هذه صفحات من مذكرات فتاة ..
أغلبها مستوحاة من قصة حياتي ..
إلا أنها تحوي بعض التغييرات ..
هي مجرد فضفضات ..مجرد مساحات للراحة في زمن يملأه الضيق ..
حتى أن المرء لا يجد مساحة الراحة هذه إلا في عالم اللاحقيقة ...
هاهي نهاية أسبوعي هذا تمر بسرعةالبرق ..أتساءل لم الأيام تمضي سراعا ..؟
بالأمس كنا نحتفل بعيد الفطر وقبله كنا نحتفل بقدوم رمضان ..
شهران قد انصرما بسرعة قصوى ..
ولكن لم كل هذا الاستياء مني ..؟
ألم تكن غاية منيتي أن تنقضي الأيام حتى يعود اللقاء ..؟
أجل إنني أتمزق شوقا للقاء عائلتي العزيزة ..
الآن فقط أدركت كم أن الأهل نعمة ..
كم أشتاق لهم ..كم أفتقدهم ..
أمي الغالية ..
آهٍ يا إلهي ألهمني الصبر ..
لقد كانت بمثابة الأخت والصديقة ..
كنت أعتمد عليها في كل صغيرة وكبيرة ..
لا أخطو خطوة ولا أضع خيطا في إبرة قبل ..
أن آخذ بنصائحها ومشورتها المفيدة ..
أما الآن من لي سواها ..؟
لم تعد بجانبي ..
حتى صوتها الحنون ..حرمته ..
لا أسمعه إلا في الأسبوع مرة واحدة ..
لم نحن بني البشر هكذا ..؟؟
لا ندرك قيمة النعم إلا عند فقدها ..
لو أنني بقربها الآن لبينت لها مدى الشوق والحنين الذي يعتصر قلبي الولهان ..
...
آه ..كم هي الحياة كئيبة ..
والجو هناك في الخارج يبدو كئيبا هو الآخر ..
هل مسحة الكآبة التي تطغى على الأشياء هي من نسج غشاوة قد طغت على بصري ..؟
أم أن هذا الجو الملبد بالغيوم ..
شاء أن يتخذ الكآبة وشاحا كي يواسيني ..؟
أكره الجو الكئيب ...أحب المرح ..
الحمد لله اليوم إجازة ..
ولكن غدا سأضطر إلى مواجهة هذا الواقع الذي أهرب منه ..
أجل ...اليوم كم ضاعت محاولات أخي سدى في حملي على الخروج من المنزل ...من أجل أن أرفه عن نفسي ..
رفضت بعناد شديد ..
تخيلت نفسي طفلة ترفض انتزاعها من أحضان والدتها ..
عندما رفضت انتزاعي من أحضان غرفتي الصغيرة ..
يبدو أنني عدت إلى عادتي القديمة ..
الوحدة ، العزلة ، الانطواء ...
غدا سأذهب إلى المدرسة ..
ولن تنفع محاولات الهروب الجبانة من جانبي ..
لكن لا بأس ..
آه ..تذكرت ..
يجب أن أستذكر مادة الاختبار ليوم الغد ...
ولكن لي عودة إن شاء الله ..
لا أدري ما هو مصدر هذه الراحة الملائكية التي اجتاحتني ..
أكل هذا بسبب فضفضات ..
أو لنقل خربشات ..؟