إليك أيها القاسي غليظ القلب والمشاعر معاق العقل والذهن إليك يا من لم تقدر قيمة والديك ونعمة ظلهما عليك يا من أهنت مكانتهما واستهترت بمشاعرهما وسخرت من عجزهما ومللت من حبهما يا من أدرت ظهرك لهما في اصعب أيامهما وهما في أمس الحاجة إلى رعاية وحنان يديك قطعت وخسئت يدك هذه التي أبت أن تمسح دمعة والديك سؤال أوجهه إليك يا من ودعت كنوزك ومفاتيح سعادتك في دار العجزة دون أن يتحرك لك جفن يا من أبكيت و أحزنت والديك واشتكيت منهما وبخلت عليهما وتمنيت زوالهما سؤال أوجهه إلى كل عاق هل أنت اليوم سعيد في حياتك ؟؟مرتاح البال ومطمئن القلب؟؟ قبل أن تجيب وتبحث حولك عن أسباب سعادتك [المزيفة] أرجو أن تقف أمام المرآة وتنظر في عينيك أولا ولتسأل قلبك الآن هل أنت حقا تعيش في سعادة ؟؟هل أنت في نعمة أم نقمه ؟؟رغم وجودك بين فلذات كبدك أبناؤك وزوجتك وحصولك على معظم ما تمنيته ألا تفتقر إلى الطمأنينة و الراحة النفسية ؟؟ألا تشعر بالنقص وفراغ وقلق كبيرين يكدران حياتك؟؟ فلتسأل نفسك السؤال المهم هل بررت بوالدي ؟؟؟ وهل أرضيت ربي؟ ويا ترى هل أبنائي الذين يملؤون الفرحة والبهجة والألوان في حياتي اليوم يبرونني عند كبري وعجزي غدا ؟؟..وكيف سأتحمل قرارهم القاسي في يوم من الأيام بالتخلي عني ؟؟رغم كل وعيهم وإدراكهم بان والدهم أو والدتهم سعيا وهلكا في سبيل توفير السعادة والراحة لهم بشتى الطرق والوسائل ..
عزيزي العاق قبل أن يتحول هذا الكابوس إلى حقيقة وقبل أن توجه أعين والديك الدامعة نحو السماء طالبه الرحمه وتحل عليك آهاتهم ودعاؤهم فينزل غضب القهار عليك ويختفي كل ما كسبته وجمعته في لحظه ..فلترجع .. ارجع لكنوزك حالا وعاجلا وارتم على اقدامهما وبين أحضانهما الدافئة واطلب السماح منهما عسى أن يغفر الله ويقبل توبتك..
دمعة شفقة انسكبت : ليس على الوالدين فلهم الله ورحمته الواسعة إنما هي على الأبناء الذين لم يقدروا نعمة من اعظم نعم الخالق عليهم ..ونسوا أن هناك الكثير ممن حرموا من هذه النعمة وباتوا يشتاقون ويتوقون لدفء وحضن الوالدين..