الفصل الخامس عشر والاخير : انتهت قبل ان تبدأ
مضت ثلاثة ايام بعد الكارثة التي حدث لريجينا في مدينة الراكون , حيث تم القبض على العالم كيرك في اليوم التالي وتم انقاذ ديلين وبقية اعضاء الفريق الذين ذهبوا الى مدينة ايدوارد .
وقفت ريجينا بالقرب من سيارتها الرصاصية تراقب المبنى الكبير الواقع في منتصف منطقة مهجورة حيث مجموعة من الحراس يحرسون بوابته الكبيرة , وفجأة مرت بجانبها شاحنة كبيرة تنقل مجموعة من المساجين ومكتوب عليها (( سجن الراكون التأديبي )) , حيث المبنى الكبير ما هو الى سجن تم بناؤه بعد حادثة مدينة الراكون التي حدثت قبل ثلاثون سنة .
ركبت ريجينا سيارتها وانطلقت بعيدا عن المنطقة واخذت تنظر الى الملف الاسود الموضوع على المقعد المجاور لها والذي اعطتها انات في قبل ان تنتقل الى زمنها الحالي .
ممرضتان تمشيان في ممر طويل احداهما شقراء والاخرى ذات شعر اسود قصير , استمرتا في المشي حتى وصلتا الى باب مزدوج يقع في نهاية الممر
الممرضة الاولى : انتظري هنا قليلا
الممرضة الثانية : حسنا
دخلت الممرضة الاولى ذات الشعر الاسود القصير من الباب المزدوج حيث كان مكتب كبير يجلس على مقعده رجل في العشرينيات من عمره
الممرضة : سيدي .... لقد تم تعين الممرضة الجديدة وها هي تنتظر في الخارج
الرجل : فل تدخليها
الممرضة : حسنا
فتحت الممرضة الباب ودخلت الممرضة الثانية الى المكتب وخرجت الاولى واغلقت الباب خلفها , واخذ الرجل يفحص ملف السيرة الذاتية الخاص بها
الرجل : جيسيكا البرت .... ثلاثة وثلاثون عاما ..... جيد .... لديك خبرة طويلة في مجال الابحاث العلمية
جيسيكا : اجل سيدي
واخرجت من الغمد المربوط في ساقها مسدسا وصوبته نحو رأس الرجل
الرجل : ماذا .... ماذا تفعلين !!!!
جيسيكا : احاول تصحيح الامور ..... وداعا يا سيد سبينسر
واطلقت رصاصة اصابت رأسه على الفور وقضت عليه
جيسيكا : تمت المهمة
واخرجت من حقيبتها جهاز ارسال وجهاز اخر يشبه جهاز تحديد الاحداثيت الذي كان مع ريجينا سابقا ونزعت شعرها المستعار الاشقر وكشف عن شعرها الاحمر القصير
جيسيكا : هنا ريجينا ..... حول
سميث : هنا سميث ..... حول
ريجينا : سأرسل الاحداثيات الان .... أرجوك اسرع قبل ان يكتشفوا امري
سميث : تم استقبال الاحداثيات سأرسل البوابة الان
مرت عدة دقائق وظهرت الدائرة الكريستالية في المكتب قبل دخول الممرضة واختفت ريجينا وسط الدائرة الكريستالية وعادت الى عالميها الحقيقي
سميث : اهلا بعودتك
ريجينا : لقد تمت المهمة .... لقد قضيت على اوزيل سبينسر وجيمس ماركوس .... لم يبقى سوى مهمة واحدة لانقذ مدينة الراكون
اخرجت ريجينا الملف الاسود ونظرت الى الاوراق حيث كان المجلد الاول به صورة جيمس ماركوس والثاني به صورة اوزيل سبينسر بقي مجلد ثالث ورسالة موجودة في اخر الملف .
سميث : هل انتهى الامر ؟؟
ريجينا : ليس بعد .... مازال هناك مهمة اخيرة ونصحح الامر
جنازة كبيرة بها الكثير من الاشخاص يرتدون البدل السوداء بقفون امام مقبرتين كتب على احدها جيمس ماركوس والاخرى اوزيل سبينسر .
اقتربت ريجينا من الرجل الاشقر الحزان الواقف امام قبر صديقيه وهو يبكي
ريجينا : هل انت السيد اشفورد ..... اليكس اشفورد ؟؟
التفت الرجل وهو يمسح دموعه
اليكس : اجل ... انا اليكس اشفورد
ريجينا : انا اسفة لما حدث لصديقيك ولكن هناك امر مهم يجب ان اخبرك به
اليكس : وهل هذا الوقت المناسب للامور المهمة ...
