بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.
أما بعد
فهذه رسالة للأمة عامة ولإخواننا المسلمين في العراق خاصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيي أهلنا الثابتين في العراق أرض الأبطال
وأحيي المجاهدين في سبيل الله هناك
وأقول لهم أنتم أعلام العرب وذادة الإسلام وإن المسلمين عاجزون
عن شكركم وتقديركم
فقد مر عام كامل على الغزو ولم يستطع الغزاة أن ينفذوا خططهم كما
رسموها وذلك بفضل الله ثم بجهادكم وبجهاد من ناصركم فجزاكم الله
خير الجزاء
وقد فوجئ العدو بقوة المقاومة و جرت الرياح بما لا تشتهي سفنه
فالنتائج التي تحققت داخليا وخارجيا من هذا الجهاد المبارك كبيرة
جدا وإيجابية على مستويات كثيرة بفضل الله بما في ذلك الخسائر
البشرية في صفوف العدو والاستنزاف المالي الهائل في ميزانياته
وهو ما زال يتكبد الخسائر تلو الخسائر فلله الحمد والمنة
وهنا أريد التأكيد على بعض النقاط المهمة:
أولا:
ذلك الحدث الهائل الخطير الذي أظهر الأمور على حقيقتها للجميع
عندما أعلن المحتل بريمر أنه لن يرضى بأن يكون الإسلام مصدرا
لجميع التشريعات أي أنه لن يرضى بالإسلام دينا للعراق وبالتالي
جاء الدستور المعلن وفق إرادته
وهذا يظهر بوضوح أن مجلس الحكم ما هو إلا دمية وأداة في أيديهم
لتمرير مخططاتهم على الشعب
ومن جهة أخرى يظهر مدى حقدهم الدفين على الدين وأن الصراع صراع
ديني عقدي والصدام صدام حضارات فهم حريصون على تذويب الهوية
الإسلامية في جميع العالم الإسلامي فهذا هو موقفهم الحقيقي منا
أما موقفهم من الشعوب الأخرى فهم يستطيعون التعايش مع جميع
المناهج الأرضية في الشرق أو الغرب
لأن هذه المناهج يمكن تغييرها والاحتيال عليها بما يمكنهم من
امتصاص خيرات الشعوب واستعبادهم وأمركتهم على المحاور التي
يريدونها
ولكن التحدي الحقيقي لهم هو في العالم الإسلامي حيث أن التحدي
الرئيسي تحد عقدي ديني وليس تحديا اقتصاديا أو عسكريا بالدرجة
الأولى
فمقصودهم هو القضاء على الإسلام قبل كل شيء لأنهم على قناعة تامة
بأن مخططاتهم في بلادنا على اختلاف محاورها - ولاسيما الاقتصادية
والفكرية والعسكرية والأمنية - لا يمكن تنفيذها إذا كان الإسلام
قائما و حاكما في المنطقة لأن المسلمين حقا يملكون العقيدة
والإرادة والقدرة على مقاومة مخططاتهم ودفع ظلمهم ورد الصاع
بالصاع
وبناء على ما تقدم وبعدما ظهر جليا للجميع أن الحملة الأمريكية
لا صلة لها بأسلحة الدمار الشامل أو برفع المعاناة عن الشعب
العراقي وإنما هو احتلال سافر بكل ما تحمل الكلمة من معنى
لذا فإن الجهاد متعين على جميع المسلمين في العراق في الشمال
والوسط والجنوب
وإن الذين كانوا يتعذرون بزعاماتهم الدينية المنخرطة في مجلس
الحكم الانتقالي لم يعد لهم أدنى عذر بعد أن أقر هذا المجلس
دستور بريمر الكافر
حيث لا يخفى أن إشراك أي مصدر آخر للتشريع مع الإسلام شرك أكبر
مخرج من الملة
أي أن أعضاء مجلس الحكم الانتقالي بإقرارهم للدستور قد ازدادوا
كفرا على كفرهم
وإلا فما الفرق بين الزعامات السياسية فهد وحسني وجابر وصدام
وبقية الحكام وبين الزعامات الدينية في مجلس الشرك الانتقالي
فالعلة الكبرى في تكفيرنا للحكام أنهم لا يحكمون شرع الله تعالى
في جميع شؤوننا مع موالاتهم لأمريكا وهم يتعذرون بضغوطها عليهم
وهذه نفس العلة التي وقع فيها أعضاء مجلس الشرك الانتقالي
وبالتالي ينطبق عليهم نفس الحكم
وما قلناه في البيان السابع عشر من الأدلة عن الحكام في ارتدادهم
عن الملة وعدم التزامهم بمقتضيات لا إله ألا الله ينطبق كذلك على
الزعامات الدينية في مجلس الحكم الانتقالي وعلى أي زعامة أخرى في
أي مجلس مشابه في العالم الإسلامي تقترف ما اقترفوه
حيث إن من أهم ما تعنيه كلمة لا إله إلا الله ... أي لاحاكم ولا
مشرع إلا الله ... فالتشريع من أخص خصائص الألوهية
فمن رضي بهذا المجلس ودستوره عن علم فقد كفر بالله تعالى
فالمؤمن مأمور بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام
قال الله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"
(آل عمران 31)
وقال تعالى: "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله" (النساء
64)
فمن أطاع الرسول فهو المؤمن
ومن أطاع الحاكم أو العالم أيا كان جنسه في تحليل ما حرم الله أو
تحريم ما أحل الله فقد أشرك
قال الله تعالى: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به
الله" (الشورى 21)
يتبع ..