السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-)
لا يخفى علينا جميعا المعاناة الحالية التي يعيشها فريق برشلونة العريق لكرة القدم، وإخفاقاتها المريرة في الحاضر القريب، بل وتدني حال الفريق إلى أدنى مستوياته خلال 30 عاما كاملة، بعد عقود مجيدة وزاخرة بالكؤوس والبطولات، قضاها الفريق الكاتالوني العريق وهو يعانق البطولات والألقاب هنا وهناك إما في البطولات الاسبانية أو الأوروبية أو القارية على اختلاف ألوانها وأشكالها حتى بات أحد الفرق القليلة والنادرة واتذي لم تفلت منها تقريبا أي لقب في هذه البطولات، ولكنه لم يكتفي بإحراز هذا الكم الهائل من البطولات فقط، وإنما أيضا غرس مفاهيم كروية جديدة وراقية وممتعة على مدار تاريخه الحافل المجيد، حتى بات الجميع عشاقا له(ولو سرا) ويقفون له جميعا بكل احترام وتقدير، ويتمنون منه ألا يتوقف أبدا عن نشر عبيره الفواح المليء بأبدع وأجمل فنون الكرة..
ولكن تأبى الأيام استمرار هذا الإبداع والتميز، وتقف بعناد في وجه أفراح البارسا وعشاقها، حارمة إياهم من مواصلة إبداعهم ورونقهم الكروي المميز، وبات الجميع ينظر للبارسا نظرة حسرة وأسى لحاضره البائس المرير المتجسد خصوصا في غيابه عن منصات التتويج منذ سنوات ثلاث عجاف-وما زال الحال مستمرا من سيء إلى أسوأ- ، والله وحده أعلم متى تزول غمامة الصيف هذه عن كبد السماء، ليعود للفريق الكاتالوني وعشاقه أفراحهم القديمة الكثيرة..
بعد هذه الأسطر القليلة المعبرة، نعرض عليكم - باسم رابطة عشاق برشلونة- هذا المقال الهادف ان شاء الله تعالى، مبزين فيه مآسي برشلونة في الفترة الأخيرة، ومستشرفين فيه في الآن ذاته قواعد نهوضه من كبوته الحالية، وعودته مجددا إلى صفوف المقدمة كأحد أبدع وأقوى وأفضل أندية العالم، وما ذاك ببعيد بإذن الله..
نبدأ إذن بعرض السقطات الكبرى في عصر برشلونة الحديث، لا لتسلية ما بأنفسنا من الفراغ والملل، ولكن لنقف على حقيقة الأسباب التي أدت للواقع المرير الحالي، وهادفين في الوقت ذاته لاستخلاص العبر الممكنة من كل ذلك ان شاء الله تعالى..
السقطات الكبرى: 1- الاستغناء عن المدرب الإنجليزي بوبي روبسون وإحضار المدرب الهولندي لويس فان جال:
بداية ذي بدء، لا بد لنا من أن نعرف من هما بوبي روبسون، وفان جال..
فالأول، مدرب إنجليزي خبير وقدير ذاع صيته وحسن عمله في جميع أنحاء العالم تقريبا، إذ بدأ مدربا منذ أواخر السبعينيات، وقاد في بداياته نادي إبسويتش تاون المتواضع ليصبح من أهم الفرق الإنجليزية خلال تلك الفترة الممتدة تقريبا ما بين عامي (1977-1984)، محققا معهم إنجازات كبرى من أبرزها كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1978 وكأس الكؤوس الأوروبية 1982، ليتم على اثر ذلك تعيينه مدربا للمنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم، حيث قاد الفريق للتأهل لكأس العالم 1986 في المكسيك حيث قدم حينها الفريق الإنجليزي أداء مقنعا قبل أن يخرج بصعوبة في دور الثمانية أمام الأرجنتين ونجمهم الأسطوري مارادونا –والذين أحرزوا اللقب بعد ذلك-، ثم كانت بطولة الأمم الأوروبية عام 1988 والتي لم يكن فيها الإنجليز بمستواهم المعهود وخرجوا بخفى حنين بعدما تعادوا مرة، وخسروا مرتين ومنها واحدة أمام هولندا التي توجت بطلة للبطولة وبنتيجة كبيرة (3/1) بعد هاتريك ولا أروع من نجم نجومها آنذاك ماركو فان باستن، ولكن جدد الاتحاد الإنجليزي ثقته بروبسون فقادهم بعدها للمركز الرابع في مونديال ايطاليا 1990 بعد مستويات كبيرة، وبعدموا خرجوا بركلات الترجيح أمام ألمانيا الغربية في نصف النهائي، ليعود بعدها روبسون لتدريب الأندية مجددا، ومعها جميعا كانت له نجاحات بارزة ورائعة مع توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي، ومن ثم مع سبورتينج لشبونة البرتغالي فأيندهوفن الهولندي فبرشلونة الاسباني ليعود مؤخرا لتدريب نيوكاسل الإنجليزي، وها هو ما زال مستمرا بتدريبهم وقيادتهم للمنافسة بقوة على الألقاب الإنجليزية في الفترة الماضية..