ريجينا : ارجوك .... الامر يتعلق بحياة الكثيرين ..... ارجوك
رافق اليكس ريجينا الى مكتبه
اليكس : حسنا ..... ما هو الامر المهم
اخرجت ريجينا جهاز عرض ووضعته على مكتب اليكس وقامت بتشغيله حيث عرض مشاهد لتجارب حيوية يقوم بها ماركوس ومجموعة من العلماء على البشر وسبينسر يشاهد بفرح عذاب الاشخاص الذين تقام عليهم التجارب .
اليكس : ما هذا ؟؟
اصيب اليكس بذهول من ما رأى
ريجينا : هذا ما كان يقوم به ماركوس واوزيل
اليكس : من أين حصلت على كل هذا ؟؟
ريجينا : سيد اشفورد لو بقي ماركوس واوزيل على قيد الحياة .... هناك امور مرعبة ستحدث في المستقبل
اخرجت ريجينا المجلد الثالث من الملف الاسود واعطته لاليكس
ريجينا : ارجوك ..... ركز على هذه الابحاث ..... انت صاحب هدف نبيل .... وهذه الابحاث قد تساعد الكثيرين على الشفاء
اخذ اليكس ينظر الى المجلد ويفحص اوراقه
اليكس : هذه ابحاثي ..... ولكنها ..... اكثر تقدما
ريجينا : ارجوك .... انقذ المستقبل
وخرجت ريجينا من المكتب وعلى الفور اتصلت بسميث عن طريق جهاز الارسال الخاص بها ليعيدها الى زمنها الاصلي .
بعدما عادت ريجينا الى زمنها الحالي اتجهت على الفور الى مدينة الراكون حيث السجن التأديبي ولكنها تفاجأت .... فقد عاد كل شيء الى ما كان عليه .... عادت مدينة الراكون كما كانت من قبل ..... بل أفضل .
ريجينا : لقد نجح الامر !!!
عادت الشوارع والمباني ومركز الشرطة الذي اصبح مصحة لعلاج امراض السرطان المختلفة .
دخلت ريجينا الى المصح حيث كان مجموعة من الاطباء يعالجون المرضى وبعضهم يساعدهم على تعبئة نماذج الدخول الى المصحة .
اقتربت ريجينا من احد الاطباء
ريجينا : عذرا ....
الطبيب : تفضلي سيدتي كيف يمكنني ان اخدمك ؟؟
ريجينا : من صاحب هذا المشروع الرائع ؟؟
الطبيب : صاحبة هذه الفكرة الرائعة هي البروفيسور شيري بيركن
ريجينا : شيري بيركن ؟؟؟ ..... هل يمكن ان اراها ؟؟
الطبيب : بكل تأكيد .... ما لم تكن مشغولة مع احد المرضى
تبعت ريجينا الطبيب الذي قادها الى مكتب شيري بيركن التي اصبحت في الاربعين من عمرها واصبح شعرها الاشقر اقرب ما يكون الى الرمادي , حيث كانت تجري اتصالا هاتفيا مع احد الممولين لمشروعها
الطبيب : بروفيسور شيري ؟؟
شيري : تفضل يا كلارك ما الامر
كلارك : هناك امرأة تريد رؤيتك
ريجينا : شيري .... لقد كبرت كثيرا
شيري : (( تضحك )) جميعنا نكبر بسرعة في هذه الايام
تذكرت ريجينا ان مأساة الراكون لم تحدث اصلا وهذا يعني ان شيري لن تتذكرها
ريجينا : شيري .... ما تقومين به عمل رائع ....
شيري : كم اتمنى رؤية العالم اليكس اشفورد واشكره على ما فعله , فهو مكتشف دواء اشفورد لعلاج السرطان .. ونظرا لسعره المرتفع .... نحاول توفيره مجانا هنا
ريجينا : في الحقيقة والدتك لها الجزء الاكبر ..... فهي التي انقذت الموقف في اللحظة الاخيرة
اخرجت ريجينا الرسالة الموجودة في ملف انات الاسود واعطتها لشيري
ريجينا : هذه الرسالة من والدتك فقد طلبت مني ان اعطيها لك
وهمت ريجينا بالخروج من كتب شيري ولكن
شيري : عفوا ... ما اسمك مرة اخرى
ريجينا : ريجينا .... ادعى ريجينا
شيري : هل التقينا من قبل ؟؟
ريجينا : ربما في وقت سابق
خرجت ريجينا من المصحة وهي متبسمة وفرحة بما وصلت اليه الامور , فقد عادت المدينة كما كانت ..... بل عاد العالم كما كان .... صحيح ان هناك مشاكل صغيرة بدأت بالظهور ولكن المشاكل الكبيرة انتهت .... فعلا .... المأساة .... انتهت قبل أن تبدأ
النهاية
حسان باشا