توارغ اسم على مسمى(جيب جديد)
هم أشد الرجال بأسا وقوة في الصحراء.. وتقول الأسطورة أنهم حين ذهبوا لملاقاة الأعداء، جاء العدو من بعدهم إلى خيامهم، فأمر رجل حكيم النساء أن يتلثمن بعمائم الرجال لإخفاء أنوثتهن، وأن يقفن وجهاً لوجه أمام العدو وبأيديهن السيوف والفؤوس، وفي هذه اللحظة ظهر رجالهن فجأة عائدين، وهاجموا الأعداء من الخلف، وهاجمنه النساء من الأمام، وانهزم العدو.. ومنذ ذلك اليوم، آل الرجال على أنفسهم ألا يضعوا اللثام عن رؤوسهم أبدا تخليدا لهذه الذكرى.. تلك هي حكاية قبائل «الطوارق» التي اختارت فولكس واجن إسمها لتطلقه على مركبتها الاستجمامية الرياضية الجديدة.. وسيكون النطق «توارغ»، وجاء اختياره لتعزيز مكانة السيارة في الأسواق العالمية وتأكيد أنها صنعت لتتربع على عرش الصحراء.
وتكمل هذه السيارة انطلاقة فولكس واجن القوية في الأسواق العالمية، فهي تأتي مباشرة بعد تقديم سيارتين ليستا أقل أهمية هما «باسات W8»، وطراز القمة الفاخر «فايتون».. وتدخل توارغ بفولكس واجن إلى فئة المركبات الاستجمامية الرياضية الأكثر رواجا في الأسواق العالمية.
وتشترك توارغ مع بورشة كاين الجديدة بنفس الأرضية، حيث جرى تطويرهما ضمن مشروع مشترك لخفض النفقات وتعاضد الخبرات. وستحمل كاين التي تم الكشف عنها في معرض جنيف الأخير محركات من صنع بورشة، أما توارغ فستحمل محركات من صنع فولكس واجن وسيتم الكشف عنها رسميا في معرض باريس خلال شهر سبتمبر القادم.
والتشارك بالأرضية هو أمر تتقنه فولكس واجن أكثر من أي صانع آخر للسيارات في العالم، فهي الأكثر خبرة في منح كل سيارة هويتها الخاصة والفريدة من خلال التصميم والتجهيز والأداء.. وكنتيجة لذلك، لا يمكن الربط بأي حال من الأحوال بين فولكس واجن توارغ وبين بورشة كاين من سواء بالمظهر أو نمط الأداء والقيادة، حيث تتمتع توارغ بتصميم فريد يتسم بالأناقة والنعومة وبملامح تؤكد عمق هوية فولكس واجن.
ويبدو تصميم المقدمة منقولا عن طراز باسات، وينفرد بصادم عميق يحمل فتحات تهوئة واسعة لإمداد المحركات الكبيرة بالهواء المطلوب لتبريدها وتبريد شاحنات التوربو التي تعزز أدائها. وتؤكد الخلفية التواصل مع طراز غولف، فيما تتسم الخطوط الجانبية بمستوى مرتفع للكتف وحواف سفلية بارزة على الجانبين.
وتوجه فولكس واجن سيارتها لمنافسة مرسيدس-بنز الفئة ML ولكزس RX300 والقادمة انفينيتي F45، لكنها ستنفرد بتقديم أوسع مجموعة من المحركات.
فعند انطلاقها في السوق الألمانية خلال الربع الأخير من العام الحالي كطراز للعام 2003، سيتوفر لها محرك V6 سعته 3.2 لتر قوته 220 حصان وعزمه 225 رطل-قدم، وهو لطراز القاعدة.
كما ستوفر السيارة أقوى محرك ديزل في العالم لسيارات الركاب، وهو بتركيبة V10 ويعمل بتقنية الحقن المباشر والمضغوط للديزل، ويعزز قدراته جهازان توربو لشحن الهواء للوصول بسطح القوة إلى 313 حصان وتحقيق عزما هائلا يصل إلى 535 رطل-قدم ابتداء من سرعة دوران منخفضة هي 1800 دورة بالدقيقة.. ويتوقع أن تحقق توارغ استجابة خاطفة ومشابهة لأفضل محركات البنزين حين يتم تقديمها بهذا المحرك، وسيؤمن للسيارة الطاقة الكافية لسحب أثقل المقطورات بسهولة.