أما لويس فان جال، فهو مدرب صغير السن نسبيا، ولكنه مع ذلك يملك تاريخا جميلا وحافلا بالإنجازات سطرها جميعا مع نادي أياكس أمستردام الهولندي العريق، صانعا من لاعبيه الشبان نجوما تترقبهم جميع أنظار العالم –ومن هؤلاء الهولنديين كلويفرت وأوفرمارس ودافيدز ورايزيغر وفان در سار والأخوان دي بوير والنيجيريون كانو وبابانجيدا وجورج فينيدي والفنلندي الرائع ياري ليتمانن وغيرهم-، ومعيدا لفريق أياكس إنجازاته الكبيرة وريادته على الساحتين الأوروبية والعالمية ببطولات كبيرة وعديدة أهمها كاس الاتحاد الأوروبي 1992 وبطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري (المسمى حاليا بالشامبيونز ليج) 1995 والسوبر الأوربي 1995 وكأس الانتركونتننتال 1995 هذا ناهيك عن السيطرة المحلية التي فرضها في بطولات هولندا حتى باتت له الكلمة الأقوى أمام ناديي أيندهوفن وفينورد روتردام العريقين، ليطير بعدها فان جال إلى برشلونة حيث قادهم لبطولتين في موسمه الأول معهم –ومنها بطولة الليغا الاسبانية- ولكن لم يستمر شهر العسل معه طويلا ليستقيل بعد ذلك، وينال شرف تدريب المنتخب الهولندي البرتقالي ولكنه فشل معهم فشلا ذريعا بعدم بلوغه لمونديال 2002 ليستقيل بعدها، وتتاح له الفرصة مجددا لتدريب البارسا والذي ما زال مستمرا معهم حتى هذه اللحظة رغم العواصف والعواصف التي تعكر صفو الأجواء هناك..
كانت غلطة العمر لإدارة برشلونة ممثلة في رئيسها القديم لويس نونيز هي إقدامها على استبدال روبسون بفان جال، رغم الطفرة الواضحة التي منحها المدرب الإنجليزي لفريق برشلونة في موسمه الأول والأخير معهم، إذ جلب إلى صفوفهم معجزة برازيلية كروية جديدة تدعى رونالدو وسرعان ما فرض هذا اللاعب اسمه على الساحة الكروية متوجا نفسه بلقب أفضل لاعب في العالم وبلقب كبير هدافي الليغا الاسبانية ب34 هدفا في 37 مبارة وقائدا للفريق إلى انتصارات مدوية في مختلف البطولات الاسبانية والأوروبية، ولم يكتفي روبسون بذلك بل أعاد هيكلة برشلونة ونظم صفوفهم لتبرز مواهبهم بصورة أفضل وأرقى لتظهر لنا أسماء جديدة ممثلة في فيغو وغوارديولا ولويس أنريكي وكوتو وبايا وغيرهم من اللاعبين الأفذاذ، وأهم من ذلك كله قاد برشلونة لمعانقة 3 ألقاب كبيرة هي السوبر الاسباني، وكأس اسبانيا، وكأس الكؤوس الأوروبية –للمرة الرابعة والأخيرة في تاريخها، وهو رقم قياسي- فضلا عن احتلال المركز الثاني في الليغا الاسبانية وبفارق نقطتين لا غير عن البطل آنذاك والغريم التقليدي للبارسا، ريال مدريد..
فرغم كل ما حمله روبسون من خير وفرح إلى أسوار كاتالونيا، إلا أن إدارة البارسا كان لها رأي آخر – ويا له من رأي؟!-، إذ سارعت إلى مفاوضة فان جال بعدما برز المدرب الهولندي آنذاك بدهائه وقدراته التدريبية المميزة-وخصوصا وأن عقده كان قد انتهى للتو مع أياكس أمستردام- فسارع مسؤولو البارسا إلى كسب ود المدرب الهولندي قاطعين الطريق أمام الأندية الأخرى التي كانت راغبة بقوة في خدمات فان جال- كالميلان والانتر-، ولكن حاول مسؤولو البارسا في الوقت ذاته عدم التفريط بروبسون، بل والاستفادة منه في تحسين قدرات ومهارات شبان النادي وأشباله، وهي المهمة التي لم يرتضاها المدرب الإنجليزي لتضع بعدها الأيام حدا محزنا لشهور العسل التي كانت بينه وبين برشلونة ممثلة في جميع فئاتها، إدارة ولاعبين وجماهير..
وستأتي الأيام بعدها لثبت فداحة خطأ هذه الخطوة، وأنه كان أحرى بالبارسا الإحتفاظ بروبسون بدلا من الطمع بفان جال..
أليس عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة؟! ;-)
2- استقالة إدارة نونيز وسوء إدارتها للأمور:
كثيرون منا ربما لم يعايشوا حقبة رئيس البارسا الأسبق لويس نونيز، ليدركوا حتما حقيقة هذا الرجل الذي تتحسر على رحيله معظم قيادات كاتالونيا في الوقت الراهن، أما أولئك الذين حظوا بفرصة مشاهدة هذا الرجل آنذاك فلا أظنهم –بأي حال من الأحوال- أقل شوقا لعودته رغم أخطائه وهفواته..
باختصار، ربما لم يكن نونيز الرجل الأمثل لرئاسة مؤسسة في حجم وعراقة برشلونة، ولكنه على كل يبقى أحد أنجح الرؤساء الذين مروا على البارسا في تاريخه ككل، بحزم شديد يترجم إخلاصه وولاءه للبارسا وحرصه على مصلحتها أولا وأخيرا، وبنظرة ثاقبة للأمورعموما إلا فيما ندر..
