الفصل الخامس عشر : العودة الى الديار
عدنا اخيرا الى اوركيديا بعد رحلة طويلة من مطار اوكلاند حيث كانت والدتي حنان تنتظرني مع اخي الصغير هيثم او هيث كما يدعوه اصدقاءه في المدرسة .
هيث هو الاخ الاصغر ذو الاربعة عشر عاما , يشبه اخي هتان كثيرا .
بمجرد ان رأتني امي ركضت نحوي واحتضنتي
حنان : حاتم .... حمدا لله انك بخير .... لقد قلقت عليك كثير
تيم : أمي .... لقد مات كنان
حنان : لا بأس يا عزيزي لا بأس ..... لم يكن الخطأ خطأك
رغم حزن امي الشديد على ما حل بكنان ... الا انها بقيت متماسكة حتى لا تزيد همي
حنان : سيتبل .... كاوري ... مر وقت طويل لم أركم فيه
سيتبل : مرحبا حنان كم انا سعيدة برؤيتك
حنان : هل تحتاجان لمن يقلكما الى منزلكما
كاوري : لا بأس نستطيع تدبر امرنا
حنان : سيارتي واسعة ويوجد مكان للجميع
ركبنا جميعا سيارة امي وأوصلنا كاوري وسيتبل الى منزلهما حيث استقبلتهما عائلتهما بشوق كبير واحضان دافئة , وبعد مسافة سير طويلة وصلنا اخيرا الى بيتنا الصغير .
حنان : اهلا بك في المنزل
تيم : المنزل
دخلت الى المنزل واتجهت على الفور الى غرفتي واستلقيت على سريري الصغير واخذت افكر فيما حدث لكين في ذلك النزل وقبل ان تصل ذاكرتي الى طريقة مقتله قطعت سلسلة افكاري قرعات الباب الخفيفة
تيم : ادخل
دخلت امي من الباب
حنان : حاتم .... هل احضر لك شيئا تأكله ؟؟
نظرت اليها ولم انطق بكلمة وعدت الى غمس رأسي في وسادتي عندها اقتربت امي وجلست على طرف السرير وأخذت تداعب خصلات شعري
حنان : عزيزي حاتم ..... اعلم ان ما حدث صعب عليك ولكن ..... لقد حدث ما حدث
تيم : لماذا ..... لماذا دائما يموت كل من أحب ..... هتان ... أبي .... والان كنان
حنان : لا تقل هذا الكلام .... أنت رجل مسلم .... وما حدث لابيك وهتان قضاء وقدر .... نم قليلا يا عزيزي وخذ قسطا من الراحة ..... تصبح على خير
وخرجت امي من الغرفة .... لا اخفيكم علما بأن كلام أمي أراحني كثيرا وشعرت على الفور بالنعاس ,ما هي الا دقائق معدودة حتى هزمني النوم وتمكن مني .
(( دعها وشأنها !!!! ... أرجوك لا تفعل !!! ))
أصوات متداخلة ما بين صراخ امرأة وبكاء طفل وسقوط اشياء على الارض . فتحت عيني في ذهول ظنا مني انه مجرد كابوس ولكن الاصوات لم تختفي فمازال صوت المرأة وصراخ الطفل موجود بل زاد الصوت وكأنه يحدث خارج غرفتي .
نهضت عن سريري وركضت نحو الباب متخبطا حتى تمكنت من الخروج من غرفتي حيث كان أخي الصغير هيثم يقف مذعورا وصدوما ينظر الى غرفة الجلوس وكأنه يشاهد شبحا امامه .
تيم : هيثم .... لماذا تصرخ !!
ظل هيثم واقفا كالصنم ولم يحرك ساكنا , ركضت نحوه وانحنيت لامسك به ولكن شخص اخر لفت انتباهي اكثر وصدمني يقف في وسط غرفة الجلوس بالقرب من جثة أمي . لم أصدق ما أرى انه الرجل ذو المطرقة الطوبية يقف وسط بركة من دماء امي التي فارقت الحياة اثر ضربة قوية على رأسها .
تيم : يا الهي !!!
نظر المسخ نحوي وعيناه مليئة بالكره والغضب الشديدين وامسك بمطرقته الطوبية بكلتا يديه وهم بالهجوم علي ولكن باب الشقة انكسر وهم الجيران بالدخول الى الشقة وقبل ان يصلوا الينا ركض المسخ نحو النافذة المغلقة وقفز منها , وركضت انا بدوري نحو النافذة لارى اين ذهب , لقد سقط على مكب النفايات وفر هاربا ولكنه ارتطم بشخص يمشي في الظلام وسقط الشخص على الارض واكمل المسخ طريقه للهروب .
أصوات الجيران أخذت تعلو ما بين صدمة وذهول وتعجب وأحدهم كان بالقرب من شقيقي هيثم يحاول تدفئته بمعطفه ظنا منه انه يشعر بالبرد فقد انخفضت حرارته كثيرا واخذ يرتجف فقد كانت الصدمة قوية جدا عليه .
