حـَـنـَـانـَـيـْكـُمْ بــِالمـَـشـَاعـِـرْ
ها قد أشرقت الشمس لتـُعلن عن ولادة يوم ٍ جديد
و بدت الطيور تـُحلق بين السحاب
و مضى الناس ليستقبلوا صبحا ً بشيرا ً
أما أنا فقد بدأ ليليَ الطويل من وحشةِ القلبِ الحزين
و دارت بي اللحظات كأنها ساعات
و هبت الرياح ببرودتها كهبوب الآهاتِ في قلبيَ العليل
و رأيت تساقط الندى من الأوراق كالنزف من قلبيَ الجريح
مرَّت بي تلكاللحظات ثقيلة
.
ثقيلة
.
ثقيلة
.
و شعرتُ بأن شيئا ً ما بذاتي لفظ أنفاسهُ الأخيرة
مما زاد ألمي
حينها تمنيت لو أن الشمس لم تـُشرق لأخفي دموعي في عتمةِ الليل
فكلما تراءت تلك الأفكار لي أشعر بأن الضيق يزداد
و أن دموعي تـُعاندني لتقفز من شدة الألم
رغم أنني أحاول أن أبقى صامداً
لكني كلما أفكر من جديد
يتزلزل سكوني
و أشعربقشعريرة تسري في عروقي
فلمَ كل ذاك الألم
لمَ لا أبدد تلك الأفكار
و ألقي بها
لمَ لا أعيش كمن حولي
أتجاهل الجميع
أفكر بسعادتي و أكتفي
لمَ لا أتجاهل المشاعر
و لا أعبأ بالأحاسيس
لمَ
يا قلبي لمَ
أسئلة كثيرة تدور في عقلي
فتتقاذفني رياح الحيرة
و تعصف بي كيف شاءت في بـَيداءِ الألم و الضيق
فأحاول أن أتسلل للهروب منها
لكنها تحاصرني بانتصار
و تبقيني أسيراً لها
خصوصاً في هذا اليوم
الذي تكالبت فيه الآلام
فأبقى ظمآنا ً لاهثا ً إلى من يـُبدد الوحشة ويطفئ اللهيب
فــ يا لها من مشاعر و أحاسيس تزلزل صمودي
و تعزف من جديد لحنها الأليم على أوتار قلبي الحزين
فما كاد جرحي يلتئم حتى تعددت جروحي من جديد
حينمارأيت - و لا زلت أرى - من يستهين بالمشاعر
فيـُبعثرها فوق رمال الكبر
و ينثرها في بحرمتلاطم من اللامبالاة
فتطويها الأمواج
وتذروها الرياح
فيغرق صاحبها في الألم والضيق
كثيرة هي اللحظات التي تمر بنا نتجرع بها مرارة الشعوربالجفاء
ممن يعيشون معنا بدم واحد
و يلتصقون بنا كأظافر اليدين
فنبذل الغالي و النفيس لنكون لهم كالواحة الغنـَّاء المريحة ليرتاحوا على ضفافها في لحظات الألم فتشرق سعادتهم
ثم يكونوا لنا كالصحراء القاحلة
التي لا تـُزهر إلا إذا أرواها المطر
فلا تظهر مشاعرهم الرقيقة إلا إذا أبصروا الدموع تنساب غزيرة على الوجنات
حينها يحاولوا تجفيفها
لكنها تغلبهم و تتدافع كالسيل الجارف
هرباًمن ألم تأجج بين الجوانح
فــ ما أقسى ذلك
و ما أغرب حياة المرء حينما يصاحب هذا
ويحادث هذا
و يتبادل الضحكات مع ذاك
لكنه يغضُّ الطرف عما احتوته قلوبهم من مشاعر
و يتناسى الكلمات الندية
التي تلامس قلوبهم لتقتلع الألم
و تخترق حصون الوحدة
فلمَ لا يقتلع أشواك الكبرياء في النفس
ليزرع بدلاً منها أزهارا ً عابقة َ الشذا
لتـُضفي على نفس من رآها الراحة و الأمان
لمَ لا يداوي الألم بهمس رقيق كالبلسم الشافي قبل أن تنزف الجروح
لمَ لا يبادر برسم الابتسامة فوق الشفاه البائسة
قبل أن تلسعها عقارب الهم والضيق
لمَ لا يكون كل ذلك
لمَ لا نبادر
فهل تحقيقه من الصعب العسير
لا أدري ... رُبما
تساؤلاتٌ كثيرة صالت و جالت بين حنايا عقلي
فزدات حتى غدت كالكثبان
لأنها لم تجد الجواب
حينها أمضي دون إدراك أين أسير
أبحث عن جواب شافي
لكني لا أبصر أمامي سوى طريق مسدود
فأقف صامدا ً
صامتا ً
أتأمل المكان حولي
لكني لا أرى شيئا ً
و لا أسمع شيئا ً
سوى أنين قلبي
و دموع تنساب لتشارك بالأنين
حينهايظل قلمي يخط بسكون مؤلم
عابرا ً أجواء قلبي
ليصف شجوني
و يخط مشاعري الدفينة
فيكتب عن أحاسيس علّها تبقى و إن لم تجد حضناً دافئا
ليكتب عن بصيص من أمل
يضئ في كل الحدود
ويغدو شمسا ً تـُنير الحياة ليلا ً ونهارا ً على مرِّ العقود
فهل ستغدو مشاعر الجميع يوما ً رياحين و زهور تعطر الأجواء بلا ركود
ensa & هطووف