كان يسعى دوما لجلب أفضل المدربين لناديه، فكان من الطبيعي أن يعرف البارسا مع هؤلاء المدربين الأفذاذ –وبخاصة يوهان كرويف وبوبي روسون ولويس فان جال- أسعد الأيام وأجملها، معانقين البطولات، وساحرين العالم أجمع بأدائهم الراقي الخلاب للأبصار والعقول، فكانت الإنتصارات والألقاب تتوالى في خزانات البارسا، وهو ما جعل عقد التسعينيات ربما العقد الأكثر تميزا وحفاوة بتلك الألقاب والأمجاد..
وفي سبيل ذلك أيضا، شمر عن سواعده لضم خيرة النجوم إلى صفوف فريقه، وخصوصا الشبان منهم، فجلب أسماء عديدة وكبيرة إلى صفوفه كانوا بحق من أبرز النجوم في العصر الحالي – كالبرازيليون المهرة روماريو ورونالدو وأندرسون وجيوفاني وريفالدو والدنماركي الرائع مايكل لاودروب والروماني المبدع جورج هاجي والهولنديون المميزون كلويفرت وزندن وكوكو والإخوان دي بوير والبرتغاليون الأفذاذ فيغو وكوتو وبايا والاسباني الرائع لويس أنريكي والفنلندي الخطير ياري ليتمانن.. -، دون أن ينسى إبراز مواهب مدرسة الناشئين التابعة لناديه والتي أفرزت خيرة نجوم الكرة الاسبانية الحديثة – كدي لا بينا وغوارديولا وسيرجي وأبيلاردو وبويول وإجزافي وفيسينتي وسيلاديس وأوسكار وغيرهم كثير-، فكانوا جميعا خير اللاعبين الذين ساهموا في تحقيق برشلونة لتلك البطولات المجيدة والتليدة..
كان نونيز على الدوام الجندي المسخر لخدمة برشلونة، ولكن عندما نسي (أو تناسى) هذا الرجل أصله وظن أنه بطريقة أو بأخرى يستطيع تسخير مصالح النادي لخدمته شخصيا- أو إعطائها بعدا أكبر مما تستحقه- وقع تماما في المحظور، وسرعان ما سقط بعدها من أعلى الهامات إلى أدنى الدرجات والدركات..
كان رفضه لزيادة أجور اللاعبين سببا في تنامي كره اللاعبين له بل ومغادرة معظمهم للنادي الكاتالوني - كرونالدو وفيغو وكوتو (ومن بعدهم ريفالدو)-، إذ كان يرى أن هؤلاء يأخذون أكثر من حقهم، وأنه لو كان لا بد من زيادة الأجور فهو يجب أن يكون مقصورا على إدارة النادي ومسؤوليه، لا لاعبيه ولا مدربيه؟!
وكان رفضه لفكرة بيع قمصان النادي، في محاولة لزيادة أرباح النادي، مسألة أثارت لغطا وجدلا كبيرين، وانقسمت بشأنه الناس إلى نصفين، فمنهم مؤيد له –على اعتبار أن برشلونة أكبر من كل رؤوس الأموال- ومنهم مخالف له وما أكثرهم –لأن حاجة النادي تستقضي ذلك وتوجبه-..
ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير، كان في وقوفه المطلق بجانب لويس فان جال، مستعديا جميع اللاعبين والمسؤولين والنقاد، ومن هؤلاء نجم الكرة البرازيلي ريفالدو والذي توج آنذاك كأفضل لاعب في العالم، فكان أن ثارت الموجات ضده وخصوصا في أعقاب الحملة الرئاسية لانتخابت البارسا، فوقع بسرعة بعد أن كان المرشح الأبرز للاستمرار في المنصب..
حقا، ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع؟! ;-)
3- عصر جاسبارت والانفلات وغياب البطولات:
والعنوان يختصر من حديثنا الشيء الكثير..
حضر جاسبارت كرئيس جديد للقلعة الكاتالونية خلفا لنونيز لعل وعسى يكن خير خلف لخير سلف، ولكن للأسف، لم يكن أبدا (وحتى هذه اللحظة) ذلك الرجل الذي كانت تبني عليه كاتالونيا أجمع آمالا عريضة لاستمرار تألق وتميز فريقها المحبوب برشلونة..
جاء جاسبارت إلى سدة الرئاسة وهو طامع في منصبها، أكثر مما هي طامعة به، فلقي بسبب ذلك عداء ورفضا شديدين لا زالت فصولها مستمرة حتى الآن..
جاء جاسبارت إلى برشلونة، لا رغبة في تسخير مصالحها للأفضل، ولكن رغبة منه في الحصول ولو قليلا على امتيازات جديدة وكبيرة كاد لا تتاح لشخص آخر إلا في مثل هذا المنصب، فكان من الطبيعي أن تتردى أوضاع النادي شيئا فشيئا في ظل رئاسته..
عيوب جاسبارت كثيرة، ولكننا نستطيع تلخيصها في نقاط ثلاث كالآتي:
1- ضعف الشخصية، وسوء التقدير، وغياب الحزم والسيطرة:
ونستشف ذلك جليا من خلال التصريحات الكثيرة والضعيفة التي يقوم بها جاسبارت، كأنه ليس لديه شغل شاغل يشغله، فها هو ذا يوزع تصريحاته يمنة ويسرة وفي كل المناسبات، ويا ليتها تصريحات هامة أو معبرة! بل معظم تلك التصريحات كلام واهي وضعيف ولا يرتقي لمستوى شخص يؤول إليه رئاسة مؤسسة كبيرة بحجم وعراقة وتميز برشلونة..
