بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد ...
أيها الأعضاء الكرام : لقد خص الله شهر رمضان بكثير من الخصائص والفضائل التي ينبغي على المسلم متابعتها وتدبرها ، واستغلالها والحرص عليها ... فلا يعمل إلا أفضل العمل ، ولا يقول إلا أفضل القول .
وشهر رمضان من أفضل الشهور ، لكون القرآن قد نزل فيه ، قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِي أُنْزِلَ فَيهَ الْقُرْآنُ هُدَىً للنّاس } [ البقرة : 185 ]
ومن الأعمال التي تكسب فاعلها عظيم الأجر في شهر رمضان :
1 – الصيام .
قال صلى الله عليه وسلم : (( كل عمل بن آدم له ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، يقول الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، تَرَكَ شهوته وطعامه وشرابه من أجلي – للصائم فرحتان ، فرحة عند إفطاره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) [ أخرجه البخاري ومسلم ] وقال صلى الله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه )) [ أخرجه البخاري ومسلم ] وقال صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لا ترد دعوتهم ، الصائم حين يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم ، يرفع الله عنها الغمام ، وتفتح لها أبواب السماء ))
ولكن ... انتبهوا ! ... الصيام لا يكون بالامتناع عن الطعام والشراب فقط !قال صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزوور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) [ أخرجه البخاري ] وقال صلى الله عليه وسلم : (( الصوم جُنّةٌ ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فلإن سابه أحد فليقل إني امرئٌ صائم )) .
فالصوم إخواني الكرام ، صوم عن الطعام والشراب ، وعن الفسق والفجور ، فإن صمت ... فليصم معك سمعك وبصرك ولسانك وكل جوارحك ... ولا يكُن يوم صومك وفطرك سواء .
2 – القيام .
والمقصود بالقيام هو الصلاة ... سواء بالليل أو النهار ... وعليك صلاة التراويح فهي سنة مؤكدة ، وقم مع الإمام حتى ينتهي حتى تُكتب مع القائمين . قال صلى الله عليه وسلم : (( من قام مع إمامه حتى ينصرف كُتِبَ به قيام ليلة )) [ رواه أهل السنن ]
3 – الصدقة .
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المُرسلة . وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصدقة في رمضان )) [ أخرجه الترمذي ]
ومن أبواب الصدقة :
أ – إطعام الطعام . قال تعالى : { ويُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ( 8 ) إنّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ( 9 ) إنّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ( 10 ) فَوَقَاهُمُ الله شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمَ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ( 11 ) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ( 12 ) } [ الإنسان : 8 – 12 ] وكان السلف الصالح يطعمون الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات . وسواء كان ذلك بإشباع جائع ، أو إطعام أخ صالح حتى لو لم يكن فقيراً .
وعبادة إطعام الطعام ينشأ عنها عبادات كثيرة كالتودد والتقرب والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون سبباً في دخول الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا )) .
ب – تفطير الصائمين . قال صلى الله عليه وسلم : (( من فطَّر صائماً له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )) [ أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني ]
4 – الاجتهاد في قراءة القرآن .
احرص أخي في الله على الإكثار في قراءة القرآن ، بخشوع وتدبر ، فقد كان السلف الصالح يتأثرون عند قراءة القرآن ... ومنهم من كان لا يستطيع مقاومة البكاء من أثر قراءة القرآن والخشية من الله . أخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت : { أَفَمِنْ هذا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ( 59 ) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ ( 60 ) } [ النجم : 59 – 60 ] بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يلج النار من بكى من خشية الله ))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله )) وذكر منها : (( ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ))
5 – الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس .
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلبى الله عليه وسلم أنه قال : (( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس صم صلى ركعتين كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )) [ صححه الألباني ] .
6 – الاعتكاف .
(( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف يعتكف في رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً )) [ أخرجه البخاري ]
7 – العمرة في رمضان .
قال صلى الله عليه وسلم : (( عمرة في رمضان تعدل حجة )) [ أخرجه البخاري ومسلم ]
8 – تحري ليلة القدر .
قال تعالى : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [ القدر : 3 ]
قال صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه )) [ أخرجه البخاري ومسلم ] . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها ، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأخيرة من رمضان رجاء أن يدركوها . عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا رسول الله ، إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )) [ رواه أحمد والترمذي وصححه ]
9 - الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لا ترد دعوتهم ، الصائم حين يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم ، يرفع الله عنها الغمام ، وتفتح لها أبواب السماء )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ))
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ، وعلى آله ةأصحابه أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
