دعني أموت فحسب
أرهقتني أتعبتني بل سلبت مني كل طمأنينة واستقرار...وحرمتني حريتي وسعادتي..أسرتني بقيود آهاتي..وجعلتني في زنزانة عذابك..وأطلقت لقلبي العنان في عتمتك الرهيبة..حطمت كل أحلامي..وأخذت بيدي معك إلى حيث ما تتمناه لي أن أحلم به...إلى الموت!!..جعلتني أسير في طريق واحد فقط إلى حيث النهاية القاسية.. إلى الهلاك الأبدي...حولت حياتي إلى جحيم..أيها الماضي القاسي... منذ أن تنفست رئتاي هواء الحياة وشبحك المخيف لم يدعني أعيش سوى سبع سنوات من حياتي...لم تطق الصبر حينها ولم تحتمل سعادتي...فمزقت بمخالبك الظالمة صفحة سعادتي...ولوثت نقاء حياتي..وألحقت بي عارا بريئة هي نفسي منه...فكبرت وأنا أحمل ذكراك في قلبي...كبرت على إثر أحلام طفولة محطمة...ترجو أملا يحيها...ونورا ينتشلها من ظلامها...بكيت وانتحبت لأني مازلت حينها طفلة قد ألقي على كاهلها عذابا شديدا...وشيئا عظيما...لم تعي مغزاه ...ولم تدري ما سر شقائها...كل ما في الأمر أنني كنت خائفة.. أعيش واقعا مجهولا مرعبا ...هكذا أمست طفولتي حتى أصبحت نقطة سوداء في ذاكرتي ...بل حولت كل ذكرياتي إلى عالم أسود...وسلبتني سعادتي...أهنئك أيها الماضي الغابر قد أحسنت اختيار وقت طعنتك ... عند الطفولة هذه المرحلة الحساسة..التي لا يملك فيها الإنسان حولا ولا قوة...يرى الحياة بلونها الزهري ويجهل خبثها وخداعها....يتعامل مع الآخرين ببراءته ويجهل أن فيهم القاسي والظالم...يتأثر من كل شيء يخالف معتقداته...هذا ما جرى لي فمازلت أعيش تحت إثر طعنتك هذه....كلما اقتحمت قلبي أفر منك إليك لأنك لم تعد ماضي فحسب بل أنت حاضري ومستقبلي...أذقتني كل ألوان العذاب ولم تكتفي بتعتيم ذكرياتي بل تعديت إلى أحلامي...وأصبحت تطاردني كالشبح في كل أوقاتي ...وتهمس في أذني بصوتك المزعج المبحوح..
لا تزعجيني بمقاومتك هذه...قد انتصرت فلا بقاء لك الآن انظري إلى نفسك أما تعين أنك في عداد الموتى مع حياة روحك؟ وهذا مايريده حتى يزيدعذابي ...لكن لماذا؟؟...لما كل هذه القسوة؟؟...ما هو ذنبي حتى أعذب ! ألأنتي صمت وصبرت؟..أما يكفيك كل ما فعلته بي؟...أرجوك دعني...دعني أموت بسلام ...اترك روحي حتى تنعم برقادها الأبدي بجانب خالقها الرحيم...فو الله لقد سئمتك و يأست من أحلامي ومن حياتي ... ولم تعد لي سوى أمنية واحدة أنت من أنطقتني إياها ...هي الموت والموت فقط حيث الخلاص منك وإلى الأبد.أتمنى أن تنال على أعجابكم وان شاء الله ما اكون طولت عليكم