وفوق هذا وذاك، نجد أن هذا الرجل يفتقد لحنكة القيادي، والبصير بالأمور، ويتجلى ذلك في توزيعه لأولويات أمور النادي، بل وفي تصريفها، فلا هو يدرك الاهتمام بموازنات النادي ومصاريفه، ولا حتى الاهتمام بشؤون فرق النادي وأعضائه في مختلف الألعاب وخصوصا البارزة منها في كرة القدم والسلة واليد..
أضف إلى ذلك كله، اختلافه الشديد مع نوابه ومستشاريه، وبدون وجهة نظر منطقية، مع إصرار غريب على تمسكه وتعنته برأيه مهما كانت الأسباب، وهو الأمر الذي حدا باستقالة أبرز نائبين له خلال فترة لم تتعدى أسبوعا واحدا، وذلك قبل شهر أو أقل من الآن..
2- سوء اختيار المدربين، وكثرة تغييرهم:
وهو فعلا أمر يدعو للأسى والحزن، فبعد أن كان برشلونة هو خير من يحضر المدربين كيوهان كرويف وبوبي روبسون ولويس فان جال – أيام رشده-، بات مدربي الفريق أشبه بفئران التجارب، يتناوبون عليه دون أن تكون لأي من هؤلاء بصمة أو كلمة واضحة على مسيرة النادي..
جاء مساعد كرويف أولا، ثم ريكساتش مدرب الناشئيين في النادي، ثم فان جال، وكان كل منهم يحمل معه الداء – لا الدواء- لأزمات النادي وإخفاقاته، فكانت الأوضاع بطبيعة الحال تتردى تدريجيا من سيء إلى أسوأ، حتى بات في الوقت الحالي سيئا لدرجة شديدة لا نستطيع التعبير عنه، أو التخفيف من صدمته وآلامه..
والأسوأ من هذا كله، سرعة تغيير المدربين، وكأن جاسبارت لا يدرك أن استقرار الفريق هو أهم عامل لنجاحه، فما كاد أحد من هؤلاء المدربين يتم موسمه الأول – هذا إن أتمها أصلا- حتى يجد مقصلة الإقالة حاضرة لجز عنقه، ليأتي الدور على غيره، ولكن دونما فائدة، فها هي الألقاب تغيب للموسم الثالث على التوالي - وهو الأمر الذي يحصل ربما للمرة الأولى في تاريخ البارسا بأسره-، والأرجح ألا يكون هذا الموسم استثناء إلا إن تحققت المعجزة وأحرز برشلونة لقب دوري أبطال أوروبا (الشامبيونز ليج)..
وهنا يحق لنا أن نتساءل أحقا لا يوجد هناك مدرب قادر على إخراج البارسا من دوامة أزماته الحالية؟!
كيف هذا والعالم يشهد في الفترة الحالية تحديدا، تميز ونبوغ الكثير من المدربين الأفذاذ على المستوى الدولي كافة؟!
أين برشلونة من أسماء المدربين الكبار - ككابيللو وليبي وفينغر وفيرجسون وهوييه وروبسون وأنشيلوتي وهيتزفيلد وكوبر وهيدينك وكاماشو وأريكسون وبيانكي..-، بل أين هو من الأسماء الجديدة البارزة بقوة في السماء الكروي الحالي - كسامرز ومانشيني ورانييري وايروريتا ورفاييل بينيتيز ودونيه ودل بوسكي ومارتن أونيل وكومان وغيرهم كثير-؟!
ألا يوجد في العالم غير فان جال وريكساش لتدريب ناد يعده الكثيرون النادي الأعظم في تاريخ الكون؟!
3- سوء اختيار اللاعبين، وبيع النجوم الكبار:
ربما لا يحق لنا أن نلقي باللائمة على جاسبارت في هذه النقطة الفنية البحتة، ولكن لا يمنع هذا من ضرورة استخدامه لسلطته بالحق في الإبقاء على نجوم الفريق ولاعبيه المميزين، دون أن يمنع هذا من إحضار اللاعبين الجدد للفريق..
والحقيقة أن خيارات اللاعبين في الفريق ككل بحاجة إلى إعادة نظر، لأن كثيرون منهم فائض عن حاجة الفريق، بل إن بعضهم لا يستحقون اللعب أصلا في أندية الدرجة الأولى والثانية، فكيف باللعب لناد في حجم وعراقة وتميز البارسا؟!
أيعقل مثلا أن برشلونة لا يمتلك حارسا واحدا من الطراز الرفيع؟!
يا حسرة على الأيام التي كان فيها الثلاثي الرائع الاسباني زوبيزاريتا والبرتغالي فيكتور بايا والهولندي رود هيسب يتناوبون ببسالة وامتياز دفاعا عن ألوان الفريق وسمعته..
بل فلننظر إلى جميع فرق القمة المنافسة لبرشلونة على الساحة الاسبانية، سنجد أنها تمتلك حارسين على الأقل من الطراز الرفيع، ففي الريال الغريم التقليدي هناك الرائع كاسياس وبديله الذي لا يقل عنه كثيرا في المستوى سيزار، وفي فالنسيا المبدع دوما كانيزاريس والموهوب الجديد بالوب، أما في ديبورتيفو لا كورونيا فبعد إصابة المخضرم مولينا سنحت الفرصة لنا لمشاهدة المميز جوانمي والذي يعد حاليا من أسطع وأبرع حراس الليغا الاسبانية..
وبعد ما زال البارسا يبحث عن حارس بمثل مستوى هؤلاء، رغم أن العالم لم يعدم بعد من الحراس المبدعين والمميزين..