وبعد التقديم بفترة قصيرة، سينضم محركان آخران الأول V8 سعته 4.2 لتر ويعمل بوقود البنزين، والأرجح أن مصدره أودي، والثاني بـ5 أسطوانات سعته 2.5 لتر يعمل بالحقن المباشر والمضغوط لوقود الديزل ومعزز بشاحن توربو. ومهما بلغت القوة المتوفرة، فإن السرعة القصوى محددة إلكترونيا لمنعها من تجاوز 250 كم/س.
وأي سيكون اختيار العملاء لناقل الحركة، فإن عدد النسب الأمامية سيظل «6».. وسيعتمد اختيار آلية التبديل سواء يدوية أو أوتوماتيكية على نوع المحرك الذي سيختاره العميل. وسيوفر الناقل الأوتوماتيكي خاصية تيب-ترونيك للتبديل التتابعي التي يمكن التحكم بها بذراع ناقل الحركة أو بجدافات مثبتة خلف المقود، ويحمل هذا الناقل برمجة التبديل الديناميكي DSP لمتابعة نمط قيادة السائق وتعديل خارطة التبديل حسب ما يتناسب مع تلك القيادة.
وعبر علبة تحويل توفر نسبا منخفضة Low للقيادة على الطرق الوعرة، تمر قوة المحرك إلى العجلات الأربعة، كما تحمل نفس العلبة نظام لوقف العمل التفاضلي في 3 أجهزة ترسية لضمان الخروج من أصعب المآزق على الطرق الوعرة، فكل ما تحتاجه السيارة هو وجود عجلة واحدة فقط ثابتة على الطريق للخروج من أي مكان تعلق فيه.
ويعمل جهاز الكلتش القياسي بألواحه المتعددة كنظام لـ قفل المحور التفاضلي الوسطي، ويخضع لتحكم أوتوماتيكي بواسطة إلكترونيات الهيكل ويمكنه نقل كامل العزم إلى أحد محوري العجلات حسب احتياجات القيادة.
ويمكن تنشيط آلية قفل أجهزة النسب التفاضلية «يدويا» بمفتاح دائري الحركة مثبت داخل مقصورة القيادة.
كما تحمل السيارة نظام الفرملة التفاضلية EDL كتجهيز قياسي لضمان دقة انسياب وتوزيع العزم بين العجلات الأربعة بما يناسب متطلبات القيادة.
وستثير توارغ الإنتباه إذا كان الأمر يتعلق بتأديتها على الطرق المعبدة أو حين تبدأ رحلات المغامرة على الطرق الوعرة. فقد بذلت بورشة مجهودا جبارا في تطوير الهيكل وتطويع نظاما رياضيا بحتا للتعليق يعمل بهندسة شعبات التحكم المزدوجة في الأمام والخلف، وهذا النظام هو الأكثر موثوقية بين سيارات السباق لأنه يضمن أعلى مستويات التحكم والثبات خلال المناورة السريعة على المنعطفات.
وقد جرى تثبيت أنظمة التعليق على هياكل ثانوية عازلة للضجيج والاهتزاز تضمن نفس مستويات الراحة والهدوء المعهودة من أفضل السيارات المترفة.. كما تحدد هذه الهياكل مراكز تثبيت العجلات بدقة متناهية لتأكيد استقرار السيارة بإحكام سواء كانت الطرقات معبدة أو وعرة.
وتتضاعف مستويات الراحة والثبات باعتماد «زنبركات هوائية» معززة بجهاز إلكتروني لتعديل نسب الخمد بشكل متواصل وسريع بما يتناسب مع احتياجات الطريق والأداء.. بل وتذهب فولكس واجن إلى ما هو أبعد بمنح السائق حرية الإنتقاء بين نمطين جاهزين للقيادة هما «رياضي» أو «مريح» من خلال مفتاح خاص مثبت داخل السيارة. كما يقوم النظام تلقائيا بخفض مستوى ارتفاع السيارة 25 ملم عند تجاوزها سرعة 125 كم/س لتخفيض مركز الجاذبية ومنح المزيد من التحكم والثبات.
ويحمل الهيكل العديد من الأنظمة الإلكترونية لترويض الأداء خاصة عندما تكون المحركات ذات مستويات عالية من القوة والعزم. وتشمل نظاما لمنع انقفال المكابح ABS، ونظاما للتحكم بالتماسك TCS، ونظاما إلكترونيا لتعزيز الثبات ESP، ونظاما للتحكم بكبح المحرك EBC، ونظاما هيدروليكيا لمساعدة الفرامل HBA.. وجميع هذه الأنظمة ستأتي كتجهيز قياسي لكل الطرازات.
