بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله أجمعين أما بعد:....
فإني سوف أروي لكم قصة عجيبة غريبة فاقة الخيال وتعدت المعقول..
قصة غريبة عجيبة لعل أغرب مافيها أن محدثكم عاصر هاذه القصة بل عاشها .....
تبدأ القصة من هنا....
في العطلة الصيفية الماضية قررت مع مجموعة من الشباب السفر إلى ماليزيا الجميلة الرائعة بعد أن سمع الجميع عنها وإشتاق الكل لها...إلخ.
وبدأت الرحلة ووصلنا إلى هناك ، وبع مرور عددة أيام قرر الجميع الذهاب إلى شا طئ جميل في إحدى مدن ماليزيا، عفوا بمعنا آخر في إحدى جزرها الفاتنة..... ومن هنا تبدأ القصة.
بينما نحن نتجول أنا وعدد من المعارف والأصحاب على الشاطئ الفاتن،
في الحقيقة أني لم أخبركم بصفة عرفت عني وهي أنني أحب الإعتزال والوحدة والتفكير الطويل والتأمل وبينما ننحن نتمشا أحسست برغبة غامرة في الإبتعاد عن الصحب والرفاق والإنزواء بمكان بعيد عن الأنضار وقضاء بعض الوقت في التفكير والتأمل.وبينما أنا كذلك رأيت جزيرة صغيرة جدابالقرب من جزيرتنا فاستأذنت من الرفاق بأخذ قاربنا الصغير والذهاب إلى تلك الجزيرة .
في الواقع لقد سمحوا لي دون تردد فقد كانوا مشغولون باللعب والهو..
فأخذت القارب وذهبت إلى تلك الجزيرة التي لا تبعد سوا كيلوان تقريبن من موقعنا فلما وصلت إليها بحثت عن مكان جميل أسترخي وأفكر عنده وقد وجدت ضالتي...إلخ.
رأيت بالقرب من الشط مجموعة من شجر الجوز الطويل فسارعت إليها وجلست تحت ضلها ومن هناتبدأ مغامرتنا الفعلية فاستعدوا جيدا وإحبسوا أنفاسكم......
بينما أنا مسترخ رافعا ناضريا إلى السماء صرفت نظري قليلا إلى البحر بعيد الأفق، فوجدته صافيا نضيفا ليس به أي عوالق فتلك المنطقة لا يأتي إليها البشر كثيرا، وكانت المفاجأة؟؟
وبينما أنا أتأمل صفاء البحر ونقاوته...إذ لفت إنتباهي شيئ يطفو على سطحه!!!!
يبدو أنه لوح من الخشب؟؟؟
وبدافع الفضول وحب الإستكشاف إقتربت من ذلك اللوح شيئا فشيئا حتى وصلت إليه وكان قد حط على الشط ...
فنظرت إليه وتأملتهوكانت المفجأة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماهذا كتابات منحوتة، وبالعربية من كتبها؟ ومن كتبها؟ ولماذا كتبها؟!؟!؟!
كل هذه الأسئلة وأسئلة أخرى كثيرة طرحتها على نفسي عندما رأيت كتابات عربية منحوتتا على ذلك اللوح.....
فما كان مني إلا أن دفعني فضولي الكبير إلى قراءت ما كتب عليها وكما يبدو من منظر ذلك اللوح فإنه يبو وكأنه قد مرت عليه عقود بل قرون من الزمن حتى وصل إلي!!!!!!
ثم أخذت أقرأ فوجدت مكتوبا فيها هذه القصة الغريبة العجيبة والتي كتبها صاحبها منذ زمن بعيد قائلا فيهاما يلي:
( أنا إنسان مررت بحكايت غريبة عجيبة قلبت حياتي وبدلت أحوالي.. وكل ما أريده من قارء قصت حياتي هذه أنا يضع حاله في مكاني ويتخيل ما حصل لي أنه قد حصل له بذاته ثم يحكم.
أنا إنسان عربي لا يهم من أي بلد أكون ولكن المهم هو ما جرا لي.. لقد تعرفت على صديق عزيز لي في صباي وطفولتي، ومرت الأيام والسنين وكبرنا وأصبحنا الآن في العشرين من أعمارنا.. ولكن الذي حصل أن صاحبي وصديق عمري العزيز أصيب بمرض شديد وبقي طريح الفراش..وفي يوممن الأيام ذهبت لزارته بعد أن أرسل في طلبي.. فلما ذهبت لزيارته وجدت المرض قد أخذ منه ما أخذ فقال لي بثقل : يا صديق الصادق ..قد أخذ مني الإعياء ما أخذ وأرا منيتي قد حانت.. وإني معطيك وصية ولكن وصيتي ألا تفتح هذه الوصية أبدا ولو على حياتك حتى يأتيك أول مولد فعاهدته على ذلك ثم تتمتم قليلا وفارق الحياة .. فأخذت أبكي بكاءا شديدا ثم إنصرفت والدمع ينهمر على وجهي كحب اللؤلؤ المتناثر..
وبعد ذلك مرت السنين والأعوام.. وقررت الزواج.. وفي أول أيام عرسي رأت زوجتي تلك الورقة الملفوفة فبادرت إلى أخذها وفكها.. فسارعت إلى إنتزاعها منها لقد كانت وصيت صديقي المتوفي.. فاستغربت وقالت ماذا بك؟؟؟
فبينت لها الأمر وحدثتها عن وصيته بعدم قرائتها قبل أن يأتيني أول مولد.. فقالت بحيلة وخداع:لقد أوصاك أنت ولم يوصني أنا وسوف أقرؤها أنا دون أن تقرأها أنت فوافقتها وياليتني لم أوافقها؟....