أنصدق مثلا أن برشلونة غير قادر على ضم حارس شاب رفيع المستوى كالتركي روشتو (فنربغشة) أو الأمريكي براد فريدل (بلاكبرن روفرز الإنجليزي) أو الإيطالي كارلو كودوشيني (تشلسي) أو الفرنسي مايكل لاندرو (نانت الفرنسي) أو الإيطالي أبياتي (الميلان) أو البرازيلي ماركوس (بالميراس) أو حتى أي حارس من حراس الاحتياط في أندية القمة الاسبانية، الريال وفالنسيا وديبورتيفو؟!
انظر نحن لم نذكر الحراس الكبار كأوليفر كان و كاسياس وتولدو وبوفون وبارتيز..
وماذا عن خط الدفاع الذي أصبح بحق مهزلة الفريق ونقطة ضعفه الكبرى؟
لماذا لا يتم تجديده ودعمه باللاعبين القادرين على صونه أمام هجمات الخصوم والمنافسين؟
فعلا أخطأ فان جال كثيرا ببيعه سيرجي وأبيلاردو وغوارديولا وكوتو، وهم الذين كانوا خير حائط للصد في وجه هجمات خصوم البارسا ومنافسيه..
حاليا لا يوجد سوى اسم واحد تقريبا يلمع في هذا الخط ألا وهو الاسباني الشاب بويول، بعد إصابة باتريك أندرسون، وانخفاض مستوى فرانك دي بوير، وسذاجة وضعف مستوى كريستنفال ورايزيغر..
أليس من واجب برشلونة دعم دفاعه بلاعبين من الطراز العالي كالفنلندي الرائع سامي هيبيا (ليفربول- قلب دفاع) أو الفرنسي المبدع مايكل سلفيستر (مانشستر يوناتيد- ظهير أيسر وقلب دفاع) أو الفرنسي الساطع ويليام جالاس (تشلسي- قلب دفاع) أو الروماني الداهية شيفو (أياكس- قلب دفاع) أو غيرهم من لاعبي الدفاع المميزين المتوفرين حاليا (في مختلف المراكز) كالبرازيليون روكي جونيور ولوسيو وأدميلسون وجونيور والدنماركي مارتن لاورسن والتركي ألباي والأرجنتينيون زانيتي وصامويل وأيالا وبلاسينتي وسورين والهولنديان هوفلاند وياب ستام والفرنسي فيليب ماكسيش والنيجيري يابو والإنجليز أشلي كول وليدلي كينج وايهوغو والكاميروني جيريمي والمغربي نورالدين النيبت والتونسي حاتم الطرابلسي والطليان نغرو وكانافارو وماتيرازي وكوكو والألمان ميتزيلدر ونوفوتني وسبلستيان كيهل والبارجويانيان جامارا وأرسي وغيرهم كثير..
وخط الوسط أيضا بحاجة لبعض الترميمات والإصلاحات، فالحاجة تستدعي جناحا أيمنا نشيطا وسريعا كالاسباني خواكين (ريال بيتيس) مثلا – صحيح أنه يوجد مندييتا ولويس أنريكي ولكن كلاهما بطيء نسبيا ولعبهما في العمق أفضل لهما وللفريق ككل-، وعموما هناك أكثر من وجه قادر على ملء الفراغ في هذه الجهة كالإنجليزي ماكمانمان أو الأٍجنتيني/الإيطالي الرائع كامورانيزي أو البرتغالي سرجيو كونسيساو-إذا ما عاد لمستواه الرائع المعروف-..
وإن كان ارتكاز الفريق مؤمنا بوجود 3 لاعبين مميزين هم الاسبانيان اجزافي وجيرار لوبيز والهولندي فيليب كوكو إلا أنه يجب إعطائهم أدوار أفضل وأنسق تحفظ لهم وجودهم ضمن خطة الفريق وتساهم في دعم الفريق هجوميا ودفاعيا، وهو الأمر المفتقد كثيرا في الوقت الحالي..
والجناح الأيسر أيضا بحاجة لدماء جديدة رغم وجود الرائع أوفرمارس، وذلك لدفع التنافس في ذاك المركز وتنشيطه لأقصى حد ممكن، ويا ليته يضم لاعبين كالأورجوياني ريكوبا أو النرويجي جون أرني رييز أو الأرجنتيني سولاري أو الفرنسي لوران روبير أو أحد البرازيليين رونالدينيو أو كاكا أو دينيلسون..
أما في مركز صانع الألعاب، فنفسي تتمنى وجود الملك الإيطالي توتي أو الألماني الرائع مايكل بالاك أو الأرجنتيني اللامع بابلو إيمار أو الاسباني المبدع خوان فاليرون في هذا المركز الهام، ولكن حتى بدون هؤلاء يمكن الاتكال علىالعناصر الحالية ممثلة في ركويلمي ومندييتا ولويس أنريكي للقيام بالمهمة على خير ما يرام، بشرط أن يكونوا بأفضل حالاتهم الفنية والمعنوية..