وبغض الظر عن الوزن أو سرعة المناورة، سيحظى السائق بآلية كبح نشطة طوال الوقت بفضل الفرامل القرصية المهواة عند الأطراف الأربعة والمجهزة بمكابس ذات وضعية ثابتة.
وتصنع توارغ على غرار سيارات الركاب من جسم وهيكل يصنعان من قطعة واحدة لتأمين صلابة استثنائية عالية. وحرصت فولكس واجن لأن يكون جسم الأربعة أبواب ركيزة عالية التحمل لأثقل الأوزان، وأن تكون لديه القدرة للصمود في أصعب الظروف المناخية بحمايته بطبقات طلاء خاصة تقاوم الصدأ والتقشر لسنوات طويلة.
وتظهر علامات التشابه بين توارغ وبين طراز الفخامة المطلقة الجديد «فايتون» من خلال سمات التصميم الداخلي والجودة العالية للبناء والمواد. ولن يكون صعبا على توارغ تلبية أصعب مطالب عملاء السيارات الفاخرة عند انتقالهم لقيادتها إذ تضمن المقاعد المصنوعة بإتقان توفير مستويات عالية من الراحة، وسترتفع معايير الراحة والشعور بالأمان مع إمكانية تعديل وضعية عجلة التوجيه في اتجاهات مختلفة. ويمكن حسب الطلب الحصول على نظام تكييف إضافي لركاب المقعد الخلفي ليصبح داخل السيارة 4 نطاقات منفصلة للتكييف.
ويمكن تحميل منطقة الأمتعة في الخلف عبر بوابة رئيسية تفتح نحو الأعلى، كما يمكن فتح النافذة الخلفية بشكل منفصل إذا كانت الحمولة خفيفة. ويمكن لـ توارغ سحب مقطورات يصل وزنها إلى 3.5 طن.
وتعتمد توارغ توزيعا ديناميكيا للقياسات لضمان الاتزان بين القيادة الرياضية على الطرق المعبدة، وقيادة التحدي على الطرق الوعرة، إذ يبلغ طول جسمها 4.75 متر، وعرضه 1.93 متر، وارتفاعه 1.72 متر.. فيما يبلغ طول قاعدة العجلات 2.86 متر. وبهذه القياسات يصبح للسيارة معلقين قصيرين في الأمام والخلف، وهي سمة مفضلة عند السيارات الرياضية لأنها تضع العجلات عند الحد الأقصى لأطراف السيارة، وهي أيضا سمة مرغوبة في السيارات الوعرية لأنها تمنح زاويتي اقتراب وابتعاد يمكنهما التغلب على العوائق المرتفعة.
ولتأكيد هويتها كمركبة استجمامية وعرية، وضعت فولكس واجن عتبات الركوب على ارتفاع 30 سم، وهو ارتفاع وسط يتناسب مع استخدامات المدينة وعند القيادة على الطرق الوعرة.. وعندما يقتضي الأمر الخوض في المياه، فيمكن قيادة توارغ براحة وأمان في مستنقعات عمقها 58.5 سم، كما يمكن التسلق بها بزوايا ارتفاع عالية وقيادتها على جوانب المنحدرات بزاوية 45 درجة.
وتمتثل توارغ لأعلى مقاييس تحمل الصدمات من جميع الاتجاهات، وتوفر مجموعة واسعة من أجهزة الأمان وأهمها جسم عالي الصلابة بمناطق تشوه تبعد الأذى عن مقصورة الركاب، وأنظمة إلكترونية في الهيكل لمساعدة السائق على تجنب المفاجآت بأمان، ومجال رؤية واسع ومنظومات تحكم في الداخل لا تشتت انتباه السائق، وإذا وقع الحادث وتجاوز دورع الأمان السابقة، سيحظى الركاب بدروع حماية إضافية تشمل أحزمة أمان ثلاثية النقاط لكل الركاب، ووسائد هوائية أمامية وجانبية وستائرية، ومساند رأس نشطة لحماية الرقبة والعمود الفقري عند الارتداد السريع نحو المقعد.
وبتقديم توارغ، يصبح لدى فولكس واجن مجموعة أوسع من السيارات لتخاطب أهم الفئات الرئيسية في الأسواق، وسيكون بمقدور الشركة الألمانية الشهيرة التنافس بشكل أفضل ضد مرسيدس-بنز وBMW على مستوى السوق الأوروبية بشكل خاص. وستحصل على هوامش ربح عالية نظرا لما هو معروف عن هذه السيارات من تحقيق أعلى مستويات الربح لمصانع السيارات حول العالم.