فما لبثت أن أنهت الوصية حتى إلتفتت علي وصرخت في وجهي قائلتا:طلقني أقول لك طلقني فأصبت بصدمة شديدة وأخذت أقول لها ما الأمر فلم تجب علي وبقيت تردد طلقني طلقني.......
وبعد إصرار منها شديد فعلت وطلقتها... ولكن الأمور لم تقف على هذه الحال فقد أخذت الرسالة وذهبت بها إلى والدها واللذي بدوره أوسعني سبابا وشتما وأنا ألح عليهم بأن يوضحوا لي الأمر ولكن لا حيات لمن تنادي ولم يقف الأمر عندذلك بل لقد أخذ الرسالة والد زوجتي وأعطاها والدي فلما دخلت الدار ذات يوم أستقبلني عند باب الدار ووجه لي أقو العبارات الجارحة وأنا في حيرت من أمري ثم طردني وطلب مني ألا أدخل البيت مرت أخرى ثم قذف بالرسالة في وجهي.. فلما هممت بقراءتها تذكرت وصيت صاحبي فعدلت عن الأمر ومضيت في دربي حائرا وأنا لا أدري ماذا تحمل هذه الرسالة العجيبة؟؟
ولكن للأسف فالأمر لم تتوقف على ذلك بل إن خبر تلك الرسالة وصل إلى أهل القرية فأخذوا يلعنونني ويسبونني بل لقد أوصلوا أمر تلك الرسالة إلى حاكم المدينة وكان ماكان....
لقد أمر بنفيي من تلك المدينة إلى أبعد مدينة عن مدينتنا وقد كانت مدينتنا ساحلية فكان نفيي عن طريق البحر.......
وفعلن فقد نفيت وجردت من كل ما أملك ولكني رغم ذلك ما زلت مصرا على تنفيذ وصيت صديقي العزيز رحمه الله وذلك بألا أقرأ الرسالة حتى يأتيني أول مولود........
وبينما أنا على سطح السفينة أقوم بالكنس والتنضيف ضريبة على ركوبي بلا مال والدمع ينهمر من عيني ..إذ رآني خادم لسيد في السفينة وكان ذلك السيدصاحب أموال وتاجر ولكنه كان طيب جدا يعطف على الفقراء والمحرومين أمثالي فلما أبلغه خادمه بخبري طلب رؤيتي في الحال فذهبوا بي إليه في الحال.. فلما عرفت أنه طيب ويساعد أمثالي ضننت أن كربتي قد إنحلت ولكن......
بعد أن طلب لقاءي طلب مني أن أقص عليه قصتي فلماقصصت عليه قصت مأساتي رأف بي وأشفق علي فزاد فرحي وإستبشاري به ولكن ذلك الفرح لم يدم طويلا...?؟؟؟؟؟
لقد طلب مني أن أريه تلك الرسالة العجيبة فسارعت بإخراجها من جيبي وسلمتها لها..ثم أخذ يقرأ بتمعن وما لبث إلا وتغيرت ملامح وجه وإتسعت عيناه واحمرت أوداجه وكاد الدخان أن يخرج من أذناه.....
ثم إلتفت إلي ونظرإلي بنظرة مخيفة مرعبة ثم صاح برجاله أن قيدوه والقوه في البحر .... وبينما هم يقيدوني أخذت أطلب منه الرحمة والعفو
وأنا أبكي بحرقة.. فرق قلبه لي ثم قال لهم فكوا قيده وأعطوه قاربا بلا مجداف وضعوه في البحر ففعلوا..وكان الجو عاصفاوالرياح شديدة والموج عاليا... وأنا أصارع غضب البحر الهائج... قررت أن أتخذ أصعب قرار في حياتي..قرار طالما أجلته كثيرا حتى فاض الكيل وطغىالحمل..
نعم وألف نعم ..لقد قررت أن أقرأهذه الرسالة الملعونة اللعينة التي قلبت حياتي وغيرت سكون أحلامي الهادئةالجميلة... وحول حياتي إلى حلم مخيف..بل كابوس مرعب.. نعم لقد قررت قراءة هذه الرسالة....
وبينما أنا مقبل على هذا العمل العظيم بعد أنا ملأت نفسي بالإحباط والقنوط... أخذت نفسي ترتعد وجوارحي تهتز وأناملي تتخدر وتفكيري ينشل.. ودقات قلبي تضطرب..وجفون عيني ترتعش..وفي وسط ذلك الجو عاصف الرياح....أخذت أخرج الرسالة شيئا فشيئا من مخبئها...هاقد إكتملت أمامي وما لبثت عيني أن وقعت على أول حرف من حروف تلك الرسالة...حتى هبت ريح عاصف قوية إنتزعت تلك الرسالة من يدي وقذفت بها في البحر..... وذاب مع حبر ورقها أخطر سر قلب مجرى حياتي....
فما ملكت إلى أن صرخت صرخة ضننت أن الأرض إهتزت من شدتها...
ثم أخذت أنظر إلى تلك الوصية وهي تغرق في بحر النسيان .. فأخذت أنحت قصتي على سطح القارب قبل أن أموت من الهم أو تودي بحياتي هذه العاصفة الشديدة .............................................) إنتهى. . . . .
***************************************************
أأسف جدا على هذه القصة المحزنة ولكن أتمنا أن تسامحوني عليها وعلى الإطالة.........................
وعلشان ما تزعلون ثرى القصة مجرد قصة من نسج خيال"خيال".
****************************************************