نظرت الى جثة امي وانحنيت اليها , لا استطيع وصف شعوري في هذه اللحظة وكأن العالم بأكمله انهار من حولي , لا اعلم هل ابكي ام احبس دموعي قليلا فالوقت ليس وقت الحزن والبكاء , حياتي الان في خطر , الكثير من الاسئلة تدور في رأسي , كيف جاء الى هنا ولماذا ؟ ولماذا قتل أمي ؟ لما كل هذا الاصرار على قتلي ؟ ..... لحظة .... اذا كان تمكن من المجيء الى هنا فبكل تأكيد سيلحق بسيتبل وكاوري !!!!
أسئلة كثيرة تدور في أذهان الجيران ولكنه ليس وقتها الان يجب علي الاطمئنان على كاوري وسيتبل , ركضت الى غرفتي لاخذ هاتفي النقال من على الطاولة وتفاجأت بوجود خمسة مكالمات فائتة من سيتبل , شعرت بالقلق الشديد واتصلت على سيتبل .
تيم : سيتبل لقد ...
ولكن صوت سيتبل كان حزينا جدا وكأنها تبكي
تيم : سيتبل .... هل كل شيء على مايرام
سيتبل : تيم .... كاوري ماتت !!!
شعرت برعشة احتلت جميع اجزاء جسدي المصدوم
سيتبل : لقد عثروا عليها مقتولة في عرفتها اثر ضربة قوية على رأسها
تيم : سيتبل .... انه هنا .... لقد رأيته قبل قليل .... وقد ..... قتل أمي
لم تجب سيتبل
تيم : سيتبل ...
سيتبل : انا اسفة يا تيم ... كل هذا بسببنا
تيم : سيتبل اسمعيني جيدا .... حياتنا الان في خطر .... لا تظلي وحدك في اي مكان ... سأذهب الان الى مركز الشرطة .... يجب ان تذهبي انت ايضا هل تسمعينني ؟؟
سيتبل : انا هناك الان
تيم : جيد
؟؟؟؟ : هل انت .... حاتم العلي ؟؟ الشهير بتيم
أحد رجال الشرطة كان يقف امام باب غرفتي , نظرت اليه ونسيت مكالمتي مع سيتبل
تيم : اجل انا
عدت مرة أخرى الى المحادثة مع سيتبل
تيم : سيتبل ابق في مركز الشرطة سأكلمك لاحقا
واغلقت الخط
الشرطي : نحن من شرطة المدينة .... ماذا حدث بالضبط هنا ؟؟
شرحت للشرطي كل ما حدث بالضبط .
الشرطي : هل تعتقد بأنك ستستطيع خداعنا بهذه القصة ؟؟
تيم : صدقني لقد قتل ذلك المسخ امي وفر هاربا من النافذة
الشرطي : كفاك هراءا هل يستطيع احدا النجاة من هذه القفزة ؟؟ تيم انت مقبوض عليك بتهمة قتل السيدة ....
واخرج الشرطي أصفاده وهم بتصفيد يدي
؟؟؟؟ : انتظر لحظة !!!!
دخل شرطيا اخر الى الشقة وهمس بأذن الشرطي الأول , نظر الشرطي نحوي وبدا مستغربا وكأنه صدق روايتي
الشرطي : من الجيد أن هناك شاهد عيان شاهد احدهم يقفز من النافذة وارتطم به عندما حاول الهروب
تيم : سيدي أرجوك .... خذني انا وأخي لمركز الشرطة فوجودنا هنا يشكل خطرا على حياتنا
الشرطي : وهذا ما سنفعله الان
خرجنا انا والشرطي من الشقة حيث حضر رجال الاسعاف ايضا وتم أخذ جثمان امي , وعندما نزلنا الى الشارع لمحت أحد رجال الشرطة يتحدث الى شخص ما وسط زحمة السكان المتجمهرين ليستطلعوا الامر .
تيم : هل هذا هو الشاهد ؟؟
الشرطي : نعم انه هو من أنقذ حياتك
ذهبت الى الرجل بعدما ذهب الشرطي ودخل الى السيارة حيث كان شابا ابيض البشرة اشقر الشعر يشبه كنان قليلا , فكلاهما بنفس الطول وقصة الشعر ولون العينين , يرتدي سترة بنية وجينز ازرق
تيم : سيدي ؟؟
القى الرجل بسجارته واطفأها بقدمه
الرجل : انا اسف لما حدث لوالدتك فقد اخبرني الشرطي بما حدث
تيم : لقد انقذت حياتي
الرجل : لا عليك .... بالمناسبة أدعى هاورد ماكنيميرا انا اسكن هنا في الجوار
تيم : وانا حاتم العلي .... يمكنك مناداتي بتيم
هاورد : حظا موفقا مع الشرطة
وذهبت الى سيارة الشرطة حيث كان اخي هيثم مستلقيا في المقعد الخلفي وجلست بجانبه وانطلقنا بعيدا عن المنزل الى مركز الشرطة .
يتـــــــــــــــــــ:cray:ــــــــــــــــــــــــبع