من منا لم يخنه ذكاؤه يوماً فوقع ضحية للخطأ والغفلة؟! من منا لم تهو به سذاجته التي يظنها قمة الفطنة في حفرة من طين أسود؟! من منا لم يدفع الكثير من الثمن في سبيل تحقيق اَماله؟
أيها الأمل الكاذب كنت لي بريقاً يشع ويتوهج فلم أشعر بقدميّ وهما تتبعانك، فكنت كمريض نفسي ابتلي بداء المشي في أثناء النوم.
ظننت أنك الحضن الدافئ الذي سيحميني من برودة الليالي، والعين الساهرة لخدمتي ورعايتي، توسمت فيك المعاني الجميلة الخالدة، وعلقت عليك اَمالي التي بنيتها لبنة لبنة إلى أن تلاشى ذلك كله في ليلة ظلماء باردة اتضحت فيها الرؤيا بعد أن عصفت بها ريح شديدة هزت خطواتي، وزعزعت كياني وهدمت اَمالي، فلم يبق لي من ذلك كله سوى حسرة، وحرقة، ولوعة.
حسرة على أيام نسجت فيها من خيوط الحب ألواناً وأنواعاً من الديباج، وحرقة على حقيقة كانت غائبة عني ولم تكن بعيدة ولكن بريقك الكاذب زينها لي فلم ألحظها، ولوعة أحس بمرارتها كلما تذكرت سذاجتي وغفوتي التي جعلتني ألهث وراء أمل زائف. •
مع تحياتي ..
عاشقة الورد