وهكذا نمضي قدما إلى خط المقدمة، حيث النجوم الثلاث الهولندي باتريك كلويفرت والأرجنتيني خافيير سافيولا والاسباني داني، وكلهم مهاجمون مميزون إلا أنهم جميعا يفتقدون بصورة أو بأخرى حاسة القنص التهديفي، وهو أمريستطاع تحقيقه بوجود المهاجم البرازيلي أموروزو مثلا، أو في الهولندي بيير فان هويدونك، أو في السويدي زلاتان ابراهيموفش أو حتى الاسباني فرناندو مورينتيس، وهذا كله لا يمنع من إحضار مهاجمين واعدين ومميزين ومبدعين سيشكلون بإذن الله خير إضافة لصفوف البارسا ومن أبرز هؤلاء حاليا الهولندي الرائع جدا رفاييل فان در فارت (برغكامب الجديد)، والجوهرة البرازيلية الجديدة روبينهو (خليفة بيليه) والمهاجم الفرنسي الواعد سيدني جوفو وراؤول مدريد الجديد الصاعد بورتيو..
كل ما سبق نستطيع أن نعده تاريخا مضى، ولكن يبقى الأهم بالتأكيد هو التاريخ الجديد الذي نرجو أن يصنع في كاتالونيا ومرابيعها..
فما هي يا ترى الخطوات التي ستكفل لنا جميعا عودة أجمل ناد في الكون إلى صورته البهية والجميلة؟
أركان النهضة:
1- إدارة واعية وحازمة وذات نظرة ثاقبة:
وهي النقطة الأهم بنظري، لأنه منذ مجيء الفاسد جاسبارت لم يجني البارسا سوى الويلات والخراب..
ويمكن تخيل وضع البارسا حاليا بما كان عليه حال ريال مدريد في عهد رئيسه السابق المتسلط لونزو سانز - رغم إنجازات هذا الأخير-، فانظروا كيف أصبح حال الريال منذ مجيئه رئيسه الجديد والعبقري فلورينتو بيريز..
باختصار شديد، أصبح الكل الآن يشير إلى الريال على أنه فريق الأحلام بما يضمه من خيرة نجوم العالم، ورغم كلفة هؤلاء النجوم – وخصوصا الجدد منهم زيدان وفيغو ورونالدو- إلا أن النادي تحسنت أوضاعه المادية بشكل رهيب بعد تخلصه من ديونه الكثيرة، بعد خطوة ذكية من رئيسه الفذ، والريال الآن يعد من أغنى أندية العالم – جماهيريا وفنيا وماديا – بسبب سلسلة من الإصلاحات الرائعة التي ينتهجها مسؤولو النادي ومحبيه..
سبحان مغير الأحوال!
ومن شخصية بيريز يمكن أن نستشف أهم الخصائص التي يجب ان يوجد في رئيس البارسا الجديد، ليكون خير ربان وقائد لسفينة قلعة نوكامب:
1- الإخلاص والولاء لشعار النادي، والحرص على الدفاع عن اسمه وحسن سيرته 2- النظرة الثاقبة للأمور، وحسن إدارة النادي، وتعيين أعضائه 3- التعامل الحسن والاحترافي مع جميع أبناء ومسؤولي ومشجعي النادي 4- الحزم في تطبيق القرارات التي تؤدي إلى تطور النادي وتميزه
2- مدرب محنك وقدير، ومتواضع يحبه الجميع:
صراحة هذه الصفات تنطبق على كثيرين ومنهم:
بوبي روبسون (نيوكاسل) : مرشحي المفضل، خصوصا وأنه سبق له تدريب برشلونة وحقق معهم نتائج رائعة ممثلة، ببساطة من أبرع المدربين العالميين ( راجع ما كتب سابقا عنه)..
غوس هيدينك ( أيندهوفن): درب كوريا الجنوبية في مونديال 2002 وقادهم للمركز الرابع التاريخي، وسبق له الحصول على نفس هذا المركز في مونديال 98 مع منتخب بلاده هولندا، وله إنجازات أخرى، وأسلوبه التدريبي برأيي هو الأنسب والأفضل لبرشلونة في الوقت الحالي..
ماتسياس زامر (دورتمند): مدرب شاب وذكي ومتواضع، قاد دورتمند للقب "البوندسليجه" الموسم الماضي، ووجعل من فريقه النادي الأقوى في ألمانيا حاليا بجانب البايرن..
روبرتو مانشيني (لاتسيو): من أروع اللاعبين الذين أنجبتهم ايطاليا، أما عن مستواه كمدرب، فانظر لمستوى لاتسيو في الموسم الحالي واحكم عليه!
دل نيري (كييفو): صاحب المفاجأة الرائعة في الاسكوتيديتو الإيطالية في الموسم الماضي ومعظم الموسم الحالي، مدرب متواضع وحقق نجاحات مع لاعبين مغمورين، فكيف لو درب نجوم برشلونة؟!
ايروريتا (ديبورتيفو لا كورونيا): عمله الرائع جعل من ناديه المغمور فريقا كبيرا ويخشى بأسه، صاحب إنجازات كبيرة أهمها الليغا الاسبانية 2001 وكأس ملك اسبانيا 2002 والسوبر الاسباني مطلع هذا الموسم، تكتيكي من الدرجة الأولى وحازم لا يهاب وزن اللاعبين..
رفاييل بينيتيز (فالنسيا): يكفي أنه أحضر الليغا إلى خزائن فالنسيا بعد غيابه عنهم لمدة تجاوزت ال22 عاما، جاعلا من فريقه الأخطر والأفضل في العالم على مستوى الهجمات السريعة وخصوصا المرتدة منها، باختصار مدرب كبير وقدير..
