تعد الصين حاليا من أقوى الدول الصناعية في العالم
و بات اقتصادها يهدد الاقتصاد الأمريكي على المدى البعيد .
فصناعاتها باتت في كل مكان خاصة في بلداننا العربية .
Made in china
عندما نلاحظ هذه العبارة على المنتجات
يخطر ببالنا
1) السعر الرخيص
2) بضاعة مقلدة
3) الجودة المتدنية .
و لكن هذه الظنون قد تكون أحيانا صحيحة و قد تكون في بعض الأحيان خاطئة .
سأتناول هنا الإجابة على بعض أهم الملاحظات على الصناعة الصينية .
أولا :
لماذا بضائع الصين بصفة عامة رخيصة نوعا ما ؟
الجواب هو في رخص الأيدي العاملة
و توفر التجهيزات الصناعية و التسهيلات الحكومية لإنشاء المصانع
و استقدام الشركات العالمية لصنع منتجاتها في الصين .
ثانيا :
لماذا بضائع الصين مقلدة للعلامات التجارية العالمية ؟
أتت فترة معينة على الصين كانت تقلد بعض العلامات التجارية
و لكن حاليا اختلف الوضع كليا .
فالصين باتت مركزا مهما لجلب أصحاب الماركات التجارية العالمية
و إغرائها على تصنيع منتجاتها في الصين
لعدة أسباب . منها :
1) رخص الأيدي العاملة
2) التجهيزات الصناعية المتكاملة
3)وقوعها في منطقة تسهل عليها الاتصال بالعالمأ
أجمع عن طريق مجموعة من الموانئ ذات التجهيزات العالية و الاستيعاب الكبير لحاويات النقل البحري .
و لنأخذ مثالا على هذه العلامات التجارية
فلنأخذ العملاق الياباني الرائد في مجال الالكترونيات .
SONY
فهذه الشركة لم تكون اسمها و علاماتها التجارية المعروفة دوليا من فراغ .
بل نالت هذه السمعة القوية نتيجة الجودة العالية للمنتجات التي تقدمها هذه الشركة .
و من المؤكد أن هذه الشركة غير مستعدة
و بأي حال من الأحوال على فقدان هذه السمعة القوية التي تعبت حتى وصلت إليها .
فيكفيك اسم SONY كدليل على الجودة العالية للمنتج بغض النظر عن بلد الصنع .
ثالثا :
لماذا الصناعات الصينية ذات جودة متدنية ؟
كما أسلفت بأنها ليست متدنية بدليل الشركات العالمية المصنعة لمنتجاتها في الصين .
بل يكمن السر في بعض السلع ـ ذات الجودة المتدنية و التي لا تحمل علامة تجارية مسجلة دولياـ
إلى الجهة المستوردة ( الشركة ) التي طلبت شراء البضاعة من الصين
اسمحو لي بطرح مثال ما . ليسهل فهم هذه النقطة .
عندما يذهب أحد مندوبي المشتريات
إلى أحد المصانع الصينية لشراء سلعة ما ( دباسة) على سبيل المثال .
يسأله عن سعر الكرتون من هذه الدباسات .
يجيبه موظف المصنع 10 $
يجيبه مندوب المشتريات بأن السعر مرتفع وهو لن يشتريها أبدا بهذا السعر .
فيخفض له موظف البنك السعر إلى 6 $
فيرضى مندوب المشتريات و يوافق على هذا السعر.
لكنه سيدفع ثمن هذا الانخفاض في السعر . فهو سيفقد جزءا من جودة هذه السلعة .
فالمصنع سيقوم بتخفيض حجم و كمية المواد الأساسية الداخلة في صناعة هذه السلعة إلى الحد الذي يعوضه عن تخفيض السعر للعميل.
فبعض المصانع الصينية لديها مرونة عالية في تلبية رغبات العملاء.
و تقوم بعدها الشركة المستوردة ببيع هذه السلعة علينا و هي ذات سعر و جودة منخفضين
ونحن نلقي باللوم على الصناعات الصينية .
========
خاتمة
========
العيب في المستوردين و ليس في الصناعات الصينية
