اشوفك فيها..
نزلت دموع سلطان وهو يسأله: وين بتروح؟
هزاع: بسافر.. ببتعد..
سلطان: ليش؟؟ .. ليش تحرق قلب امايه وانته تعرف انها ما تروم تعيش من دوننا..
هزاع: اذا تميت هني بيحترق قلبها اكثر.. ياخوي..
سلطان: هزاع ليش بتسافر.. ممكن تخبرني؟؟
تنهد هزاع ومسح دموعه بظهر ايده.. وعقب تفكير.. خبره.. كانت هاذي اول مرة يفتح فيها قلبه لسلطان.. خبره السالفة كلها من اول ما دق له مانفريد لين ظاعت البيزات .. وقال له في النهاية: ما كنت ناوي اني أءذي ابويه وعمي ولا كان في نيتي اني اسرقهم .. الله يعلم ياخوي اني كنت معتبر البيزات سلفة وبردهن عقب ما ينجح المشروع.. بس ..
سلطان اللي ما قال ولا كلمة من بدا هزاع يرمس تكلم الحين وسأله بحزم: بس شو يا هزاع؟
هزاع: انا استاهل..
سلطان: ............
هزاع: الحين عرفت السبب.. وانا لازم اروح.. طيارتي الساعة اربع والحين الساعة ثلاث..
سلطان: بتروح من دون ما تودع امايه وشماني ولا ابويه وسعيد؟؟
هزاع: مريت على شماني توني وشفتها وهي راقدة.. وامايه والباحين مااروم اسلم عليهم.. مابا حد يعرف اني رايح..
سلطان: خلاص.. الله يكون في عونك.. وفي امان الله..
هزاع: سلطان..
سلطان: ما اقدر يا هزاع.. انته دمرت حياتي وفرقت بيني وبين هند.. مستحيل اسامحك..
نزل هزاع راسه .. ووقف وطلع وهو منزل راسه.. وشل الشنط ونزل الصالة اللي تحت بخطوات بطيئة وهادية.. عشان ما يقعد أي احد في البيت.. ويوم نزل تحت تذكر انه نسى الصورة في الغرفة على الشبرية.. وتنهد وقرر يودرها..
سلطان.. كان يالس في غرفة هزاع.. يتخيل كيف حياته بتكون من دون اخوه.. وكيف بتكون ردة فعل امه باجر يوم بتنش وما بتحصل ولدها .. وابوه اللي صج بينفظح جدام عمه حمدان ومحمد.. وفجأة يت عينه على الصورة.. وشلها وقربها منه.. وتذكر هذاك اليوم .. وابتسم وعيونه دمعت.. تذكر يوم واحد من الاولاد المشتركين في الدورة كان يطنز عليه لأنه يعري.. كان يسميه سلطان الأعري.. ومرة سلطان ما تحمل وخبر هزاع.. وسار له هزاع وظربه من الخاطر وكانوا بيطلعونه من الدورة لولا انه ابوه تدخل.. تذكر سلطان كلمات هزاع للولد هذاك اليوم.. كان يذكرها بوظوح.. وقف جدامه عقب ما لعن بوخامسه وقال: " كله ولا سلطان.. انته فاهم؟؟ ترا لا انته ولا اهلك وطوايفك تسوون ظفر اخوي.."
بسرعة وقف سلطان ونزل الصالة بس ما لقى هزاع.. وبطل الباب وطلع في الحوي وشاف هزاع صوب الكراج يبا يطلع سيارته.. ومشى بسرعة عشان يلحق عليه.. .. هزاع كان الحين بيركب السيارة يوم شاف سلطان ياي صوبه وقبل لا يقدر يفكر بأي شي حظنه سلطان بقوة وقال له.. : لا تروح.. هزاع دخيلك لا تروح .. والله اني بسامحك .. بس لا تروح..
هزاع (بصوت مخنوق): ما اروم اتم.. انا مب شراتك.. انا ظعيف .. ما عندي الشجاعة اني اتم واواجه ابوي.. ادري بعمري اذا يلست هني بنهار..
سلطان (عقب تردد): هزاع.. ترى .. البيزات وياي..
هزاع تم يطالعه بعبط وهو مب مستوعب..
سلطان: احم.. البيزات عندي..
هزاع: أي بيزات..
سلطان: المليونين..
انصدم هزاع.. : شو؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سلطان: أدري انه ناصر بيجتلني باجر.. بس هاذي كانت خطتي انا وناصر عشان نكشفك جدام ابويه..
سكت هزاع وقلبه كان يدق بقو.. ما كان يبا يخرب على سلطان وهو يفهمه شو السالفة..
سلطان: مانفريد ربيعي دارس ويايه في امريكا.. واعرفه ريال امين وشايف خير .. بروحه مليونير .. عشان جي تأكدت انه ما بيطمع في البيزات.. ويوم خبرته باللي استوى .. انقهر وايد ووافق انه يساعدني.. وفعلا مثل دوره بكل دقة..
هزاع: انته ؟؟
سلطان: هى نعم انا.. صحيح اني كنت ساكت عن حقي.. ومالي غير ربي.. بس ناصر فكرته كانت حلوة والحمدلله انه كان واثق في هند وفيني.. وكانت الخطة انه اول ما تحول البيزات لمانفريد.. يحولهم هو حقي وهذا اللي استوى..
كان هزاع يرتجف.. مقهور.. وحاس انه غبي.. وقال: سلطان .. كنت تقدر تسكت وتخليني اروح.. وتبين للكل اني مخادع.. بس..
سلطان: اسمع يا هزاع.. باجر الصبح بسير البنك وبرد البيزات في حساب الشركة.. وانته مدير الشؤون المالية وتقدر تغطي على هالشي..
هزاع (ارتفع صوته): ليش؟؟؟ ليش تبا تساعدني؟؟
سلطان: أنا ما اباك تسافر.. وانا غلطت يوم نفذت هالخطة.. المفروض ما اجابل الخداع بخداع اكبر عنه.. واخدع منو؟ اهليه؟؟ ليش؟؟ بحط حد لهاللعبة باجر وبفك عمري..
هزاع: سلطان...
سلطان: ياللا رد اغراضك داخل.. كله ولا امايه.. أموت ولا اشوفها تصيح..
حظنه هزاع بقوة وقال له: والله يا سلطان اني ندمان .. والله..
ابتعد عنه سلطان وقال: بسرعة قبل لا ينش ابويه..
شل هزاع شنطه ودش الصالة ويا سلطان.. وراح عنه سلطان غرفته عشان يقرا قرآن.. ويتريى أذان الفجر.. كان متظايج .. شو اللي خلاه يخرب الخطة؟؟ الحين عمرها الحقيقة ما بتبين.. وشو اللي يظمن له انه هزاع ما بيطلع وغد وبيعق تهمة البيزات عليه.. خصوصا انه يعرف انه البيزات للحين في رصيده.. تنهد سلطان وقال: المهم اني ارضيت ضميري.. وبنشوف هالطيبة وين بتوصلني..
-----------------------------
------------------------------------