ليس من المناسب تسمية الحقد وما ينتج عنه من سلوكيات وألفاظ بأنها
جميعها" ثقافة" ولكن نسميها كذلك تجاوزاً باعتبارها ثقافة سلبية وضارة
بالمجتمع..
*الحقد كما هو معلوم.. صفة ذميمة.. وخلق سيء... لا يتصف به إلا النفس
الغير السوية المليئة بمخلفات الحسد.. وتراكمات العقد النفسية.. وهو سمة
النفوس البغيظة.. هذه النفوس الحاقدة لا تتنفس إلا بالغيبة.. ولا ترتوي إلا
بأذية الآخرين.. والنقص من قدرهم. وظلمهم.. ولا تنام إلا بدفن تفوق
الآخرين.. ومن المواقف التي تجسد هذه المعاني الرخيصة التفرد بالرأي
وتهميش المبدعين.. وحب الذات.. وشراء الذمم.. وتقمص الشخصية الحازمة
وهي في الحقيقة مكشوفة.. فهذه النفس ضائعة بين رغبات النفس
وأهوائها.. وبقايا ماضٍ أسود بسواد قلوبها.. إن القلوب التي تمتلئ بالحقد
لا يمكن غسلها أو تنظيف ما بها من أدران الأمراض.. بل إن علاجها
صعب.. فعلينا أن نحذر منها ونوزنها بميزان الشرف والنزاهة..
فاصلة..
النفس الحاقدة نبتة سيئة وضارة في تربة المعاملة..
قال الشاعر:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العُلا من طبعه الغضب
