عادت الأنظار إلى نادي ليدز يونايتد لتلقي ظلالاً من الشك حول أخلاقيات لاعبيه·· بعد الإعلان الغامض للغاية عن أن لاعبه الإنجليزي جوناثان وود جيت قد أصيب·· وأن فكه قد انكسر·· وأنه سيغيب عن فريقه حتى نهاية الموسم·
وظهر بيتر ريد سدايل رئيس ليدز·· وهو يبدو محرجاً للغاية خلال قراءته البيان المقتضب الذي اعتبر بياناً من أحد المحامين وليس من رئيس ناد لابد أن يتحمل مسؤولياته التربوية أولاً تجاه لاعبيه·
ولم يقل ريد سدايل سوى أن وودجيت وعائلته لا يريدون التعقيب، وأنهم لا يريدون لأحد الاتصال بهم·
ولكن هناك من يقول ان الاعتداء الذي وقع على اللاعب كان ضمن خطة تهدف لإلحاق أقصى الأذى به·· من جانب عصابات محلية في ميدلسبره·· حيث يعتقد أن الأضرار التي لحقت باللاعب لم تكن بسيطة·· وإنما أكبر من ذلك·· حيث قالت مصادر إنه نجا من موت محقق، وقد تكون قد لحقت به كسور في مختلف أنحاء جسده·
وبطبيعة الحال نحن لا نعرف الحقيقة·· وهل هي فقط ما أعلنه رئيس النادي المشهور بخطاباته بحكم كونه عمل من قبل في مجال المحاماة- أم أن هناك أشياء أخرى خاصة بالنسبة لودجيت·· وهو عضو ناشط في الحزب القومي المتطرف·· الذي يطالب بأن تكون بريطانيا فقط للبريطانيين·
ورغم أن المدرب ديفيد أوليري طالبه أكثر من مرة بعدم وضع اسمه ضمن قائمة أعضاء الحزب في المدينة حرصاً على عدم توتر العلاقة بينه وبين أي لاعب غير بريطاني إلا أن اللاعب الذي يبلغ عمره 22 عاماً واصل تحديه وضرب عرض الحائط بالنصائح·· بل خطط مع زميله في الفريق لي بوير للاعتداء على الطالب البنجلاديشي سرفراز نجيب في وسط الحي التجاري في ليدز في يناير ،2000 وبالفعل ما ان رأياه خارج الحانة التي كانا يشربان الكحوليات فيها حتى جريا نحوه وانهالا عليه بالضرب واللكمات، وكانت في أيديهما قطعة خشبية أرادا أن يكسرا بها يده لكنه قاومهما فضربا قدمه، وعندما شاهدهما زميلهما مايكل ديوبري وهو أسمر حاول أن يمنعهما·· ولكنهما سباه بلونه رغم انهما زميلان له في الفريق نفسه·· وحاولا الفرار بسرعة في سيارة جاءت مسرعة عندما اتصل بهما هاتفياً وودجيت·
وقال ديوبري انه شاهد وجهاً يقود السيارة رآه سابقاً مع وودجيت لكنه لا يلعب في ليدز·
وجاءت شهادة ديوبري تعقيباً منه لإحدى الإذاعات على الحادث الذي وقع على زميله·
وكشف ديوبري أيضاً عن أن النادي يعاقب بشدة من يكشف أسراراً عن تورط أحد اللاعبين في حوادث معينة ورفض أن يفصح عن ماهية هذه الحوادث·
وعندما سُئل ديوبري عن أسباب عدم ذكره لهذه الحقائق إلا لاحقاً قال انه خشي الأذى من بعض العصابات المحلية·· خاصة أنه ملون·· لكن لأنه قرر العودة إلى لندن للحياة فيها·· والسفر إلى ليدز فقط للتدريب أو المباريات فإنه أراد إخبار الجميع بما حدث في تلك الليلة رغم أن ذلك قد يعرّضه للعقوبة·
وتضع كلمات ديوبري القليلة·· والوصف الدقيق لما حدث رئيس ليدز في مأزق أخلاقي أولاً·· لأنه مازال يدافع عن لاعبيه·· رغم أخلاقياتهم المتدهورة·· وسلوكهم المشين·· لدرجة أن قناة بي·بي·سي الحكومية استنكرت في نشرتها التليفزيونية أسلوب ريد سدايل· وأشارت في أكثر من مناسبة إلى الأسلوب غير الأخلاقي للاعبيه ودفاعه المستميت عن هذا الأسلوب·· وبلا تعليق ونوهت إلى أن ريد سدايل رفض إجراء أية مقابلة معه، واكتفى بإرسال البيان عبر البريد الإلكتروني إلى موقع ناديه على شبكة الانترنت والى جميع وسائل الإعلام·
يلاحظ أن وسائل الإعلام هنا تعاملت مع الحدث باقتضاب شديد·· نظراً لحالة التوتر التي تعيشها بعض مدن الشمال·· مثل بولتون التي شهدت من قبل أعمال عنف عرقية·· ولكن لا ينفي هذا مطلقاً حالة التوتر التي عاشتها عدة مدن مثل ميدلسبره وليدز بسبب أنشطة الحزب القومي المتطرف هناك·
وهكذا تعيد حالة وودجيت الأنظار مرة أخرى إلى إحدى أهم مشكلات كرة القدم الانجليزية عودة العنصرية إليها بعد سنوات من محاولة نسيان ذلك·
( الاتحاد الرياضي )