راينولد دونييه (ريال سوسيداد): قاد نانت الفرنسي للقب الشامبينانت الفرنسي عام 1999، قبل أن يتركه بعد ذلك إلى فريقه الحالي، والذي حوله من فريق يصارع على تفادي الهبوط إلى النادي الذي يتمنى الجميع هزمه ولو لمرة واحدة، متصدر ترتيب الليغا حتى الآن وبدون خسارة رغم ان ميزانية الفريق ونجومه لا تسوى شيئا مقارنة بنجوم الريال والبارسا وفالنسيا، عيني عليك باردة يا دونييه! ;-)
ستيف ماكلارين (ميدلسبورة): كان (وما زال) مرشحا لخلافة فيرجسون في تدريب مانشيستر يوناتيد، خصوصا وأنه كان خير مساعد له إبان الإنجازات الأسطورية لفرقة "الشياطين الحمر"، تولى نفس المنصب بنجاح في منتخب انجلترا قبل أن يستقيل مؤخرا، وحسن من قدرات ميدلسبورة في الموسمين الماضيين لدرجة أنه هزم مدربه فيرجسون وفريقهم المدجج بالنجوم 3 مرات – منها واحدة (3/1) خلال الموسم الحالي -، ويكفي أن فريقه الوحيد الذي لم يخسر على أرضه هذا الموسم في "البريمير ليج"..
مارتن أونيل (سلتيك): كان هو الآخر مرشحا بقوة لخلافة فيرجسون في المان يوناتيد، أعاد سلتيك غلى عصر الأمجاد والبطولات على حساب غريمهم التقليدي رينجرز بعد فترة عزوف دامت قرابة ال10 سنوات، مدرب تكتيكي على أعلى مستوى ومتواضع لأقصى الحدود..
كلاوديو رانييري (تشلسي): كان في أتلتيكو مدريد وقادهم لنهائي الكأس 1999، وقاد تشلسي في الموسم الماضي لنهائي كأس انجلترا، وحاليا هم في المركز الرابع في الدوري الإنجليزي خلف أرسنال ومانشستر يوناتيد ونيوكاسل، مدرب متواضع جدا ويجيد استخدام أوراقه في المباريات وخصوصا الصعبة منها، وله فضل كبير في ازدهار مستوى تشلسي بشكل ملحوظ في الموسم الحالي..
رونالد كومان (مدرب أياكس): سبق له أن كان لاعبا أساسيا في فرقة أحلام برشلونة في التسعينيات، يؤمن بالدفاع أولا، ويعتمد على الهجمات السريعة للاعبيه الشبان المميزين، مدرب جيد رغم قلة خبرته..
وجميع هذه الأسماء - التي ذكرتها- لن ترفض قطعا الانضمام لنادي برشلونة، وسيكون من الرائع حقا لو ظفر برشلونة بأحد تلك الأسماء، بدلا من تركيز نظره على مدربين من الصعب جدا – إن لم يكن مستحيلا – إنضمامهم إليه كفيرجسون وفينغر وهوييه وليبي وكوبر وأنشيلوتي وكابيللو وتراباتوني وأريكسون وهيتزفيلد..
3- لاعبون مميزون ومبدعون ومتعطشون لتحقيق الفوز:
والأسماء كثيرة – وسبق لي أن ذكرت معظمها بالأعلى – وعموما يجب مراعاة عدة نقاط في هؤلاء اللاعبين:
1- أن لا يتم اختيار اللاعبين على أساس لونهم أو جنسياتهم:
ربما يستغرب البعض هذا الكلام، ولكن مع فان جال تحديدا شهدنا تركيزا كبيرا على لاعبي هولندا واسبانيا – لدرجة ان البعض وصف برشلونة بمنتخب هولندسباني-، وكان بالمقابل هناك استبعاد لافت لنجوم البرازيل والبرتغال إلا فيما ندر - وأبرز هؤلاء البرازيليون جيوفاني وأندرسون وريفالدو والبرتغاليون بايا وكوتو وسيماو-، وهو أمر نرجو ألا يتكرر مع فان جال أو غيره..
2- أن يتم اختيار اللاعبين على ضوء أهميتهم للفريق، وبناء على مؤهلاتهم الفردية والجماعية:
فليس من المعقول مثلا أن نأتي بلاعبي ارتكاز جديدين، في الوقت الذي يتمتع الفريق ب3 لاعبين مميزين في هذا المركز هم كوكو واجزافي وجيرارد لوبيز، إلا طبعا في حال استبدال أحد هؤلاء..
ومن الضروري أيضا الاهتمام بمراكز اللاعبين الأكثر أهمية والحاحا للاعبين جدد في الوقت الحالي..
فالبارسا حاليا بحاجة ماسة إلى حارس واحد على الأقل من مستوى مميز ولنقل أنه الإيطالي كودوشيني مثلا، وهو بحاجة إلى ظهيرين أيسرين (واحد أساسي والآخر بديل له) ولنفترض أنهما مايكل سلفستر وراؤول برافو(ريال مدريد)، وبحاجة لظهير أيمن بديل لبويول ولم لا يكون حاتم الطرابلسي (أياكس) أوالبارجوياني أرسي (بالميراس)، وهو بحاجة إلى قائد دفاع جديد خلفا للعجوز فرانك دي بوير ويا ليته يكن الروماني شيفو (أياكس) مثلا ليكون خير عون لزملائه الآخرين باتريك أندريسون وأنيستا ودي بوير..
وفي الوسط يحتاج إلى جناح أيمن على شاكلة خواكين أو كامورانيزي، أما الفيلق الأيسر فلا أجد بأسا من وجود سولاري أو لوران رويبر أو شنايدر (باير ليفركوزن) هناك طبعا بجانب أوفرمارس..
وإذا كان ارتكاز الفريق لا يحتاج إلى تعديل، فإنه برأيي يجب إحضار صانع ألعاب جديد كفاليرون أو توتي أو روزيسكي (دورتمند) أو بابلو إيمار، وجميع هذه الأسماء متوفرة لو صدق مسؤولو برشلونة النية في جلبهم، وخصوصا توتي الذي سيرغب برحيل عن فريق روما المتداعي في الفترة الأخيرة..
أما خط الهجوم، فسيكون أجمل وأمتع وأقوى بوجود ماكاي (ديبورتيفو لا كورونيا) وفان در فارت (أياكس) وروبينهو (سانتوس البرازيلي) وكذلك مورينتيس (ريال مدريد)..
3- أن يتم اختيار اللاعبين الذين يرغبون بشدة بالفوز، ويتصفون بالإخلاص والولاء لشعار النادي الذين يرتدونه:
وهذه صفات يجب أن تكون موجودة بالتأكيد في جميع هؤلاء المحترفين، ولكنها تختلف طبعا من شخص لآخر..
فعلى سبيل المثال، روي كين (مانشستر يوناتيد - ايرلندا) وباتريك فييرا (أرسنال – فرنسا) مثلا يعرف عنهما أنهما تواقين باستمرار للفوز، ولا يرضيان عنه بديلا، وهو الأمر الذي يسهم في حصولهما على البطاقات الملونة (صفراء أو حمراء) بشكل شبه دوري..
لا أقصد هنا إحضار لاعبين عنيفين مثلا، وإنما المهم هو روح الإخلاص والتحدي للاعب نفسه..
فانظروا إلى حال تييري هنري (أرسنال - فرنسا) مثلا، انظروا كيف تحول من جناح أيمن مغمور إلى مهاجم خطير وفتاك وربما الأبرز في العالم حاليا..
ورغم الإغراءات التي قدمت له إلا أنه أصر وما زال مصرا على البقاء مع نادي الأرسنال وجمهوره الكبير، اعترافا منه بفضلهم عليه، وتقديرا لمشاعرهم الطيبة نحوه..
وانظروا إلى حال جانفرانكو زولا (تشلسي)، الذي رغم سنينه ال36 إلا أنه ما زال أكثر لاعبي فريقه جدية في التدريبات والمباريات، فهو أول من يدخل الملعب وآخر من يغادرها كما يقول زملاءه ومدربيه هناك..
ولا ننسى أيضا مالديني (ميلان – ايطاليا)، الذي يقدم كل يوم درسا جديدا في التفاني والإخلاص لشعار ناديه، وهو الذي رفض بتاتا أن ينتقل من ناديه الميلان رغم كونه أساسا من مشجعي الانتر!
وهناك أمثلة أخرى كثيرة تدل على الولاء والإخلاص والجدية والرغبة الشديدة في الفوز، وهي أمور نتمنى ان يتحلى بها جميع لاعبي البارسا..
4- استبعاد اللاعبين الغير مهمين، أو الذين لا يحتاج إليهم الفريق:
وما أكثرهم في الوقت الحالي!
فلا غابري ولا روشمباك ولا رايزيغر ولا كريستنفال ولا جيوفاني ولا موتا ولا حراس المرمى الثلاث يستحقون مكانتهم الحالية في فريق من وزن وطراز برشلونة...
وهناك أسماء أخرى يمكن منحها فرصة أخرى – وأخص بالذكر مندييتا وركويلمي وفرانك دي بوير- لأن بديلهم غير موجود حاليا، ولكن إن لم يرتقوا بمستواهم أكثر، فلا أظن أن أحدا من كاتالونيا سيكون راغبا باستمرارهم أيضا..
تشكيلتي لفريق أحلام برشلونة، بواقعية حالية مع شيء من الخيال والتمني:
المدرب: بوبي روبسون أو غوس هيدينك أو ايروريتا
الخطة: 4- 4- 2 تتحول إلى 4 - 5- 1 في حالة الدفاع وإلى 3- 4 -3 في حالة الهجوم
الحارس: كودوشيني – فريدل – حارس صاعد من فرق شباب النادي
الظهير الأيمن: بويول – أرسي
الظهير الأيسر: مايكل سلفستر- راؤول برافو / بلاسنتي
قلب الدفاع ( ليبرو): شيفو – باتريك أندرسون – فرانك دي بوير
قلب الدفاع ( مساك): جالاس – كانافارو/ ميتزيلدر – أنيستا - جامارا
لاعب الوسط المدافع/ الارتكاز: فيليب كوكو – اجزافي – جيرارد لوبيز - كليبرسون / نيكي بات
لاعب الوسط الأيمن/ الجناح الأيمن: خواكين / كامورانيزي – لويس أنريكي
لاعب الوسط الأيسر/ الجناح الأيسر: أوفرمارس – لوران روبير - شنايدر
لاعب الوسط المهاجم/ صانع الألعاب: توتي/ فاليرون – ركويلمي - مندييتا
المهاجم المتأخر: سافيولا – فان در فارت / روبينهو – سيدني جوفو
المهاجم المتقدم (القناص): كلويفرت – مورينتيس – ابراهيموفش/ ماكاي - داني
مسك الختام: تمنياتنا لبرشلونة بكل التوفيق والنجاح :-)
جميع الحقوق محفوظة لNEDVED11 ورابطة عشاق برشلونة :-)
